كانت الفيلا تقف وحيدة على حافة البحر، في أطراف إسطنبول، في حي بيليم كأنها تراقب الموج منذ قرن.
من الخارج، تحيط بها حديقة واسعة، مهملة قليلاً ، تتخللها أعشاب طويلة وأشجار زيتون عتيقة. شجيرات اللافندر تنمو بحرية قرب السور الحجري المنخفض.
الشاطئ خلف الفيلا مباشر، يمكن رؤية البحر من الشرفة الخلفية بوضوح. الأمواج تلامس الصخور بخفة، كأنها تُلقي التحية كل صباح.
واجهة الفيلا بيضاء، بلكونات خشبية صغيرة تطل على البحر، وأبواب زجاجية طويلة تسمح بدخول ضوء الشمس… لكن ستائرها غالباً ما تكون مسدلة، وكأن من في الداخل لا يرغب في الضوء.
الداخل واسع وصامت، الأسقف عالية، والممرات باردة حتى في الصيف
وفي احدى غرف ذلك المنزل الكبير
استيقظ من كابوسه بصرخة مكتومة.
كان العرق يبلّل وجهه، ويداه ترتجفان بينما يلهث كمن خرج للتو من الغرق.
مرر كفيه على وجهه، ثم نهض ببطء من السرير، متثاقلاً كأن الهواء نفسه يُعاند جسده.
اقترب من الحمّام، ونظر إلى وجهه المنعكس في المرآة… عيناه غائرتان، وملامحه منهكة.
همس لنفسه بصوت خافت كأنما لا يريد لأحد، حتى نفسه، أن يسمعه:
“متى ستكرهني يا مارت … لينتهي عذابي؟”
انحنى نحو المغسلة، وراح يغسل وجهه بالماء البارد بعنف، وكأنه يريد محو شيء من داخله لا من ملامحه.
لكن الماء لم يُطفئ النار في صدره.
—
في الأسفل، على مائدة الإفطار، كان مارت توأم جان يتحدث بحماس نادر:
مارت:
“لا أصدق أن جان اجتهد في سنته الأخيرة ليلتحق معي بنفس الجامعة! لطالما كان مستهتراً ولا يُبالي… سعيدٌ بأنه سيكون معي.”
ابتسم الجد ابتسامة باهتة، طوى الصحيفة ببطء، دون أن يقول شيئاً.
ومن خلال باب غرفة الطعام شبه المفتوح، ظهرت خطوات جان تمر في الممر المؤدي إلى المطبخ.
كتفاه منحدران، وعيناه تحدّقان في الأرض. لم يلتفت، لم ينظر، وكأن وجوده ثقيل حتى عليه.
راقبه الجد بنظرة طويلة وصامتة..
دخل جان المطبخ، جلس على أحد الكراسي دون أن ينظر حوله.
طلب من الخادمة فنجان قهوة وقطعة خبز، وكأنه ينفّذ عقاباً يوميّاً فرضه على نفسه.
كان يعلم أنه غير مرحّب به على المائدة… وتعلم التعايش مع ذلك منذ زمن.
“شكراً” قالها بصوت خافت، حين وضعت الخادمة القهوة أمامه.
راح يمرّر إصبعه على حافة الفنجان، شارداً في أفكاره.
“مارت ليس ضعيفاً … لكنه لا يدافع عن نفسه.”
وما لبث أن سقط في حفرة ذكرى قديمة…
—
كان في الصف، حين اقتحم أوزان الباب وهو يلهث، وصوته يرتجف:
أوزان:
“أخاك مارت… دخل في شجار… الباحة الخلفية!”
نهض جان كمن صُفع، وركض نحو الباحة دون أن يستأذن.
رآه هناك… مارت، فمه ينزف، محاط بفتيان يتفرجون بلا رحمة.
وقبل أن تهوي اللكمة التالية، كانت يد جان قد أوقفتها.
تقدّم خطوة، وحدّق في وجه أخيه، ثم صرخ:
“لماذا لا تدافع عن نفسك؟!”
ابتسم مارت… ابتسامة واهنة لا تناسب الموقف، ورفع إصبعه بوجه جان بتحدي
لن أدافع عن نفسي… أقسم لك، لن أفعل. أنت فقط من سيدافع عني
ثم ابتعد، تاركاً خلفه ذهول جان .
جان (بصوت مرتبك) :
“اوزان الحق به… أرجوك. أخشى أن يؤذي نفسه.”
—
عاد جان إلى الحاضر حين لسعته حرارة الفنجان، فسحب يده بسرعة، وتمتم:
“اللعنة… ما كان يجب أن أتبعه إلى الجامعة… سيظن أنني لا زلت أهتم لأمره.”
نهض، ترك الفنجان، وتوجّه إلى حديقة المنزل، حيث تقف دراجته النارية في زاوية ظلّ.
وما إن همّ بركوبها، حتى سمع الصوت الذي يتجنبه دوماً :
مارت
“صباح الخير.”
لم يرد. ارتدى خوذته، أدار المحرك، وانطلق مسرعاً .
بقي مارت واقفاً، يُراقب الدراجة تبتعد، وتمتم
“إلى متى ستظل تتجاهلني؟”
بعد دقائق
توقّف جان أمام منزل أوزان وأطفأ محرّك دراجته بحدة.
راح يقرع بإصبعه على المقود، باضطرابٍ لا يخفيه
“لماذا يتأخر دائماً…؟”
أخرج هاتفه بسرعة، ضغط على الاسم المحفوظ في الأعلى، وقبل أن يسمع التحية، قال بصوتٍ مشحون :
“أين أنت؟ اخرج فوراً ! مارت سبقني… سيصل إلى الجامعة قبلي. أسرع!”
قال أوزان بلهجة مُنهكة
“حسنًا… أنا قادم.”
ما هي إلا لحظات، حتى انفتح الباب بصوتٍ ثقيل.
ظهر أوزان وهو يتثاءب، شعره مبعثر، ونظراته نصف نائمة.
ركب خلف جان، متثاقلاً، وكأن يومًا طويلًا قد مضى، لا أنه بدأ للتو.
سأله جان بهدوء خادع
“هل نمت جيداً؟”
ضحك أوزان ضحكة قصيرة خاوية، وقال بسخرية متعبة
“هل تعرف النوم من الأساس؟ طوال الليل أركض خلفك في الحانات، خائفاً من أن تفتعل شجاراً أو أن يُجهز عليك أحدهم بسبب مزاجك المتقلّب… وتسألني إن نمت؟”
ابتسم جان بسخرية قاتمة، وعيناه تتابعان الطريق “اطمئن… لن أموت قبل أن أجعل مارت يكرهني كما أكره نفسي
سكت أوزان ، وكأن شيئاً ما انكسر في داخله.
نظر إلى صديقه بصمتٍ طويل، ثم أنزل عينيه.
كان يعلم أن هذا الكلام ليس مزاحا بل حقيقة.
»»»»»».
أوقف السائق السيارة بهدوء أمام باب المدرسة.
ترجلت فتاة تحمل حقيبتها المدرسية، خطواتها خفيفة واثقة.
رفعت عينيها نحو مبنى المدرسة الضخم، حيث تلألأت أشعة الشمس على الجدران.
تنفست بعمق، ثم همست بابتسامة ملؤها الحماس:آخر سنة في المدرسة، يا إيليف.”
مسكت قلادة فضية صغيرة على شكل نصف قلب، كانت هدية من طفولتها لا تزال تحتفظ بها كذكرى ثمينة. تمررها بأطراف أناملها برقة، كأنها تستمد القوة من تلك الذكرى
»»»»»» جامعة بوغازيتشي
مبنى ناتوك بيركان
في احدى قاعاته أنهى الأستاذ كلامه معلناً انتهاء المحاضرة.
خرج الطلاب واحداً تلو الآخر، ملء القاعة بصخبهم المتدرج.
نهض جان ببطء من مقعده، ووسط الزحام اصطدم بطالب يمر بجانبه.
سقطت أشياؤه على الأرض، من بينها نصف قلادة فضية على شكل قلب.
