8
الفصل 8
*********
كَانَتْ لَيْلَةً لَا يَمُرُّ فِيهَا النَّوْمُ.
رَفَعَتْ إِيف الغِطَاءَ حَتَّى رَقَبَتِهَا، وَنَظَرَتْ بِطَرَفِ عَيْنِهَا إِلَى اللَّوْحَةِ المُعَلَّقَةِ عَلَى الحَائِطِ.
الإِطَارُ الجَمِيلُ المُرَصَّعُ بِالذَّهَبِ كَانَ يَكْشِفُ عَنْ ظَهْرِهِ الخَشَبِيِّ بِوُضُوحٍ. كَانَ ذَلِكَ لِأَنَّ إِيف قَلَبَتِ اللَّوْحَةَ.
‘…… لَا أَمْلِكُ الشَّجَاعَةَ لِرُؤْيَةِ ذَلِكَ الوَجْهِ بِهُدُوءٍ.’
كُلَّمَا تَذَكَّرَتْ رَأْسَ غايِين وَهُوَ يَدُورُ بِجُنُونٍ، كَانَ شَعْرُ جَسَدِهَا يَقِفُ.
لَمْ تَجْرُؤْ عَلَى نَزْعِ الإِطَارِ تَمَامًا، لَكِنْ كَانَ عَلَيْهَا أَنْ تَقْلِبَهُ عَلَى الأَقَلِّ.
كَمَا نَظَرَتْ بِخِفْيَةٍ لِتَرَى مَا إِذَا كَانَ الِاسْمُ الحَقِيقِيُّ مَكْتُوبًا هُنَاكَ. وَبِالطَّبْعِ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ.
‘لَا يُمْكِنُنِي النَّوْمُ.’
تَذَكَّرَتْ إِيف كَامِيِين بِشَكْلٍ طَبِيعِيٍّ.
كَانَتْ كَلِمَاتُهُ تَدُورُ فِي رَأْسِهَا بِاسْتِمْرَارٍ.
‘صَاحِبُ بِيْلْفِيْر لَا يُمْكِنُهُ مُغَادَرَةُ القَصْرِ.’
هَلْ هَذَا صَحِيحٌ؟ كَانَ مِنَ الصَّعْبِ تَصْدِيقُ ذَلِكَ بِبَسَاطَةٍ.
‘هَلْ أُجَرِّبُ مَرَّةً؟’
لَا، قَدْ يَكُونُ خَطِيرًا.
كَمَا أَنَّنِي لَا أَمْلِكُ مَكَانًا أَذْهَبُ إِلَيْهِ.
تَقَلَّبَتْ إِيف بِعَيْنَيْنِ نِصْفِ مَفْتُوحَتَيْنِ.
وَكُلَّمَا رَمَشَتْ فِي الظَّلَامِ، كَانَتْ تَرَى رَاحَةَ يَدِهَا المَحْمَرَّةَ وَالمُتَقَشِّرَةَ.
تَحَوَّلَ اللَّوْنُ الَّذِي بَدَأَ بِلَوْنِ العُرُوقِ الأَحْمَرِ وَالأَصْفَرِ تَدْرِيجِيًّا إِلَى لَوْنِ عَيْنَيْ كَامِيِين.
وَبَعْدَ ذَلِكَ…… إِلَى ذِكْرَى الحُلْمِ حَيْثُ تَلَامَسَتِ الأَجْسَادُ.
آه، لَقَدْ حَدَثَتْ مُصِيبَةٌ.
لَمْ تَسْتَطِعِ النَّوْمَ لِأَنَّ قَلْبَهَا كَانَ يَنْبِضُ بِقُوَّةٍ.
‘سَنَلْتَقِي فِي حُلْمِ اللَّيْلَة.’
فِي النِّهَايَةِ، ظَلَّتْ إِيف مُسْتَيْقِظَةً حَتَّى الفَجْرِ.
* * *
كَانَ مَكَانًا يَغْمُرُهُ ضَوْءُ القَمَرِ الأَحْمَرِ.
وَهُنَاكَ، كَانَ رَجُلٌ يَقِفُ وَقَدْ أَمَالَ ظَهْرَهُ قَلِيلًا.
