صوتٌ حادٌ ومزعجٌ كأنه يمزق الأذنين انطلق فجأة. السيدان التي كانت تتحرك بسلاسة توقفت فجأة على طريق الأسفلت، تاركةً علامةً سوداء محترقة على السطح. ليليانا، التي لم تكن مستعدة لهذا التوقف المفاجئ، ارتطمت بقوة بلوحة القيادة بعد أن قذفتها القوة من مقعدها.
“آه…!”.
صرخةٌ قصيرة انطلقت من فمها وهي تصطدم بلوحة القيادة. لم تكن تعرف ما الذي يحدث. أغمضت عينيها للحظة، وعندما فتحتهما، اجتاحها ألمٌ شديد كأن جسدها يتفتت. كل شيء حولها أصبح هادئًا بشكل مخيف، كما لو أن العالم توقف عن الحركة. السيارة كانت متوقفةً في زاوية من الطريق الخالي، ولم يكن هناك سوى دقات قلبها المتسارعة التي كادت تكسر ضلوعها.
“هل جننت؟!”.
صوتها الحاد توجه نحو ثيودور، لكنه لم يجب. يداه كانتا تعتصران عجلة القيادة بقوة حتى برزت عروق يديه بشكل واضح. في تلك اللحظة، شعرت ليليانا بجوٍ غريب ومشؤوم يعم السيارة. قلبها بدأ يخفق بقوة أكبر، كأنها تستشعر خطرًا يقترب. ثم، سمعته يتحدث بصوتٍ منخفض، واضح ومخيف في آن واحد: “لنكن صريحين مع بعضنا لمرة واحدة.”
“…”
ليليانا لم تجد ما تقوله. كانت الكلمات تتردد في ذهنها، لكنها لم تستطع نطقها. تابع ثيودورو، وصوته يحمل نبرةً هادئة بشكل مرعب: “سأبدأ أنا. انسِ كل ما قلته سابقًا. كل تلك الهراءات عن “تصرفي بحكمة”، كانت مجرد كلام فارغ، محاولًا التظاهر بالتسامح. دعينا نضع ذلك جانبًا.”
كان صوته هادئًا بشكل لا يصدق، لا يتناسب مع الرجل الذي داس على الفرامل بقوة للتو. لم تكن كلماته شيئًا يمكن تجاهله أو أخذه على محمل المزاح. ومع تدفق كلماته، شعرت ليليانا بوجهها يشحب أكثر فأكثر. كانت تعتقد أنها تعرف ما سيقوله بعد ذلك، وأرادت أن توقفه، أو على الأقل تسد أذنيها لتمنع نفسها من سماع المزيد. لكنها تجمدت، عاجزة عن الحركة، وفاتها الوقت.
“ذلك الرجل الذي تسمينه ” المعلم”، ذلك الذي لا أعرف إن كان حبيبكِ أو شيئًا آخر… أتمنى لو يختفي من حياتك.”
كل كلمة كانت كالمطرقة تضرب رأسها. لم تستطع الحركة، وكأن الكلمات قد شلتها. المعاني المخبأة وراء كل جملة كانت كعاصفة تضرب عقلها.
“وأعتقد أنكِ، الآنسة موريتي، تعرفين جيدًا ما الذي أعنيه.”
لم تستطع ليليانا الرد. كان يجب أن تقول “لا” بثقة، لكن شفتيها ظلتا مغلقتين. وراء وجهه الخالي من التعبير، كانت هناك عاصفة من المشاعر التي لم تكن تتوقعها. لكن الأكثر إثارة للرعب هو أن ثيودورو بدا وكأنه يعرف شيئًا عنها، شيئًا لم تكن هي نفسها قد أدركته بعد: الغضب الذي شعرت به، الغيرة التي أنكرتها.
نعم، عندما أغلق ثيودورو الباب ودخل تلك الغرفة، عندما تخيلت ما قد يحدث بينه وبين جوديث، شعرت بغضبٍ لا يمكن السيطرة عليه. أرادت أن تقتحم الغرفة وتثير الفوضى. كان شعورًا بدائيًا، غيرةً خالصة، لمجرد أنها لا تطيق وجود شخص آخر إلى جانبه.
‘هل… هل أنا حقًا شعرت بالغيرة؟’.
رفضت هذه الفكرة بشدة. لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا. لكن، في زاوية من عقلها، بدأت الشكوك تنمو. ‘ماذا لو كنتُ أنكر ما أشعر به حقًا؟’.
رأسها كان مشوشًا، وشعرت بدوامة من الدوخة تجتاحها. وفجأة، رأت زاوية فمه ترتفع في ابتسامة ساخرة.
“ماذا؟”.
لم يكن لديها وقت للتأكد مما رأته. فجأة، فتح تيودورو باب السيارة، خرج منها، ثم دار حول السيارة وفتح باب الراكب الأمامي.
“ما… ما الذي تفعله؟”.
شعرت بالخوف يجتاحها، وكتفاها الضعيفتان ترتجفان بشكل يثير الشفقة. كانت تأمل أن تستثير شيئًا من الرحمة فيه، لكن ذلك لم يحدث. ذراعه التي اندفعت من خلال الباب المفتوح أمسكت بها بقوة، وسحبها بعنف إلى الخارج، ثم دفعها إلى المقعد الخلفي بلا رحمة.
“ما الذي تفعله؟!”.
يدٌ كبيرة اقتربت منها، وأمسكت بفكها الرقيق بقوة، مانعةً إياها من إصدار أي صوت آخر.
“لو كنتِ ستنفين شيئًا، كان يجب أن تكوني أسرع.”
ارتجفت ليليانا تحت تأثير الطاقة العنيفة التي أحاطت بها. هل كان تيودورو دائمًا بهذا العنف؟ حتى في أسوأ لحظاته، لم يكن بهذا الشكل من قبل، أليس كذلك؟.
ضغط تيودورو على جسدها بثقله في المقعد الخلفي، محتلًا المساحة الضيقة بوجوده الطاغي. شعرت ليليانا بثقلٍ لا يطاق يضغط عليها، وهي تتأوه بصوت خافت بينما شعرها الأشقر البلاتيني ينتشر على المقعد الأسود. أمسك تيودورو خصلات شعرها بعنف، كأنه يريد امتلاك جمالها.
“آه…!”.
موجة من الخوف اجتاحتها، موجة لم تستطع تخيل ما سيحدث بعدها. هذا الجهل كان أكبر مخاوفها.
“ما… ما الذي يحدث فجأة…؟”.
نظر إليها تيودورو من الأعلى، وكلماته كانت كالسم:”أنتِ دائمًا ترتجفين عندما ترينني، كأنني فعلت بكِ شيئًا سيئًا.”
كان صوته يرتجف من الغضب، كأنه يشعر بالظلم لأنها دائمًا تخاف منه. لكن كيف له أن يفهم ما تشعر به؟ تيودورو بينيديتي الآن لا يعرف أنه بعد ثماني سنوات، سيكون هو من يطلق رصاصة في رأسها.
تذكرت تلك اللحظة الأخيرة من حياتها السابقة، عندما قُتلت على يديه، فشعرت بقشعريرة تجتاح عمودها الفقري. ابتلعت ريقها بصعوبة، ونظرت إليه:”أنا أرتجف… لأنك تبدو الآن وكأنك سترتكب شيئًا سيئًا.”
ابتسم تيودورو بسخرية، وبريقٌ غريب ظهر في عينيه:”شيئًا سيئًا؟”.
“…”
عيناه المظلمتان برقتا بلمعان غامض، وأدركت ليليانا أنها قالت شيئًا خاطئًا، لكن الوقت كان قد فات. اقترب تيودورو منها، وأمسك بفكها بقوة، ثم انقض على شفتيها.
بين شفتيها المفتوحتين قليلًا، تسلل لسانه الساخن، واتسعت عيناها من الصدمة.
~~~~
الرواية بتكون فصول بس على شكل مجلد مثلا أول 20 فصل هذول كلهم المجلد الاول وما اعرف عددهم حسب الفصول الكورية بس كل فصل اظنه فصل أو فصلين رواية بواحد ويمكن فصلين ونص ، الرواية كلها خمس مجلدات وتكتمل
هذي اعادة ترجمة من الكوري
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 0"