توقف جان للحظة، نظر إلى نصف القلب المكسور بعينين تملؤهما الحزن والحنين.
كان هذا نصف قلبه… والنصف الآخر مع إيليف،أبنت عمته التي غادرت حياته منذ زمن.
مرر أصابعه برقة على القطعة الفضية، وكأنها تمثل جزءاً من نفسه المفقود.
رفع رأسه ببطء، زفر نفساً عميقاً، ثم خرج من القاعة وسط صمت داخلي ثقيل.
.
أخرج جان هاتفه وهو يتجه نحو دراجته، ضغط على اسم أوزان واتصل به.
قال وهو يضع الخوذة على رأسه، محاولاً أن يبدو طبيعياً :
“هل أنتظرك؟ أفكر بالذهاب إلى النادي.”
جاءه صوت أوزان من الطرف الآخر، مبحوحاً من النعاس:
“اذهب أنت… أنا مرهق. سأعود إلى المنزل وأنام.”
رد جان بهدوء:
“حسناً .”
أنهى المكالمة، دون أن يودّع..
أدار محرك الدراجة، وانطلق كأنما يهرب من شيء يطارده في داخله.
—
في حيّ قديم من إسطنبول، حيّ بشكتاش ، حيث الأزقة ضيقة والضجيج خافت.
قاعة الملاكمة
الصالة شبه خالية، رائحة العرق القديمة والعزلة الثقيلة تملأ المكان.
جان يقف في المنتصف، يلفّ الشريط حول يديه ببطء، كمن يستعد لمعركة ضد نفسه.
يرتدي القفازين، يتقدم نحو كيس الملاكمة… يرفع قبضته…
ثم ينهال عليه ضرباً.
ضربة… اثنتان… عشرات متتابعة.
كل لكمة ليست تمريناً… بل صرخة.
كل صفعة على الكيس… عتاب لم يُقال، وندم لم يُغفر.
العرق ينهمر من جبينه، لكن جمجمته مشتعلة، وداخل صدره بركان.
.
لم يكن يتدرب ليصبح أقوى… بل ليُنهك جسده حتى لا يبقى له طاقة للتفكير.
كان يريد فقط أن يسقط على سريره ليلاً، خالياً من الذكريات، من الأحلام… من الألم.
لكن الذكريات لا تُرهق… بل تنتعش كلما حاول دفنها.
—
قبل أحد عشر عاماً
صبيّ في السابعة من عمره ، يقف في حديقة منزل الجد، تحت ظل شجرة العائلة الكبيرة.
في كفه الصغيرة قلادة فضية على شكل نصف قلب.
يرفعها نحو فتاة تقف أمامه… شعرها مربوط بشريط وردي، وعيناها تنظران إليه بفضول.
“هذه لكِ.”
يقولها جان بصوت خجول، يشيح بوجهه، يخفي خجله وطفولته.
إيليف تبتسم، تأخذ القلادة وتضعها على عنقها كأنها كنز لا يقدّر بثمن.
—
لاحقاً… بعد سنة
السماء تمطر، الأرض مبتلة، وإيليف تبكي أمامه.
تمسك بالقلادة، نصف القلب يتدلّى من يدها المرتجفة.
تناديه باسمه، ترجوه أن يشرح، أن لا يرحل…
لكنه يشيح بوجهه، لا يقول شيئاً… فقط يمضي.
لا يلتفت… لا يعود.
وصوت بكائها يظل يرافقه، يلتف حول عنقه كالسلاسل.
—
الآن
في قاعة الملاكمة، تجمد جان .
عيناه مفتوحتان، أنفاسه لاهثة، قلبه ينبض كأنه سيكسره من الداخل.
هزّ رأسه بعنف، كأنما يحاول أن يطرد الذكرى من جمجمته، ثم فجّر غضبه في لكمةٍ عنيفة هزّت الكيس وارتدّ صداها في أرجاء القاعة.
سقط على ركبتيه.
أسند رأسه إلى كيس الملاكمة، يضغط جبهته عليه كأنما يتوسل له أن يصمت… أن يُنسيه.
