10
الفصل 10
***********
‘إِنَّ إِجْرَاءَاتِ نَقْلِ جَمِيعِ المُمْتَلَكَاتِ وَالحُقُوقِ إِلَى شَخْصٍ آخَرَ لَيْسَ مِنْ أَفْرَادِ العَائِلَةِ سَتَكُونُ مُعَقَّدَةً.’
فَهِمَتْ إِيف هَذِهِ الحَقِيقَةَ.
لَكِنَّهَا أَرَادَتْ رَفْضَ “مُسَاعَدَةِ” السَّيِّدَةِ بِيرْسُونَا.
‘تَطْلُبُ مِنِّي أَنْ أَحْمِلَ خِلَالَ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ؟ بِاسْتِخْدَامِ الرَّجُلِ الَّذِي سَتُحْضِرُهُ هِيَ؟’
“أَنَا لَسْتُ فَرَسًا لِإِنْتَاجِ الأَمْهَارِ.”
“أَعْتَذِرُ إِذَا كُنْتُ قَدْ أَسَأْتُ إِلَيْكِ. كَيْفَ لِي أَنْ أُعَامِلَ صَاحِبَةَ بِيْلْفِيْر كَمَا لَوْ كَانَتْ مَاشِيَةً؟”
بَدَتِ السَّيِّدَةُ بِيرْسُونَا وَكَأَنَّهَا تَوَقَّعَتْ حَتَّى نُفُورَ إِيف.
“اقْتِرَاحِي هُوَ مِنْ أَجْلِ إِجْرَاءَاتِ المِيرَاثِ لِلسَّيِّدَةِ فَقَط. إِذَا أَنْجَبْتِ وَرِيثًا شَرْعِيًّا، فَلَنْ يَشُكَّ أَحَدٌ فِي حُقُوقِ السَّيِّدَةِ إِيف. حَتَّى لَوْ حَدَثَ مَوْقِفٌ…… يَخْتَفِي فِيهِ الزَّوْجُ فَجْأَةً وَلَا يُعْرَفُ مَصِيرُهُ.”
كَانَ كَلَامًا ذَا مَغْزًى.
بَدَا لِإِيف أَنَّهَا تَعْرِفُ كَيْفَ سَيَتِمُّ “التَّخَلُّصُ” مِنَ المَيِّتِ سِيرِيَان.
“لَقَدْ فَهِمْتُ مَا تَقْصِدِينَهُ. وَمَعَ ذَلِكَ، سَأَبْحَثُ عَنْ طَرِيقَةٍ أُخْرَى.”
“لَا تُوجَدُ طَرِيقَةٌ أُخْرَى.”
شَعَرَتْ وَكَأَنَّهَا تَتَحَدَّثُ إِلَى جِدَارٍ.
لَمْ تَسْتَطِعْ إِيف تَحَمُّلَ الشُّعُورِ بِالضِّيقِ الَّذِي انْتَابَهَا فَجْأَةً، فَجَادَلَتْهَا:
“مَاذَا لَوْ لَمْ أَسْتَطِعْ إِنْجَابَ طِفْلٍ؟ وَلَيْسَ هُنَاكَ ضَمَانٌ بِأَنَّنِي سَأُنْجِبُ وَلَدًا، أَلَيْسَ كَذَلِكَ؟ هَلْ تَنْوِينَ تَكْرَارَ ذَلِكَ مِرَارًا حَتَّى يَنْجَحَ الأَمْرُ؟ وَإِذَا لَمْ يَنْجَحْ، هَلْ سَتُغَيِّرِينَ الرَّجُلَ فِي كُلِّ مَرَّةٍ؟”
“أُوه. السَّيِّدَةُ إِيف سَتُرْزَقُ بِطِفْلٍ بِالتَّأْكِيدِ.”
ظَهَرَتْ ابْتِسَامَةٌ مُخِيفَةٌ عَلَى شَفَتَيِ السَّيِّدَةِ بِيرْسُونَا.
وَفِي لَحْظَةٍ، بَدَتْ شَفَتَاهَا المُجَعَّدَتَانِ مَشْدُودَتَيْنِ، وَلَمَعَتْ أَسْنَانُهَا المُتَآكِلَةُ تَحْتَ الضَّوْءِ.
“وَطِفْلُ السَّيِّدَةِ إِيف الأَوَّلُ سَيَكُونُ وَلَدًا بِالتَّأْكِيدِ…… لَا تُوجَدُ اسْتِثْنَاءَاتٌ. فِي أَيِّ حَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ.”
‘هُرَاء!’
أَرَادَتْ إِيف أَنْ تَعْتَرِضَ، لَكِنَّ هَذَا كَانَ قَصْرَ بِيْلْفِيْر.
مَكَانٌ تَتَحَدَّثُ فِيهِ اللَّوْحَاتُ، وَتَسْكُنُ الأَشْبَاحُ فِي الأَبَارِيقِ، وَتَتَحَرَّكُ فِيهِ تَمَاثِيلُ الحَدِيقَةِ.
كُلُّ مَا هُوَ غَيْرُ مَنْطِقِيٍّ هُنَا كَانَ يُقْبَلُ كَأَمْرٍ طَبِيعِيٍّ.
لِذَا فَقَدْ يَكُونُ كَلَامُ السَّيِّدَةِ بِيرْسُونَا حَقِيقَةً.
دَمُ أَرْنُو الَّذِي يَجْرِي فِي جَسَدِ إِيف كَانَ يُؤَكِّدُ ذَلِكَ.
‘لَا بَأْسَ. القَرَارُ بِيَدِي فِي أَنْ أَقْبَلَ ذَلِكَ أَمْ لَا.’
نَظَّمَتْ إِيف أَنْفَاسَهَا الَّتِي تَسَارَعَتْ بِسَبَبِ الغَضَبِ.
“سَأُفَكِّرُ فِي الأَمْرِ.”
لَمْ تَكُنْ أَسْنَانُ إِيف تَظْهَرُ عِنْدَمَا ابْتَسَمَتْ.
* * *
الكَائِنَاتُ ذَاتُ القُدْرَةِ العَالِيَةِ عَلَى البَقَاءِ تَتَكَيَّفُ بِسُرْعَةٍ أَيْضًا.
لِأَنَّ الِانْدِمَاجَ بِشَكْلٍ صَحِيحٍ فِي البِيئَةِ المُتَغَيِّرَةِ يَزِيدُ مِنْ فُرَصِ النَّجَاةِ.
جَلَسَتْ إِيف عَلَى مَقْعَدٍ وَتَظَاهَرَتْ بِأَنَّهَا لَا تَرَى المِكْنَسَةَ الَّتِي تُنَظِّفُ المَدْخَلَ بِمُفْرَدِهَا.
وَكَأَنَّهَا تُشَاهِدُ الزُّهُورَ، كَانَتْ نَظَرَاتُهَا مُصَوَّبَةً نَحْوَ شُجَيْرَاتِ الكَامِيلْيَا، لَكِنَّ عَقْلَهَا كَانَ مَشْغُولًا بِأَفْكَارٍ شَتَّى.
‘أَنْ أُنْجِبَ طِفْلًا وَأُرَبِّيَهُ فِي هَذَا القَصْرِ. أَنَا أَرْفُضُ ذَلِكَ تَمَامًا!’
وَمَعَ ذَلِكَ، لَمْ تَكُنْ مُتَهَوِّرَةً لِدَرَجَةِ أَنْ تَحْزِمَ أَمْتِعَتَهَا وَتُحَاوِلَ الهَرُوبَ لَيْلًا.
كَانَتْ هُنَاكَ قُوَّةٌ غَرِيبَةٌ تَسْكُنُ قَصْرَ بِيْلْفِيْر.
وَبِمَا أَنَّ هُنَاكَ احْتِمَالًا بِأَنْ تَنْتَقِمَ تِلْكَ القُوَّةُ مِنْهَا، كَانَ عَلَى إِيف أَنْ تَكُونَ حَذِرَةً.
لِحُسْنِ الحَظِّ، أَعْطَتِ السَّيِّدَةُ بِيرْسُونَا بَعْضَ التَّلْمِيحَاتِ لِإِيف دُونَ أَنْ تُدْرِكَ.
أَوَّلًا، قَصْرُ بِيْلْفِيْر يَحْتَاجُ ضَرُورَةً إِلَى وَرِيثٍ.
ثَانِيًا، إِيف هِيَ الشَّخْصُ الوَحِيدُ حَالِيًّا الَّذِي يُمْكِنُهُ ‘صُنْعُ’ وَرِيثٍ.
ثَالِثًا، لِذَلِكَ لَنْ يَقْتُلَهَا القَصْرُ حَتَّى تُنْجِبَ طِفْلًا.
حَتَّى لَوْ غَادَرَتْ إِيف القَصْرَ ‘بِالخَطَأِ’ لِأَكْثَرَ مِنْ أُسْبُوعٍ.
‘فِي الوَاقِعِ، قَالَ كَامِيِين أَيْضًا إِنَّ الأَمْرَ سَيَكُونُ بِخَيْرٍ.’
بِنَاءً عَلَى كَلَامِهِ، دَمُ أَرْنُو الَّذِي يَجْرِي فِي جَسَدِ إِيف سَيُعِيدُهَا إِلَى القَصْرِ.
‘يَجِبُ أَنْ أَخْتَبِرَ الطَّرِيقَةَ.’
يَجِبُ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ القَصْرِ.
لَكِنْ، لَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ بِطَرِيقَةٍ تَمَرُّدِيَّةٍ تَخْتَبِرُ صَبْرَ القَصْرِ.
يُمْكِنُ لِلْبَشَرِ أَنْ يُعَانُوا مِنْ آلَامٍ كَثِيرَةٍ دُونَ أَنْ يَمُوتُوا.
عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ، هُنَاكَ أَسْوَأُ طَرِيقَةٍ وَهِيَ تَرْكُ حَيَاةِ إِيف وَأَعْضَائِهَا الأُنْثَوِيَّةِ فَقَط.
مِثْلَ تِلْكَ النَّمَاذِجِ البَشَرِيَّةِ الغَرِيبَةِ المَعْرُوضَةِ فِي مَمَرِّ الطَّابَقِ الرَّابِعِ لِيَرَاهَا الجَمِيعُ.
‘لِنَبْحَثْ عَنْ عُذْرٍ مَنْطِقِيٍّ.’
أَيْنَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ؟ مَكَانٌ يَسْتَهْلِكُ بِالضَّبْطِ مُدَّةَ الأُسْبُوعِ الَّتِي سَمَحَ بِهَا القَصْرُ.
بَيْنَمَا كَانَتْ إِيف غَارِقَةً فِي التَّفْكِيرِ، شَعَرَتْ بِحَرَكَةٍ فَالتَفَتَتْ.
“سَيِّدَتِي.”
كَانَتْ خَادِمَةً لَمْ تَرَهَا مِنْ قَبْلُ.
“هُنَاكَ شَخْصٌ فِي الخَارِجِ جَاءَ لِرُؤْيَةِ السَّيِّدَةِ.”
‘مَنْ أَيْضًا؟’
“سَأَقُودُكِ إِلَى الخَارِجِ. تَعَالَيْ مَعِي رَجَاءً.”
كَادَتْ إِيف أَنْ تَنْهَضَ عَنِ المَقْعَدِ ثُمَّ تَرَدَّدَتْ.
‘هَذِهِ الخَادِمَةُ…… هَلْ هِيَ بَشَرِيَّةٌ حَقًّا؟’
كَانَتْ تَرْتَدِي زِيَّ خَادِمَةٍ عَادِيًّا وَتَضَعُ رِبَاطَ شَعْرٍ مُرَتَّبًا، لَكِنْ كَانَ هُنَاكَ شَيْءٌ غَرِيبٌ.
عِنْدَمَا نَظَرَتْ جَيِّدًا، وَجَدَتْ أَنَّ حِذَاءَ الخَادِمَةِ مَقْلُوبٌ.
لَا…… بَلْ هَلْ كَانَ الكَاحِلُ نَفْسُهُ هُوَ المَقْلُوبَ؟
تَوَقَّفَتِ الخَادِمَةُ، الَّتِي كَانَتْ تَسْبِقُهَا بِبِضْعِ خَطَوَاتٍ، فَجْأَةً عَنِ المَشْيِ.
“لِمَاذَا لَا تَأْتِينَ؟”
“لَا أُرِيدُ رُؤْيَةَ أَيِّ ضَيْفٍ الآن.”
