استمتعوا
دخلتُ أنا ومارينا الى غرفةِ الاستراحةِ لوحدِنا.
جلستُ على الأريكةِ، لكنَّ مارينا ظلّتْ واقفةً وهي تُحدّقُ بي بشراسةٍ.
“يا لَكِ من وقحةٍ. هل تظنينَ انَّ في وِسعِكِ خوضَ الاختبارِ؟”
“لديَّ مُرشِّحٌ، فما الذي يمنعُني من خوضِهِ؟”
“ذلكَ المُرشِّحُ هو المشكلةُ.”
نائبُ القائد هو المسؤولُ عن هذا الاختبارِ.
فهو من يضعُ الأسئلةَ، وهو من يختارُ الفائزَ النهائيَ.
وبما انَّ شخصاً كهذا رشّحَني، فستكونُ هناكَ اعتراضاتٌ على الإنصافِ.
أطلقَتْ مارينا ضحكةَ استهزاءٍ.
“اذهبي راكعةً وتوسّلي لتقوليَ انكِ لن تفعليها الآنَ. غبيةٌ مثلكِ لا تستطيعُ حتى تخيُّلَ حجمِ الشيءِ العظيمِ المُرتبطِ بهذا الاختبارِ……”
“مُستقبلُكِ أنتِ وخالكِ هو المُرتبطُ بهِ.”
أنا أُفكّرُ في الواجباتِ، لكنها تستمرُّ في الطنينِ بجانبي، ممّا يمنعُني من التركيزِ.
ارتفعَتْ حواجبُ مارينا بحدةٍ.
“يا لَكِ من غبيةٍ. هل تظنينَ انَّ مُستقبلَ خالي قد يتأثّرُ بسببِ مجرّدِ اختبارٍ؟”
على الرغمِ من انها تتظاهرُ بالجرأةِ، الا انَّ عينيها كانتا تُومضانِ بالحيرةِ.
‘انها مُزعجةٌ، لذا يجبُ ان أجعلَها تتوقّفُ عن الكلامِ.’
“لقد تسلّلَ ساحرُ ذهبي وتمَّ افتضاحُ أمرِكِ لي، فركضتِ الى خالك لطلبِ المساعدةِ، أليسَ كذلكَ؟”
“……!”
“وذاكَ الخال افتُضِحَ أمرُهُ باختلاسِ أموالِ الثكناتِ من قبلِ نائبِ القائد قبلَ ان يتمكّنَ من مُساعدتِكِ.”
“……!”
“ولأنكما تخافانِ من ان تُطْرَدا على هذا النحوِ، تسرّعتُما الى اختطافِ المُرشّحاتِ.”
“……!”
شحبَ وجهُ مارينا تماماً.
كانَ تعبيرُها يقولُ. كيفَ عرفتِ كلَّ ذلكَ؟
‘على الأقلِّ، أنا متورّطةٌ في الحدثينِ الأولينِ.’
بناءً على ذلكَ، وبمجردِ التفكيرِ قليلاً، يمكنُني معرفةُ سببِ حدوثِ الاختطافِ الذي لم يكُنْ جزءاً من قصةِ اللعبةِ.
“لا، ليسَ صحيحاً. أنا وخالي……!”
صرختْ مارينا وهي تُبرّرُ على الرغمِ من انني أخبرتُها بكلِّ شيءٍ.
تنهّدتُ.
“لا حاجةَ الى تبريراتٍ. بدلاً من ذلكَ، إذا لم تصمُتي……”
أريتُها قبضتي المشدودةَ بإحكامٍ ببطءٍ.
توجّستْ مارينا التي مرّتْ بتجربةِ الإلقاءِ على الأرضِ والبكاءِ.
وأخيراً صمتتْ مارينا.
‘جيّدٌ. الآنَ يمكنُني التفكيرُ دونَ إزعاجٍ.’
الأمرُ المهمُ الآنَ هو الاختبارُ.
اذا فشلتُ فيهِ، فلن أتمكّنَ من البقاءِ في هذهِ القلعةِ.
‘لا، لن أتمكّنَ من العيشِ في هذهِ المدينةِ كلِّها.’
لأنني استفززتُ الفيكونتَ سان ميغيل أيضاً.
لذا، يجبُ ان أجتازَ هذا الاختبارَ بأيِّ ثمنٍ.
‘لقد لعبتُ هذهِ اللعبةَ، لذا أنا أعرفُ محتوى الاختبارِ.’
لكنَّ ذلكَ الاختبارَ كانَ من إعدادِ نائبِ القائد.
وبما انني حظيتُ بترشيحِ نائبِ القائد، فمن المرجّحِ ان يتمَّ تغييرُ محتوى الاختبارِ من أجلِ الإنصافِ.
وخاصةً إذا كانَ فيكونتُ سان ميغيل قد استمالَ بعضَ الأتباعِ.
عندئذٍ سيُصبحُ محتوى الاختبارِ مُتحيّزاً لمارينا.
‘إذا كنتُ أنا نائبَ القائد، فما نوعُ الاختبارِ الذي سأقترحُهُ؟’
بشرطٍ ان يُوافِقَ عليهِ فيكونتُ سان ميغيل بلهفةٍ……
توجّستُ وشددتُ طرفَ تنّورتي.
‘إذا كانتِ الفكرةُ التي خطرتْ لي الآنَ صحيحةً، فهذا الاختبارُ هو فشلٌ مُحتّمٌ.’
ستكونُ لعبةً لا مفرَّ لي من الخسارةِ فيها.
***
في الساحه الكبرى للقلعةِ.
عندما حانَ الوقتُ، وقفنا أنا ومارينا أمامَ المنصّةِ لوحدِنا.
كانَ فيكونتُ سان ميغيل ونائبُ القائد يقفانِ جنباً الى جنبٍ على المنصّةِ.
وكانتِ المقاعدُ المُدرّجةُ في الساحه الكبرى ممتلئةً بالأتباعِ والأعضاءِ.
فتحَ الإقطاعيُ فمَهُ.
“مارينا غالِبان.”
“نعم!”
“يوستيا مجهولة الاسم.”
“أجلْ.”
لقد أشارَ تحديداً الى انني بلا لقبٍ عائليٍ.
وكانَ على وجوهِ الأتباعِ الذينَ يعتقدونَ انَّ هذا هو اختيارُ مُرافِقةِ الأميرِ تعبيرٌ مُستاءٌ.
فإرسالُ شخصٍ عاديٍ ليكونَ مُرافقاً للأميرِ هو أمرٌ لا معنى لهُ حقاً.
حتى المُرشّحاتُ السابقاتُ اللاتي تمَّ اختطافُهنَّ كنَّ فتياتٍ نبيلاتٍ، حتى لو كانتْ مكانةُ عائلاتِهنَّ متواضعةً.
وهذا يعني أيضاً انهم لن يتغاضوا عن اختطافِ الفتياتِ.
‘لذلكَ، فإنَّ الاختبارَ الذي يمكنُ التفكيرُ فيهِ في ظلِّ كلِّ هذهِ الظروفِ هو……’
“من يعثرُ على الفتياتِ المُختطفاتِ، هو من سيفوزُ بهذا الاختبارِ.”
أغمضتُ عينيَّ بقوةٍ.
‘بالتأكيدِ.’
على عكسِ ردِّ فعليِ، كانتْ مارينا تُحاولُ بشكلٍ يائسٍ كبتَ ابتهاجِها.
بالطبعِ، لأنَّ خالها هو من اختطفَ الفتياتِ.
أليسَ الأمرُ وكأنها تعرفُ الإجابةَ بالفعلِ؟
قالَ فيكونتُ سان ميغيل.
“على مارينا غالِبان ويوستيا مجهولة الاسم ان تُشكّلا فريقَ بحثٍ من سبعةِ جنودٍ من جنودِ سان ميغيل.”
هذهِ المرةَ، كانَ على وجهِ مارينا تعبيرٌ مُنزعجٌ.
فأفضلُ الجنودِ في سان ميغيل هم جميعاً من نقابة الاغتيال.
لذلكَ، سأكونُ أنا القادرةَ على تشكيلِ فريقِ بحثٍ أكثرَ تميّزاً بترشيحِ نائبِ القائد.
“هذا الاختبارُ سيُنقَلُ عبرَ مرآةِ السحرِ.”
بعدَ هذا القولِ، جلسَ فيكونتُ سان ميغيل على الكرسيِ المُعدِّ على المنصّةِ.