لكن الألم ظلّ يهمس في أذنه، كأقسى صديق لا يرحل.
»»»»»»»
عاد مارت إلى المنزل بعد يومٍ طويل في الجامعة.
فتح باب غرفة جان ببطء، ألقى نظرة سريعة… الغرفة فارغة.
تمتم بضيق:
“كالعادة… لم يعد.”
أغلق الباب، وتوجه إلى غرفته، جلس على مكتبه وبدأ يراجع محاضرات اليوم.
مرت الساعات بصمت ثقيل، حتى رنّ هاتفه.
كان جده، يخبره بصوته الحنون المعتاد أنه سيبقى في الشركة الليلة بسبب تراكُم الأعمال.
أجاب مارت بإيجاز:
“حسنًا، اعتنِ بنفسك.”
أغلق المكالمة، خرج من غرفته توجه نحو صالة مدخل المنزل وألقى نظرة عابرة …
عيناه وقعتا على حذاء جان .
رفع حاجبه بتعجب، تمتم:
“متى عاد…؟”
جلس على درجات السلم، الهاتف في يده، يتصفحه بلا اهتمام.
كان كل شيء ساكناً … حتى سمع خطوات خفيفة خلفه.
مرّ جان من جانبه، يضع سترته على كتفه، ويتجه نحو الباب.
توقّف مارت، نظر إليه، ثم إلى الساعة… كانت تشير إلى العاشرة مساءً.
عاد بنظره إليه، يراقب جان وهو يرتدي حذاءه بصمت.
تكلم مارت أخيراً، بصوت خافت لكنه مشحون بالغضب:
“ستخرج الليلة أيضاً؟ لتعود مع الفجر؟ ألا تفكر بالبقاء معي… ولو ليوم واحد فقط؟”
توقّف جان، لم يرد مباشرة.
رفع رأسه ونظر إلى مارت… نظرة قصيرة، مشوشة، فيها شيء من الحنين…
وكأن قلبه تردد للحظة، تمنى أن يرتمي في حضن أخيه، أن يقول له كل شيء.
لكن ملامحه سرعان ما تصلّبت، وتحوّلت نظرته إلى برودٍ مألوف.
قال بجفاء:
“لا علاقة لك بي.”
ثم فتح الباب… وغادر.
ترك خلفه باباً مفتوحاً، وصوتاً مكسوراً في صدر مارت، لم يعرف كيف يسكتّه.
—
يجلس الجد في مكتبه، يحدق في صورة قديمة لوالدي جان ومارت في حفل زفافهما.
قال متحدثاً إلى نفسه:
“آسف يا أخي، لم أستطع الحفاظ على أمانتك. ظننتُ أن بزواج ابنتك تولين من ولدي سيكونوا بخير، لكن لم أكن أعلم أن القدر سيسلبهما مني كلاهما.”
تنهد بحزن:
“آه عزيزتي تولين، ربيتك وأنتِ لا تزالين طفلة رضيعة. أحببتك أكثر من ابنتي.”
ثم قال بغضب مكتوم:
“لن أسامحه أبداً. لقد قتلكما. حتى لو عذبته ألف عام، لن يشفى غليلي………..لن أرحمك يا جان، أنت حرمتني من ولدي وابنة أخي.”
»»›»»
في أحد الأحياء السكنية الهادئة القريبة من منطقة بشكتاش، على بعد دقائق من الجامعة.
في شقته الصغيرة، كان ساردار يحرك الملعقة في القدر ببطء، يغلي الطعام فوق النار، بينما صوته يرتفع أحياناً في نقاش حاد عبر الهاتف مع والده.
“أنت تضيّع مستقبلك، الطب النفسي لن يحقق لك شيئاً! عليك أن تنتقل لإدارة الأعمال، لتكمل مسيرة العائلة في الشركة!” قال الأب بنبرة صارمة.
لكن ساردار رفض بعناد، صوته يعكس إرادته:
“هذه سنتي الأخيرة، بعد كل هذه السنوات لن أترك حلمي هكذا. كيف أضيع كل هذا التعب؟”
استمر الحديث يتصاعد، كلمات متوترة وأصوات متقطعة، حتى أغلق والده الهاتف ببطء، منهكاً.
