━━━●┉◯⊰┉ الفصل 17 ┉⊱◯┉●━━━
بعد خروج سيلين، أُتيحت لحظةٌ للحديثِ الخفيف.
حينها تحدَّثتْ رينا بودٍّ قائلةً:
“يبدو أنَّكما أختان، بما أنَّكما تحملان الاسم العائلي ذاته.”
“نعم، صحيحٌ. سيدتي، تفضَّلي بالتحدُّث بأريحيةٍ معي. لا بأس بهذا!”
“حسنًا، إذًا كم عدد الإخوة في عائلة ديلي؟”
“أنا الثالثة، وروز أختي الكبرى الثانية. أما أختنا الكبرى الأولى متزوجةٌ وتعيشُ خارج الإقليم، و… آه! لديَّ أختان صغيرتان أيضًا!”
شرحت ليلي بمرحٍ تاريخ عائلتها دون أن يُطلب منها ذلك، بينما قالت روز، التي ظلَّت صامتة طوال الوقت، بنبرةٍ جافة:
“ليلي، لا داعي للخوض في هذه التفاصيل. إنَّها سيدة قد تغادر في أيِّ وقت.”
“ماذا تقصدينَ يا أختي؟ كلا، بل ماذا تعنينَ بأنها قد تغادرُ في أيِّ وقتٍ؟”
مالت ليلي رأسها ببراءة، فنظرت روز إلى رينا بنظرةٍ خاطفةٍ وتوقفتْ عن الكلام.
لكن، كأنَّها لم تستطع كبح جماح لسانها، تمتمت كمن يحدِّث نفسه:
“أميرةٌ نبيلةٌ مِثلُها، كم يا ترى ستتحمَّل البقاءَ في الشمال؟”
كان صوتها عاليًا بما يكفي لتسمعهُ رينا.
“أختي!”
نظرت ليلي المتفاجئة إلى روز، ثم التفتت إلى رينا بحرج.
بدت مرتبكة من تصرُّف أختها التي بدا وكأنَّها تنتقد السيدة التي يخدمنها علانيةً.
لكن رينا لم تغضب من كلام روز.
في الحقيقة، كانت قد سئمت من الإهانات في الماضي، فكلامٌ كهذا بدا لطيفًا مقارنةً بما سمعته سابقًا.
نظرت رينا إلى روز بهدوءٍ وقالت:
“أنا لستُ أميرةً بعد الآن، بل أصبحتُ من كرينسيا. لذا، أرجو ألَّا تبني جدارًا بيننا.”
في تلك اللحظة…احمرَّ وجه روز حرجًا من هذا الرد المباشر.
بين النبلاء الذين يفضِّلون الأقنعةَ والتحدث بشكل غير مباشر وراءَ مسرحٍ مِن التلميحات والأهانات، كان هذا التعبير المباشر نادرًا جدًا.
لم تكن رينا تهدف إلى إحراج روز، بل كانت تعبيرًا صادقًا عن رغبتها في التقرُّب من عائلة ديلي التي تخدم كرينسيا.
لكن بالنسبة لروز، كان هذا الكلام كافيًا لتشعر بالإهانة.
“أريد أن أكون صديقةً لكما. وبما أنَّكما تعرفان الشمال أكثر مني، أتمنَّى أن تعلِّماني الكثير.”
“بالطبع! إذا احتجتِ إلى شيء، سأعرِّفكِ على الشمال في أيِّ وقت. هناك أماكنٌ كثيرةٌ أودُّ أن أصطحبكِ إليها يا سيدتي!”
تدخَّلت ليلي بسرعة لتبديد الجوِّ الثقيل، وبينما كانت تهذي بأماكن شهيرة في الشمال، ظلَّت روز تراقب رينا وذراعاها متشابكتان.
شعرها الأشقر الباهت كان لامعًا بدلاً من أن يكون جافًا.
بشرتها البيضاء النقيَّة كانت تبرز شفتيها الحمراوين، وعيناها الزرقاوان كانتا تبدوان عميقتين كأنَّهما مرصَّعتان بالنجوم.
‘إنَّها أجمل ممَّا كنتُ أتوقَّع.’
نظرت روز إليها بنظرةٍ مليئةٍ بالغيرة، وهي تعضُّ شفتها السفلى.
عندما سمعت بخبر زواج دوق كرينسيا، شعرت روز بصدمةٍ كبيرة.
كانت تعتقد أنَّ مكان زوجته هو مكانٌ يخصُّها، فقد كانت دائمًا إلى جانبِ كايدن مُنذ الصغر، وتعلَّمت حتى كيف تكون زوجةً له.
لكن فجأة، ظهرت أميرةٌ لم تسمع بها من قبل وأخذت مكانها.
بقيت حبيسة غرفتها تبكي لهذا السبب، ثم استُدعيت كخادمةٍ مقرَّبة لها، فكان ذلك إهانةً أشدُ أثرًا على كبريائها.
لذا، خرجت منها كلماتٌ لاذعة، لكن رينا بدت غير مبالية، مما زاد من غيظها.
نظرت روز إلى رينا، التي بدت وكأنَّها بالكاد تستطيع حمل مقبض السيف، وتمتمت:
‘امرأةٌ ضعيفةٌ كهذه لا تليق بكرينسيا على الإطلاق.’