كَتِفَانِ عَرِيضَانِ وَمُسْتَقِيمَانِ كَمَا لَوْ أَنَّهُمَا رُسِمَا بِمِسْطَرَةٍ، وَصَدْرٌ عَرِيضٌ يَضِيقُ عِنْدَ الخَصْرِ، ثُمَّ…… نِصْفٌ سُفْلِيٌّ قَوِيٌّ وَسَاقَانِ طَوِيلَتَانِ.
هَلْ يُمْكِنُ لِجَسَدِ الرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ جَمِيلًا هَكَذَا؟ بَدَا وَكَأَنَّ حِرَفِيًّا قَدْ قَاسَ النِّسَبَ المِثَالِيَّةَ مِرَارًا وَتَكْرَارًا لِيَصْنَعَهُ بِكُلِّ عِنَايَةٍ.
حَبَسَتْ أَنْفَاسَهَا تِلْقَائِيًّا بِسَبَبِ الشُّعُورِ بِالرَّهْبَةِ.
الْتَفَتَتْ نَظَرَاتُ الرَّجُلِ نَحْوَ إِيف بِبُطْءٍ مِثْلَ أَوْرَاقِ الشَّجَرِ الَّتِي تُحَرِّكُهَا الرِّيَاحُ.
“لَقَدْ كُنْتُ فِي انْتِظَارِكِ.”
رُفِعَ جَسَدُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ بَعْدَ أَنْ أَمْسَكَ بِخَصْرِهَا.
الرَّجُلُ الَّذِي احْتَضَنَهَا كَمَا لَوْ كَانَتْ طِفْلَةً، عَضَّ كَتِفَهَا بِخِفَّةٍ.
شَعَرَتْ بِوَخْزٍ وَرَعْشَةٍ تَسْرِي فِي جَسَدِهَا.
“لِمَاذَا تَأَخَّرْتِ هَكَذَا؟”
لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ حَاجَةٌ لِلرَّدِّ. اقْتَرَبَتْ عَيْنَا الرَّجُلِ الحَمْرَاوَانِ وَهُوَ يُنْزِلُ بَصَرَهُ.
وَضَعَ جَانِبَ وَجْهِهِ عَلَى قَلْبِ إِيف وَأَصْغَى.
أَنْفَاسٌ سَرِيعَةٌ كَمَا لَوْ كَانَتْ تَرْكُضُ، وَنَبَضَاتُ قَلْبٍ تَتَسَارَعُ بِقُوَّةٍ.
لَقَدْ قَرَأَ كُلَّ رُدُودِ فِعْلِ جَسَدِهَا كَشِفْرَةٍ وَسَمِعَ مَا فِي دَاخِلِ قَلْبِهَا.
“هَلْ كُنْتِ تَنْتَظِرِينَ؟ لِدَرَجَةِ أَنَّكِ لَمْ تَسْتَطِيعِي النَّوْمَ؟”
اهْتَزَّ العَالَمُ.
لَا، بَلْ كَانَ جَسَدُهُ الَّذِي يَحْتَضِنُ إِيف يَهْتَزُّ بِسَبَبِ ضَحِكِهِ.
أَرَادَتْ أَنْ تُغَطِّيَ وَجْهَهَا مِنَ الخَجَلِ.
لَكِنْ لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ طَرِيقَةٌ لِإِخْفَاءِ مَشَاعِرِهَا.
حَتَّى مَنْ يَكْذِبُ، لَا يُمْكِنُهُ الكَذِبُ فِي حُلْمِهِ.
وَكَانَ الرَّجُلُ فِي الحُلْمِ أَقْرَبَ كَائِنٍ لِلْقُدْرَةِ الكُلِّيَّةِ.
لَعَلَّ هَذَا هُوَ السَّبَب؟ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ يَرْتَدِي بَدْلَةً رَسْمِيَّةً حَتَّى عُنُقِهِ وَيَتَحَدَّثُ بِلَبَاقَةٍ تَحْتَ ضَوْءِ الشَّمْسِ، كَانَ قَدْ تَخَلَّى عَنْ مَلَابِسِهِ وَرَسْمِيَّاتِهِ تَحْتَ ضَوْءِ القَمَرِ.
