━━━●┉◯⊰┉ الفصل 2 ┉⊱◯┉●━━━
مرت ثلاثةُ أشهرٍ منذُ أن خرجتْ رينا من الأسرِ في ذلك القبو تحتَ الأرضِ.
كان كايدن يعتني بوجباتِ رينا يوميًا.
كانت معاملةً أفضلَ مما تستحقُّه أميرةُ إمبراطوريةٍ سقطتْ.
ولهذا كان الجميعُ يتهامسونَ حولَ رينا.
لم تكنْ عمياءُ العينينِ تعني أنّها صمّاءُ
الأذنينِ، لكنّهم لم يكترثوا بهذه المعلومة.
“في اجتماعِ اليومِ أيضًا، رفضَ جلالةُ الإمبراطورِ اقتراحَ الوزراءِ بإعدامِ الأميرةِ رينا. ما الذي يجعلُ هذه الأميرةَ البائسةَ تستحقُّ كُلَّ هذه الحمايةَ؟”
“هل يُعقلُ أن يكونَ معجبًا بها؟”
“مستحيلٌ. ربما فقطْ يشفقُ عليها. يقولونَ إنّها أُسِرتْ تحتَ الأرضِ عشرَ سنواتٍ. كما سمعتُ أنّها ليستْ في كاملِ قواها العقليّةِ.”
“على أيِّ حالٍ، إنْ استمرَّ الحالُ هكذا، سيتعرّضُ جلالتُه للمتاعبِ. معارضةُ النبلاءِ شديدةٌ تجاه إبقاء هذه الأميرة حية.”
كان الجميعُ، حتّى من يخدمونَها، يبدونَ عداءً
خفيًا تجاهَ رينا.
لم تكنْ بحاجةٍ إلى عينينِ لتعلمَ ذلكَ. كانت ألوانُ مشاعرِ من ينظرونَ إليها باردةً جدًا.
لكنْ رينا لم تُبالِ بذلكَ.
لم يكنْ في كلامِهم الحادِّ شيءٌ خاطئٌ.
كانتْ هي العقلَ المدبّرَ وراءَ الإمبراطورِ
السابقِ، وشريرةً لا مثيلَ لها.
مجرمةٌ لا يحقُّ لها الدفاعُ عن نفسِها حتّى لو أُرسِلتْ إلى المقصلةِ فورًا.
لذلكَ، كانتْ هي نفسُها أكثرَ من لا يفهمُ تصرّفاتِ كايدن.
قالَ كايدن وهو يناولُها طبقًا من اللحمِ المقطّعِ وشوكةً:
“من اليومِ، يمكنُكِ أكلُ اللحمِ. لا تتركي شيئًا في الطبق.”
بينما كانتْ تأكلُ ما يقدّمُه بصمتٍ، شعرتْ رينا بوخزِ الضميرِ المؤلم الذي يؤنبها.
دفءُ المعاملةِ الإنسانيّةِ، التي تلقّتْها
بعدَ زمنٍ طويلٍ، أرّقَ قلبَها.
في الوقتِ ذاتِه، أثقلَها شعورُ الذنبِ لأنّها هي من دمّرتْه.
كما قالَ، لقد تحسّنَ جسدُها كثيرًا مقارنةً بالسابقِ.
لكنّ ذلكَ لم يعنِ أنّها ابتعدتْ عن الموتِ.
كانتْ رينا تعلمُ غريزيًا أنّ موتَها قريبٌ.
وأنّ بإمكانِها استخدامُ قوتِها مرّةً أخيرةً أيضًا.
عندما تردّدتْ رينا، تُمسكُ الشوكةَ وتضعُها مرارًا، قالَ كايدن:
“إنْ كان لديكِ ما تقولينَه، قوليهِ. لا تعبثي أمامَ اللحمِ.”
“لديّ سؤالٌ.”
“لمَ تبدينَ جادّةً هكذا؟ طالما ليسَ طلبًا للموتِ، سأستمعُ، فتكلّمي براحةٍ أيتها الأميرةُ.”
“لمَ تعاملُني بلطفٍ؟ سمعتُ من الخادمةِ أنّ الجميعَ يطالبُ بإعدامي.”
“…”
تغيّرتْ هيئةُ كايدن فجأةً، وأصبحتْ أكثرَ برودةً.
تنهّدَ بعمقٍ وقالَ:
“يبدو أنّني سأضطرُّ لتحذيرِ الخادماتِ من الكلامِ أمامَ الأميرةِ. لقد أسمعوكِ كلامًا لا داعي لهُ.”
“أجبني، من فضلِكَ. إنْ كان بسببِ قوتي…”
قاطعَها كايدن، غيرَ قادرٍ على الاستماعِ أكثرَ:
“أيتها الأميرةُ رينا.”
ارتجفَ كتفا رينا عندَ سماعِ نبرتِه الغاضبةِ.
تحدّثَ كايدن بعصبيّةٍ بعدَ أن خفّتْ حدّتُه:
“أتمنّى ألّا تُعامليني كما لو كنتُ الإمبراطورَ السابقَ.”
