في تلك الليلة، وبعد أن تأكدتُ من أن “بييك” قد غطّ في نومٍ عميق، استدعيتُ “جودوري” وسألته عن الأمر الذي أراد أن يخبرني به في وقت سابق.
ورغم أنني عرضتُ عليه عشرة مليارات جولد، رفض جودوري أن يخبرني، قائلاً إن شقيقه التنين الشرير يخيفه بشدّة.
— الأخ التنين الشرير… سوف يلتهم جودوري حيًّا إن تحدّثتُ أكثر…
يا للعجب! يبدو أن غريزة البقاء تغلّبت على حبّ المال.
ما الذي يخيفه إلى هذا الحد؟
كلما ازدادت محاولاتهم للإخفاء، زادت رغبتي في كشف الحقيقة.
لكن الأمر لم يكن محبطًا تمامًا، إذ إن لديّ شخصًا مقرّبًا بارعًا في السحر.
في تلك الليلة، كتبتُ رسالة إضافية إلى “آبل”، وسألته عمّا إذا كان يعرف شيئًا عن “السحر الذي يعيد الزمن إلى الوراء”.
* * *
في اليوم التالي، ألغيتُ جميع مواعيدي، وأخرجتُ جهاز كشف النسب الذي مرّ بي بالأمس مرورًا عابرًا.
بما أنني كنت مشغولة أمس بسبب “تيرييل”، فلم أتمكن من فحصه جيدًا. عليّ التحقق منه اليوم كما يجب.
في الحقيقة، السبب الذي جعلني أطلب من “آبل” صنع جهاز لكشف النسب لم يكن “تيرييل”، بل كان السبب هو مشروع المتجر الشامل الذي أعمل عليه.
لو كان هناك منتج شهير لا يمكن شراؤه إلا من “لومينوس”، لكان ذلك رائعًا.
مع اقتراب مهرجان “سيف الشتاء” من ذروته، كان دوري البطولة قد وصل بالفعل إلى دور الـ16.
كنتُ أشجّع “رينوس” بحماس، وقد كانت شعبيته تزداد يومًا بعد يوم، وفي الوقت نفسه، كنتُ أفكر بجدية في كيفية إدارة متجر “لومينوس” الشامل الذي أعمل على إطلاقه.
البوتيكات التي أبرمتُ معها شراكات حتى الآن لا تكفي لجذب اهتمام الناس.
صحيح أنها كلها بوتيكات مشهورة، وتُعدّ من الأرقى في الإمبراطورية، لكنها تفتقر إلى التأثير القوي. لم تكن ملائمة تمامًا لتكون واجهة المتجر الشامل.
وفوق ذلك، بما أن لكل بوتيك متجره الخاص، لم يقدّم أيٌّ منهم منتجات حصرية لمتجري.
صحيح أنه يمكنني طرح اللفائف السحرية أو الأدوات السحرية التي حصلتُ عليها من خلال مشاريع الرعاية، أو حتى عرض أعمال فنية رائعة، كميزات حصرية لمتجر “لومينوس”…
لكن اللفائف والأدوات يمكن إنتاجها بكميات، بينما الأعمال الفنية فريدة من نوعها، مما يجعلها غير مناسبة لتمثيل هوية “لومينوس” كعلامة تجارية.
لو أنّ هناك علامة تجارية فاخرة ومعروفة يمكنني الاعتماد عليها، لكان ذلك مثاليًّا…
ما الذي يمكنني تقديمه ليُصبح منتجًا فاخرًا يُعرّف المتجر ويمنحه هويته المميزة؟
ظللتُ أفكر طويلًا في الأمر حتى صدّع رأسي التفكير.
وكان ذلك حين جاءت “آريا” إلى “لومينوس”، وقالت إنها تعرف شخصًا يطابق تمامًا المواصفات التي ذكرتها.
“اسمه ‘إيرميتشو’. إنه حرفي يدير ورشة صغيرة لصناعة الإكسسوارات.”
بفضل المقهى الراقي الذي افتتحته في العاصمة، أصبحت “آريا” على علاقة وطيدة بالسيدات النبيلات، وصارت مُلِمّة بكل ما هو رائج في المجتمع المخملي، وقد طرحت رأيها بحذر.
“إيرميتشو”؟ حتى اسمه لا يبدو عاديًا.
لكن، لماذا يركّز على الإكسسوارات بدل الحقائب؟
على أية حال، أنصتُّ لحديث “آريا” باهتمام.
“يُقال إن ورشته معروفة فقط بين قلة من الناس، وإنه يصنع إكسسوارات بتصاميم فريدة لا توجد لها مثيلات في هذا العالم، بشرط أن تزوّده بالأحجار الكريمة المناسبة.”
“أوه…”
كان هذا مناسبًا لي تمامًا، خصوصًا وأنني أمتلك ألماسًا نقيًّا من الكونت “بوغو”.
