━━━●┉◯⊰┉ الفصل 10 ┉⊱◯┉●━━━
كلَّ يومٍ، كانتْ الهدايا ودعواتُ الحفلاتِ تتدفّقُ إلى رينا.
كانتْ معظمُها مُرسلةً بدافعِ الفضولِ.
قلّةُ المعلوماتِ عنْ رينا جعلتْها محطَّ اهتمامٍ.
لكنْ، لمْ تكنْ جميعُ ردودِ الفعلِ إيجابيّة.
زادَ عددُ مَنْ يحذرونَ منْ ظهورِها المفاجئِ هذا.
أبرزُهم كانَ أتباعَ الأميرةِ إيزابيل.
شعروا بالضيقِ منْ صعودِ شخصٍ كانوا يحتقرونَه خفيةً، وهم معها في القصر ذاته.
لكنْ، بشكلٍ مفاجئٍ، لمْ تُظهرْ إيزابيل، ملكةُ تلكَ المجموعةِ، ردَّ فعلٍ واضحٍ.
ولهذا قرّرتْ رينا تجاهلَ إيزابيل.
لمْ يكنْ بينَهما ذكرياتٌ طيّبةٌ، وبعدَ الذهابِ إلى الشمالِ، لنْ تُضطرَّ للقائِها أبدًا.
هكذا مرَّ الوقتُ حتّى يومِ حفلِ الوداعِ.
تأمّلتْ رينا صورتَها في المرآةِ بدهشةٍ.
كانَ الفستانُ الأبيضُ، الذي منحهُ الإمبراطورُ بنفسِه لها، فخمًا كفستانِ عروسٍ حقًا.
لمْ تتذكّرْ متى كانتْ آخرَ مرّةٍ تزيّنتْ بهذا الشكلِ.
بينما كانتْ تقفُ بإحراجٍ، كأنّها ترتدي ثيابًا غريبةً، اقتربَ كايدِنْ:
“هلْ انتهيتِ منَ التحضيرِ؟”
“أوه، كايدِنْ.”
التفتتْ رينا، لكنّها في تلك اللحظة…توقّفتْ عنْ التنفّسِ.
كشفَ جبهتَه العاليةَ، مما أبرزَ ملامحَ وجهِه الحادّةَ.
بدتْ ثيابُه البنفسجيّةُ الداكنةُ، المتلألئةُ كعينيْه، تُعزّزُ وسامتَه.
كانَ زيُّه يصرخُ بأنّه الأوسم، فاحمرَّ وجهُ رينا بخجلٍ.
“تبدو وسيمًا جدًا اليومَ.”
“أنتِ تسرقينَ كلامي.”
ردَّ كايدِنْ بخفّةٍ، وقبّلَ ظهرَ يدِها.
رغمَ قفازِها الدانتيلِ، شعرتْ بالقبلةِ
بوضوحٍ، فارتجفت.
“رينا، أنتِ أيضًا تبدينَ جميلةً حقًا.”
رغمَ أنّه مديحٌ عابرٌ، احمرَّ وجهُ رينا بسببه أكثر.
“هيّا.”
رافقَها كايدِنْ بهدوءٍ وهي مرتبكةٌ.
عندَ دخولِهما القاعةَ، سادَ الصمتُ المكانَ الصاخبَ.
تجمّدتْ رينا منْ عددِ الحضورِ الضخمِ، فهمسَ كايدِنْ:
“إنْ شعرتِ بالتوترِ، اعتمدي عليَّ.”
وضعَ يدَها على ذراعِه بطبيعيّةٍ، مبتسمًا.
هدأتْ رينا تدريجيًا بفضلِ أسلوبِه المعتادِ على الحفلاتِ.
“أخيرًا، وصلَ نجوم حفلنا!”
كانَ الإمبراطورُ يتحدّثُ معَ النبلاءِ إلى جانبِ سيغفريد، فدعا كايدِنْ ورينا إلى المسرحِ:
“كما تعلمونَ، هذا الحفلُ لتوديعِ الأميرةِ رينا ودوقِ كرينسيا، وللاحتفالِ بزواجِهما. يسعدني أنْ تتعمّقَ الرابطةُ بينَ ميرنييه وكرينسيا، فهما عائلتينِ صديقتينِ قديمتينِ منذ زمنٍ طويلٍ حقًا. أرجوا أن تستمتعوا بالحفلِ.”
بعدَ خطابِ الإمبراطورِ، تجمعَ الناسُ لتهنئةِ كايدِنْ ورينا.
“لمْ أتوقّعْ أنْ يصبحَ الاثنانِ زوجينِ.”
“منَ المؤسفِ أنْ ترحلا إلى الشمالِ فورًا. لو علمتُ، لزرتُكِ كثيرًا أيتها الأميرة رينا.”
“لدي قريبٌ في الشمالِ، هلْ يمكنُني زيارتُكما؟”
شعرتْ رينا بالذهولِ منْ تقرّبِ النبيلاتِ الغريباتِ وحتّى أسفِهنَّ على رحيلها.
ردّتْ عليْهنَّ مبتسمةً.
ربما بسببِ استخدامِ عضلاتِ وجهِها فجأةً، شعرتْ بألمٍ في خدّيْها.
عندما لمستْ خدَّها، همسَ الدوقُ:
“إنْ تعبتِ، استرحي قليلًا.”
“هلْ يمكنُني؟”
“سمعتُ أنّهم زيّنوا منطقةَ النافورةِ بشكلٍ جميلٍ، أتريدينَ الذهابَ معي؟”
“لا، سأذهبُ وحدي. إنْ ذهبنا معًا، قدْ يتبعونَنا.”
أشارتْ رينا بعينيْها إلى أشخاصٍ يراقبونَهما، وأضافتْ:
“أعلمُ أنّهم لا يهتمّونَ بي، بلْ يريدونَ إرضاءَكَ فقط.”
نظرَ كايدِنْ إليْها بدهشةٍ:
“ومعَ ذلكَ، رددتِ عليْهم جميعًا؟”
“قدْ تربطُنا صلةٌ يومًا ما. لا داعي لخلقِ أعداءٍ دونَ سببٍ.”
“هذا تفكيرٌ يليقُ بدوقةٍ حقًا.”
ردَّ كايدِنْ برضا، ووضعَ سترتَه على كتفيْها:
“الهواءُ باردٌ الليلة.”
“شكرًا لك.”
أعربتْ رينا عنْ شكرِها برفعِ طرفِ
فستانِها، وتوجّهتْ إلى النافورةِ.
كانتِ السماءُ مظلمةً، فحملتْ مصباحًا.
كانتْ حديقةُ النافورةِ مضاءةً بمصابيحَ مُعدّةٍ مسبقًا.
كما قالَ كايدِنْ، زُيّنتْ النافورةُ بشموعٍ ملونةٍ.
لمعَتْ مياهُ النافورةِ كالنجومِ بانعكاسِ الشموعِ.
كانتِ الشموعُ في قواريرَ زجاجيّةٍ لمنعِ الحريقِ، كما أنها تتوهّجُ بقوّةٍ وجمالٍ.
عندما اقتربتْ رينا منَ النافورةِ، سمعَتْ صوتًا مرحًا:
“مرحبًا، رينا!”
حاصرتْها إيزابيل وأتباعُها.
لاحظتْ رينا أنّهم كانوا يتهامسونَ منْ بعيدٍ طوالَ الحفلِ، فتصلّبَ وجهُها عندما ظهروا هنا.
كانوا ينتظرونَ انفرادَها عمدًا.
تقدّمتْ ويندي، ذاتُ الشعرِ البنيِّ المحمرِّ، متشابكةَ الذراعينِ، وسألتْ بنبرةٍ لاذعةٍ:
“جئتِ وحدَكِ؟ يبدو أنَّ الدوقَ لا يهتمُّ بكِ. في مكانٍ رومانسيٍّ كهذا، كانَ يجبُ أنْ يرافقَكِ. يا لكِ منْ مسكينةٍ، رينا.”
تنهّدَ الجميعُ بأسفٍ مصطنعٍ، ثمَّ ضحكوا ساخرينَ.
كانتْ كلماتُهم المتظاهرةُ بالتعاطفِ مليئةً بالعداءِ.
لو كانتْ رينا السابقةُ، لجرحتْها تلكَ الكلماتُ، لكنْ الآنَ لا.
لذلك…ردّتْ رينا بنزعاجٍ:
“قلتُ إنّني أريدُ أنْ أكونَ وحدي.”
‘فلمَ لا تختفونَ الآن؟’
حينها سخرتْ ويندي:
“بففت، يا لها من كذبةٍ!”
“لماذا قد أكذبُ عليكِ؟ حتّى لو كذبتُ، كما قلتِ، ولمْ يهتمَّ الدوقُ بي حقًا، إذن لماذا أعطاني معطفَه؟”
كانَ إعطاءُ المعطفِ لخطيبةٍ دليلَ حبٍّ، وهي تعلمُ ذلكَ، فلمْ ترفضْ لطفَه.
تصلّبَ وجهُ ويندي، غيرَ متوقّعةٍ ردَّ رينا المنطقيَّ، لكنّها استهزأتْ أكثرَ:
“أوه، حقًا؟ تحاولينَ الحفاظَ على كبريائِكِ بتبريراتٍ مثيرةٍ للشفقةِ. ألا تعرفينَ الخجلَ يا رينا؟حسنًا… أنتِ سرقتِ مكانَ إيزابيل بوقاحةٍ، فهذهِ الجرأةُ متوقّعةٌ.”
ضحكتْ رينا ساخرةً عندَ ذكرِ سرقةِ المكانِ.
توقّعتْ هذا منذُ علمتْ أنَّ الإمبراطورَ رشّحَ إيزابيل لكايدِنْ.
إيزابيل، المتغطرسةُ والمتكبّرةُ، لنْ تتجاهلَ هذا.
لكنْ، سيرُ الأمورِ كما توقّعتْ جعلَ الأمرَ مضحكًا.
شعرتْ بالأسفِ على نفسِها السابقةِ التي جُرحتْ بسببِ أشخاصٍ كهؤلاءِ.
غيّرتْ رينا رأيَها بتجاهلِهم، وقالتْ بوضوحٍ:
“لمْ أسرقْ مكانَ إيزابيل. أنا و الدوقُ نعرفُ بعضَنا منذُ زمنٍ.”
“لا تكذبي! كيفَ لمثلِكِ أنْ ترتبطَ بحامي الشمالِ؟ أوه، هلْ تسلّلتِ إلى فراشِه؟ أغريتِه بجسدِكِ، أليسَ كذلكَ؟”
“هااه…يبدو أنَّ عقلَكِ لا يحملُ إلّا أفكارًا قذرةً. لا أستطيعُ تخيّلَ كيفَ تفكّرينَ هكذا.”
“ماذا؟ قذرةٌ؟ مَنْ القذرةُ الآنَ…!”
احمرَّ وجهُ ويندي غضبًا، فرفعتْ رينا صوتَها أكثرَ.
معَ أمثال ويندي مَن تظنُّ أنَّ رفع صوتها سيجعلها تفوزُ، كانَ رفعُ الصوتِ أفضلَ ردٍّ.
“ألستمْ أنتمْ مَنْ لا يعرفُ الخجلَ؟ جئتمْ تستغلّونَ انفرادي، يبدو أنَّ الدوقَ يُخيفُكم. ألمْ تجرؤوا على قولِ كلمةٍ أمامَ كايدِنْ؟ في الماضي بدون الدوق، كنتمْ ستجعلونَني أضحوكةً منذُ البدايةِ.”
“هذا…!”
“اعلمي أنَّ تصرّفاتِكم هذهِ وضيعةٌ كأفكارِكِ القذرةِ.”
“ماذا قلتِ؟ هلْ انتهيتِ؟ تتظاهرينَ بدوقةٍ أمامَ مَنْ؟!”
اقتربتْ ويندي، التي خسرتْ النقاشَ، كأنّها ستهجمُ.
في تلكَ اللحظةِ، نادتْ إيزابيل بأسمها من الخلفِ بعدما كانت صامتةً طوال الوقت يبدو أنها قررت التدخل الآن.
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 10"