دُفّ دُفّ دُفّ!
معَ صوتِ ضربِ الأقدامِ، ظهرَ الجنودُ الذينَ كانوا يصطفّونَ خلفَ الساحه الكبرى أمامَنا.
كانَ أنتونيو يُحدّقُ في فيكونتِ سان ميغيل بوجهٍ غاضبٍ.
فتحَ أحدُ أعضاءِ وحدةِ أنتونيو فمَهُ بتحدٍّ.
“هل نقتلُهُ سيدي؟”
“إذا أعطيتُكم الإشارةَ……”
في تلكَ اللحظةِ.
قالَ نائبُ القائد الذي كانَ جالساً بجوارَ أنتونيو.
“لا تقتلوهُ. لا تُعطِ إشارةً.”
أعادَ العضوُ الذي كانَ يُخرجُ سلاحَهُ سلاحَهُ الى غمدِهِ بتردّدٍ.
لكنَّ أنتونيو ظلَّ على تعابيرِهِ المُستاءةِ.
“هل هذا اختبارٌ منطقيٌ؟”
“اكْتبْ ذلكَ في تقريرٍ.”
“تباً.”
صفعَ نائبُ القائد أنتونيو على رأسِهِ من الخلفِ.
“لو لم يكنِ الاختبارُ بهذهِ الدرجةِ من الملاءمةِ، لما تمكّنتْ يوستيا من خوضِهِ مِنَ الأصلِ. ثمَّ انَّ ترشيحي أنا، المسؤولَ العامَ، لمُشاركٍ هو أمرٌ لا يُعقَلُ أيضاً.”
“لكنَّكَ انسحبتَ من التحكيمِ، يا نائبَ القائدِ.”
“ذلكَ لكي لا يتذرَّعَ أحدٌ بالإنصافِ لو قدَّرَ ليُستيا ان تَجتازَ الاختبارَ.”
عبسَ أنتونيو.
‘قالَ حتى لو قدر.’
نائبُ القائد لم يتوقّعْ في الأصلِ انَّ يوستيا ستنجحُ في هذا الاختبارِ.
“أنتَ لا تثقُ بها، أليسَ كذلكَ؟ إذاً لماذا سمحتَ لها بخوضِ الاختبارِ؟”
“……”
“لماذا تدفعُ الطفلةَ الى معركةٍ مصيرُها الفشلُ المُؤكَّدُ وتشاهد؟”
أنتونيو الذي كانَ مُقاتلاً سابقاً، كانَ يعلمُ كم هي قاسيةٌ كلمةُ الأملِ.
فذلكَ الأملُ الواحدُ —انَّ الفوزَ في هذهِ المُباراةِ سيُتيحُ لهُ الخروجَ من هذا المكانِ— هو ما دَفَعَ عدداً لا يُحصى من المُقاتلينَ الى قَطعِ رؤوسِ آبائِهم وإخوانِهم وزُملائِهم.
حدَّقَ أنتونيو في نائبِ القائدِ الصامتِ.
فقالَ عضوٌ من وحدةِ نائبِ القائدِ بنبرة حائرةٍ.
“لم يكُنْ لدينا خيارٌ.”
“وأينَ اللاخيارُ في جَعْلِ إنسانٍ يائسٍ حيواناً في سيركٍ؟”
“لم يكُنْ من الممكنِ تجنُّبُ هذا الاختبارِ. فالفيكونتُ كانَ يَستهدِفُكَ أنتَ يا سيد أنتونيو.”
“…”
“كانَ على نائبِ القائدِ ان يَختارَ بينَ شخصينِ. بينَك سيد أنتونيو وتلكَ الفتاةِ.”
لقد اختارَ نائبُ القائدِ أنتونيو.
وإذا كانَ الاختيارُ حتمياً بينَ الاثنينِ، كانَ لا بُدَّ من تحقيقِ مكسبٍ واحدٍ على الأقلِّ.
لذلكَ، اقترحَ هذا الاختبارَ الخارجَ عن المألوفِ.
‘أن يجدون الفتياتِ المُختطفاتِ.’
وهذا هو سببُ ابتلاعِ فيكونتِ سان ميغيل للاقتراحِ بلهفةٍ.
قالَ أنتونيو بوجهٍ جامدٍ.
“يا لها من حسبةٍ عبقريةٍ! وبفضلِها، أصبحتِ المُعلّمةُ الصغيرةُ هي الضحيةَ المسكينةَ.”
نظرَ عضوُ وحدةِ نائبِ القائد الى أنتونيو ونائبِ القائد بالتناوبِ بتعبيرٍ حائرٍ.
“لقد حاولَ نائبُ القائد جاهداً لتوفيرِ أفضلِ الظروفِ الممكنةِ.”
“عن طريقِ السماحِ لها باختيارِ أعضاءٍ من الوحدةِ، أليسَ كذلكَ؟”
“أجلْ. المُعلّمةُ الصغيرةُ لديها علاقةٌ جيّدةٌ بالأعضاءِ، لذا سيُساعدُها هذا حتماً في الاختبارِ…… أوه؟”
توقّفَ العضوُ الذي كانَ يبتسمُ بإحراجٍ وهو يتكلّمُ.
فالأعضاءُ الذينَ كانتْ يوستيا تختارُهم بذكاءٍ قد لفتوا انتباهَهُ.
‘ما هي حالةُ الأعضاءِ المُختارينَ؟’
نظرَ أنتونيو الى العضوِ بعينينِ باردتينِ.
“كيفَ سيكونُ هذا مُفيداً؟”
كانتْ يوستيا تختارُ الأعضاءَ بسرعةٍ ودون ترددٍ.
“أولاً هذا الضخمُ. ثم الأضخمُ خلفَهُ. ثم الأضخمُ الذي يقفُ في المؤخّرةِ. أوه، وأيضاً الأضخمُ بينهم جميعاً.”
“يا إلهي، لماذا تختارُ الأضخمَ فقط؟!”
نظرَ العضوُ الى نائبِ القائد بذعرٍ.
وكانَ نائبُ القائد الذي كانَ عابساً منذُ اللحظةِ التي بدأتْ فيها يوستيا باختيارِ الأعضاءِ، يُغطّي عينَهُ بيدٍ واحدةٍ.
كانتْ يوستيا تُدمّرُ حتى النقطةَ الوحيدةَ التي كانتْ لصالحِها في هذا الاختبارِ بيديها.
ابتلعَ العضوُ ريقَهُ.
‘هل هي لا تعرفُ الوضعَ الحقيقيَ؟’
فيكونتُ سان ميغيل هو من اختطفَ الفتياتِ.
من الواضحِ انَّ مارينا ستعرفُ مكانَ الفتياتِ.
في وضعٍ كهذا، كانَ يجبُ عليها ان تختارَ من هم بارعون في التسللِ، وليسَ الضخمَ.
كانَ عليها ان تتتبّعَ وحدةَ مارينا وتجدَ الفتياتِ.
لكنَّ هؤلاءِ الضخامَ هم……
تمتمَ أعضاءُ وحدةِ أنتونيو بوجوهٍ مُذهولةٍ.
“كلُّهم مُقاتلونَ في الصفِّ الأمامِيِ.”
إنهم الأشخاصُ الذينَ يقتحمونَ بأجسادِهم أولاً.
من الطبيعيِ انهم لا يعرفونَ شيئاً عن التسللِ.
“هل تفترضُ وقوعَ اشتباكٍ عندما تجدُ الفتياتِ؟”
“على الرغمِ من ذلكَ، العثورُ عليهنَّ هو الأولويةُ، أليسَ كذلكَ؟ هل يمكنُكِ تتبُّعُ هؤلاءِ العمالقةِ الذينَ يزيدُ طولُهم على مترينِ؟”
“مستحيلٌ.”
“إذاً……”
“آه.”
أصبحتْ وجوهُ الذينَ كانوا يُراقبونَ يوستيا شاحبةً.
‘المُعلّمةُ الصغيرةُ…… لقد اختارتْ الأقوى مظهراً فحسبْ……’
انها تُعلّمُ الكتابةَ جيداً، لكنها لا تفقهُ في أمورٍ كهذهِ……
سخرتْ مارينا التي كانتْ متوترةً خوفاً من ان تُشكّلَ يوستيا وحدةَ مُتميّزةً باستهزاءٍ.
ضحكَ فيكونتُ سان ميغيل بشراهةٍ وهو يصفعُ ركبتَهُ.