لكن، كما هو الحال دائمًا، لم تسر الأمور بسهولة.
“لكن يُقال إن لديه كبرياء لا يقل عن مهارته. لقد حاولت أسرة الكونت إيسيت استقطابه مرارًا، لكنها فشلت في كل محاولة.”
إن كانت أسرة إيسيت، المعروفة بحسها الفني الرفيع، قد عجزت عن كسبه رغم محاولاتها، فلا شك إذًا أن الرجل حرفي استثنائي بحق.
“اقتراح رائع بالفعل. شكرًا لكِ.”
بعد مساعدة آريا لي في مشروع الدجاج المشوي، ثم فكرة “المتجر داخل المتجر”، ها هي تمد لي يد العون مجددًا في مشروع المتجر الشامل.
قال إنه لا يمتهن التجارة، بل يرث روح أجداده من خلال الفن الذي يقدّمه.
“وماذا سنفعل الآن؟”
سألني ليدر، متنكرًا بهوية مالك شركة لومينوس، بنبرة قلقة. وماذا عسانا نفعل؟ الأمر بسيط.
“لا شجرة تبقى واقفة بعد عشر ضربات.”
“وماذا إن بقيت؟”
“إذًا سنضربها إحدى عشرة مرة. وأنت من سيفعل ذلك، بطبيعة الحال.”
وبمجرد أن أدرك ليدر مقصدي، نظر إليّ بنظرة حانقة.
راح يتذمر قائلاً إنه بالكاد يجد وقتًا لعلاقته التي بدأت للتو مع ماي، فلماذا ألقيت عليه بهذا البلاء؟
“وإن تحطّمتُ نفسيًا، هل ستتحملين مسؤولية ذلك؟”
“هل تود أن أساعدك في تحطيمك الآن؟”
هددته مبتسمة، فانكمش حالًا مطأطئًا رأسه. ورغم أنه رمقني بنظرة استياء، لكن كان لديّ أسبابي.
في العلن، ليدر هو مالك شركة لومينوس. ومن غير المنطقي أن أكون أنا، مجرد مستثمرة للشركة، من تتوسل إلى إيرميتشو، بينما يجلس مالك الشركة الحقيقي دون حراك.
ولذا، لم يكن أمام ليدر من خيار سوى أن يباشر بالذهاب يوميًا إلى ورشة إيرميتشو بدءًا من ذلك اليوم، شرط ألّا يسبب أي إزعاج.
كان يساعد الحرفي في أعماله ليكسب وده، ويُبقي عينيه مفتوحتين كعيني صقر، بحثًا عن أي معلومة ثمينة.
وبعد بضعة أيام، عاد ليدر بمعلومة مذهلة.
“إيرميتشو يعاني من مشكلة في مسألة الوريث.”
“حقًا؟”
“نعم. قبل أكثر من عشر سنوات، هرب ابنه من المنزل، وتوفي تاركًا خلفه طفلًا. والآن، جاء طفلان يدعي كل منهما أنهما حفيده.”
“هكذا إذًا…”
بالفعل، إنها مشكلة معقدة.
ففي هذا العالم، لا وجود لتحاليل الحمض النووي.
كما رأينا في قضية تيرييل، وإن اندلعت الخلافات، فإن كلمة كاهن رفيع المقام تنهي الجدل قسرًا باسم الحاكم: “هذا الطفل ابنك.” ولا مجال للاعتراض.
“سمعت أنه قدّم طلبًا رسميًا إلى المعبد لتحديد الحفيد الحقيقي، وإن كاهنًا رفيعًا سيصل قريبًا للقيام بذلك.”
“همم…”
لكن هل يمكن حقًا الاعتماد على طفل يُحدده الكاهن بهذه الطريقة على أنه الحفيد الحقيقي؟
كنت قد بدأت أفقد ثقتي بالمعبد مؤخرًا بسبب القضايا الأخيرة، مما زاد من شكوكي في الأمر.
كما لو أن الكاهن يُغمض عينيه ويقول: “من حفيد إيرميتشو؟ لنكتشف معًا! دينغ دونغ دااانغ!”
على أية حال، كانت هذه فرصة مثالية لكسب ودّ إيرميتشو.
لو كان بيدي أداة سحرية تكشف النسب الحقيقي… لكان الموقف في صالحي تمامًا.
وصادف أنني أعرف ساحرًا ماهرًا يمتلك القدرة على صنع أدوات سحرية مبتكرة.
“آبل.”
إذا سارت الأمور كما هو مأمول، فقد أتمكن، ليس فقط من كسب “إيرميتشو”، بل من حلّ قضية “تيرييل” بضربة واحدة.
