ورأت كاترينا أنَّ الوقت قد حان لتُخبر عائلتها، لذا طلبت ثلاث نسخٍ مسبقًا.
“شكرًا لك.”
أهدت غريك ابتسامةً مشرقة بعد كلّ ما عانياه سويًّا.
خصوصًا بعد أن كانت مبيعات حفلة التنكّر ترفع معنويّاتها كلّ يوم.
تمنّت أن تُحقّق فرسان السّماء نجاحًا باهرًا كذلك، وإن لم يكن الأمر كذلك، فعلى الأقل… سيكون ختام هذه الرواية سرًّا تعرفه هي وحدها.
“في الآونة الأخيرة، عدد النبلاء الذين يسألون عنكِ يزداد. هل نستمرّ بالتّعامل معهم كما نفعل الآن؟”
عندما رأت كاترينا وجه غريك القَلِق، تذكّرت أسماء أولئك النبلاء الذين حاولوا مقابلتها سابقًا.
‘ما زالوا يحاولون على ما يبدو.’
رغم أنّها رفضت بصراحة، إلا أنَّ النبلاء رفيعي المستوى لم يستسلموا بسهولة.
فلو كُشِفَت هويّتها، سيزداد الوضع إزعاجًا، وربّما يُصبح مُهدِّدًا.
فهي من عائلة بلاين، وهي موقع مثاليّ ليستغلّه الآخرون.
“إن حاولوا الحفر كثيرًا، فقط قل إنّني سأترك الكتابة بسببهم.”
ولو لم ينفع، فهي تستطيع كتابة روايةٍ جديدة في المملكة المجاورة باسمٍ مستعار جديد.
منذ البداية، حين اختارت اسم كارما، لم تكن ترغب في الظهور للعَلَن.
الكتابة دون اسم، كم هو مريح!
“…حتّى تخيّل ذلك وحده كافٍ ليُرعبني.”
“إن حدث ذلك، فلن تُكمِل الإمبراطوريّة الجزء الثاني أبدًا.”
كان أقوى ورقة بيدها هي التهديد بإيقاف النّشر، وقد قالتها بلهجةٍ صارمة.
فأومأ غريك برأسه بجدّية، وبملامح عازمة.
“سنُوضّح موقفنا للنبلاء بشدّة، وسنحرص على ألّا يتسرّب أيّ سرّ.”
“…حسنًا، ربّما من الأفضل أن نصدر بيانًا رسميًّا ليقرأه الجميع.”
فموقفها الشخصيّ بات هو نفسه موقف سافاير الرسمي.
أخذت المفكرة والقلم من على الطاولة، وبدأت تدوّن بعض النقاط الهامّة.
“هذا البيان وحده سيوفّر علينا نصف أعباء العمل تقريبًا.”
قال غريك وهو يُراجع النقاط المدوّنة، مُعجبًا بحسن التّنظيم.
‘كم كان مضغوطًا طوال الوقت؟’
نظرت إليه بنظرات مشفقة، لكن غريك لم يلاحظ ذلك، فبادر بجمع المفكّرة وحفظها بعناية، ثم انحنى قليلًا.
“إذن، سأذهب الآن لأتابع العمل على فرسان السّماء.”
“إن حدث شيء، تواصل معي. وأرجو أن تُبلي بلاءً حسنًا هذه المرّة أيضًا.”
أسندت خدّها على يدها، ولوّحت له باليد الأخرى.
إن سارت الأمور جيّدًا، فربّما تمنح الموظّفين مكافآتٍ إضافيّة.
والأهمّ من كلّ ذلك، أنّها لا تشعر هذه المرّة بالتوتّر الكبير أو توقّعات مبالغ بها كما حدث مع حفلة التنكّر، وهذا منحها راحة أكبر.
لم يتبقّ سوى كتابة الجزء الثاني من حفلة التنكّر.
***
“أين هو السيّد غريك؟”
“أعتقد أنّه يتحدّث الآن مع قسم التّوزيع في فينريل.”
أجابت دانيال وهي تُحدّق في الأوراق، وأشارت برأسها إلى الجدار المجاور.
فقد بدأت تحضيرات نشر فرسان السّماء فور استقرار دار النّشر.
وبينما كانت العقود الجديدة تُوقَّع، كان ممثّلو الدّور والتّجار يتردّدون على سافاير يوميًّا.
ولم يكن عليهم الركض خلف التّجار والتّوسّل لهم لقراءة الرواية، فشهرة كارما أصبحت تسبقهم.
بل كانت الرّسالة المُرسلة للتجّار تقول باختصار:
– الكاتب كارما أصدر عملًا جديدًا، هل تريدون بيعه؟
– بالمناسبة، من وجهة نظري، هو أفضل من حفلة التنكّر.
رغم ذلك، ظلّت شهرة حفلة التنكّر متّقدة، ومع قدوم الخمس شركات الكبرى، ارتفعت المبيعات بشكلٍ كبير.
“لقد زدنا من طاقة الطباعة، ومع ذلك لا نستطيع تكوين مخزون.”
ما إن طلبت الشّركات الكبرى الكتب، حتّى نفدت الكميّات بسرعة.
بينما كان غريد يواصل عمله وهو يبتسم، جعل المكتبات وشركات التّوزيع تتسابق على الكتب.
“أعطني ألف نسخة من نسخة الديلوكس!”
“أريد ألفي نسخة من نسختي الديلوكس والسمارت!”
“نحن نرغب فقط بخمسمائة نسخة، بشكلٍ متواضع…”
وكان كلّ واحد منهم يريد أكبر قدرٍ من الكميّة، خاصّة من تعرّضوا لنفادٍ سابق.
لكنّ غريك لوّح بيده رافضًا، لأنِّ كميّات التوزيع محدودة، وقد يؤدّي ذلك لمشكلات.
“عذرًا، لا يمكننا تلبية هذا الكمّ.”
وهكذا، وعلى الرّغم من كون سافاير دار نشرٍ صغيرة، إلا أنّها أصبحت اليد العليا في السّوق.
أمّا أولئك الذين دعموا الدّار منذ البداية، إضافة إلى الشّركات الخمس الكبرى، فقد حصلوا على امتيازاتٍ خاصّة، كإمكانيّة طلب كميّات إضافيّة من النّسخ التي يريدونها (ديلوكس أو سمارت).
وفيما بعد، اتُّفِق على أنّ أيّ طلب إضافي لن يُلبّى إلّا بعد نفاد المخزون، ووفقًا لتاريخ محدّد أو توافُر الفرصة.
“تفو، يتمسّكون بهذا الحدّ وهم لا يضمنون أصلاً إن كان سيُباع!”
“فقط اتبع ما أقوله، وستربح الكثير من المال، صدّقني.”
وبينما استاء بعض التجّار من غريك، ومن سياسة سافاير الصّارمة، جاءت النّتائج لتُخرس الجميع.
فقد حطّمت المبيعات كلّ التوقّعات في الأسبوع الأوّل فقط.
“هل هذه هي الرواية التي تحدّثتَ عنها؟”
حتى أحد فرسان القصر الملكيّ جاء بنفسه ليشتري نسخة من فرسان السّماء.
فقد طارت شهرة الرواية بلا أجنحة… حتى وصلت إلى القصر.
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 11"