━━━●┉◯⊰┉ الفصل 11 ┉⊱◯┉●━━━
“ويندي، توقَّفي. هكذا يبدو وكأنَّنا جئنا لمضايقتها حقًّا.”
“لكنْ، إيزابيل، هي منْ بدأتْ…”
“قلتُ توقَّفي. هلْ تتجاهلينَ كلامي الآنَ؟”
عندما سألتْ إيزابيل ببرودٍ، شهقت ويندي بخوفٍ وتراجعت.
حينها نظرتْ رينا إلى إيزابيل بثباتٍ.
كانتْ تحملُ مصباحًا مثلَ رينا.
الفرقُ الوحيدُ أنَّ مصباحَها كانَ يتوهَّجُ بقوَّةٍ غريبةٍ.
اقتربتْ إيزابيل خطوةً وابتسمتْ بلطفٍ قائلةً:
“إنْ أخفتْكِ، فأنا آسفةٌ، يا رينا. أردتُ فقطْ التَّحدّثَ معَكِ.”
“…”
“أنا، بصراحةٍ، منزعجةٌ جدًّا، يا رينا. كيفَ يُمكن أنْ أسمعَ خبرَ زواجِكِ منْ الآخرينَ! نحنُ أخواتٌ نعيشُ في نفسِ القصرِ، فكيفَ تكونينَ قاسيةً هكذا ولا تخبريني؟”
للوهلةِ الأولى، بدتْ وكأنَّها تشتكي لأختِها مُعاتبةً لها، لكنْ عينيْها كانتا باردتيْن للغايةِ.
تذكَّرتْ رينا فجأةً كيفَ كانتْ إيزابيل تُضايقُها في حياتِها السَّابقةِ.
كما كانَ ذلكَ اليوم هو اليوم الذي أخبرتْها فيهِ إيزابيل، لأوّلِ مرَّةٍ، عنْ سببِ مضايقتِها لها:
‘لماذا أضايقُكِ، سألتِ؟ السَّببُ بسيطٌ. لأنّني أقوى منْكِ. الضُّعفاءُ مجرَّدُ ألعابٍ للأقوياءِ. هذا سببُ مضايقتِكِ، يا رينا. هلْ فهمتِ الآنَ؟’
في ذلكَ اليومِ، تظاهرتْ إيزابيل بأنها عن طريق الخطأ قد أشعلتْ النَّارَ في فستانِ رينا.
كانتْ تعلمُ أنَّ الفستانَ هديّةٌ منْ أخيها قبلَ اختفائِه.
وبسبب ذلك أصيبتْ رينا بحروقٍ في ساقِها، وتركتْ ندبةً لا تُمحى.
لكنَّ الألمَ الأكبرَ كانَ فقدانَ هديّةِ أخيها.
تذكُّرُ ذلكَ جعلَ عينيْ رينا تشتعلانِ.
“أنتِ لمْ تتغيّري يا إيزابيل، ما زلتِ سيّئةً.”
في هذهِ اللحظةِ، كانتْ إيزابيل، بلا شكٍّ، تحاولُ إشعالَ النَّارِ في فستانِ رينا كما في الماضي.
ابتسمتْ إيزابيل ببرودٍ واقتربتْ أكثرَ قائلةً:
“سيّئةٌ؟ هذا قاسٍ. كلُّ هذا بسببِكِ. لستُ أنا السيّئةَ، بلْ أنتِ الضَّعيفةُ.”
كيفَ يمكنُ أنْ تكونَ لها ابتسامةٌ مخيفة لهذهِ الدَّرجةِ؟
بدأ جسمُ رينا يرتجفُ منْ ذكرياتِ الماضي.
‘افيقي، يا رينا. لمْ تعودي تلكَ الفتاةَ العاجزةَ. إيزابيل مجرد فتاةٍ بعقلِ طفلةٍ لا أكثر.’
ردَّدتْ رينا هذه الجملة في داخلها لتهدئةِ ارتعاشِها.