“لِمَاذَا؟”
“……”
“لِمَاذَا؟ لِمَاذَا؟ لِمَاذَا؟”
كُلَّمَا كَرَّرَتِ الخَادِمَةُ السُّؤَالَ، كَانَ جُزْءُ رَأْسِهَا الخَلْفِيُّ يَنْتَفِخُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.
لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ شُعُورٍ، بَلْ تَمَزَّقَ رِبَاطُ الشَّعْرِ الَّذِي كَانَتْ تَرْتَدِيهِ كَمَا لَوْ كَانَ وَرَقًا.
“لِمَاذَا؟ كَيْفَ عَرَفْتِ؟ هَلْ أَنَا غَرِيبَةٌ؟ لَقَدْ كَانَتْ نَفْسَهَا! لَقَدْ كَانَتْ مِثْلَ الَّتِي أَكَلْتُهَا تَمَامًا!”
تَغَيَّرَتْ نَبْرَةُ صَوْتِ الخَادِمَةِ بِشَكْلٍ عَشْوَائِيٍّ.
كَانَ الأَمْرُ غَرِيبًا كَمَا لَوْ كَانَ كَائِنٌ غَيْرُ بَشَرِيٍّ يُحَاوِلُ تَقْلِيدَ طَرِيقَةِ كَلَامِ البَشَرِ.
“…… أُرِيدُ الخُرُوجَ. دَعِينِي أَخْرُجُ. أَكْرَهُ القَصْرَ. لَا أُرِيدُ أَنْ أُحْبَسَ مُجَدَّدًا. سَأَقْتُلُكِ. سَأَقْتُلُ الجَمِيعَ.”
الآن أَصْبَحَ رَأْسُهَا ضَخْمًا بِمِثْلِ حَجْمِ عَجَلَةِ العَرَبَةِ.
كَانَ صَوْتُ تَشَقُّقِ الجُمْجُمَةِ وَتَمَزُّقِ الجِلْدِ مُرْعِبًا.
لِدَرَجَةِ أَنَّ إِيف شَعَرَتْ بِأَنَّهُ مِنَ الأَفْضَلِ أَنَّهَا تُعْطِيهَا ظَهْرَهَا.
“هَلْ سَتُعَاقِبِينَنِي؟ هَلْ سَتَضْرِبِينَنِي؟ هَلْ سَتُمَزِّقِينَ تَنُّورَتِي وَتُعَلِّقِينَنِي مَقْلُوبَةً وَتَجْلِدِينَنِي بِالسَّوْطِ كَمَا فِي السَّابِقِ؟ …… هَلْ سَتَغْرِسِينَ رَأْسِي فِي المَاءِ حَتَّى لَا أَسْتَطِيعَ التَّنَفُّسَ، وَتَفْعَلِينَ ذَلِكَ بِأَصَابِعِ قَدَمِي الصَّغِيرَةِ وَاحِدًا تِلْوَ الآخَرِ.”
بَاك! انْفَجَرَ رَأْسُ الخَادِمَةِ أَمَامَ عَيْنَيْهَا. لَمْ تَسْتَطِعْ إِيف حَتَّى الصُّرَاخَ.
لَمْ تَخْرُجْ قَطْرَةُ دَمٍ وَاحِدَةٌ مِنَ الخَادِمَةِ الَّتِي كَانَتْ تَبْدُو كَبَشَرِيَّةٍ.
لَقَدْ انْهَارَتْ فِي مَكَانِهَا مِثْلَ بَالُونٍ وَرَقِيٍّ مُبَلَّلٍ.
تَقَلَّصَ جَسَدُهَا المُتَجَعِّدُ حَتَّى أَصْبَحَ قَبْضَةً، ثُمَّ امْتَصَّتْهُ الأَرْضُ.
وَلَمْ يَبْقَ سِوَى بَعْضِ البُقَعِ.
“سَيِّدَتِي.”
“……”
“هَلْ أَنْتِ بِخَيْرٍ؟”
اسْتَعَادَتْ وَعْيَهَا بِصُعُوبَةٍ عِنْدَمَا شَعَرَتْ بِيَدٍ تُمْسِكُ بِكَتِفِهَا.
لَقَدْ كَانَ كَامِيِين.
