ليانا لم تعد تنام.
كانت تسمع أصواتًا لا تفسير لها، خطوات في الممرات، وبكاء طفل من داخل الجدران.
لكن ألكسندر نائم. دومًا نائم.
وكلما سألته عن الأصوات… قال بصوته البريء:
“هنّ يحاولن الخروج، ماما.”
“من؟”
“الأخريات.”
**
في تلك الليلة، بعد أن اختفى راين مجددًا، شعرت بشيء يدعوها للخروج من الغرفة.
شيء غريب… شدّها نحو المرآة الموجودة في نهاية الممر.
كانت تلك المرآة لم تتحرك يومًا.
لكن الليلة… كانت تبكي.
نعم، صوت خافت… أنين ناعم، يشبه بكاء امرأة تُخنق.
اقتربت ليانا، ترددت، ثم مدت يدها لتلمس الزجاج…
فإذا بالمرآة تتحوّل إلى ماء داكن، ويد باردة أمسكت بها وجذبتها نحو الداخل!
صرخت، لكنها لم تجد نفسها في عالمٍ آخر.
بل… في غرفة داخل القصر، لكنها مغطاة بالرماد.
الجدران متفحمة.
الشموع ذائبة حتى الجذور.
وفي الزاوية… كانت فتاة ترتدي فستانًا أبيضًا محترق الحواف، شعرها أشعث، ووجهها مختبئ خلف شعرها.
قالت بصوت خافت:
“أنتِ الثامنة.”
“مَن… مَن أنتِ؟”
“أنا سيرين… الأولى.
التي أحبت راين حتى تحوّلت إلى رماد.”
“لماذا أنا هنا؟!”
رفعت سيرين رأسها…
وكان وجهها نصفه مشوّه، نصفه جميل.
وهمست:
“لأنكِ ما زلتِ لا تصدّقين أن الحبّ الذي بداخله… هو سمّ.
وأن الطفل الذي ترعينه… ليس ابنكِ فقط.”
تجمدت ليانا.
“ما تقصدين؟”
“ألكسندر… هو الجزء المتبقي من روحكِ القديمة.
هو أنتِ… في صورة طفل، والوقت ينفذ.”
“حين يكتمل القمر… سيعود إليكِ، لكن بثمن.
عليكِ أن تضحّي بواحدة منّا…
أو تصبحين أنتِ التالية.”
ليانا شهقت.
“مستحيل… أنا لا أفهم شيئًا!”
“ستفهمين حين ترين الغرفة السابعة… هناك حيث دُفنت الأخريات.”
وفجأة، اشتعلت النار في الغرفة، وبدأ كل شيء ينهار.
وسيرين صرخت:
“قولي له إنني لم أخنه!
قولي له إنني ما زلت أحبه!”
و…
انتهت الرؤية.
**
استيقظت ليانا وهي تصرخ.
كانت على أرض غرفتها… والمرآة لا تزال هناك.
لكن ما أفزعها…
أنّ يدها كانت مغطاة برماد أسود.
وأن فستانها الأبيض… صار محترق الحواف.
التعليقات لهذا الفصل " 9"