كانت يوري دائمًا تتمسّك باعتقاد راسخ واحد. أنّه بمجرّد مغادرتها لهذا العالم، ستستعيد “هازل” هذا الجسد بشكل طبيعي.
لكن إذا كان ذلك صحيحًا حقًا، ففي حالتها الحاليّة — بعد أن استولت على هذا الجسد — فهذا يعني أنّ وعي هازل يتيه في مكان ما.
شعرت يوري بصدمة كبيرة عندما أدركت أنّها لم تفكّر في هذا ولو مرّة واحدة. كانت دائمًا مركّزة فقط على متى ستعود، ولم تفكّر أبدًا في حالة هازل “الحقيقيّة”.
لا يُصدّق. إلى أي مدى أهملت هازل حتّى الآن؟
مع قدوم أمون، أصبح لديها سؤال آخر تطرحه. بدا من الجيّد أن تبدأ بترتيب أولويّات أسئلتها من الآن فصاعدًا.
***
“ربّما لأنّه الصيف، أصبحت المكتبة رطبة بعض الشيء. أعتقد أنّنا بحاجة إلى تهويتها أكثر.”
بينما فتحت كتابًا سميكًا من أعلى السلم، انسكب الغبار منه وجعلها تعطس. وهي تشمّ، هزّت يوري الكتاب لإزالة الغبار، ورمته مباشرة إلى العربة دون حتّى أن تنظر.
قبل قليل، دخل جاديون المكتبة كشبح وكان يتجوّل الآن بين الرفوف بخطوات منتظمة.
شعرت يوري بقدومه، فمدّت يدها وقالت،
“أوه، عذرًا. هل يمكنك أن تُناولني الكتاب تحت السلم؟ ذلك هو الإصدار المنقّح.”
امتثل بأدب.
ضغط الكتاب على ندبة يدها اليمنى جعل يوري تكشّر أنفها دون أن تدرك.
“ونسيت أن أسأل المرّة الماضية — هل رددت على تلك الرسالة؟ إذا لم تفعل، يمكنني إرسال ردّ نيابة عنك إذا أعطيتني العنوان.”
بالطبع، سيتعيّن عليها أن تطلب من سيلاس المساعدة في ذلك أيضًا.
ومع ذلك، بما أنّهما اقتربا كثيرًا مؤخرًا، افترضت أنّ هذا النوع من الطلبات لن يكون كثيرًا.
لكن جاديون بدا وكأنّه يفكّر في شيء ما وأمسك عن الإجابة.
بينما كانت تتفقّد حالة الكتاب، نادت يوري اسمه بهدوء.
“…جاديون؟”
“ذلك الرجل ليس هنا.”
الصوت، رغم نعومته الحريريّة، ضربها كالصاعقة.
“آه…!”
تعثّرت يوري، ففقدت توازنها وأمسكت بالسلم غريزيًا.
لكن ربّما كان ذلك الخطأ. بدأ السلم بأكمله يهتزّ، وبدأت رؤيتها تميل.
أوه، أوه؟
مدّت يدها في ذعر، لكن لم يمسك شيء بيدها. حتّى في تلك اللحظة، استمرّت الجاذبيّة في سحبها للأسفل.
طاخ.
تردّد صوت انهيار السلم في المكتبة.
أغلقت يوري عينيها بإحكام واستعدّت للألم. لكن ما أحاطها لم يكن ألمًا — كان مريحًا بشكل غريب… ودافئًا.
يد كبيرة داعبت رأسها برفق. كان اللمس حذرًا جدًا، كما لو كان يمسّ فقاعة صابون — ربّما يتفقّد إن كانت قد ضربت رأسها.
سرعان ما انسحبت اليد. معها، بدأ الدفء الذي أحاطها كمهد مريح يتلاشى ببطء.
ماذا حدث للتو؟ متخطّية ارتباكها، فتحت يوري عينيها.
غمرت حدقاتها غير المركّزة ضوء أبيض من النافذة المائلة. ثبتت نظرتها المتجوّلة على صورة ظلّيّة داكنة داخل شعاع الضوء.
مع توضّح رؤيتها المشوّشة، ظهرت صورة رجل.
كان لياندروس ينحني، ينظر مباشرة في عينيها.
كانت تعبيراته المذهولة أعمق من أي وقت مضى، واضطراب عينيه غرق كضوء متذبذب في قاع بحر عميق.
في انعكاس عينيه الزجاجيّ، كان وجه الخادمة المصدومة مرئيًا.
بينما تحرّكت يوري، تموّج العباءة تحتها كالرمل على شاطئ. سارعت للجلوس، لتتأوّه من الألم الحاد الذي طعن صدغها الأيمن.
“آ-آسفة. أنا فقط…”
لكن بينما حاولت النهوض، أمسكت قوّة لطيفة بخصرها وأعادتها للأسفل.
غرق خدّ يوري في صدر صلب. طغت رائحة عطر قويّة على حواسها.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 33"