تعلَّمت روز الرماية منذ الصغر لتصبح زوجة الدوق، وكانت ماهرةً بما يكفي لتنضمَّ إلى فرقة التسخير لو لم تُستدعَ كخادمةٍ.
أمَّا رينا، فبدت جسديًّا غير موهوبةٍ في الفنون القتالية، بل وكأنَّها ستكون عبئًا لا أكثر.
لم تستطع روز تصديق أنَّ كايدن اختارها زوجةً، وقرَّرت أنَّ هناك سببًا آخر لذلك، وكُل هذا بهدف محاولة تهدئة قلقها المتزايد.
بعد خروجها من غرفة رينا، وبَّختها ليلي بهدوء:
“أختي، ما الذي يحدث معكِ؟”
“ماذا فعلتُ؟”
ردَّت روز بنبرةٍ جافة، فتنهَّدت ليلي بعمق:
“إذا كنتِ ستصرفين هكذا، لماذا لم ترفضي أن تكوني خادمةً مقرَّبة؟ دايزي كانت تتلهَّف لهذا المنصب.”
“أردتُ أن أرى بنفسي إن كانت تليق بأن تكون زوجة دوق كرينسيا أم لا.”
“ولماذا أنتِ من يقرِّر ذلك؟ هذا شأن الدوق.”
“كايدن ليس بارعًا في مثل هذه الأمور.”
سخرت روز، ثم أضافت:
“أراهن أنَّها لن تتحمَّل شهرًا واحدًا قبل أن تبكي وتتوسَّل للعودة.”
***
بعد تلقِّي كل التعليمات والراحة لفترةٍ قصيرة، حلَّ المساء.
تركت رينا كايدن، الذي تأخَّر بسبب أعمال القصر، وتناولت العشاء بمفردها، ثم اتَّجهت بهدوءٍ إلى المكتبة.
كانت تبحث عن كتابٍ لتقرأه قبل النوم.
بينما كانت تتجوَّل بين الرفوف، لمحت رأسًا غريبًا في زاويةٍ منعزلة.
اقتربت فوجدت فتاةً صغيرةً تحتضن كتابًا بحجمها وهي نائمة، ربَّما غفَتْ أثناء القراءة.
نظرت رينا إلى الفتاة ذات الشعر الأسود المضفور على جانبيها، وخمَّنت هويَّتها بسهولة.
بما أنَّها تدخل مكتبة قلعة كرينسيا بحرية، فلا بد أنَّها تقيم هنا.
وكانت هناك طفلةٌ واحدة فقط تقيم في قلعة كرينسيا:
داليا كرينسيا، ابنة إيدن، شقيق كايدن الأصغر.
في تلك اللحظة، بدت الطفلة وكأنَّها تشعر بالبرد، فتكوَّرت على نفسها.
غطَّتها رينا بشالها بحذرٍ حتى لا توقظها.
عندما همَّت باستدعاء أحدهم، شعرت بشيءٍ يسحب تنُّورتها.
التفتت فوجدت الطفلة، التي استيقظت دون أن تشعر، تمسك بتنُّورتها.
“أمي؟”
ظنَّت الطفلة في غفوتها أنَّ رينا أمها، وأمسكت بها بقوة.
ثم قالت بعيونٍ دامعة:
“أمي، لا تذهبي.”
“…”
“داليا لن تشتكي بعد الآن. اهئ…أعدك…أعدك…لن أزعجكِ، فلا تتركيني.”
ارتبكت رينا من الدموع المفاجئة، ونظرت حولها.
ظنَّت الطفلة أنَّها سترحل، فقامت مسرعةً وتعلَّقت بتنُّورتها.
“ارجوكِ لا تذهبي…اهئ….هئ…”
لم تستطع المغادرة وترك الطفلة التي تكبح بكاءها وهي تمسحُ أنفها بصعوبةٍ أثناء تشبثها بـها.
قرَّرت تهدئتها، فرفعتها وهي تربِّت على ظهرها:
“حسنًا، لن أذهب إلى أيِّ مكان.”
“اهئ…هل هذا وعد؟”
ظلَّت داليا تتشبَّث برينا وهي تتمتم بنعاس.
في النهاية، حملتها رينا ودارت بها في المكتبة، حتى اصطدمت فجأة بشخصٍ دخل لتوِّه.
“داليا؟”
نظر رجلٌ يشبه كايدن، لكن بملامح أكثر نعومة، إلى ابنته بقلق.
وقفت رينا مرتبكة، وقدَّمت نفسها للرجل الحذر:
“مرحبًا، أنا رينا كرينسيا.”
“آه.”
أدرك الرجل هويَّتها، وانحنى تحيةً:
“تشرَّفتُ بلقائكِ، سيدتي الأميرة. أنا إيدن كرينسيا، شقيق الدوق الأصغر. لم أتوقَّع أن نلتقي هكذا فجأة…”
ردَّت رينا بأريحية على هذا اللقاء المتوتر:
“تشرَّفتُ أيضًا. هل أتيتَ لأخذ الطفلة؟”
“نعم. لكن لماذا داليا في حضنكِ…؟”
“يبدو أنَّها ظنَّتني أمها في غفوتها.”
“…حقًّا؟”
في تلك اللحظة، بدا وجه إيدن حزينًا.
ثم قال بنبرةٍ كئيبة:
“في الحقيقة، توفِّيت والدتها منذ أشهر قليلة، لذا تتبع كل امرأةٍ شقراء تراها.”
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات