> [قبل وفاتها بعدة أشهر، نشب شجارٌ كبيرٌ بين الأميرة ونوكس. ويبدو أن السبب كان متعلقًا بالتنين.
بسبب مكيدةٍ دبّرها نوكس، فقدت الأميرة تأييد الشعب، ووصِمت بأنها واحدة من أسوأ الشريرات في التاريخ. وازداد تدهور حالتها الصحية، التي كانت ضعيفة بالأصل، نتيجة الضغط النفسي، حتى توفيت سريعًا.
هذا مجرد استنتاج من جانبي، لكن… أليس من المحتمل أن يكون هذا هو السبب في انفجار غضب التنين؟
سأوافيكِ أولًا بأول، سيدتي الماركيزة، ما إن أنتهي من الترجمة بالكامل.
شكرًا لكِ مجددًا على منحي هذه الفرصة.]
كلمات الشكر المتكررة من “آبل” جعلتني أشعر ببعض الفخر.
رغم أنه لم يكن هناك أيّ ذكرٍ لأداةٍ سحريةٍ قد تدرّ عليّ ربحًا، فإن قراءة تلك الرسالة الطويلة لم تذهب سدى، بل كانت تستحق القراءة.
يقال إن من يملك شعرًا أسود لا يُرجى منه خير، لكن يبدو أن “آبل” استثناء من هذه القاعدة، ذلك لأنه ساحر يعرف تمامًا معنى العرفان بالجميل.
عمومًا، الأميرة…
ألم يذكر “جودوري” من قبل شيئًا عن حياتي السابقة وتحدث عن الأميرة؟
وحين سمع “رينوس” ذلك، قام بخطف “جودوري” لإسكاته… هممم.
شعرتُ بأن هذا أيضًا قد يكون خيطًا مهمًّا، لذا قررتُ أن أحتفظ به في ذهني جيدًا.
لم يتبقَّ سوى أن تصلني الرسالة المتعلقة بسحر العودة بالزمن.
أتمنى أن تصلني رسالة “آبل” قريبًا.
أما الآن، فعليّ اختبار جهاز كشف النسب والتأكد من أنه يعمل كما ينبغي.
أعدتُ قراءة تعليمات “آبل” بعنايةٍ شديدة، ثم بدأتُ أتفحّص الميزان الذهبي من كل الزوايا.
الاستخدام محدود بخمس مرات فقط…
إذا استخدمتُه مرتين مع الحرفي “إيرميتشو”، ومرة لطرد “تيرييل” من “تشيريش”، فستبقى لي فرصتان.
قررت أن أجرّب الجهاز بإحدى هاتين الفرصتين، لاختبار ما إذا كان يعمل بالفعل. لا مجال للخلل في لحظة حاسمة.
لذا، حملتُ مقصًا وذهبتُ لزيارة “ماركيز لابرينث” بعد غيابٍ طويل، طالبةً خصلةً من شعره.
في الآونة الأخيرة، كان الماركيز يعمل بجدٍّ في مكتبه—ربما لأنه تحفّز بعد أن ارتقى اسم عائلته إلى منزلةٍ تُقارب رتبة دوق.
“هل يمكنني قصّ بعضٍ من شعرك؟”
“هممم…؟ شعري؟!”
“نعم، أحتاجه لشيءٍ ما.”
قلت ذلك وأنا أحرّك المقص بإيقاع، فنظر إليّ الماركيز بدهشة من هذا الطلب الغريب.
“ولِمَ تحتاجين إليه؟”
“لصنع باروكة لأبيعها دعمًا لدخل العائلة.”
صحيح أن سمعة عائلة “لابرينث” ارتفعت مؤخرًا، لكن ذلك لا يعني أن أوضاعها المالية قد تحسّنت بالقدر نفسه.
خصوصًا أننا ما زلنا نسدّد الأموال التي سُحبت من خزنتي أثناء هجوم الإمبراطورة.
وحين ألقيتُ بذلك الهراء على مسامعه، صُدم الماركيز بشدّة.
“هل أوضاعنا المالية بهذا السوء فعلاً؟ عندما راجعتُ الدفاتر البارحة، بدا الوضع جيدًا…”
تش. لم يُخدع. يبدو أنه بدأ يؤدي عمله فعليًا مؤخرًا، فلم يعد من السهل خداعه كما كان حين كان مجرد ماركيز بالاسم.
تنهدت مستسلمة، وقررت إخباره بالحقيقة.
“في الواقع، أحتاج إلى اختبار أداة سحرية. أحتاج إلى بعضٍ من شعرك… قبضة يد تقريبًا.”
في الحقيقة، جهاز كشف النسب لا يحتاج إلا إلى خصلة واحدة فقط.
لكنني تذكّرت كيف ظل الماركيز يتذمر مؤخرًا من تساقط شعره بسبب التوتر الناتج عن ضغط العمل، ففكرت أن هذه فرصتي المثالية لجعله أصلع تمامًا.
وكما توقعت، بدا ماركيز لابرينث منزعجًا للغاية.
“كل هذه الكمية؟”
“نعم. هل لي أن أقصّه؟”
“مهلًا… انتظري لحظة!”
“أوه، انظر! هناك طائر ضخم خارج النافذة!”
“ماذا؟”
استدار الماركيز بسرعة بعدما انطلت عليه الحيلة.
فانتهزتُ اللحظة وقصصتُ خصلة كبيرة من القليل المتبقي من شعره، وأنا أفكر أن من حسن الحظ أن تساقط الشعر ناتج عن التوتر وليس وراثي.
“شكرًا، سأستفيد منه جيدًا.”
“سييييييييييلااااا!!!”
صرخ الماركيز بيأس وهو يكتشف فجأة بقعة صلعاء ضخمة في رأسه.
أما أنا فلم أعره أي اهتمام وعدت إلى غرفتي لتفعيل جهاز كشف النسب.
وضعت خصلة من شعر الماركيز في أحد جانبي الميزان، وخصلة من شعري في الجانب الآخر، ثم انتظرت.
ذابتا الشعرتان كما تذوب الصبغة في الماء، وامتصتهما كفتا الميزان، ثم بدأ الحجر الكريم في مركز الميزان يتلون بالأحمر القاني.
“إذاً أنا ابنته فعلًا.”
تمتمت بمرارة، غير راضية عن النتيجة، ثم رميت بقية شعر الماركيز في سلة المهملات.
ثم بدأت أفكر في موعد مناسب للذهاب إلى الحرفي إيرميتشو لاختبار جهاز كشف النسب على حفيده، ومتى أجري اختبار النسب على تيريل أيضًا.
بعد أن رتبت أولوياتي، قررت إرسال رسالة إلى ماركيز تشيريش أولًا.
> [ صادف أنني حصلت على أداة سحرية قادرة على كشف النسب المباشرة. وقد اختبرتها بنفسي، وكانت النتيجة دقيقة للغاية.
يؤسفني أن هناك كثيرين يُصرّون على أن تيريل ليست الابنة الحقيقية لعائلة تشيريش.
لذا، ما رأيكم أن تجربها مع تيرييل، لعلنا نضع حدًا لهذه الاتهامات؟]
ولم تمضِ فترة طويلة حتى وصلني الرد:
> [ فكرة ممتازة، ماركيزة.
لكن تيريل ترفض الأمر تمامًا. يبدو أنها خائفة، وتصر على أنها لن تستخدم أداة سحرية لم يسبق لأحد أن جربها…
هل بإمكانك استخدامها على شخص آخر أولًا؟
إن ثبتت سلامتها، فإن تيريل ستشعر بالاطمئنان وتوافق على استخدامها.]
ما إن قرأتُ الرد، حتى انتابني ذهولٌ كامل. لقد أخبرتهم أنني جرّبت الجهاز بنفسي؟! هل أنا لا أُعدّ بشرًا في نظرهم؟
ذهبت بنفسي إلى الفيلا بنيّة انتزاع خصلة من شعرها بالقوة، لكن يبدو أن تيرييل أوصت الحراس بشيء ما، إذ لم يُسمح لي حتى بالدخول، وطُردت من أمام الباب.
ولم يتبقَّ أمامي سوى خيارٍ واحد.
قررت أن أُعلن للعالم كله عن وجود جهاز كشف النسب، كما ترغب تيرييل بالضبط.
“إذن، فلنبدأ بحلّ قضية إيرميتشو أولًا.”
وكان من حسن الحظ أن المعبد قد قال إنه سيرسل شخصًا إلى مشغله غدًا.
لذا، قررت أن أذهب بنفسي إلى إيرميتشو حاملةً جهاز كشف النسب في اليوم التالي.
صحيح أن اسمه “كاشف النسب للأبناء”، لكن التعليمات تقول إنه يعمل على جميع صلات النسب المباشرة، لذا فلا مشكلة في استخدامه مع الأحفاد.
“وبالمرة، سأجعل أنوف رجال المعبد تلامس الأرض.”
في إمبراطورية أرجينتايم، كانت حالات الإنجاب خارج إطار الزواج منتشرة بشدة، لا سيّما بين النبلاء. كثير من الأطفال غير الشرعيين، مثل تيرييل، غالبًا ما ينتهي بهم المطاف في الأحياء الفقيرة.
وفي بعض الأحيان، يتعرّف هؤلاء على سرّ ولادتهم مصادفة، فيسعون لرفع دعاوى قضائية على عائلاتهم من أجل نيل الألقاب وحقّهم في الميراث.
لكن إذا تعذر حلّ القضية في المحكمة بسبب نقص الأدلة، كان اللجوء إلى المعبد بمثابة طلب حكمٍ من الحاكم.
وطبقًا للإحصائيات، فإن 99٪ من الحالات كانت تُحسم لصالح من قدّم أكبر قدر من التبرعات.
بمعنى آخر: كانت تُحلّ بالرشاوى.
“ولسوء الحظ، لا توجد في هذا العالم اختبارات حمض نووي أو ما شابه.”
وبطبيعة الحال، ظهرت عصابات من المحتالين الذين يسعون لنهب الألقاب والميراث بهذه الطريقة. وربما تكون قضية الحفيد المزعوم لإيرميتشو واحدة من تلك أشكال الاحتيال.
وهكذا، أويت إلى فراشي مبكرًا، وأنا أتمنى أن يحل الغد سريعًا.
وفي صباح اليوم التالي، أخذتُ جهاز الكشف معي وطلبت من رينوس أن يرافقني.
فبما أن المعبد متورط في المسألة، كان من الأفضل أن أُظهر أكبر قدر ممكن من السلطة.
“سموّك، إن كان وقتك يسمح، هل يمكن أن ترافقني إلى مكان ما لبعض الوقت؟”
“بالتأكيد، طالما تطلبين ذلك، فلا مانع لدي.”
وافق رينوس دون تردّد.
وهكذا، انطلقنا أنا وهو نحو ورشة إيرميتشو، وفجأة انضم إلينا روبليت، الذي لم يعد من المدهش أن يظهر فجأة في مثل هذه المواقف.
ثم قال شيئًا عجيبًا للغاية:
“إلى أين أنتما ذاهبان؟ إن لم يكن لديكما ما تفعلانه، فلنتدرّب على المبارزة. أُجيد التعليم جيدًا.”
“…؟”
ما الذي يتفوه به هذا الأحمق؟
تجاهلته تمامًا، لكنه ظل يلاحقني متذرعًا بالملل.
كما قلت، عندما يتعلّق الأمر بالقوة، فكلما زادت، كان ذلك أفضل—لذا، قررتُ تجاهله وكأنه غير موجود.
وهكذا، دخلتُ ورشة إيرميتشو بكل ثقة، يرافقني أقوى رجلين في الإمبراطورية بعد الإمبراطور نفسه.
* * *
كان جيليوت واحدًا من عشرة كهنة رفيعي الرتبة فقط في الإمبراطورية.
وهذا يعني أيضًا أنه كان من القلّة القادرين على إصدار حكم في مسائل النسب.
قبل أكثر من عقد من الزمن، حين انتشرت شائعات بأن الأمير الثاني قد لا يكون ابن الإمبراطور البيولوجي، كان جيليوت هو من ادّعى أنه تلقى رسالة من الحاكم، وتمكن على الفور من إسكات تلك الشائعات.
والآن، جاء إلى ورشة إيرميتشو ليحدّد الحفيد الحقيقي لصاحب الورشة.
بعينيه الضيقتين كعيني فأر، ولحيته التي تشبه ذيل الفأر، كان سيبدو محتالًا خالصًا لولا رداء الكهنوت المقدّس الذي كان يرتديه.
كان يحدّق بعينيه النصف مغمضتين في الأطفال الواقفين أمامه—يبدو كل واحد منهم في الثالثة أو الرابعة من عمره.
“هممم…”
ارتجف الأطفال تحت نظرات جيليوت المتفحّصة، وقد بدت عليهم علامات التوتر والقلق. فما كان من الأوصياء الواقفين إلى جوارهم، والذين بدا أنهم يتنافسون على نيل رضاه، إلا أن رفعوا أصواتهم في الوقت نفسه تقريبًا:
“هذا الطفل هو الحفيد الحقيقي!”
“كلا، هذا هو الحفيد الحقيقي!”
امتلأت أصواتهم بيأس شديد، خشية ألا يقع الاختيار على الطفل الذي أحضروه معهم.
حينها أشار جيليوت خلسةً بعينه إلى أحدهم.
‘هل تبرّع العشرة مليارات ذهبية مؤكد؟’
‘من دون أدنى شك.’
غمز له المحتال بعينه مؤكدًا.
في الحقيقة، كان الاثنان يعرفان بعضهما من قبل.
كانت الخطة بسيطة: جلب طفل من دار الأيتام، وادّعاء أنه حفيد إيرميتشو، ليبدأ بتعلّم حرفته. ثم، بعد وفاة إيرميتشو، يتبناه الرجل قانونيًا.
وهكذا، تصبح كل مهارات إيرميتشو ومعرفته من نصيبه.
هذا ما كان المحتال يخطط له بالضبط، ولهذا جاء بهذا الطفل وادّعى أنه حفيد إيرميتشو الحقيقي.
وبعد أن حصل على التأكيد، أومأ جيليوت برأسه ببطء.
كان بوسعه إصدار الحكم على الفور، لكن لكي لا يثير الشبهات، أخذ يتظاهر بالتدقيق، فسأل عن مكان ولادة كل طفل، وتاريخ ميلاده، وظروف نشأته.
ورغم التوتر الشديد الذي تملّكهم، أجاب الأطفال على الأسئلة كما دُرّبوا مسبقًا من قِبل أوصيائهم.
وبعد أن انقضى وقت كافٍ لإقناع الحضور بجدية الموقف، شبك جيليوت يديه كأنه يصلّي.
أغمض عينيه، وبدأ يتمتم دعاءً كاذبًا، وكأنه فعلًا يطلب من الحاكم الاختيار.
كان إيرميتشو، الذي لم يكن يعلم أن الأمر كله خدعة، يتصبب عرقًا وهو يحدّق في جيليوت بقلق.
ومضت قرابة عشر دقائق من هذا التمثيل.
ثم توقف جيليوت، ورسم بإيماءة بطيئة علامة الصليب بخشوع، ومسح العرق عن جبينه. وبينما كان على وشك أن يشير إلى الطفل الذي أحضره المحتال—
دَوِيّ!
“سمعنا أنك تبحث عن حفيدك الحقيقي، لذا جئنا بأنفسنا.”
اقتحم ورشة إيرميتشو ثلاثة أشخاص غير متوقّعين: الماركيزة الصغيرة لابرينث، وولي العهد، ودوق جاستيس—تشكيلة مذهلة أدهشت الجميع.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
ترجمة : أوهانا
الانستا : han__a505
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 130"