جلس ساردار على الكرسي، يضع أصابعه بين حاجبيه، عينيه مغلقتان، وهمس يخرج كأنه دعاء:
“رأسي يكاد ينفجر… لماذا لا يفهمون؟”
سمع ساردار طرقات خفيفة على باب الشقة. نهض ببطء وفتح الباب، ليجد مارت أبن عمه واقفاً خلف الباب ، ظهره مثقل بنظرات متعبة وحزينة.
ساردار بقلق
“مارت… هل أنت بخير؟”
دخل مارت بصمت، واتجه مباشرة إلى الأريكة وجلس عليها، بينما وقف ساردار أمامه، يعتصر ذراعيه بتوتر.
تحدث مارت بغضب مكتوم
“إلى متى سيستمر هذا؟ لما يعاملني هكذا؟ يتجاهلني ويعذبني، لكنه يتبعني كظلي… يحاول حمايتي من الآخرين.”
صمت للحظة، ثم أضاف بألم:
“ليحميني من نفسه أولاً.”
ابتسم ساردار بهدوء وقال بنبرة واضحة:
“إذاً، اتركه.”
نظر مارت إليه بصدمة، متلعثم:
“ماذا؟!”
نظر ساردار إلى مارت بحدة وقال:
“ماذا… ألم يعجبك كلامي؟”
تنهد مارت:
“لا أستطيع تركه مهما فعل بي… لكني تعبت، لم أعد أتحمل هذا الصد.”
جلس ساردار بجانب مارت ووضع يده على كتفه برفق، وقال بنبرة هادئة و مطمئنة:
“جان يحبك حقاً، ولكن بعد حادث السيارة وفقدان والديكما، دخل في صدمة نفسية عميقة. ذلك الخوف الذي يسكن قلبه ليس فقط من أن يفقدك، بل من الألم الذي عاشه حين فقد أهله. يخشى أن يتعلق بك، فتموت أو تبتعد عنه، فيعيش ذات الألم والمعاناة التي عانى منها.”
توقف لبرهة، ثم تابع قائلاً:
“لذلك بنى جدارا بينكما، محاولاً حماية نفسه من هذا الألم الكبير، ظناً منه أن الابتعاد عنك قد يجنبه الشعور بالفقد مرة أخرى، حتى وإن كان ذلك يعني أن يبتعد عنك.”
نظر مارت بيأس:
“مرت عشر سنوات… أليس من المفترض أن يفيق من صدمته؟”
أجاب ساردار بهدوء:
“ليس أمامنا خيار سوى أن نسانده، نتحمل تصرفاته، ونحاول الاقتراب منه خطوة بخطوة
تمتم مارت : نعم
ابتسم ساردار وحاول تغيير الاجواء قائلاً :اعددت العشاء لنتناول الطعام سوية .
نهاية الفصل الأول
مشهد مسرب ٠٠٠٠٠
وقف أوزان أمام باب الملهى، الهواء البارد يلسع وجهه، وأصوات الموسيقى المكتومة تتسلل عبر الزجاج. قبض على هاتفه بقوة، ينظر إلى الشاشة التي ترفض الرد، وعيناه تملأهما القلق.
تمتم بغضب وصرخة مكتومة:
«اللعنة، جان… لماذا لا ترد؟ أين اختفيت؟ أنا خائف… خائف أن تؤذي نفسك.»
ضغط على زر الاتصال مجدداً، لكن المجيب الآلي رد بصوت بارد:
“الهاتف مغلق أو خارج نطاق التغطية.”
رمى الهاتف على الأرض بغضب، ووقف للحظة يتنفس بصعوبة، عيناه تلمعان بالغضب والقلق معاً، وهو يصرخ في الهواء:
«اللعنة!»
رفع رأسه نحو السماء، وكأنها الوحيدة القادرة على سماعه، ثم همس مجدداً، لكن هذه المرة كان صوته مرتعشاً :
«لا تفعلها، جان… أرجوك.»
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 1"