“…”
“لا أريدُ شيئًا منكِ. وبالتأكيدِ لا أنوي قتلَكِ أيضًا.”
“لمَ…؟”
“لأنّني أريدُ ذلكَ. لا سببَ آخرَ.”
هزَّ جوابُ كايدن البسيطُ قلبَ رينا.
كانتْ المرّةَ الأولى التي يُظهرُ فيها أحدٌ
لها لطفًا بلا شروطٍ.
تصرّفٌ ليسَ مدفوعًا برغبةٍ في نيلِ شيءٍ، بل فقطْ لأنّه أرادَ ذلكَ.
لم تفهمْه تمامًا، لكنّ هذا كان جوابًا يشبهُ شخصية كايدن.
“فهمتُ.”
أطرقتْ رينا رأسَها وابتسمتْ بضعفٍ.
شعرتْ وكأنّ أرض قلبها، التي كانتْ تهتزُّ بقلقٍ قبلَ قليلٍ، قد استقرّتْ أخيرًا.
منذُ لحظةٍ ما، بدأتْ نقاطٌ سوداءُ تنتشرُ في هالتِه.
والآنَ، غُمرتْ هالتُه بالظلامِ لدرجةٍ لم تَعُدْ تُرى فيها الضوءُ الأصليُّ.
كانتْ رينا تعرفُ تلكَ الهالةَ جيدًا: كانتْ هالةَ الموتِ.
في تلك اللحظةِ، عرفتْ رينا ما يجبُ أن تفعلَه.
أرادتْ إعادةَ شيءٍ ثمينٍ لكايدن.
حتّى لو استنفدتْ آخرَ قواها الحياتيّةِ.
لقد خسرَ الكثيرَ بسببِها بالفعلِ.
حتّى لو كان ذلكَ تكفيرًا بسيطًا عن ذنوبِها، فلا بأسَ.
أرادتْ أن تُنهيَ حياتَها، باستنفادِ قواها الأخيرة للإمبراطورِ العظيمِ الذي أحسنَ إليها، فهي يُفترض أن تكونَ شريرةً بالنسبةِ لهُ لا أميرةً يعتني بها.
لذلك لم تكنْ هذه نهايةً سيئةً لشريرةٍ عظيمةٍ مثلها.
أكلتْ رينا اللحمَ المتبقّيَ دونَ أن تتركَ شيئًا.
بينما كان كايدن يراقبُها برضا ويأخذُ الطبقَ الفارغَ، أمسكتْ رينا يدَه.
“ماذا؟ هل تريدينَ المزيدَ؟”
هزّتْ رينا رأسَها نافيةً.
شعرتْ بنظرةٍ تتساءلُ عن سببِ تصرّفِها.
حينها قالتْ رينا بصدقٍ:
“شكرًا لكَ. بفضلِكَ، لم أَعُدْ أخافُ الموتَ الآن.”
ضحكَ كايدن بخفّةٍ، مفسّرًا كلامَها خطأً:
“بسببِ وجبةٍ واحدةٍ؟ أليستْ هذه بساطةً زائدةً عن أميرةٍ؟”
ابتسمتْ رينا لهُ ببراءةٍ لأوّلِ مرّةٍ وقالتْ:
“ليسَ بسيطًا على الإطلاقِ. لقد أعطيتني أكثرَ مما أستحقُّ.”
تمتمَ كايدن بإحراجٍ، محاولًا سحبَ يدِه:
“تجعلينني أشعرُ بالحرجِ. توقّفي عن فعل هذا أيتُّها الأميرةُ.”
في تلك اللحظةِ، أمسكتْ رينا يدَه بقوّةٍ أكبرَ وقالتْ:
“أخيرًا، سأستخدمُ قوتي المتبقّيةَ لأباركَكَ بكلِّ ما أملكُ.”
على أيِّ حالٍ، لم يتبقَّ من حياتي الكثيرُ.
ابتسمتْ رينا بضعفٍ، مكتفيةً بإخفاءِ آخرِ جملتِها.
شعرَ كايدن بالغرابةِ وتوقّفَ فجأةً.
“من أجلِ الأمبراطور العظيمِ.”
أطرقتْ رينا رأسَها وقبّلتْ ظهرَ يدِه.
بإجلالٍ، استنفدتْ كلَّ قوتِها الحياتيّةِ لتباركَه.
“أتمنّى أن تحقّقَ ما تريدُ.”
في تلك اللحظةِ، اندفعَ طائرُها الإسطوري، الذي يجسد روحها، نحوَ كايدن بضوءٍ أحمرَ.
كانتْ المرّةَ الأولى التي يحترقُ فيها طائرُ الشينسو خاصتها باللونِ الأحمرِ بعدما كان دائمًا أزرقَ.
“أيتها الأميرةُ!”
مع آخرِ نداءٍ من كايدن، واجهتْ رينا الموتَ.
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 2"