ثم وَخَزَ حزامَهُ بإصبعِهِ، مُرسلاً إشارةً.
كانَ هذا يعني ان يختارَ أولئكَ الذينَ تظهرُ بطانتُهم الحمراءُ تحتَ دروعِهم.
‘كلُّهم خُبراءٌ في الاستكشافِ يمكنُهم استخدامُ طيورِ الترحالِ.’
طيورُ الترحالِ هي طيورٌ خاصةٌ يمكنُها نقلُ الرسائلِ عبرَ تردّداتٍ مُعيّنةٍ.
وهي تُستخدمُ بشكلٍ فعّالٍ في الاستكشافِ لنقلِ المعلوماتِ من مسافاتٍ بعيدةٍ.
شكّلتْ مارينا وحدتَها وفقاً لإشارةِ الإقطاعيِ.
كلُّهم جنودٌ مُخبوؤونَ داخلَ الجيشِ من قبلِ فيكونتِ سان ميغيل، لا صلةَ لهم بنائبِ القائد أو وحدةِ أنتونيو.
وبذلكَ، انتهى اختيارُ وحدةِ بحثِ يوستيا الضخمةِ ووحدةِ بحثِ مارينا.
أطلقَ الرجلُ الواقفُ على المنصّةِ صفارةً قويةً.
بدأَ الاختبارُ.
***
[حسناً، أتمنّى لكِ التوفيقَ.]
قالتْ يوستيا في مرآةِ السحرِ بصوتٍ مُشرقٍ.
أما بالنسبةِ للضخامِ الذينَ اختارتْهم يوستيا، فكانوا……
[أيتها المُعلّمةُ الصغيرةُ، هل أنتِ مُتأكدةٌ منا؟]
[أمممم. ماذا لو عدتِ واخترتِ غيرَنا الآنَ؟]
……كانَ الارتيابُ ظاهراً على وجوهِهم أيضاً.
انفجرَ الناسُ الذينَ كانوا يُراقبونَ مرآةَ السحرِ بالضحكِ.
“يا لهُ من مَشهَدٍ مُسلٍّ.”
“لقد ظننتُ ان لديها قدراتٍ خارقةً لأنَّ شخصاً كانَ يتفاخرُ كثيراً.”
“صحيحٌ حقاً.”
نظرَ بعضُ الأتباعِ الذينَ استمالَهم فيكونتُ سان ميغيل الى نائبِ القائد بتهكُّمٍ.
كانَ أعضاءُ وحدةِ أنتونيو يتذمّرونَ بغضبٍ.
“إنهم لا يعرفونَ طعمَ يخنةِ الأضلاعِ الشهيةِ للمُعلّمةِ الصغيرةِ.”
“صحيحٌ، المُعلّمةُ الصغيرةُ تُفضّلُ الضخامَ، لكنها تُجيدُ صُنعَ يخنةِ الأضلاعِ جداً.”
“وتُجيدُ تخميرَ النبيذِ أيضاً.”
“بالتأكيدِ.”
ابتسمتْ يوستيا في مرآةِ السحرِ ببراءةٍ.
[من الأفضلِ ان نتحرّكَ معاً.]
‘يجبُ ان أُفرّقَهم!’
كانَ يجبُ عليها تقسيمُ الأفرادِ السبعةِ وزيادةُ مساحةِ البحثِ الى أقصى حدٍّ!
أمسكَ العضوُ من وحدةِ نائبِ القائد رأسَهُ بكلتا يديهِ.
وبينما كانتْ يوستيا تُضيّعُ الوقتَ في الاختبارِ، كانتْ مارينا تُؤدّي الاختبارَ ببراعةٍ.
غابةُ قريبةٌ من قلعةِ سان ميغيل.
تذكّرتْ مارينا ما قالَهُ لها فيكونتُ سان ميغيل.
“تجمّعُ المُزارعينَ الرحّلِ على ضفةِ الواديِ الجافةِ في جبلِ الزانِ. هناكَ أخفينا عربةَ الفتياتِ.”
‘خالي مُدهشٌ حقاً.’
لا بُدَّ انهُ اختارَ ذلكَ المكانَ لإلقاءِ اللومِ في الاختطافِ على المُزارعينَ الرحّلِ.
ناولَها أحدُ الأعضاءِ خارطةً.