في اللحظةِ التي حاولتْ إيزابيل إسقاطَ المصباحِ عليها ‘بالخطأِ’ استفاقتْ رينا وضربتِ المصباحَ بمعطفِ كايدن بسرعةٍ.
طق! هوررر!
تحوّل مسار المصباحُ نحوَ إيزابيل.
بالصَّدفةِ، سقطَ على طرفِ فستانِها المنتفخِ.
“آآآآه!”
صرختْ إيزابيل عندما اشتعلَ فستانُها.
ابتعدَن المحيطاتُ بها بذعرٍ، خشيةَ انتشارِ النَّارِ بسببِ فساتينهن المنتفخة.
صرختْ إيزابيل وهي تدوسُ بقدميْها، لأنَّ أحدًا لمْ يساعدْها:
“أطفئوا النَّارَ بسرعةٍ! هذا ساخنٌ! آآآه! أرجوكم!”
كانَ صوتُها الحادُّ غريبًا عنْ إيزابيل الهادئةِ الأنيقةِ عادةً.
استفاقتْ رينا عندما رأتْ إيزابيل تبكي كطفلةٍ.
إنْ استمرَّ الأمرُ، قدْ تُصابُ إيزابيل بحروقٍ خطيرةٍ.
بالطَّبعِ، لمْ يهمَّ رينا إصابتُها. إيزابيل هي منْ هاجمتْ أوّلًا.
لكنَّ الحفلةَ أقامَها الإمبراطورُ منْ أجلِ رينا وكايدن.
لمْ ترغبْ رينا في إثارةِ الفوضى وإغضابِ الإمبراطورِ.
كانتْ تريدُ الرَّحيلَ إلى الشَّمالِ بهدوءٍ، لذلك فأحتراقُ إيزابيل لمْ يكنْ موقفًا جيّدًا لرينا.
‘آوه!’
في تلك اللحظة، تحوّلتْ نظرةُ رينا إلى النَّافورةِ.
كميّةُ الماءِ هذهِ كافيةٌ لإطفاءِ النَّارِ.
دفعتْ رينا إيزابيل بكلِّ قوتِها إلى النَّافورةِ.
بوفف!
سقطتْ إيزابيل في النَّافورةِ بمظهرٍ بائسٍ، كفأرٍ مبلّلٍ، وصرختْ:
“أغهه! آآه! ما هذا الفعلُ، يا رينا!”
لحسنِ الحظِّ، انطفأتِ النَّارُ، لكنَّ مظهرَها كانَ فظيعًا.
تراجعتْ رينا خطوةً وقالتْ:
“طلبتِ إطفاءَ النَّارِ، فأنقذتُكِ. كانَ عليكِ الحذرُ منَ المصباحِ.”
“ماذا؟”
“لماذا أسقطتِ المصباحَ بحماقةٍ؟ كدتِ أحترقُ أيضًا!”
كرَّرتْ رينا كلامَ إيزابيل في الماضي حيث قالت لها في حياتها السابقة:
‘كان الأولى أن تُحسني الاعتناء بثوبكِ. لماذا وقفتِ هناك بتلك البلاهة حتى لامست النارُ فستانكِ؟ لقد كدتِ تُورِّطينني أنا أيضًا بهذه النار.’
تجمَّدتْ إيزابيل أمامَ هجومِ رينا الحادِّ غيرِ المتوقَّعِ.
“أنتِ، أنتِ…!”
لحسنِ الحظِّ، لمْ تُصَبْ بحروقٍ بسببِ طبقاتِ الفستان، لكنَّ الصَّدمةَ النَّفسيّةَ التي تعرضت لها كانتْ أكبرَ منْ أيِّ وقتٍ آخر.
وفي تلكَ اللحظةِ:
“بففتت!”
منْ بعيدٍ، كتمَ أحدهم ضحكةً وتقدَّمَ نحوهم.
كانَ كتفهُ يهتزُّ وهو يحاولُ كتمَ ضحكتِه.
تعرَّفتْ ويندي عليهِ أوّلًا وصُدمتْ:
“الدّوقُ كرينسيا؟”
كايدن؟
أدركتْ رينا متأخّرةً هويَّتَه، فاتَّسعتْ عيناها بدهشةٍ.
لمْ تعرفْ منذُ متى كانَ يراقبُ، لكنَّ كان هذا موقفًا قدْ يُساءُ فهمُه.
‘إنْ تظاهرتْ إيزابيل بأنَّها الضَّحيّةُ هنا فأنني…’
في تلكَ اللحظةِ، كأنَّها فكَّرتْ بنفسِ الشَّيءِ، بكتْ
إيزابيل قائلةً:
“هذا قاسٍ جدًّا، يا رينا. كيفَ تفعلينَ هذا؟ أردتُ فقطْ تهنئتَكِ.”
بالطَّبعِ، لمْ تفوّتْ إيزابيل الفُرصةَ.
وعلى غرارِ هذا أسرعتْ رينا لتوضيحِ الأمرِ:
“كايدن، هذا…!”
اقتربَ منها ومسحَ السَّخامَ عنْ خدِّها بيدِه وقالَ:
“هلْ استمتعتِ باللعبِ بالنَّارِ؟”
كانَ وجهُه مليئًا بالمرحِ، وكأنَّه استمتعَ بمشهدٍ ممتعٍ.
***
عندما خرجتْ رينا منَ القاعةِ، لاحظَ كايدن مجموعةً تتبعُها.
كانوا همْ منْ راقبوا رينا طوالَ الحفلةِ.
وفقًا لتقريرِ بن، كانوا همْ منْ ضايقوها لفترةٍ طويلةٍ.
كانَ واضحًا أنَّهم انتظروا ابتعادَها عنهُ.
“تسك…”
أمامَ هذا المشهدِ واضحِ النّيّةِ، نقرَ كايدن بلسانِه وخرجَ منَ القاعةِ.
تبعَها خشيةَ وقوعِها في مشكلةٍ، لكنَّ المشهدَ الذي رآهُ كانَ مختلفًا عنْ توقّعاتِه.
تعبيرٌ يدلُ على شعورِها بالملل لدرجة قد لا يُصدَّقُ أحدٌ أنَّها الضَّحيّةُ هنا.
ردَّتْ رينا بضجرٍ مرارًا وتكرارًا وهي تضغطُ على خصمِها.
كان تعبيرها طبيعيًا وكأنَّها توقَّعتْ هذا الموقفَ.
وبسببِ هذا…نظرَ كايدن إلى رينا باهتمامٍ.
على عكسِ زيارتِها الجريئةِ لطلبِ يدِه، لمْ تعتمدْ عليهِ أبدًا.
كانتْ تشكُّ في نواياهُ بشكلٍ مُضحكٍ إذا أظهرَ لها لطفًا.
بدتْ امرأةً معتادةً على حلِّ مشاكلِها بنفسِها.
“لماذا أسقطتِ المصباحَ بحماقةٍ؟ كدتِ أحترقُ أيضًا!”
لمْ يتوقَّعْ كايدن أنْ ترميَ الأميرةُ إيزابيل المصباحَ، لكنَّ رينا حلَّتِ الأمرَ بنفسِها دونَ إعطائِه فرصةً لإنقاذِها.
ضحكَ وهو يشاهدُ هذا المشهدَ الغريب.
“بففتت!”
لمْ يهتمَّ عندما لاحظَه الآخرونَ متأخّرًا.
ركَّزَ على رينا فقطْ وتقدَّمَ ببطءٍ.
بدتْ رينا مندهشةً منْ ظهورِه.
ربَّما خشيتْ أنْ يكونَ سمعَ كلامَها الحادَّ.
ماذا لو قالَ إنَّه سمعَ كلَّ شيءٍ؟
هلْ ستحمرُّ خجلًا؟
أم ستتظاهرُ بأنَّها لمْ تفعلْ شيئًا؟
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 11"