جَذَبَتْ رَغْبَتُهُ الَّتِي ظَهَرَتْ بِشَكْلٍ خَامٍ إِيف.
لَمْ تَسْتَطِعِ الحَرَاكَ مِثْلَ فَريسةٍ لَدَغَهَا سَمُّ العَنْكَبُوتِ المُخَدِّرُ.
“قُولِي لِي. أَنَّكِ كُنْتِ تَنْتَظِرِينَنِي أَيْضًا.”
شَعَرَتْ وَكَأَنَّ جَسَدَهَا يَذُوبُ حَيْثُ تَلْمَسُهُ بَشَرَتُهُ.
احْتَضَنَتِ الرَّجُلَ بِذِرَاعَيْهَا كَمَا لَوْ كَانَتْ تَتَعَلَّقُ بِهِ.
قَبِلَ الرَّجُلُ الحِضْنَ بِسَعَادَةٍ وَوَضَعَ شَفَتَيْهِ عَلَى مِعْصَمِهَا النَّحِيلِ.
أَصْبَحَتْ أَنْفَاسُهُ الَّتِي تَصْعَدُ لِلأَعْلَى تَدْرِيجِيًّا سَاخِنَةً.
كَانَتْ رَاحَةُ يَدِهَا الَّتِي تَلَامَسَتْ مَعَ شَفَتَيْهِ تَحْتَرِقُ.
قَبَّلَ رَاحَةَ يَدِهَا حَتَّى صَدَرَ صَوْتٌ رَطْبٌ، ثُمَّ ابْتَعَدَ بِشَفَتَيْهِ.
“لَا تَتَأَذَّيْ.”
“……”
“إِذَا تَأَذَّيْتِ مُجَدَّدًا، فَسَأُعَاقِبُكِ.”
…
……
!!………
اسْتَيْقَظَتْ إِيف وَهِيَ تَرْكُلُ الغِطَاءَ وَتَتَنَفَّسُ بِصُعُوبَةٍ.
كَانَ وَجْهُهَا مُحْمَرًّا كَمَا لَوْ كَانَ سَيَنْفَجِرُ، وَقَلْبُهَا يَنْبِضُ بِجُنُونٍ.
وَمِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، كَانَ الجَوُّ الَّذِي يُحِيطُ بِهَا هَادِئًا وَمُسْتَقِرًّا لِلْغَايَةِ.
مَلَأَ ضَوْءُ الشَّمْسِ الدَّافِئُ فِي مُنْتَصَفِ النَّهَارِ غُرْفَةَ النَّوْمِ، وَفَاحَتْ رَائِحَةُ الزُّهُورِ مَعَ الرِّيَاحِ الَّتِي تَهُبُّ مِنْ خِلَالِ النَّافِذَةِ المَفْتُوحَةِ.
عِنْدَهَا فَقَط أَدْرَكَتْ إِيف أَنَّهَا اسْتَيْقَظَتْ مِنَ “الحُلْمِ”.
فَتَحَتْ يَدَهَا الَّتِي كَانَتْ تُمْسِكُ بِالغِطَاءَ.
كَانَتْ رَاحَةُ يَدِهَا الَّتِي كَانَتْ تُؤْلِمُهَا قَبْلَ أَنْ تَنَامَ سَلِيمَةً تَمَامًا.
“آه. حَقًّا.”
أَصْبَحَتْ رَاحَةُ اليَدِ الَّتِي تُغَطِّي وَجْهَهَا سَاخِنَةً مَرَّةً أُخْرَى.
وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ بِسَبَبِ الجُرْحِ.
“هَلِ اسْتَيْقَظْتِ؟ يَا سَيِّدَتِي الكَسُولَة.”
أَنْزَلَتْ إِيف يَدَهَا بِسُرْعَةٍ مِنْ شِدَّةِ الصَّدْمَةِ.
كَانَت غايِين تبْتَسِمُ فِي اللَّوْحَةِ عَلَى الحَائِطِ.
“لَقَدْ تَأَخَّرَ الوَقْتُ كَثِيرًا عَلَى تَحِيَّةِ الصَّبَاحِ، أَلَيْسَ كَذَلِكَ؟ وَلَكِنَّنِي أَتَفَهَّمُ ذَلِكَ. فَمِنَ المَعْرُوفِ أَنَّ الجَمِيلَاتِ كَسُولَاتٌ فِي النَّوْمِ.”
أَلْقَت غايِين دُعَابَةً بِمَرَحٍ كَمَا لَوْ أَنَّ شَيْئًا لَمْ يَحْدُثْ.
وَبِفَضْلِ ذَلِكَ، اسْتَطَاعَتْ إِيف أَنْ تَتَجَاهَلَ رَقَبَةَ غايين الَّتِي كَانَتْ تَدُورُ نِصْفَ دَوْرَةٍ.
كَانَتْ لَدَى إِيف عَادَةُ شُرْبِ كُوبٍ مِنَ المَاءِ عِنْدَمَا تَسْتَيْقِظُ فِي الصَّبَاحِ.
كَانَتْ عَادَةً بَسِيطَةً، لَكِنْ حَتَّى ذَلِكَ كَانَ خَطِيرًا فِي قَصْرِ بِيْلْفِيْر.
‘إِنَّهُ ذَلِكَ الإِبْرِيقُ مَرَّةً أُخْرَى.’
الإِبْرِيقُ الفِضِّيُّ اللَّامِعُ كَانَ دَائِمًا مَمْلُوءًا حَتَّى المُنْتَصَفِ.
المُشْكِلَةُ هِيَ، هَلْ يُمْكِنُنِي شُرْبُ مَا فِيهِ؟
‘لَقَدْ شَرِبْتُ مِنْهُ فِي المَرَّةِ السَّابِقَةِ أَيْضًا.’
وَلَمْ تَكُنْ هُنَاكَ مُشْكِلَةٌ كَبِيرَةٌ.
هَلْ حَقًّا؟
هَلْ كَانَ حَقًّا بِخَيْرٍ؟
حَاوَلَتْ إِيف أَلَّا تَهْتَزَّ يَدُهَا وَهِيَ تَصُبُّ المَاءَ.
شَرِبَتْ قَلِيلًا لِلتَّجْرِبَةِ…… مِم.
“شُوكُولَاتَة سَاخِنَة.”
بَدَا وَكَأَنَّهُ مَاءٌ، لَكِنْ كَانَتْ لَهُ رَائِحَةُ وَطَعْمُ الشُّوكُولَاتَةِ الحُلْوَةِ. لَقَدْ أَعْجَبَهَا المَذَاقُ أَكْثَرَ مِمَّا تَوَقَّعَتْ.
كَانَ الصَّبِيُّ يُرَاقِبُ إِيف مِنْ دَاخِلِ الإِبْرِيقِ اللَّامِعِ.
“مِم. شُكْرًا لَكَ. إِنَّهُ لَذِيذٌ.”
رَدَّ الصَّبِيُّ عَلَى تَحِيَّةِ إِيف المُتَكَلِّفَةِ بِتَذَمُّرٍ ثُمَّ اخْتَفَى.
“آنْدِي لَطِيفٌ جِدًّا، أَلَيْسَ كَذَلِكَ؟”
“نَعَم. وَلَكِنَّنِي هَزَزْتُهُ بِقُوَّةٍ فِي المَرَّةِ السَّابِقَةِ. أَنَا أَشْعُرُ بِالآسَفِ.”
“لَا يَجِبُ فِعْلُ الأَشْيَاءِ الَّتِي يَكْرَهُهَا الآخَرُونَ. السَّيِّدَةُ شَخْصٌ سَيِّئٌ.”
عَضَّتْ إِيف شَفَتَهَا السُّفْلَى بِقُوَّةٍ.
لَقَدْ تَذَكَّرَتْ كَيْفَ ضَرَبَتْ رَأْسَ سِيرِيَان مِرَارًا بِالإِبْرِيقِ الَّذِي كَانَ فِي يَدِهَا بِسَبَبِ الِاسْتِعْجَالِ.
رَغْمَ أَنَّهُ شَبَحٌ، إِلَّا أَنَّ آنْدِي بَدَا صَغِيرًا.
شَعَرَتْ بِالآسَفِ لِأَنَّهَا تَسَبَّبَتْ فِي سَفْكِ الدِّمَاءِ بِاسْتِخْدَامِ الإِبْرِيقِ الَّذِي يَسْكُنُ فِيهِ.