لذا أرسلت إلى “آبل” رسالة أستفسر فيها عمّا إذا كان بإمكانه صنع أداة سحرية تتيح التحقق من رابطة الدم المباشرة.
وبالأمس فقط، بينما كنت على وشك فتح الطرد وتفحّص جهاز كشف النسب، وصلني خبر مفاده أن “تيرييل” قد تلقّت “الإيستالوت”.
كان جهاز كشف النسب أداةً سحريةً أشبه بميزانٍ ذهبيٍّ.
فتحت الطرد، وأخذت أمعن النظر في الجهاز بينما أقرأ الرسالة المرفقة بداخله:
> [لقد صنعتُ هذا على عجل بناءً على طلبكِ، ولا يمكن استخدامها سوى خمس مرات.
ضعي خصلة شعر من الشخصين المعنيين على جانبي الميزان.
إن كانا من صلة دم مباشرة، فستتوهج الجوهرة الشفافة في المنتصف بلونٍ أحمر.
وإن لم يكن بينهما قرابة، فستتحول إلى اللون الأزرق.
وأما بخصوص—]
كان بقية الرسالة يحتوي على أخبار متنوعة من برج السحر، لكن جملة واحدة استوقفتني تحديدًا:
> [في الآونة الأخيرة، أصبحت مهووسًا تمامًا بـ”إلدورادو”.]
وكان يشير إلى مملكة السحر القديمة “إلدورادو”، التي يُقال إنها دُمّرت على يد التنين الشرير. والآن بعد أن فكرتُ في الأمر، تذكرتُ أن “رينوس” تحدث عنها من قبل.
“أليس هناك شيء آخر غير الأداة التي تتحكم في قوة التنين الشرير؟”
لو وُجد ما أستفيد منه ماديًّا، فسيكون ذلك ممتازًا. فأنا أطمح إلى ربحٍ أكبر.
صحيح أنني أسبح الآن في بحرٍ من العملات الذهبية، لكن المال – كما يُقال – لا يكفي أبدًا مهما بلغ.
وهكذا، تابعت قراءة رسالة “آبل” بتركيز:
> [هذا سر، لكن… برج السحر اكتشف مؤخرًا أنقاض “إلدورادو”!
أخبركِ بهذا سرًا، يا سيدتي الماركيزة، لذا لا تُخبري أحدًا!]
آه، إذًا كانت تلك معلومةً سريّة. لم أكن أعلم، فقد قالها “رينوس” ببساطةٍ تامة وكأنها مسألةٌ عامة.
“لا عجب أن الإمبراطورية بقيت صامتة رغم هذا الاكتشاف الأثري الهائل.”
اتضح أن برج السحر هو من تعمّد التكتّم. أومأتُ برأسي، ثم تابعتُ القراءة:
> [أنتِ تعرفين عن “إلدورادو”، أليس كذلك؟ المملكة السحرية القديمة التي أحبّها التنين المقدس، لكنها دُمّرت على يد التنين الشرير.
كانت مملكةً ازدهر فيها السحر، حتى قيل إن الحصى في طرقاتها كانت أدواتٍ سحرية.
وقد تبيّن الآن أن تلك العبارات لم تكن مبالغة، فهناك أدواتٌ سحريةٌ من كل شكلٍ ونوع!
والأهم من ذلك، لم نجد أدوات سحرية فحسب، بل وجدنا أيضًا كتبًا تاريخية عن “إلدورادو”!
كان يُعتقد أن كل شيءٍ دُمر بفعل التنين الشرير، لكن ما وجدناه هو كنزٌ معرفي بحق!
ما زلتُ أعمل على ترجمتها، لكنني سأشارككِ بجزء منها سلفًا.
اتضح أن التنين الشرير هو في الحقيقة النسخة الفاسدة من التنين المقدس “أبشوليكتار”.
وفقًا لكتب “إلدورادو” التاريخية، فإن “أبشوليكتار” كان يكنّ حبًا خاصًا للأميرة الأخيرة للمملكة.
قيل إنه حرص على حماية “إلدورادو”، وأفشى أسرار السحر للبشر فقط لينال رضاها.
وبعد أن توفيت الأميرة في سنٍّ مبكرة بسبب مرضٍ أصابها، فقد قيل إنه لم يغادر قبرها لحظةً واحدة.
أليس ذلك صادمًا؟ فالجميع يظن أنها قُتلت لكونها شريرة.
بل تُروى أقوالٌ تفيد بأنه تمنّى أن يلحق بها بنفسه.
لكن، لماذا انقلب هذا التنين فجأةً ودمّر المملكة؟
الترجمة لم تكتمل بعد، لذا لا أستطيع الجزم، لكن يبدو أن السبب يعود إلى شقيقها التوأم.
اسمه… “نوكس”، على ما أعتقد.]
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
ترجمة : أوهانا
الانستا : han__a505
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 129"