“يَبْدُو أَنَّهَا أَصْبَحَتْ مُتَغَطْرِسَةً بَعْدَ أَنْ تَمَّ إِطْلَاقُ سَرَاحِهَا مُنْذُ مُدَّةٍ. كَيْفَ تَجْرُؤُ، وَهِيَ لَا تَعْرِفُ قَدْرَهَا.”
دَاسَ حِذَاءُ كَامِيِين الأَسْوَدُ عَلَى البُقَعِ وَمَسَحَهَا.
يَبْدُو أَنَّهُ هُوَ مَنْ تَخَلَّصَ مِنَ الخَادِمَةِ.
“إِنَّهُ تَقْصِيرٌ مِنِّي. السَّيِّدَةُ إِيف هِيَ صَاحِبَةُ القَصْرِ ‘الجَدِيدَةُ’ الَّتِي لَمْ تَعْتَدْ بَعْدُ عَلَى المَكَانِ، كَانَ عَلَيَّ أَنْ أَهْتَمَّ أَكْثَرَ.”
‘هَلْ كَانَ هَذَا مَعْنَى صَاحِبَةِ القَصْرِ ‘الجَدِيدَةِ’؟’
المُغْتَصِبَةُ الَّتِي طَرَدَتْ عَائِلَةَ المَالِكِ السَّابِقِ وَاسْتَحْوَذَتْ عَلَى القَصْرِ.
“يَبْدُو أَنَّنِي سَأَقُومُ بِحَمْلَةِ تَنْظِيفٍ شَامِلَةٍ مَرَّةً وَاحِدَةً.”
“إِذَنْ مَاذَا عَنِّي؟ مَاذَا يَجِبُ أَنْ أَفْعَلَ……”
“سَأَكُونُ أَكْثَرَ حَذَرًا. لِكَيْ أَكُونَ قَادِرًا عَلَى المَجِيءِ إِلَيْكِ فِي أَيِّ وَقْتٍ تَدْعِينَنِي فِيهِ.”
بَدَا وَكَأَنَّ كَامِيِين يَظُنُّ أَنَّ إِيف تَلُومُهُ.
لَكِنَّ إِيف دَفَعَتْ يَدَهُ الَّتِي كَانَتْ تُحَاوِلُ احْتِضَانَ كَتِفِهَا وَسَأَلَتْهُ مَرَّةً أُخْرَى:
“هَذَا هُوَ عَمَلُ كَامِيِين. أَنَا أَسْأَلُ مَاذَا يَجِبُ عَلَى ‘أَنَا’ فِعْلُهُ.”
بِسَبَبِ مَا حَدَثَ لِتَوِّهِ، أَدْرَكَتْ إِيف خَطَأَهَا الكَبِيرَ.
الوَرِيثُ الَّذِي قَدْ يُولَدُ بَعْدَ ثَلَاثِ سَنَواتٍ أَوْ لَا، وَالأَعْذَارُ لِلْخُرُوجِ مِنَ القَصْرِ لَمْ تَكُنْ مُهِمَّةً.
حَتَّى الآن، إِذَا لَمْ يَكُنْ كَامِيِين بِجَانِبِهَا، فَلَا يُمْكِنُهَا ضَمَانُ بَقَائِهَا عَلَى قَيْدِ الحَيَاةِ حَتَّى بَعْدَ بِضْعِ سَاعَاتٍ.
“فِي المَرَّةِ القَادِمَةِ، ادْعِي حُرَّاسَ الحَدِيقَةِ. هُمْ يَسْتَجِيبُونَ غَالِبًا لِلدُّخَلَاءِ، لَكِنَّهُمْ لَنْ يَعْصُوا…… أَوَامِرَ السَّيِّدَةِ إِيف.”
“آه. لَقَدْ نَسِيتُ ذَلِكَ.
“مِنَ الطَّبِيعِيِّ أَلَّا تَعْتَادِي عَلَى ذَلِكَ.”
بِالإِضَافَةِ إِلَى ذَلِكَ، أَخْبَرَهَا كَامِيِين بِالحَلِّ الجَذْرِيِّ.
“كَمَا قُلْتُ لَكِ سَابِقًا، امْلَئِي سِجِلَّ الأَسَاطِيرِ الحَضَرِيَّةِ. إِذَا أَصْبَحَتْ قُوَّةُ السَّيِّدَةِ أَقْوَى، وَاسْتَطَعْتِ التَّحَكُّمَ فِي القَصْرِ، فَلَنْ تَسْتَطِيعَ مِثْلُ هَذِهِ الأَسَاطِيرِ التَّافِهَةِ إِيذَاءَكِ.”
“إِذَنْ سَاعِدْنِي قَلِيلًا.”
أَمْسَكَتْ إِيف بِكُمِّ مَلَابِسِ كَامِيِين بِيَأْسٍ.
“كَمَا قُلْتَ يَا كَامِيِين، أَنَا لَسْتُ مِنْ هُنَا. لَا أَعْرِفُ عَدَدَ الأَسَاطِيرِ الحَضَرِيَّةِ، وَلَا أَعْرِفُ كَيْفِيَّةَ التَّعَامُلِ مَعَهَا أَيْضًا.”
كَانَتِ البِدَايَةُ غَيْرَ عَادِلَةٍ لِلْغَايَةِ.
سِيرِيَان، الَّذِي وُلِدَ وَنَشَأَ فِي هَذَا القَصْرِ، لَا بُدَّ أَنَّهُ سَمِعَ وَرَأَى الكَثِيرَ.
وَرُبَّمَا يَكُونُ المَارْكِيز أَرْنُو السَّابِقُ الَّذِي تُوُفِّيَ مُؤَخَّرًا قَدْ عَلَّمَهُ كُلَّ شَيْءٍ.
‘بَلْ إِنَّ سِيرِيَان كَانَ يَسْتَخْدِمُ قُدُرَاتٍ غَرِيبَةً أَيْضًا!’
رَغْمَ أَنَّ مَوْتَهُ عَلَى يَدِ إِيف بِسَبَبِ إِهْمَالِهِ كَانَ أَمْرًا مُضْحِكًا.
وَلَكِنْ، أَلَيْسَ الأَمْرُ وَاضِحًا مِنْ خِلَالِ حَالَةِ سِيرِيَان؟ إِذَا غَفَلْتِ لَحْظَةً، فَلَا تَعْرِفِينَ مَتَى أَوْ كَيْفَ سَتَمُوتِينَ.
هَذَا القَصْرُ كَانَ مَكَانًا كَهَذَا.
“لَا دَاعِيَ لِلِاسْتِعْجَالِ.”
الرَّجُلُ الَّذِي رُبَّمَا عَاشَ عَشْرَةَ أَضْعَافِ مَا عَاشَهُ البَشَرُ، رَسَمَ خَطًّا بِهُدُوءٍ وَكَأَنَّ الأَمْرَ لَا يَعْنِيهِ.
“سَتَعْتَادِينَ عَلَى ذَلِكَ تَدْرِيجِيًّا.”
“وَلَكِنْ قَدْ أَمُوتُ قَبْلَ ذَلِكَ، أَلَيْسَ كَذَلِكَ؟”
“لَنْ أَدَعَ ذَلِكَ يَحْدُثُ.”
“إِنَّهَا حَيَاتِي، لَا أُرِيدُ أَنْ أَتْرُكَهَا بِيَدِ شَخْصٍ آخَرَ وَأَكْتَفِيَ بِالدُّعَاءِ.”
ابْتَسَمَ كَامِيِين بِخِفَّةٍ وَكَأَنَّ كَلَامَهَا كَانَ مُضْحِكًا.
“يَبْدُو أَنَّكِ قَرَّرْتِ حَقًّا التَّخَلِّيَ عَنِ الدِّينِ.”
“لِأَنَّنِي لَا أَعْتَقِدُ أَنَّ الحاكم سَيَأْتِي إِلَى هَذَا القَصْرِ.”
“وَمَعَ ذَلِكَ، مِنَ الأَفْضَلِ أَنْ تَحْتَفِظِي بِذَلِكَ المِسْبَاحِ.”
أَنْزَلَ كَامِيِين عَيْنَيْهِ.
وَعَلَى عَكْسِ مَظْهَرِهِ البَارِدِ، مَسَحَ مِعْصَمَ إِيف بِيَدِهِ الَّتِي كَانَتْ دَافِئَةً بِشَكْلٍ مَلْحُوظٍ، وَكَادَتْ تَلْمِسُ بَشَرَتَهَا.
التعليقات لهذا الفصل " 10"