ألقَتْ مارينا نظرةً خاطفةً على الأداةِ السحريةِ التي تنقلُ الأحداثَ الى مرآةِ السحرِ.
“بمجردِ اختطافِ الفتياتِ، لا بُدَّ انَّ فِرقَ البحثِ الأولى قد فتّشتْ المنطقةَ بتدقيقٍ.”
“هذا صحيحٌ.”
“لكنَّ عدمَ العثورِ عليهنَّ يعني انَّ شخصاً مُطّلعاً على جغرافيةِ سان ميغيل هو من فعلَها.”
“ماذا يخطرُ ببالِكِ؟”
أشارتْ مارينا الى موقعينِ على الخارطةِ.
“قريةُ العمّالِ القريبةُ من المناجمِ تحتَ الأرضِ. و…… قريةُ المُزارعينَ الرحّلِ الذينَ يعرفونَ جبلَ الزانِ الوعرَ جيّداً هما المشتبهَ بهما.”
لا يمكنُها ان تتصرّفَ وكأنها تعرفُ الإجابةَ بوضوحٍ.
الأداءُ مُهمٌّ في مثلِ هذهِ الحالةِ.
‘سأمنحُكِ خياراً وهمياً يا يوستيا.’
لا أعرفُ ما إذا كانَ أولئكَ الأعضاءُ الضخامُ سيُجيدونَ التسللَ، ولكنْ تَعالي ولحقيني.
“سَنقسمُ الى فريقينِ، أربعةٌ مقابلَ أربعةٍ، وانا معَكم للبحثِ.”
“حسناً.”
“أنتُم الأربعةُ أذهبوا الى قريةِ العمّالِ. وأنا وثلاثةٌ الى غابةِ الزانِ.”
دُفّ! ضربَ الفرسانُ أقدامَهم في آنٍ واحدٍ.
الساحة الكبرى للقلعةِ التي تنقلُ إليهِا مرآةُ السحرِ.
أطلقَ أعضاءُ وحدةِ أنتونيو آهاتٍ متألّمةً.
كانتْ وحدةُ مارينا تتحرّكُ بانضباطٍ في مرآةِ السحرِ.
كانَ الأتباعُ مُعجَبينَ بردِّ فعلِها.
“قريةُ العمّالِ والمُزارعينَ الرحّلِ! هذا مُقنِعٌ.”
“وهما المنطقتانِ اللتانِ كانتا تُبديانِ أكبرَ قدرٍ من المُعارضةِ للإقطاعيةِ.”
“هذا يُوضّحُ انَّ الآنسةَ مارينا لديها نظرةٌ شاملةٌ للوضعِ.”
أجابَ فيكونتُ سان ميغيل بابتسامةٍ.
“انها فتاةٌ تعتبرُ شؤونَ سان ميغيل شأنَها الخاصَّ. على الرغمِ من انني شعرتُ بالحرجِ من ترشيحِ ابنةِ أختي الخاصةِ، الا انني اعتقدتُ انها ستبذلُ قصارى جهدِها من أجلِ سان ميغيل.”
“اختيارٌ حكيمٌ.”
وبينما كانَ الأتباعُ والإقطاعيُ يتبادلونَ الضحكاتِ والكلماتِ، كانتْ وجوهُ وحدةِ أنتونيو مُتجهمةً بشدّةٍ.
كانَ سببُ قدرةِ مارينا على التحرّكِ على هذا النحوِ هو معرفتُها بالإجابةِ.
إضافةً الى ذلكَ، كانَ الأعضاءُ الذينَ اختارتْهم بارعينَ في الاستكشافِ.
[قريةُ العمّالِ. بالقرب. حول.]
[الجبلُ. المدخلُ. حول.]
“إنهم يستخدمونَ طيورَ الترحالِ.”
عبسَ العضوُ من وحدةِ نائبِ القائد.
“سيتمكّنون من الانضمامِ الى بعضِهم البعضِ فوراً إذا تمَّ العثورُ على الفتياتِ في أحدِ الجانبينِ.”
“وحدةٌ مُكوّنةٌ من أعضاءٍ يُجيدونَ استخدامَ طيورِ الترحالِ؟ لقد استعدَّ فيكونتُ سان ميغيل بضراوةٍ.”
زمجرَ عضوٌ من وحدةِ أنتونيو بغضبٍ.
