أطلق الطائر الصغير، الذي ظنوا أنه نائم، أنفاسًا خافتة مصحوبة بأزيز بينما أبقى عينيه مغلقتين.

 

جلجل!

 

غرق قلب غا يول.

 

كان تنفسها هشًا للغاية حتى أنه بدا على وشك التوقف في أي لحظة.

 

“س- هناك خطأ ما في تنفس كرة القطن!”

 

“لا لا! سأذهب لأحضر الطبيب فورًا!”

 

وبينما كانت سو ري على وشك الاندفاع لإحضار الطبيب،

 

“انتظر، ليس الطبيب!”

 

“هاه…؟”

 

“س، هناك خطأ ما في جوهر روحها!”

 

أدركت غا-يول ذلك غريزيًا. لم تكن مشكلة سو-يا جسدية، بل جوهرها الروحي.

 

“بدلاً من الطبيب، يجب أن نأخذها إلى العمة!”

 

“ماذا؟ هل تقصد السيدة سا-را؟”

 

كانت السيدة بايك سا را، الكاهنة العليا لقصر النمر الأبيض والأخت الكبرى للبطريرك بايك سا أون، معروفة بشخصيتها غريبة الأطوار.

 

على الرغم من أن سكان قصر النمر الأبيض، بما في ذلك سو ري، عادة ما يتجنبون الاقتراب من الضريح، إلا أنه لم يكن هناك وقت للتردد الآن.

 

من الواضح أن الكرة القطنية الصغيرة اللطيفة كانت مريضة.

 

دون تأخير، تحول سو ري إلى ذئب ضخم وانطلق نحو الضريح على الجانب الشرقي من قصر النمر الأبيض مع السيد الشاب والفتاة الصغيرة على ظهرها.

 

بمجرد وصولهم، قفز غا يول من على ظهر سو ري وقرع على باب الضريح.

 

“عمتي سا-را! عمتي سا-را!”

 

انفتح الباب بصوت صرير، وظهرت امرأة ملكية ذات شعر فضي أبيض ملفوف بشكل أنيق وحضور بارد مهيمن، وكانت تحمل غليونًا طويلًا بين شفتيها.

 

كانت بايك سا را، الكاهنة العليا للمزار. 

 

“لقد تساءلت ما هو الوحش عديم الأخلاق الذي كان يطرق باب الضريح بوقاحة شديدة.” 

 

مع تعبير غير راضٍ، نقرت بلسانها بينما كانت تنظر إلى ابن أخيها الثالث. 

 

“إذن فهو أصغر شبل بايك سا أون. تش .” 

 

“من فضلكِ انقذ كرة القطن!”

 

مد غا يول كلتا يديه وهو يصرخ. 

 

“كرة قطنية…! ج، تنفس كرة القطن غريب! كنت أشاهدها بعينيّ، وفجأة انهارت…!”

 

كان يحتضنها بين راحتيه الصغيرتين طائرًا صغيرًا أبيض اللون وأصغر حجمًا.

 

“هذه هى كرة القطن سا-أون عاد؟”

 

ضيّقت سا-را عينيها، وهي تتفحص الطائر الصغير.

 

منذ فترة ليست طويلة، انتشرت شائعات في جميع أنحاء قصر النمر الأبيض مفادها أن بايك سا أون عاد في منتصف الليل مع فتاة صغيرة تشبه كرة القطن، وخصص لها الغرفة الواقعة في أقصى الغرب.

 

حتى شخص غير مهتم بالشؤون الدنيوية مثل سارة سمع بهذه القصة.

 

ليس طائرًا رباعي الأرجل، بل طائرًا مجنحًا؟

 

كان الفضول ينصب على شكل الحياة الصغير الذي نادرًا ما يُرى في قصر النمر الأبيض، لكن فحص حالة الطائر الصغير كان له الأولوية.

 

وضعت سا-را يدها بلطف على جسد الطائر الصغير الهزيل وأغلقت عينيها.

 

ثم، عندما أحسّت بشيء غير عادي، فتحت عينيها فجأة، وتلألأ لون ذهبي في قزحيتها الزرقاء. 

 

“أحضر سا-أون. الآن!” 

 

“نعم، يا سيدة سا-را!” 

 

عند سماع صوتها الآمر، انطلقت سو ري مسرعة.

 

* * * 

 

الجانب الجنوبي من القارة، أرض الطائر القرمزي.

 

كان جيوك هوا يو جالسًا على مكتبه، ويقوم بمعالجة المستندات.

 

قبل ثلاث سنوات، تولى شؤون العشيرة نيابة عن والده. 

 

“السيد الشاب.”

 

وفي تلك اللحظة ظهر رجل ملثم يرتدي ملابس سوداء.

 

نظرت إليه هوا يو لفترة وجيزة، وردت بصوت بلا مشاعر.

 

“كم هو غير عادي.” 

 

لقد مر يومان منذ أن أعطى هذا الرجل مهمته.

 

ظنّ أن الرجل قد غادر الأراضي الجنوبية، لذا كان ظهوره المفاجئ غير متوقع. مع ذلك، عادت عينا هوا-يو إلى الوثائق وهو يتحدث بلا مبالاة.

 

“ماذا حدث لها؟”

 

“لقد ماتت.”

 

تجمدت اليد التي كانت تقلب المستندات بلا مبالاة.

 

وضع الرجل المقنع شيئًا على المكتب. 

 

كانت عبارة عن كيس ملطخ بالدماء و… ثلاث حبات ملونة.

 

في البداية، لم يتعرف عليهم هوا يو.

 

ثم أدركتُ الحقيقة. كانت جزءًا من سوار الخرز الذي اشتراه لسويا من الشارع.

 

“تم اكتشافه في المكان الذي اختفى فيه أثرها.”

 

“……”

 

وبينما كانت هوا يو تحدق في العناصر بنظرة فارغة، واصل الرجل المقنع تقريره.

 

‘لقد اختفى الفتى الشرير الذي خدع الجميع وسرق مكان الشابة، ولم يترك وراءه سوى آثار دمائها.”

 

ولم يتم العثور على الجثة أبدًا.

 

“…أرى.”

 

أومأ جوك هوا يو برأسه وصرف الرجل، وغطى وجهه المتعب بيد واحدة.

 

لقد ماتت…

 

هل كانت ميتة حقا؟

 

لم يكن ينوي قتلها أبدًا. هو فقط…

 

 

 

[لا يمكن لري-ري أن تعيش تحت سقف واحد معها. إن كنت لا تريد أن ترى ري-ري تموت، فتخلص منها قبل عودة الأمير.]

 

 

[سأفعل ما تشاء. إذا أزعجتك تلك الفتاة، فسأضمن لك أنها ستختفي عن نظرك إلى الأبد. لذا أرجوكِ، لا تبكي يا ري-ري. هذا يُحطم قلبي.]

 

 

 

نعم، لم يكن ينوي قتلها أبدًا.

 

كان يقصد فقط أن يرسلها بعيدًا، حتى لا تتمكن من الظهور أمام ري ري مرة أخرى.

 

طالما أن تلك الفتاة موجودة، ري ري ستظل حزينة.

 

المسكينة ري ري.

 

إن التفكير في ري ري كان دائمًا يمزق قلب جيوك هوا يو.

 

ولكن لماذا…

 

لماذا كان قلبه يؤلمه كثيرًا عند التفكير في موت سو-يا؟

 

‘لا، لا، إنها ابنة الخاطئ الذي سرق طفولة ري-ري ودمرها. من أجل ري-ري، لا يجب أن أحزن على وفاتها.’

 

مع تعبير ملتوي، ضغط جيوك هوا يو على أسنانه ونهض من مقعده.

 

“أحتاج إلى إبلاغ هذا إلى الأب…”

 

ولم يكن والده على علم بذلك بعد. 

 

من المرجح أنه لم يكن على علم باختفاء الفتاة من العقار.

 

منذ عودة ري ري، أصبح الأب مهتمًا فقط بري ري.

 

ولكن كيف يجب عليه أن يبلغ عن هذا؟

 

تلك الفتاة ماتت. 

 

كل ما تم العثور عليه في مكان الحادث هو بعض المتعلقات وبقع الدم الجافة. 

 

لم يتم العثور على جثتها في أي مكان. 

 

حتى لو كانت لا تزال على قيد الحياة، فإنها لن تبقى على قيد الحياة لفترة طويلة. 

 

لأن جوهر روحها موجود بالفعل…

 

* * * 

 

عندما كانت في السادسة من عمرها، في يوم تحولها الأول، أيقظت سو-يا جوهر روحها – فقط ليتم سرقته على الفور.

 

وهكذا، فإن جسدها، المحروم من جوهره لمدة ثلاث سنوات، فشل في النمو بشكل سليم.

 

محاولات التحول القسرية بدون جوهر الروح تركت جسدها متضررًا بشدة.

 

عندما استعادت أخيرًا جوهر روحها، امتص جسدها الضعيف طاقتها بسرعة كبيرة، مما تسبب في آثار جانبية خطيرة.

 

“يبدو أن هذا الطفل قد عانى لفترة طويلة من دون جوهر الروح.” 

 

أوضحت بايك سا را ​​وهي تنظر إلى سو يا، التي عادت إلى شكلها البشري دون وعي. 

 

ربما لهذا السبب كانت صغيرة وضعيفة. فقد تأخر نموها بسبب غياب جوهر روحها لفترة طويلة.

 

تصلبت ملامح بايك سا أون وهو يستمع بصمت.

 

في عالم الوحوش، سرقة جوهر روح الشخص كانت عقوبة مخصصة للمجرمين الأسوأ.

 

فقط رؤساء العشائر الأربع الكبرى كانوا يمتلكون تلك السلطة، وكان هذا الطفل يعيش تحت تأثير عشيرة الطائر القرمزي.

 

“بعبارة أخرى… الشخص الذي سرق جوهر روحها يجب أن يكون…”

 

جيوك أ-يون، بطريرك عشيرة الطائر القرمزي. لا بد أن يكون هذا من صنع يديه.

 

[إيف:- بطريرك لقب بيطلق علي رئيس العائلة ]

 

“أيضًا، جوهر روحها ليس سليمًا تمامًا. إنه متضرر بشدة.”

 

“……”

 

لم يتضرر لأنه انفصل عن صاحبه لفترة طويلة وأُهمل. لقد أتلفه أحدهم عمدًا.

 

عبس بايك سا را ​​بوجه قاتم.

 

“هل قام شخص ما عمداً بإتلاف جوهر روح طفل صغير جدًا؟”

 

ارتجف صوت بايك سا أون من عدم التصديق.

 

تذكر على الفور غراب عشيرة الطائر القرمزي ذو الأرجل الثلاثة وهو يهاجم سو-يا عندما التقى بها لأول مرة.

 

“هل كانوا هم وراء ذلك؟”

 

كان جيوك أ-يون، المعروف باسم حكيم الجنوب، يتمتع بسمعة طيبة لكونه حكيمًا وعادلاً. 

 

لقد كان على النقيض تمامًا من بايك سا أون، الذي اشتهر بلقب النمر المجنون في الغرب.

 

بدت فكرة أن شخصية نبيلة كهذه قد ترتكب مثل هذا العمل الشنيع ضد طفل أعزل غير معقولة على الإطلاق.

 

 

 

[ثم أنا… كدت أموت… بسبب هؤلاء… الأشخاص من عشيرة الطائر القرمزي؟]

 

 

 

ذكرت سو-يا تلك الكلمات وهي تبكي، وظهرت عبوس على وجه بايك سا-أون.

 

كان الثعلب الأحمر الذي وضعه بجانب كرة القطن قد أبلغ عن أن جسدها كان مغطى بالندوب. 

 

وكأنها تعرضت للإساءة لفترة طويلة جدًا…

 

ماذا حدث في العالم بين هذا الطفل وعشيرة الطائر القرمزي؟

 

“سوف يتوجب علي أن أرسل شخصًا إلى الجنوب للتحقيق.” 

 

الطريقة الأبسط لمعرفة الحقيقة هي أن تسأل الطفل بشكل مباشر.

 

ولكن إذا كانت قد تعرضت بالفعل للإساءة، فإن مجرد تذكر الماضي قد يؤلمها أكثر.

 

وفوق كل ذلك، لم يكن بايك سا أون يريد رؤية الطفل يبكي مرة أخرى.

 

لا تزال ذكرى وجهها الملطخ بالدموع تؤلمه بشدة في قلبه.

 

للمرة الأولى، وجد بايك سا أون نفسه يفكر بلطف.

 

“لقد استخدمتُ إكسيري المُرمِّم الثمين لشفاء جسدها وروحها. مع التغذية السليمة والراحة والعناية، ستتعافى قريبًا.”

 

“شكرا لكِ أختي.”

 

“لا داعي للشكر. ولكن ما لم يُستعاد جوهر روحها بالكامل، فلن تُحل المشكلة الأساسية. وكما تعلم، فإن شفاء جوهر الروح…”

 

بينما كان سا-أون وسا-را يتحدثان بنظرات جادة على وجوههما. 

 

“همم؟ كرة القطن مستيقظة!”

 

فجأة قفز جا يول، الذي كان متمسكًا بجانب سو يا.

 

اتجهت أنظار الجميع نحو سو-يا.

 

“كرة القطن! هل أنتِ بخير؟”

 

“هل انتِ بخير؟”

 

تحدث جا يول وسا أون في انسجام تام.

 

استيقظت في مكان غير مألوف، رمشت سو-يا، في حالة ذهول وارتباك.

 

“غفوتِ على صخرةٍ وسقطتَ فجأةً! فأحضرتُكَ إلى العمةِ سا-را! “

 

“أوه…”

 

اجتمعت حواجب سو-يا في تعبير مضطرب.

 

لقد كان الطقس لطيفًا، لذا جلست على صخرة كبيرة في الحديقة للاستمتاع بأشعة الشمس.

 

كان مطاردة الشمس غريزة طبيعية لعالم الطيور، على الرغم من أنها لم تتمكن أبدًا من الانغماس فيها بحرية في ملكية الطيور القرمزية.

 

كان الناس هناك يكرهون رؤيتها في الهواء الطلق.

 

لكن الأمور كانت مختلفة في قصر النمر الأبيض.

 

لقد أخبرها يون جونغ وسان هو أنها تستطيع الذهاب للتنزه خارجًا متى شاءت.

 

لم يتجهم أحد أو يغضب عندما تجولت.

 

ولم يضغط أحد على أنفه من الرائحة النفاذة أو يشير بأصابعه وهو يهمس خلف ظهرها. 

 

على الرغم من أنها كانت ترى في كثير من الأحيان ذلك الشاب النمر الغريب، الذي ظل يسرق النظرات إليها، إلا أن نظراته لم تكن تحمل كراهية حادة، لذلك لم تمانع.

 

بينما غادر يون جونغ لفترة وجيزة لإبلاغ سا أون بشيء ما، خرجت سو يا ببطء بمفردها.

 

تذكرت أنها كانت تجلس على الصخرة وتستمتع بأشعة الشمس، وعندما شعرت بالنعاس فجأة