كانت هذه الجملة أكثر ما قيل لي على مدار ستة عشر عامًا قضيتها في قصر الكونت ستانلي.
لو أنني رويت هذه السنوات فقط كما حدثت،
مجرّدة من المشاعر،
فقد يراها البعض قصة ‘مؤسفة‘ تستحق الشفقة.
منذ ولادتي، عشت مع الخادمة ماري في غرفة الخدم،
ولم أرَ والديّ أو حتى وجه شقيقي التوأم قط.
في عامي العاشر، خضعت لاختبار تحديد المهارة. في هذا البلد، يخضع جميع المواطنين، سواء من النبلاء أو العامة، لهذا التقييم. إذ يُمنح كل شخص مهارة واحدة، وتؤثر تلك المهارة بشكل كبير على مستقبله.
أما المهارة التي منحت لي فكانت ‘المرآة‘ — مهارة لم يُمنحها أحد من قبل، فريدة من نوعها في هذا العالم.
وبعد أيام قليلة من ذلك التقييم، استدعَتني الكونتيسة ستانلي، والدتي للمرة الأولى. نظرت إليّ بعينين ملتهبتين بالكراهية أو الخوف، كأنها تخشى ما لا تفهم.
“لا توجّهي إليّ تلك العينين الحمراوين!”
كانت هذه أول كلمات نطقت بها نحوي.
“أنتِ من بين الجميع تحصلين على مهارة نادرة؟ لا شك أنها لا تساوي شيئًا! على كل حال، لا يُسمح لكِ باستخدام مهارتك في هذا القصر ولو لمرة واحدة، أفهمتِ؟ لا تستخدميها أبدًا، لا للتحقّق منها ولا لتجربتها!”
صُدمت من شدة غضبها، ونظرت إليها لا شعوريًا.
“قلتُ لا تنظري إليّ بتلك العينين البغيضتين!”
صرخت بانفعال هستيري حين التقت أعيننا.
“لقد جذبتِ انتباه الجميع في اختبار المهارة، لذا سأحرص من الآن فصاعدًا على تلقينك ما يليق بابنة عائلة ستانلي. لكن لا تظني للحظة أنكِ أصبحتِ منّا! لا تتوهّمي أنكِ فرد من العائلة!”
قالت ذلك باحتقار قبل أن تدير ظهرها وتتركني.
ومنذ ذلك اليوم، انقلبت حياتي رأسًا على عقب.
نُقلت من غرفة الخدم إلى غرفة ضيوف مخصصة للنبلاء.
لكن جميع الخدم الذين كانوا يعاملونني بلطف أُجبروا على مغادرة القصر. ماري، التي نشأتُ معها، وجون، الطاهي الذي كان يقدّم لي أشهى الأطباق، وتوم، البستاني الذي كان يهدي إليّ الزهور — جميعهم رحلوا.
أُجبرت على تناول الطعام مع والديّ وأختي وشقيقي التوأم.
إلا أن الطعام الذي كان يُقدَّم لي كان فاسدًا أحيانًا، لا يصلح للأكل.
تلقّيت تعليمًا خاصًا بالآنسات النبيلات.
لكن المعلمة لم تعلّمني شيئًا، بل كانت تكتفي بجلدي بالسوط.
وُجّهت إلي خطوبة مع الابن الأكبر لعائلة فيكونت.
لكن في عامي السادس عشر، فسخ خطوبته بي ليخطب أختي.
أمي كانت تسيء معاملتي،
وأبي تجاهل وجودي تمامًا،
وأختي كانت تشتمُني دومًا أمام الآخرين،
أما شقيقي التوأم، فكان يهمس لي سرًا،
“أنا وحدي أقف في صفّك، سوفيلا” .
وفي عامي السابع عشر، تحدد موعد زفافي.
وبعد أن فسخت خطوبتي السابقة، لم يُخطبني أحد حتى تقدّم لي دوق شاب في الثانية والعشرين، فقد والديه في حادث وأصبح رئيس الأسرة الدوقية في سن مبكرة — السيد ليو براون.
“سمعتُ أن أشقاء عائلة براون يحملون ندوبًا بشعة على وجوههم من الحادث! سوفيلا الكئيبة مناسبة تمامًا له! هاها!”
قالت الخادمة ميلا، التي استمرت على مضايقتي،
وهي تضحك بسخرية ووجهها يتقطر لؤمًا.
وفي يوم مغادرتي لقصر ستانلي،
لم يُسمح لي بأخذ شيء واحد معي.
لم توافق الكونتيسة على أن أحمل حتى أبسط الأغراض.
أُرسلت إلى قصر الدوق وأنا أرتدي ثوبًا رديئًا يُظهر فقر حاله من النظرة الأولى، ولا أحمل شيئًا في يدي.
“لن أضطر بعد الآن لرؤية تلك العينين الحمراوين.
يا له من يوم رائع!”
قالت الكونتيسة وهي تقف وسط الحضور عند مدخل القصر، بابتسامة مشوهة تتقطّع منها الكراهية.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات