استمتعوا
“سيد بيلي! لماذا لا تفسخ خِطبتي بك؟“
“فسخ الخطوبة ليس أمرًا معتادًا، ومع هذا، أترغبين في أن أفعلها للمرة الثانية انسة روز؟“
“لكن… عائلة ستانلي، منزل والدي، سيرغم على التنازل عن اللقب النبيل… حينها، لن يبقى للزواج السياسي أي معنى.
وإن تزوجتَ بي، فلن تجني من ذلك نفعًا…”
“أنا لا أريد نفعًا. أنا أحبكِ، انسة روز. ولهذا، أريد الزواج بك.”
“ماذا؟! مـ… ما الذي تقوله؟“
“حين جئتِني فجأة، وأنا خطيب أختك، وطلبتِ أن أوظف ثلاثة خدم لأجل سعادة سوفيلا… ظننتكِ آنذاك إنسانة غريبة الأطوار حقًا.”
“أدرك أن ما فعلته كان غير مقبول… لكنني كنتُ يائسة…”
“نعم. وبدافع يأسكِ ذاك، أدركتُ أن كل ما تفعلينه، كان بدافع الإخلاص الشديد. كنتِ تتجاوزين الأعراف، وتضحين بنفسكِ فقط لأجل أختكِ. لذلك، لم يكن أمامي سوى الاستجابة لرغبتكِ حينها.”
“أنا ممتنة لكَ حقًا بشأن ماري والبقية. ولكن… خطبتُنا نحن…”
“لقد كانت خِطبتُنا، في الأصل، لأجل أن نُمهّد الطريق لمن تحبه سوفيلا كي يتزوجها، أليس كذلك؟“
“نعم… حين علمتُ أن لسوفيلا من تحب، قررتُ أن…”
“ثم جئتني مجددًا، تطلبين مني بإلحاح أن أفسخ الخطبة، من أجل سعادة سوفيلا.”
“نعم…”
“حين وافقتُ على توظيف ثلاثة خدم دفعةً واحدة، تفاجأت العائلة، لكنها وافقت. ولأن أولئك الذين وظفتهم أثبتوا إخلاصهم وكفاءتهم، فإن عائلتي لم ترفض قراري حتى حين تلقيتُ الأمر الغريب من كونتيسة ستانلي بأن أفسخ خِطبتي بسوفيلا وأخطب أختها.”
“أنا آسفة لأنني تسببتُ في إزعاج عائلتك النبيلة… لم أتخيل أن والدتي ستخاطب عائلة الفيكونت بهذه الطريقة…”
“لقد أسعدني ذلك. رغم أن السبب كان سعادة أختك،
إلا أنكِ جئتِ إليّ، وطلبتِ بنفسكِ ‘تزوجني.’ “
“سيد بيلي…”
“ولهذا لن أفسخ خطبتنا.”
“إن فقدت عائلة ستانلي لقبها، فسأصبح مجرد فتاة من العامة.”
“وإن كنتِ تحملين مهارة نادرة في ‘الشفاء‘، فلن يعارضك أحد.”
“صحيح أن هنالك حالات نادرة تزوجت فيها فتاة عامية ذات مهارة خاصة من رجل نبيل… ولكن… لقد وُضِعَت عليّ ‘مرآة‘ .”
“مهارة سوفيلا، أليس كذلك؟“
“نعم… لقد كنتُ أسيء لسوفيلا أثناء إقامتها معنا في منزل ستانلي. ولذا، فمن الطبيعي أن أُعاقب. فقد آذيت أختي، ومن العدل أن أُحرم من السعادة. وإن تزوجتني، فستتأذى أنت أيضًا، سيد بيلي.”
“مهارة ‘المرآة‘، لا أظنها بهذه البساطة.”
“… ماذا؟“
“ما فعلتِه، كان بدافع حمايتك لسوفيلا، أليس كذلك؟“
“… كيف عرفتَ ذلك؟“
“أنا أدرك. امرأة مثلكِ، تضحي بكل شيء لأجل أختها، لا يمكن أن تكون قد أذتها بحق.”
“لا! لقد كنتُ أُعنف سوفيلا! كنتُ أصرخ عليها أمام الخدم!”
“لأنكِ كنتِ تعلمين أن حمايتك لها علنًا سيجعلها عُرضة لمزيد من الإهانة من الآخرين، فاخترتِ أن تتقمصي دور المعنِّفة، لتحميها من عنف الآخرين. ما دمتِ أنتِ، الابنة النبيلة، تعنّفينها أمامهم، فلن يجرؤ الخدم على إيذائها.”
“لقد رميتُ طعامها على الأرض، وأجبرتها على أكل بقايا طعامي.”
“لأن طعامها كان لا يصلح للأكل، وكنتِ تحت أنظار الكونتيسة.
لم يكن أمامكِ سبيل لتقديم طعامكِ لها إلا بهذه الطريقة.”
“لقد سخرتُ منها، وقلتُ إنها لا تليق بأن تكون زوجة لفيكونت، ثم ألغيتُ خِطبتها.”
“لأنكِ كنتِ مضطرة لجعل الكونتيسة تقتنع بفسخ الخطبة،
ولم يكن ذلك ليتم إلا بإقناعها أن سوفيلا تُساء معاملتها.”