حَتَّى إِنَّهَا قَامَتْ بِفِعْلِ “الهَزِّ” الَّذِي يَكْرَهُهُ آنْدِي.
“لَا تَهْتَمِّي كَثِيرًا. مَهْمَا بَدَا كَذَلِكَ، فَآنْدِي أَيْضًا أُسْطُورَةٌ حَضَرِيَّةٌ، أَلَيْسَ كَذَلِكَ؟ هَلْ يُمْكِنُهُ أَنْ يَرْفُضَ فُرْصَةَ تَنَاوُلِ دَمِ البَشَرِ؟”
أَنَا سَعِيدَةٌ لِأَنَّ الأَمْرَ كَذَلِكَ، وَلَكِنْ.
مَا جَلَبَتْهُ كَلِمَاتُ غايين لَمْ يَكُنِ الِارْتِيَاحَ فَقَط.
شَعَرَتْ إِيف بِخَطَرٍ مُفَاجِئٍ.
‘مَهْمَا بَدَا صَغِيرًا، فَالأسْطُورَةُ تَظَلُّ أُسْطُورَةً.’
رُبَّمَا يَكُونُ أَكْبَرَ سِنًّا مِنْهَا إِذَا عَرَفَتِ الحَقِيقَةَ.
وَيُمْكِنُهُ أَنْ يُسَبِّبَ الضَّرَرَ فِي أَيِّ وَقْتٍ إِذَا أَرَادَ.
“سَيِّدَتِي. سَتَهُزِّينَ الإِبْرِيَق، صَحِيح؟ سَتَجْعَلِينَ آنْدِي يَشْعُرُ بِالدُّوَارِ، صَحِيح؟ سَتُصْبِحِينَ شَخْصًا سَيِّئًا، صَحِيح؟”
كَمَا قَالَت غايِين، كَانَتْ إِيف تُفَكِّرُ.
‘هَلْ مِنَ الأَفْضَلِ إِخْضَاعُ آنْدِي لِسِجِلِّ الأَسَاطِيرِ الحَضَرِيَّةِ لِيَكُونَ الأَمْرُ أَكْثَرَ أَمَانًا؟’
“سَتُصْبِحِينَ شَخْصًا سَيِّئًا؟ سَتُصْبِحِينَ شَخْصًا سَيِّئًا؟ سَتُصْبِحِينَ شَخْصًا سَيِّئًا؟ سَتُصْبِحِينَ شَخْصًا سَيِّئًا؟ …… شَخْصٌ سَيِّئ.”
“لَا. لَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ.”
تَذَكَّرَتْ إِيف لَيْلَةَ الزَّفَافِ الأُولَى حَيْثُ كَادَتْ أَنْ تُقْتَلَ عَلَى يَدِ زَوْجِهَا السَّابِقِ.
فِي لَحْظَةِ الخَطَرِ، سَقَطَ آنْدِي عَنِ الطَّاوِلَةِ بِالمُصَادَفَةِ وَضَرَبَ عَيْنَ سِيرِيَان.
وَلَكِنْ، هَلْ هُنَاكَ حَقًّا مَا يُسَمَّى بـ “المُصَادَفَة” فِي هَذَا القَصْرِ؟
لَقَدْ نَجَتْ بِفَضْلِ ذَلِكَ.
‘لَا يُمْكِنُنِي رَدُّ الجَمِيلِ بِالإِسَاءَةِ.’
“لَقَدْ فَهِمْتُ!”
عَادَ صَوْتُ غايين لِيُصْبِحَ مَرِحًا مَرَّةً أُخْرَى.
“إِذَنْ أَسْرِعِي. رَغْمَ أَنَّ الجَمِيلَاتِ كَسُولَاتٌ، إِلَّا أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْكِ غَسْلُ وَجْهِكِ وَارْتِدَاءُ مَلَابِسِكِ.”
“نَعَم.”
“هُنَاكَ ضَيْفٌ جَاءَ لِرُؤْيَةِ السَّيِّدَةِ وَهُوَ يَنْتَظِرُكِ مُنْذُ قَلِيلٍ.”
“ضَيْف؟”
مَنْ قَدْ يَأْتِي لِرُؤْيَتِي؟ بِالتَّأْكِيدِ لَنْ تَكُونَ عَائِلَتِي.
