حين فتحت ليانا الرسالة القديمة، لم تكن تدري أن الحقيقة… كانت أمامها منذ البداية، لكنها اختبأت خلف خدعة اسمها:

“وظيفة المُربية.”

قبل أسابيع فقط، وصلها عرض عمل غريب:

“مربية لطفل يتيم، في قصر ناءٍ عن المدينة. إقامة كاملة، راتب مضاعف، مع عقد قانوني مختوم.”

وهي؟ وافقت.

كانت تظن أنها تخرج من ضجيج حياتها، وأن القصر سيكون فرصة للهدوء.
لكنّها لم تقرأ بنود العقد جيّدًا.
أو ربما… لم تكن البنود كما بدت.

لأنها حين وقّعت عليه، كانت قد ختمت نفسها باسم جديد:
“ليانا راين.”

**

في الأيام الأولى، كان راين يظهر نادرًا.
يترك الطفل معها، ويختفي.

وألكسندر؟
كان غريبًا، يراقبها بنظرات لا تشبه طفلاً عمره ستّ سنوات.
كأنه… يعرفها.

وفي إحدى الليالي، سألها بصوتٍ ناعس وهو على سريره:

“هل ستبقين معي هذه المرة… أم ستحترقين مثل الأخريات؟”

شهقت.

“ماذا قلتَ؟!”

لكنه أغلق عينيه، وكأنّه لم يتكلم قط.

**

ليانا بدأت ترى أمورًا غير منطقية:
الغرف تغيّر أماكنها.
المرايا تعكس أشخاصًا غير موجودين.
والأهم… كلما اقتربت من الحقيقة، كانت الأوراق تختفي من غرفتها.

وفي ليلة، واجهت راين أخيرًا، في إحدى الردهات المظلمة.

“أريد تفسيرًا. لماذا أنا هنا؟”

اقترب منها، أمسك ذقنها برفق، وهمس:

“لأنّكِ اخترتِ أن تأتي.”

“أنا جئت كمربية، لا زوجة.”

ضحك. ضحكة باردة.

“أوه، مربية؟”

ثم سحب نسخة من العقد، ورماها أمامها.
كانت اللغة مختلفة… قديمة… لكن اسمها واضح.

ليانا ڤالين، زوجة راين، بموجب عهد دمٍ لا يُكسر.

“ما هذا؟!” همست وهي تتراجع.

“عقدكِ الحقيقي… لم يكن بيننا فقط.”
“بل بين أرواحنا.”

“وألكسندر؟”

اقترب أكثر، حتى التصق جبينه بجبينها، وقال:

“هو السبب في عودتكِ.
هو الطفل الذي لا يولد… إلا حين تكون الروح مستعدة.”

“روح من؟”

“أنتِ، ليانا… أو من كنتِ قبل أن تخونيني.”

ثم وضع يده على بطنها… همس:

“وستعودين… كاملة، قريبًا جداً.”