━━━●┉◯⊰┉ الفصل 29 ┉⊱◯┉●━━━
بقيَ كايدنُ إلى جانبِ رينا حتى انتهاءِ
اللقاءِ الاجتماعيِّ.
مجردُ وجودِهِ إلى جانبِها كانَ كافيًا ليُلينَ موقفَ السيداتِ النبيلاتِ في الشمالِ بشكلٍ ملحوظٍ، مما يُظهرُ نفوذَهُ الكبيرَ.
تنهَّدتْ رينا وهيَ تتفحَّصُ المكانَ الذي أصبحَ هادئًا.
شعرتْ أنَّ اليومَ كانَ طويلًا جدًا.
ومعَ ذلكَ، كانَ وقتًا مفيدًا استطاعتْ فيهِ تقييمَ توزع نبلاءِ الشمالِ تقريبًا.
ربما بسببِ انفراجِ التوترِ عنها. أفرغتْ رينا كأسَ النبيذِ الذي على الطاولةِ دفعةً واحدةً.
ثم، عندما حاولتْ التحرُّكَ نحوَ الكرسيِّ، تعثَّر كعبُ حذائِها في العشبِ فكادت تقع.
“احذري.”
أمسكَ كايدنُ خصرَها بسرعةٍ.
نجتْ رينا من السقوطِ المُحرجِ بفضلِهِ، فابتسمتْ
بمرحٍ:
“شكرًا. كدتُ أسقطُ.”
“هل سكرت من كأسٍ واحدةٍ فقطْ؟”
“كلا بالتأكيدِ. إنَّهُ بسببِ الكعبِ العالي الذي لبستُهُ بعدَ فترةٍ طويلةٍ.”
“لا أفهمُ أبدًا لماذا ترتدي النساءُ الكعبَ العالي المزعجَ.”
تذمَّرَ كايدنُ وهوَ ينظرُ إلى حذائِها العالي.
ثم أرشدها إلى غرفةِ الراحةِ وأمرَ ليلي بإحضارِ حذاءٍ داخليٍّ.
جلسَها على الكرسيِّ، ثم فجأةً حاولَ خلعَ حذائِها.
تبعَتْهُ رينا بهدوءٍ في البدايةِ، لكنَّها اعترضتْ متأخِّرةً:
“م– ماذا تفعلُ؟”
“ماذا أفعلُ؟ أتحقَّقُ إن كنتِ مصابةً.”
أجابَ كايدنُ بهدوءٍ وخلعَ جوربَها الدانتيلَ دفعةً واحدةً.
“!”
انكشفتْ قدمُها العاريةُ فجأةً، فانكمشتْ رينا غريزيًا.
“لا، لا تفعلْ. ستنبعثُ رائحةٌ.”
“لا رائحةَ.”
“تعرَّقتُ كثيرًا. أرجوكَ.”
غطَّتْ رينا وجهَها بيديها وتوسَّلتْ.
نظرَ كايدنُ إليها نظرةً خاطفةً وقالَ بصوتٍ يحملُ ضحكةً:
“أن تتعرَّقي من هذا فقطْ؟ يبدو أنكِ لا تقومين بالتمارين الرياضية بجديةٍ يا رينا.”
ثم أمسكَ كاحلَها وسحبَهُ نحوَهُ.
حاولتْ رينا المقاومةَ بكلِّ قوتِها، فتمتمَ كايدنُ وكأنَّهُ يسخرُ:
“ستؤذينَ نفسَكِ هكذا. لا تعاندي وابقي ساكنةً.”
“آه، كايدن…”
تنهَّدتْ رينا بإسمه واستسلمتْ.
كانت تعرفُ جيدًا أنَّها لا تستطيعُ مواجهةَ قوتِهِ.
وضعَ كايدنُ قدمَها على فخذِهِ وفحصَها.
رأى لحظةً انحناءَ كاحلِها، فضغطَ
خلفَ عظمةِ الكاحلِ وسألَ:
“يؤلمُ؟”
“إذا ضغطتَ هكذا، سيؤلمني أيُّ مكانٍ.”
“هذا المكانُ لا يؤلمُ عادةً إذا ضُغطَ. لا تكذبي.”
دارَ كايدنُ كاحلَها بلطفٍ وتأكَّدَ من عدمِ وجودِ إصابةٍ، ثم رفعَ رأسَهُ.
في تلكَ اللحظةِ بالذاتِ، التقى نظرُهُ مباشرةً بنظرِ رينا التي كانت تنظرُ إليهِ دونَ دفاعٍ.
كانت الشمسُ تغربُ خلفَ ظهرِها.
لمعَ شعرُها البلاتينيُّ اللامعُ أكثرَ من المعتادِ اليومَ.