ذَهَبَتْ إِيف إِلَى النَّافِذَةِ وَنَظَرَتْ لِلأَسْفَلِ.
رَأَتِ الحَدِيقَةَ الَّتِي تَمْتَدُّ بَعِيدًا تَحْتَ قَدَمَيْهَا، وَوَرَاءَهَا عَرَبَةً فِضِّيَّةً بَيْضَاءَ مُتَوَقِّفَةً.
اتَّسَعَتْ عَيْنَا إِيف عِنْدَمَا تَعَرَّفَتْ عَلَى الشِّعَارِ المَنْقُوشِ بِوُضُوحٍ عَلَى بَابِهَا.
‘أَرْنُو؟’
* * *
قَبْلَ مُغَادَرَةِ قَصْرِ بِيْلْفِيْر، حَذَّرَتْ ليْنَا:
‘سَيَأْتِي أَرْنُو لِلْبَحْثِ عَنْكِ.’
كَانَ كَلَامًا غَرِيبًا.
كَانَتْ ليْنَا هِيَ زَوْجَةَ المَرْحُومِ المَارْكِيز أَرْنُو.
وَحَتَّى بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا، فَإِنَّهَا لَا تَزَالُ تُعْتَبَرُ مِنْ عائِلَةِ “أَرْنُو”.
وَلَكِنَّ صَوْتَ ليْنَا وَهِيَ تَذْكُرُ “أَرْنُو” كَانَ يَرْسُمُ خَطًّا وَاضِحًا.
كَمَا لَوْ كَانَتْ تَفْصِلُ نَفْسَهَا عَنْ ذَلِكَ الِاسْمِ.
“أَنَا أَرْنُو بِيرْسُونَا.”
قَدَّمَتِ السَّيِّدَةُ العَجُوزُ، الَّتِي تَمَّ اقْتِيَادُهَا إِلَى غُرْفَةِ الِاسْتِقْبَالِ بَعْدَ الحُصُولِ عَلَى “إِذْنٍ” مِنْ إِيف، نَفْسَهَا بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ.
“مَعْذِرَةً، هَلْ تَقُولِينَ أَنَّ اسْمَكِ هُوَ أَرْنُو؟”
سَأَلَتْ إِيف مَرَّةً أُخْرَى.
“وَلَيْسَ اسْمَ العَائِلَة؟”
“كَمَا قُلْتُ لَكِ، أَنَا مِنْ عَائِلَةِ بِيرْسُونَا. قَدْ لَا تَعْرِفُ السَّيِّدَةُ الجَدِيدَةُ، لَكِنَّنِي خَدَمْتُ كَمُدِيرَةٍ لِقَصْرِ بِيْلْفِيْر لِسَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ.”
بِالطَّبْعِ لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ.
“هُنَاكَ شَخْصٌ وَاحِدٌ فَقَط فِي كُلِّ جِيلٍ يُمْكِنُهُ العَمَلُ كَمُدِيرٍ. وَفِي عَائِلَةِ بِيرْسُونَا، هُنَاكَ عُرْفٌ يَقْضِي بِمَنْحِ ذَلِكَ الشَّخْصِ المُؤَهَّلِ اسْمَ ‘أَرْنُو’.”
“وَلِمَاذَا هُنَاكَ مِثْلُ هَذَا العُرْف؟”
“لِأَنَّ ذَلِكَ يَزِيدُ مِنْ فُرْصَةِ إِنْهَاءِ العَمَلِ فِي القَصْرِ ‘بِأَمَانٍ’.”
هَلْ هُوَ نَوْعٌ مِنَ التَّمْوِيهِ؟ بِاسْتِخْدَامِ الِاسْمِ.
“إِذَنْ يَا سَيِّدَةُ بِيرْسُونَا. مَا سَبَبُ زِيَارَتِكِ اليَوْم؟”
“لَقَدْ جِئْتُ لِلتَّوَسُّطِ فِي زَوَاجِ رَجُلٍ نَبِيلٍ يَلِيقُ بِمَقَامِ السَّيِّدَةِ الجَدِيدَةِ.”
التعليقات لهذا الفصل " 8"