لم يكُنْ هناكَ أيُّ فُرصةٍ ليوستيا لتغييرِ الوضعِ.
‘هل يجبُ ان نكتفيَ بالعثورِ على الفتياتِ فحسبْ؟’
تنهّدَ العضوُ من وحدةِ نائبِ القائد بأسفٍ.
على الرغمِ من فشلِها في هذا الاختبارِ، كانتْ يوستيا فتاةً موهوبةً بطرقٍ عديدةٍ.
لو لم تُقدِمْ على هذا الاختبارِ، لكانَ من الممكنِ ان تبقى كعضوة في الوحدةِ.
لقد شعرَ بمرارةٍ أكبرَ لأنهُ كانَ يعلمُ انَّ خوضَها لهذا الاختبارِ كانَ بسببِ طيبةِ قلبِها تجاهَ تشارلي وأنتونيو فحسبْ.
ولكنْ في تلكَ اللحظةِ.
“أوه؟”
انتفضَ العضوُ من وحدةِ نائبِ القائد وهو ينظرُ الى مرآةِ السحرِ.
[قريةُ العمّالِ. بالقرب. فتاةٌ. عُثِرَ عليها.]
تجمّدَ وجهُ فيكونتِ سان ميغيل الذي كانَ يُراقبُ مرآةَ السحرِ بابتسامةٍ مُتغطرسةٍ.
‘ماذا؟’
قريةُ العمّالِ؟
الفتياتُ كنَّ في قريةِ المُزارعينَ الرحّلِ، وليسَ قريةَ العمّالِ.
فكيفَ عُثِرَ عليهنَّ في قريةِ العمّالِ؟
كانتْ مارينا في مرآةِ السحرِ مصدومةً أيضاً.
[مستحيلٌ. ليستْ قريةَ العمّالِ……!]
ثم لاحظتْ الأداةَ السحريةَ للبثِّ غطّتْ فمَها.
تجمّدتْ مارينا وهي تُصفّفُ شعرَها.
كانَ تعبيرُها يُظهرُ انها تُحاولُ فهمَ سببِ العثورِ على الفتاةِ في قريةِ العمّالِ.
نظرَ فيكونتُ سان ميغيل الى مُساعدِهِ بسرعةٍ.
ركضَ المُساعدُ باندفاعٍ وهمسَ.
“لم يتمَّ نقلُهنَّ من قريةِ المُزارعينَ الرحّلِ.”
“إذاً لماذا طيورُ الترحالِ……!”
في تلكَ اللحظةِ، قالَ أنتونيو الذي كانَ يُراقبُ مرآةَ السحرِ وهو يُغطّي جبهتَهُ براحتِهِ.
“تلكَ الشجرةُ. أليستْ هي المُعلّمةُ الصغيرةُ؟”
فتاةٌ تجلسُ على غصنِ شجرةٍ سميكٍ وتنفخُ في مزمارٍ صغيرٍ.
لا يمكنُ سماعُ صوتِ المزمارِ.
لكنْ في كلِّ مرةٍ تُغيّرُ فيها الفتاةُ علامةَ العزفِ على المزمارِ……
[قريةُ العمّالِ. بالقرب. فتاةٌ. عُثِرَ عليها.]
كانتْ طيورُ الترحالِ تُغرّدُ بذلكَ.
تذكّرَ أنتونيو وبعضُ الأعضاءِ تشارلي.
تذكّروا كيفَ قدّمتْ يوستيا نفسَها في ذلكَ الكهفِ البعيدِ.
“يوستيا أندريس، خمسةَ عشرَ عاماً! ابنةُ الماركيزِ المطرودةُ قبلَ ثلاثِ سنواتٍ! الوظائفُ التي قمتُ بها مُنذُ ذلكَ الحينِ هي غسلُ الأطباقِ، تشويهُ المعلوماتِ، وإقراضُ الأموالِ في السوقِ……”
‘صحيحٌ، ذلكَ الشيءُ.’
‘تشويهُ المعلوماتِ……!’
نهضَ أنتونيو وأعضاءُ وحدتِهِ فجأةً.
“واااااااه!”
“واااااااه!!”
مُطلِقينَ هتافاتٍ مدوّيةً.
—يتبع.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة. شاد.
~~~~~~
End of the chapter
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات