━━━●┉◯⊰┉ الفصل 7 ┉⊱◯┉●━━━
كما توقّعتْ، لمْ يكنْ الإمبراطورُ ليصدّقَها بسهولةٍ.
ابتلعتْ رينا ريقَها بصعوبةٍ عندَ سؤالِ الإمبراطورِ.
لمْ يكنْ سؤالًا عابرًا.
كانتْ أسئلةُ الإمبراطورِ دائمًا تحملُ فخًا خفيًا.
لو كذبتْ، لانطلقَ الفخُّ، وأصبحتْ رينا كفأرٍ عالقٍ في مصيدةٍ، عاجزةً عنْ الحركةِ.
كانَ الإمبراطورُ يميّزُ مَنْ يكذبُ في إجاباتِه.
هذهِ كانتْ قوّتُه وتُدعى بـ ‘لعبةُ الحقيقةِ’.
لكنْ رينا كانتْ تعرفُ قوّةَ الإمبراطورِ أكثرَ منْ أيِّ أحدٍ آخر.
كانتْ تعلمُ أنَّ لتلكَ القوّةِ نقطةَ ضعفٍ.
لقدْ أخبرَها الإمبراطورُ بنفسِه، ربما لثقتِه بأنّها لنْ تجدَ مفرًا منه.
هلْ تخيّلَ الإمبراطورُ يومًا كمْ انتظرتْ رينا تلكَ اللحظةَ؟
كمْ كافحتْ لإيجادِ تلكَ الثغرةِ؟
بعدَ أنْ أدركتْ جوهرَ القوّةِ، خدعتْه مرّةً بإخبارهِ نبوءةً مزيّفةً.
إذا نجحتْ مرّةً، فلا سببَ يمنعُها منْ النجاحِ مرّةً أخرى.
لذلك قالتْ رينا بهدوءٍ:
“قبلَ ثلاثِ سنواتٍ، في مهرجانِ التأسيسِ، تلقّيتُ مساعدةً منْ دوقِ كرينسيا.”
“مساعدةً؟”
“كنتُ مشوّشةً وضائعةً بسببِ اختفاءِ أخي آنذاكَ. حينها التقيتُ الدوقَ لأوّلِ مرّةٍ.”
“هذا مثيرٌ للدهشةِ. لمْ أتخيّلْ أنَّ الدوقَ يُجيدُ مواساةَ أحدٍ. هلْ وقعتِ في حبِّه منذُ ذلكَ الحينِ؟”
“استمرّيتُ في التفكيرِ بهِ، فأصبحَ الأمرُ كذلكَ دونَ أنْ أدركَ.”
أطرقتْ رينا عينيْها للأسفل، معترفةً بهدوءٍ. لقد أجابتْ بأكبرِ قدرٍ منَ الصدقِ.
كانَ لقاؤُها الأوّلُ بالدوقِ قبلَ ثلاثِ سنواتٍ، لكنّه لمْ يتعرّفْ عليْها لأنّها كانتْ ترتدي رداءً يُغطي رأسها.
وحتى كلامُه لها آنذاكَ كانَ أقربَ إلى التوبيخِ منهُ إلى المواساةِ.
لكنْ، أحيانًا، كلمةٌ عفويّةٌ تخرجُ بغضبٍ تكونُ أكثرَ تأثيرًا منْ مواساةٍ متعمّدةٍ.
بعدَ لحظةٍ، تأمّلَها الإمبراطورُ ثمّ أفلتَ يدَها.
“إذًا هكذا. يبدو أن للدوقِ جانبٌ رقيقٌ أمامَ حبيبتِه، يا لها منْ مفاجأةٍ.”
“نعمْ، إنّه لطيفٌ معي جدًا.”
ابتسمتْ رينا بخجلٍ، كعاشقةٍ واقعةٍ في الحبِّ
أمامهُ فضحكَ الإمبراطورُ بصوتٍ عالٍ، مطمئنًا بقوله:
“هاهاها! كدتُ أضلُّ الطريقَ. يبدو أنّني أحرجتُ الدوقَ عبثًا بترشيحِ إيزابيل لهُ بشكلٍ مستمر.”
عندَ ذكرِ إيزابيل، اتّسعتْ عينا سكال وقاطعهما:
“ماذا؟ رفضَ إيزابيل واختارَ هذهِ؟ أليسَ ذوقُ الدوقِ غريبًا؟”
رمشتْ رينا بدهشةٍ عندَ ذكرِ اسمٍ غيرِ متوقّعٍ.
‘هلْ رُشّحتْ إيزابيل؟’
إيزابيل جولييت ميرنييه، الأميرةُ الأكثرُ دعوةً لعشاءِ الإمبراطورِ، مدعومةٌ بعائلةٍ دوقيّةٍ قويّةٍ.
في حياتِها السابقةِ، كانتْ تُضايقُ رينا دونَ سببٍ، ربما لأنّها كانتْ لعبةً سهلةً لها في هذا القصرِ.
مقارنةً بالإمبراطورِ، كانتْ مضايقاتُها تافهةً، لكنّها لا تزالُ خصمًا مزعجًا لرينا.
أدركتْ رينا أنّها اقترحتْ الزواجَ على رجلٍ رفضَ إيزابيل، فاحمرَّ وجهُها خجلًا.
كانَ اقتراحُها يبدو جريئًا بسببِ جهلِها بأمرِ إيزابيل.
حينها قالَ سيغفريد، محدّقًا إلى رينا بعينيْ أفعى:
“الحبُّ عادةً يُعمي العقلَ. لكنْ، لمْ أتوقّعْ أنْ يُصيبَ الدوقَ.”
سحب سكال خصلات شعره للخلف، وهو لا يزالُ مرتبكًا.
ظنّتْ رينا أنَّ الموضوعَ سينتهي بهدوءٍ، لكنَّ الإمبراطورَ قالَ بنبرةٍ ذاتِ معنى:
“بالمناسبةِ، أليسَ عيدُ ميلادِكِ قريبًا؟”
تجمّدتْ رينا فجأةً.
لمْ تتخيّلْ أنَّ الإمبراطورَ يتذكّرُ عيدَ ميلادِها.
خشيتْ أنْ يطلبَ منْها البقاءَ حتّى عيدِ ميلادِها، لكنّه قالَ:
“قالَ الدوقُ إنّه يريدُ العودةَ إلى الشمالِ قبلَ عيدِ ميلادِكِ. لكنْ، إنّه عيدُ ميلادِكِ العشرونَ. ألا يُفضّلُ إعلانُ الزواجِ بحفلٍ متواضعٍ قبلَ الرحيلِ؟”
اتّسعتْ عينا رينا منْ هذا الاقتراحِ غيرِ المتوقّعِ.
في الماضي، مرَّ عيدُ ميلادِها بهدوءٍ. كانتْ تعاني الحمّى، ولمْ تكنْ أميرةً مهمّةً تستحقُّ حفلًا فخمًا.
لكنْ، الآنَ، حفلٌ لها؟
أدارتْ رينا عقلَها بسرعةٍ لفهمِ نوايا الإمبراطورِ، متجاهلةً العرقَ الباردَ الذي يتصببُ منها، وقالتْ بهدوءٍ:
“أ…أشكرُ لطفكَ يا جلالة الأمبراطور، لكنّه مشغولٌ بأمورِ الشمالِ، فقدْ يكونُ البقاءُ في العاصمةِ صعبًا عليه.”
تحدّثتْ بنبرةٍ مليئةٍ بالأسفِ، فضيّقَ الإمبراطورُ عينيْه.
“مهما كانَ مشغولًا، إنّه عيدُ ميلادِكِ العشرونَ. أليسَ الدوقُ مهملًا؟ هو يعلمُ أهمّيّةَ هذا العمرِ للعائلةِ الإمبراطوريّةِ.”
أدركتْ رينا…أن هذا كانَ الهدفُ من أفعال الأمبراطور.
يبدو أنَّ الإمبراطورَ يريدُ معرفةَ مدى أهمّيّةِ رينا للدوقِ.
إنْ كانتْ ذاتَ قيمةٍ، يمكنُ استغلالُها كورقةٍ قويّةٍ له.
كانَ منْ الأفضلِ إظهارُ اهتمامٍ معتدلٍ لتجنّبِ الشكوكِ حولَ الزواجِ فإن بدت غيرَ مُهتمةٍ بإعلان زواجها سيثيرُ هذا شكوكه.
كانَ الإمبراطورُ ماكرًا كثعبانٍ، فكانَ عليْها تحمّلُ بعضِ المخاطرِ لتهدئةِ شكوكِه.
قالتْ رينا، ملمحةً إلى وضعِ الشمالِ:
“في الحقيقةِ، يبدو أنَّ وحشًا خطيرًا ظهرَ في الشمالِ. وصلَ رسولٌ قبلَ أيامٍ. الانتظارُ حتّى عيدِ ميلادي قدْ يكونُ صعبًا حقًا.”
“وحشٌ خطيرٌ؟”
سألَ الإمبراطورُ مستغربًا، فأضافَ مايكل منْ جانبِه:
“بالمناسبةِ، اقتربَ وقت ظهور الوحوشِ. إنْ كانَ الرسولُ جاءَ بسببِ وحشٍ منَ الدرجةِ الأولى، فالتعجيلُ في الرحيلِ مفهومٌ.”
‘ممتازٌ، يا مايكل!’
بفضلِ دعمِ مايكل غيرِ المتوقّعِ، لمْ يشكَّ الإمبراطورُ كثيرًا.
“إذًا، لا مفرَّ. إنْ كانَ الرسولُ قدْ وصلَ، فالأمرُ عاجلٌ. أتمنّى أنْ يكونَ الشمالُ بخيرٍ.”
بدتْ كلماتُه كأنّه إمبراطورٌ يهتمُّ برعاياهُ، لكنْ عينيْه كانتا باردتينِ بشدةٍ، كأنّه يتمنّى ألا ينجوَ الشمالُ من هذا، مما أثارَ رعبَ رينا حتى أضافَ بقولهِ:
“ومعَ ذلكَ، إرسالُكِ هكذا قدْ يجعلُ أهلَ الشمالِ يستخفّونَ بكِ.”
“جلالتَكَ…؟”
“قالَ إنّه سيرحلُ بعدَ خمسةِ أيامٍ. لنقمْ بحفلِ وداعٍ فخمٍ قبلَ ذلكَ. اعتبريهِ هديّتي لزواجِكِ، ولا ترفضيهِ.”
“شكرًا لكَ يا جلالتَكَ.”
لمْ تستطعْ رينا الأستمرارَ في الرفضِ المتكرّر، فقبلتْ، وابتسمَ الإمبراطورُ برضا.
***
في هذهِ الأثناءِ، عندما علمتْ خادمةُ إيزابيل بدعوةِ رينا للعشاءِ، انفجرتْ غضبًا:
“هلْ هذا معقولٌ؟ تلكَ الأميرةُ البائسةُ تُدعى للعشاءِ وليسَ سيّدتي إيزابيل؟ لا بدَّ أنّها استخدمتْ حيلةً قذرةً!”
كانتْ إيزابيل مذهولةً منْ هذا الوضعِ غيرِ المتوقّعِ.
لمْ يكنْ هذا ممكنًا دونَ صفقةٍ بينَ رينا والإمبراطورِ.
لكنْ، ما هي تلك الصفقة؟
“لا بدَّ أنَّ لجلالتِه يدٌ في الأمر.”
ألقتْ نظرةً منْ النافذةِ. حيث كانَ العشاءُ قدْ انتهى الآنَ.
عادتْ خادمةٌ كانتْ تتجسّسُ، وهمستْ لإيزابيل.
في تلكَ اللحظةِ، تصدّعتْ ملامحُ إيزابيل الهادئةُ:.
“ماذا؟ دوقُ كرينسيا؟ زواجٌ مفاجئٌ بينَهما؟ هلْ سمعتِ هذا حقًا؟”
“نعمْ، سمعتُ بوضوحٍ. سيرحلانِ إلى الشمالِ بعدَ خمسةِ أيامٍ، وقرّرَ جلالتُه إقامةَ حفلِ وداعٍ قبلَ الرحيلِ.”
“هذا مستحيلٌ! كيفَ أغرتْ الدوقَ؟”
ارتفعَ صوتُ إيزابيل منْ هذهِ المعلومةِ الصادمةِ.
لمْ تتخيّلْ أنَّ دوق كرينسيا، الذي لا يخضعُ حتّى للإمبراطورِ، سيختارُ أميرةً حمقاءً.
كانتْ في موقفٍ حرجٍ، إذْ أُمرتْ بإغواءِ دوقِ كرينسيا لصالحِ الإمبراطورِ.
قبلَ أنْ تفعلَ شيئًا، سبقتْها رينا، وخاصّةً أنها تلكَ الأختُ التي استهانتْ بها إيزابيل دومًا، مما ضاعفَ شعورها بالأذلال.
كانَ منْ المفترضِ أنْ تكونَ هي في ذلكَ العشاءِ.
“كيفَ تجرؤُ هذهِ الحقيرةُ على سرقةِ مكاني؟”
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 7"