“سأجلب صندوق القرعة، فلتجتمعوا جميعًا في قاعة الاجتماعات.”
“لا يُصدّق أنّ الصدور سيكون غدًا بالفعل.”
دخل الموظفون قاعة الاجتماعات بخطواتٍ متحمّسة، بينما هزّ دانيال رأسه وكأنّه لم يستوعب الأمر بعد.
وفي هذه الأثناء، عاد غريك ومعه صندوق القرعة.
“حسنًا. بدءًا من الآن، سيضع كلّ واحدٍ منكم كرةً مكتوبًا عليها اسمه داخل هذا الصندوق.”
فتح الجميع عيونهم جيدًا ليتأكدوا من دخول كرتهم داخل الصندوق.
ولأنّه لم يكن هناك أيّ موظفٍ مستبعَد بسبب الأخطاء، فقد كان هناك اثنتا عشرة كرةً بالتمام.
ثمّ صعد كلّ واحدٍ بدوره ليهزّ الصندوق مرّتين.
“سأبدأ بالسحب.”
رغم أنّ العجلة تملأ القلوب مع اقتراب موعد الصدور، إلّا أنّ للقرعة متعتها.
أوقف الجميع عملهم للحظات، واجتمعوا حول صندوق القرعة بترقّب.
مدّ دانيال يده وأدارها قليلًا، ثمّ التقط كرةً واحدة، وأخفى الاسم بيديه للحظة قبل أن يعلن النتيجة أخيرًا.
“أورلاندو! مباركٌ لك!”
أظهر للجميع الكرة التي تحمل اسمه، فقفز أورلاندو من مكانه فرحًا.
كان أورلاندو المستشار القانوني الجديد الذي يتولى القضايا المتعلقة بإحالة “الحفل التنكري” إلى المحاكم.
بعده سحب غريك كرةً أخرى.
“ريو؟ مبارك.”
حين نُطق اسمه، بدا ريو مصدومًا، ثم سرعان ما ابتسم ابتسامةً عريضة.
“أنا… أنا الذي فزت! فزتُ حقًا!”
وهكذا، انتهى الأمر بأنْ حصل الموظفان الجديدان، أورلاندو وريو، على النسختين الموقعتين من المجلد الثاني لـ “فرسان السماء”.
‘هذا المجلد الثاني سيكون أسطوريًا بحق.’
ومع حصوله على نسخة موقعة من كارما، شعر ريو وكأنّه يحلّق في السماء.
ارتفع حماسه وإنتاجيته إلى الضعف، فانطلق يدير عمليات التوزيع في المكتبات والأسواق بجدّيةٍ لم يسبق لها مثيل.
وبينما كان اليوم السابق للصدور يجري بسرعة البرق، انقضى بأكمله.
***
「هذه قصةٌ خيالية مبنيةٌ على خيال الكاتب.」
الجملة التي لا بدّ أن يراها كلّ من قرأ ولو كتابًا واحدًا لكارما.
وبالمقارنة، كان الحفل التنكري أقلّ خيالية، إذ إنّ خلفية النبلاء والاحتفالات التنكرية كانت مألوفة. لكن فرسان السماء كان مختلفًا.
فامتحان دخول فرسان الإمبراطورية في إينودرا كان مختلفًا كليًا، إضافةً إلى وجود وحوشٍ مخيفة كأعداء آخرين للبشرية.
ومع أنّه كان عالمًا مختلفًا تمامًا، إلّا أنّ القراء لم يجدوا غرابةً فيه، بل تقبّلوه سريعًا وقرؤوا بشغف.
“يا إلهي، هل ما أراه الآن حقيقة؟”
“كارما مُبدعةٌ بحق. لا أصدق أنّ المجلد الثاني قد صدر بالفعل… كانت تستحق كلّ تلك الوقفات الاحتجاجية.”
وكان الأكثر تأثرًا بخبر صدور المجلد الثاني هم أولئك القراء الذين كانوا يزورون دار النشر سافير صباحًا ومساءً كل يوم.
ومع أنّهم لم يزعجوا الموظفين قطّ بالصراخ أو الإمساك بهم، إلا أنّهم كانوا يقفون حاملين لافتات كُتبت عليها رسائل مشجّعة.
كان مسموحًا لهم أن يلوّحوا بها، أو يزينوها كما يشاؤون.
بفضل ذلك، باتت اللافتات أكثر إبداعًا يومًا بعد يوم، مكتوبةً بعباراتٍ واضحة ومدعومةً برسومات لافتة للأنظار.
وعندما صدر المجلد الثاني من فرسان السماء، كان غريبًا أنّ ساحة دار النشر بدت فارغة، بينما تجمّع الناس كالغيوم أمام الأسواق والمكتبات.
<احتفال صدور المجلد الثاني من فرسان السماء>
تُباع نسخٌ موقّعة بخطّ المؤلف كارما، بشكلٍ عشوائي بين جميع النسخ المعروضة للبيع.
◈ 50 نسخة سمارت، و50 نسخة ديلوكس.
◈ البيع محدودٌ بالدفعة الأولى.
وبما أنّ الحديث عن النسخ الموقعة لم يغب يومًا عن اللافتات، فقد جرى أيضًا تكرار الحدث مع هذا الإصدار، لكن بكميةٍ مضاعفة عن الحفل التنكري.
“تبا! أنهم يستخدمون هذه الحيلة الشريرة مجددًا!”
“لماذا؟ لماذا لا يُمكن شراؤها بالمال؟ قل لي كم الثمن!”
ازدادت كمية النسخ الموقعة إلى الضعف، وكذلك أعداد الناس.
ولما تعطلت حركة السير في السوق المزدحمة، استدعت الإمبراطورية فرقة الأمن وبعض الفرسان.
“ما الذي تفعلونه هنا؟”
“……”
وكانت المشكلة أنّ بعض الفرسان، الذين أخذوا إجازةً مسبقًا خصيصًا لشراء الكتاب، قد وقفوا في الطوابير بملابس مدنيّة، لكنّ أجسادهم المدربة فضحتهم وسط عامة الناس.
فقد استغلّوا قوتهم البدنية إلى أقصى حدّ.
“رائع، هذا مذهلٌ فعلًا!”
روّت لورا، الموظفة في مكتبة ريفرني، وهي تجهّز الافتتاح من الداخل، ثم شهقت حين رأت الزحام من النافذة.
إلى جانبها موظفٌ آخر ضخم البنية، ومعهما صاحب المكتبة وليام، كانوا ثلاثةً فقط بالداخل.
تحوّلت المكتبة، التي كانت مغطاةً بالغبار فيما مضى، إلى مكان لامع ونظيف لا يصدق المرء أنّها نفسها.
“أدخلنا ضعف الكمية مقارنةً بالمرّة الماضية… لكن أظنّها ستُباع كلّها في نصف يوم.”
ورغم أنّ جميع المكتبات والأسواق امتلأت، إلا أنّ الطابور أمام ريفرني كان أطول مِن غيره.
ففي الإصدار السابق، خرج من مكتبة وليام وحدها ثمانية فائزين من أصل خمسين نسخةً موقعة.
ولذلك هرع إليها الناس من كل صوب.
“أتمنى أن يحالفنا الحظّ مجددًا هذه المرة.”
كان وليام راضيًا جدًا بلقب “مكتبة الحظّ ريفرني”.
حتى أنّه أوكل مهمة تصميم لافتةٍ جديدة لذلك.
وبمجرّد أن فُتحت أبواب المكتبة، هبّت عاصفةٌ من الزبائن وهم يعانقون كتبهم بحرص، لتنطلق عملية البيع الحقيقية.
وفي اليوم التالي، ظهر المزيد من القراء أمام دار النشر حاملين لافتاتٍ جديدة أكثر بهاءً.
[أرجوكم أعطونا المجلد الثالث، سأموت شوقًا]
[كارما، إن كنت بحاجةٍ إلى شيء، فقط اطلب]
[بصراحة، فرسان السماء أكثر متعةً]
وبحسب ترتيب الصدور، كان من المفترض أن يلي الحفل التنكري.
لكن عدد لافتات فرسان السماء أصبح غير مسبوق، ما دفع الصحفيين لنقل الأخبار، حتى شعر قراء الحفل التنكري
بالتهديد.
وامتلأت ساحة دار النشر حتى تدخّلت فرقة الأمن لإعادة النظام.
وعندما وصل الخبر إلى كاترينا عبر دانيال، سارعت إلى طرح حلّ.
“من الآن فصاعدًا، لن نسمح بأكثر مِن عشرين لافتة، حسب أسبقية الوصول.”
ولم يدرك المتظاهرون أنّ اللافتات صارت وسيلة صغيرة للتواصل بين الكاتب وقرّائه.
***
“الكتب الموقّعة بخطّ المؤلف فعلًا مختلفة.”
قال ذلك زاكار بيلمور، الابن الأكبر لأسرة ماركيز بيلموار، وهو يمرّر يده على المجلد الثاني من “فرسان السماء”، الذي اشتراه عبر مزادٍ علني.
فبعد أن قرأ المجلد الأول وانتظر بشغفٍ الثاني، علم بوجود النسخ الموقعة، فقرّر ألّا يقرأه حتى يحصل عليها.
“أخيرًا، سأقرأه اليوم.”
كان قد عانى يومين كاملين وهو يتجنب شقيقه ألكاير، الذي كان يحاول عمدًا أن يكشف له أحداث الكتاب مسبقًا.
لكن، بعد كل ذلك الصبر، حصل أخيرًا على نسخةٍ موقعة.
وكان يخطط للذهاب إلى ألكاير لاحقًا كي يسخر منه.
‘أنت لا تملك مثل هذه، أليس كذلك؟’
وبينما تغمره الحماسة لمعرفة ما سيؤول إليه مصير كايل، بدأ زاكار يقلب صفحات الكتاب بهدوء ويقرأه بانغماس.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
حسابي ✿《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 24"