كما أنَّ بشرتَها البيضاءَ احمرَّتْ بلونٍ لطيفٍ كحُمرةِ الغروب خلفها، مما خلقَ جوًّا مختلفًا عن المعتادِ.
نظرَ كايدنُ إلى رينا بتأملٍ دونَ أن يشعرَ.
استغربتْ رينا نظرتَهُ فنادتهُ بهدوءٍ:
“…كايدن؟”
“…”
“إذا انتهيتَ، دع قدمي رجاءً.”
“آه.”
أصدرَ كايدنَ صوتًا متأخِّرًا وأنزلَ نظرَهُ.
شعرَ كايدنُ وكأنَّ الوقتَ توقَّفَ للحظةٍ.
عندما بدأ يعبسُ وهوَ يشعرُ وكأنَّهُ مسحورٌ، قالتْ ليلي التي اقتربتْ في الوقتِ المناسبِ:
“أحضرتُ الحذاءَ، سيدي الدوقُ.”
“…شكرًا.”
أجابَ كايدنُ ببطءٍ وقدَّمَ الحذاءَ الداخليَّ لرينا.
شعرتْ رينا بالارتياحِ لتحرُّرِها منهُ أخيرًا، فغيَّرتْ حذاءَها بسرعةٍ.
“إذن، سأذهبُ. أراكَ لاحقًا.”
نظرَ كايدنُ بذهولٍ إلى رينا التي ابتعدتْ بهدوءٍ مع ليلي، ثم تمتمَ بهمسٍ:
“أنا مجنونٌ.”
ثم غادرَ المكانَ مسرعًا، وكانت أذناهُ، خلافًا للمعتادِ، حمراءَ تمامًا.
***
في اليومِ التالي، ذهبتْ السيدةُ ماري غاضبةً إلى إيدن.
كانَ السببُ أنَّ رينا أمرتْ، دونَ استشارةٍ، بمشاركةِ عملِها مع بارونةِ برينغتون.
من بينِ الجميعِ، لم تجد سوى السيدة برينغتون!
كانَ وضوح نوايا رينا يُقلقُ السيدةَ ماري حتماً.
في هذهِ الأثناءِ، تفاجأ إيدن، الذي كانَ منغمسًا في بحوثِهِ، بدخولِ السيدةِ ماري المفاجئِ.
عادةً، لا يُسمحُ لأحدٍ بدخولِ مكتبِهِ أثناءَ العملِ، لكنَّ السيدةَ ماري كانت استثناءً.
لكي يعرفَ فورًا إذا حدثَ شيءٌ لداليا.
لكنَّ تعبيرَ إيدنَ تجمَّدَ عندَ سماعِ صوتِ السيدةِ ماري التالي.
“أمرتْ الدوقةُ، دونَ كلمةٍ، بمشاركةِ عملي مع السيدةِ برينغتون. هل كنتَ تعلمُ يا سيدي الدوقَ الصغيرُ؟”
“آه، ذلكَ…”
مرةً أخرى أمرٌ يتعلَّقُ بزوجةِ أخيهِ.
شعرَ إيدن بالإحباطِ وأبهمَ كلامَهُ.
مؤخرًا، كانت السيدةُ ماري تتحدَّثُ بسوءٍ عن رينا كلَّ يومٍ.
في البدايةِ، تساءلَ إن كانت رينا سيئةً حقًا، لكنَّهُ الآنَ يشعرُ بالإرهاقِ مجرَّدَ سماعِهِ اسم رينا من فم ماري.
قدَّمَ إيدن تعزيةً شكليةً بتعبيرٍ متعبٍ:
“لا تغضبي كثيرًا، سيدة ماري. الدوقةُ قرَّرتْ ذلكَ مفكِّرةً في صحتِكِ.”
لكنَّ ذلكَ أثارَ غضبَ السيدةِ ماري أكثرَ.
فتحتْ عينيها بشدةٍ وغضبتْ:
“كلا. هذا بالتأكيدِ لإضعافِ موقعي وإيذاءِ الآنسةِ داليا!”
لم يفهمْ إيدن كيفَ سيُضرُّ تقليلُ موقعِها بداليا.
عندما لم يوافقْ إيدن فورًا، أصرتْ السيدةُ ماري بقولها:
“لم أردْ قولَ ذلكَ، لكنَّ الآنسةَ داليا أصبحتْ مؤخرًا متمردةً جدًا، مما يُسبِّبُ لي صعوبةً كبيرةً في عنايتها.”
“داليا؟”
أبدى إيدن اهتمامًا عندَ ذكرِ داليا، فأضافتْ السيدةُ ماري غاضبةً:
“نعم. أكلتْ حلوياتٍ دونَ إذني، فاضطررتُ لتعديلِ فستانٍ جديدٍ اشتريتُهُ لها! وغيرُ ذلكَ، مارستْ رياضةً عنيفةً غيرَ لائقةٍ بآنسةٍ نبيلةٍ، هذا صادمٌ حقًا. وكلُّ ذلكَ بدأ بعدَ صحبةِ الدوقةِ لها.”
مؤخرًا، كانت داليا مشغولةً بالتجوُّلِ مع رينا تحتَ غطاءِ دروسِ الآدابِ.
ركوبُ الخيلِ والرمايةُ، وحتى البولو مؤخرًا، جعلَ السيدةَ ماري تنقلبُ غضبًا.
[ملاحظة/ سأشرح رياضة البولو في نهاية الفصل.]
كانَ يجبُ على الآنسات في المجتمع الأرستقراطي أن يمارسنَ هواياتٍ هادئةً مثلَ التطريزِ والخرزِ.
كانت رينا تفسدُ داليا تحتَ غطاءِ التعليمِ.
أصبحَ تعبيرُ إيدن جديًا، فشجعتْهُ السيدةُ ماري وقالتْ بحزمٍ:
“الدوقةُ تفسدُ الآنسةَ داليا.”
“حقًا؟”
خلافًا لتوقُّعِها، كانَ ردُّ إيدن فاترًا.
لم يرَ مشكلةً كبيرةً في شكواها.
اعتبرتْ ماري كلماتهِ مُوافَقةً، فصرختْ بصوتٍ أعلى:
“نعم. اعتذر على جرأتي، ولكن يبدو أنَّ الدوقةَ تحاولُ التفريقَ بيني وبين الآنسةِ داليا بزرع الفتنة. وإلا لما عيَّنتْ السيدةَ برينغتون.”
كانتْ الادعاءاتُ غيرَ مترابطةٍ.
أولًا، لم تكن هناكَ فائدةٌ لرينا من إبعادِها.
بل يبدو الأمرُ وكأنَّهُ لصالحِ السيدةِ ماري، مما جعلَ التعاطفَ معها أصعبَ.
عندما لم يوافقْ إيدن، شعرتْ السيدةُ ماري بالقلقِ.
منذُ أيامٍ، كانَ ردُّهُ سلبيًا بشكلٍ غريبٍ.
بعدَ لحظةٍ، خلعَ إيدن نظاراتِهُ وقالَ بلا مبالاةٍ:
“لكنَّ داليا أصبحتْ أكثرَ إشراقًا مؤخرًا. كم أنها تُثني على الدوقةِ كلَّ ليلةٍ.”
“ماذا؟”
“منذُ زمنٍ لم أرَ داليا تتحدث وتضحكُ بسعادةٍ هكذا. بل أنا ممتنٌّ للدوقةِ.”
“سيدي الدوق الصغير…”
“لذا، لا داعي للقلقِ كثيرًا. أليسَتْ الدوقةُ تخفِّفُ عنكِ العبءَ؟ أتمنَّى أن تعيشا بسلامٍ أكثر معًا.”
صرت السيدةُ ماري على أسنانِها أمامَ ردِّ إيدن الهادئِ.
حاولتْ الاحتجاجَ مرةً أخرى، لكنَّ إيدن سبقَها:
“ما زلتُ في خضمِّ البحثِ. إذا انتهيتِ، أرجو المغادرةَ. سيزورُني ضيفٌ قريبًا.”
“أعتذرُ…كنتُ وقحةً سيدي.”
في النهايةِ، طُردتْ السيدةُ ماري من المكتبِ دونَ استعادةِ شيءٍ من كرامتها، فشدَّتْ قبضتَها بغيضٍ.
حتى إيدن، الذي كانت تثقُ بهِ، لم يدعمْها.
إذا استمرَّ الأمرُ هكذا، ستضطرُّ إلى اتخاذِ خطوةٍ قاسيةٍ.
「توضيح: رياضة البولو.
البولو هي كرة قدم على ظهور الخيل.
يلعب فريقان (كل منهما 4 لاعبين على خيول) ويحاولون تسجيل أهداف بضرب كرة صغيرة بمضرب طويل إلى مرمى الخصم.
أهم قاعدة:
يوجد خط وهمي يتبع حركة الكرة، ولا يمكن للأحصنة أو اللاعبين قطع هذا الخط بطريقة خطرة (مثل قيادة السيارة).
تُلعب على 7 دقائق لكل جولة، ويحتاج اللاعب لتغيير حصانه أكثر من مرة بسبب شدة اللعبة.
صورٌ لها:
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
التعليقات لهذا الفصل " 29"