“لكن… مهما كانت الأسباب… ما فعلتُه هو إساءة.
ويجب أن أُعاقب عليه.”
“ولِمَ ذلك؟“
“… ماذا؟“
“لِمَ تحتقرين نفسكِ إلى هذا الحد، انسة روز؟“
“أنا لا أفعل…”
“حين وُلِدت سوفيلا، كنتِ لا تزالين في الثالثة من عمرك. ماذا يمكن لطفلة في هذا العمر أن تفعل؟ ومع هذا، كنتِ تحاولين حمايتها بما تستطيعين. تحملتِ عبء كلمات جارحة، وقاسمتِها طعامك، ورضيتِ بالزواج من رجل أدنى منكِ لا تحبينه. ربما نَجَت سوفيلا بذلك… لكن ماذا عنكِ؟ أين هو نصيبكِ من السعادة؟“
“أنا… أنا لا بأس بي… لأن جدتي كانت تحبني.”
“… جدتكِ؟“
“نعم. كانت الشخص الوحيد في عائلتي الذي أحبني.
شعرتُ أنني تلقيتُ منها كل الحب الذي سأحتاجه طيلة حياتي.
ولهذا، لا بأس إن لم يحبني أحد بعد ذلك. أردت فقط أن أحب سوفيلا، ولو كنت الوحيدة في العائلة التي تفعل.”
“حتى وإن كرهتكِ سوفيلا؟“
“نعم. أعتقد أنها تكرهني كغيري من العائلة… لكن لا بأس.
أريدها أن تنسى كل ما يتعلق بعائلة ستانلي، وتعيش بسعادة.”
“من أجل حماية سوفيلا، ضحيتِ كثيرًا انسة روز، وسيردّ لكِ القدر كل ما بذلتِه من أجلها. أنا أعتقد أن هذه هي ماهية مهارة ‘المرآة‘.”
“هذا غير ممكن… لقد أسأتُ لسوفيلا فعلاً…”
“لهذا قلتُ إن مهارة ‘المرآة‘ ليست بهذه البساطة.
هي لا تردّ الفعل بناءً على الظاهر، بل على ما في القلوب.
من أحبّ سوفيلا بصدق، لن يلقى جزاءً سيئًا.”
“لكن لماذا… لماذا تبدو واثقًا إلى هذا الحد، سيد بيلي؟“
“لأن مهارتي نادرة، تمامًا كمِهارتكِ. إنها ‘التنبؤ‘.”
“… ماذا؟“
“لا يمكن لعائلة أن تقبل من ابنها، الذي لم يتجاوز الثالثة عشرة، أن يُوظّف ثلاثة خدم في يوم واحد، إلا إن كانوا يثقون تمامًا باختياره. وثقوا بي لأنني أمتلك تلك المهارة. وإن كنت لم أستخدمها وقتها.”
“لم أكن أعلم حتى أن لك مهارة…”
“لأنكِ كنتِ دومًا منشغلةً بسعادة سوفيلا، لا بسواها. أما الآن، وقد نالت سوفيلا السعادة، ألا يحين وقت أن تعيشي لأجل نفسكِ أخيرًا؟“
“… هل يحق لي… لي أنا… أن أتمنى السعادة؟“
“حتى سوفيلا، تتمنى لكِ السعادة انسة روز.”
“… هذا مستحيل…”
“رأيتُ ذلك. بعد زواجنا، سيصلنا خطاب منها تطلب فيه أن تستخدمي مهارة ‘الشفاء‘ لمداواة جراح زوجكِ، أي أنا، وجراحها هي. ومهارة الشفاء نادرة، لكنها ليست فريدة. فلو كانت تكرهكِ، لَما طلبت ذلك منك.”
“… كنتُ أعتقد أنني لن أراها مجددًا أبدًا. ظننت أنها ستكرهني طوال حياتها… ورضيت بذلك… فقط لتكون سعيدة.
لكن… هل يمكنني… هل يمكنني لقاء سوفيلا مجددًا؟“
“حين يأتي ذلك الوقت، لن تحتاجي إلى تمثيل الألم من أجل حمايتها بعد الآن.”
“… نعم… إن كان ذلك اليوم سيأتي حقًا… فإنني سأشعر أن سنواتي الست عشرة كلها، لم تذهب هباءً.”
“وحين يحين ذلك الوقت، هل تحققين لي أمنية واحدة؟ أن أكون إلى جانبكِ، انسة روز.”
“… أظنك تعرف الجواب سلفًا، أليس كذلك؟“
“ماذا؟“
“لأن رؤيتك المستقبلية قد أظهرت أنك ستتزوجني، أليس كذلك؟“
“آه… هاها. صحيح. انسة روز… أنتِ ستتزوجينني.”
“لقد قبلتَ بي، رغم أنني فتاة من العامة، ورغم أنني أسأتُ إلى أختي. لذا… من فضلك، علّمني عنك أكثر يا سيد بيلي… أريد أن أعرفك أكثر.”
“حتى دون استخدام المهارة، أستطيع أن أجزم: انسة روز، ستنعمين معي بالسعادة، لا شك في ذلك.”
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
التعليقات لهذا الفصل " 9"