أضواء المدينة انعكست على زجاج النوافذ العريضة، ترسم ظلالاً متكسّرة على الجدران الهادئة. داخل الغرفة الفاخرة، كان كل شيء يقول: “ليلة زفاف”… لكنّ الصمت بين مارت وإيليف كان أصدق من كلّ الزينة.
خلعت إيليف قرطها الذهبي الأخير، ووضعته على المنضدة بجوار السرير، ثم وقفت أمام المرآة، تنظر إلى انعكاسها بعيون زائغة.
مارت كان قد فكّ عقدة عنقه، وجلس بصمت على حافة السرير، يحدّق في السجادة المزخرفة تحت قدميه دون تركيز.
مارت (بنبرة هادئة، لكنها متصلبة) : “لأننا لسنا كذلك… نحن شهود في مسرحية، ولسنا أبطالها.”
التفتت إليه، نظرتها تتأرجح بين الألم والخوف، ثم اقتربت خطوة وسألته
إيليف : “هل حقًا تظن أن هذا ما كان سيريده جان؟ أن نكذب عليه… لنحميه؟”
رفع مارت رأسه إليها، عيناه غارقتان بشيء يصعب تسميته
مارت : “أظن… أنه لم يعد يريد شيئاً من أحد. نحن نُصلح ما لم يُطلب منا إصلاحه.”
جلست بجانبه على السرير، رفعت يدها تتحسس بطنها بخفة، ثم قالت بصوت مرتجف
إيليف : “لكنه سيعرف… في النهاية، سيعرف كل شيء.”
أطرق مارت رأسه، صوته خرج هامساً كأنما يخاطب نفسه :
“أتمنى فقط… ألا يكون الوقت قد تأخر حينها.”
لم تُجبه إيليف، فقط انسحبت بهدوء نحو السرير، تمددت دون أن تخلع فستانها الكامل، كأنها لم تعد تملك طاقة لفعل شيء.
أما مارت، فقد نهض من مكانه، وسحب الوسادة إلى الأريكة البعيدة، استلقى دون أن ينظر خلفه.
في الغرفة الفندقية المزيّنة، لم يكن هناك عرس… بل هدنة باردة، مؤقتة، تخفي ما هو آتٍ.
»»»»
غرفة المستشفى – منتصف الليل
فتح جان عينيه ببطء، الألم يثقل نظراته، والتعب مرسوم على ملامحه. أدار رأسه قليلاً، فرأى أوزان جالساً قربه، ملامحه غاضبة، عيناه مشتعلتان كمن يحترق من الداخل.
جان (بصوت مبحوح ومتعب) : “كان يجب أن تتركني… لماذا أنقذتني؟”
نهض أوزان واقفاً، كأن صوته كان ينتظر هذا السؤال لِينفجر.
أوزان (غاضباً ، صوته يرتجف) : “لماذا أنقذتك؟! لأنك أنت… جان، وهذا وحده سبب كافٍ!”
جان (بمرارة وهو يشيح بنظره) : “أنا لست مهماً لأحد… حتى مارت كذب عليّ. تزوجها.”
اقترب أوزان، يشير نحوه بأصابعه المرتجفة، نبرته مليئة بالخيانة والغضب.
أوزان (يصرخ) : “مارت؟! هذا من تحزن عليه؟! مارت الذي أفنيتَ عمرك لحمايته، تركك تموت ولم يهتزّ له قلب؟! مارت الذي وعدك بأنه لن يخذلك… وها هو يلبس بذلة الزفاف؟!”
جان (بصوت خافت) : “أنا… لم أعد أحتمل، أوزان…”
أوزان (يتراجع خطوة، صوته يخفت لكن الغصّة أوضح) : “أعرف أنك تعبت… لكنك لم تحاول، جان. لم تحاول لأجلك أنت. كل ما تفعله أنك تنكسر لأجل من باعك.”
اقترب أكثر، نبرته حادّة، لكنها صادقة
أوزان : “متى ستعيش لأجل نفسك؟ انسَهم… انسَهم جميعاً. ليس لأنك ضعيف، بل لأنهم لا يستحقونك.”
جان ظلّ صامتاً، يحدق في السقف كمن لم يتبقَّ له شيء.
أوزان ( بغصّة تقلبت إلى حسم) : “أنت حتى لا تقوى على الجدال بعد الآن… لكنك لست وحدك، ولن أدعك تموت هكذا.”
اقترب منه حتى أصبح ظله يغمر جسد جان المتعب
أوزان (بهدوءٍ لا يقلّ قوة) : “سآخذك بعيداً من هنا. بعيداً عنهم جميعاً. إن لم تقدر أن تنهض… سأحملك بنفسي. و غداً… نبدأ من جديد.”
لم ينبس جان بكلمة، فقط أدار وجهه للجانب
كان الصمت جوابه الوحيد.
لكن لأوزان… كان ذلك كافياً.
تراجع، التقط سترته، وقبل أن يغادر قال بهدوء
أوزان : “استرح الليلة… غداً، نرحل.”
وخرج من الغرفة، تاركاً خلفه ظلمةً خفّ فيها الألم… وبدأ فيها بصيص من ضوء
»»»»»»»»»»
غرفة الفندق – صباح اليوم التالي
ضوء الصباح تسرّب من خلف الستائر نصف المسدلة، يلقي بظلالٍ خفيفة على السرير المرتب بعناية. رائحة القهوة كانت تتصاعد بهدوء من الفنجان الموضوع على الطاولة الصغيرة قرب النافذة.
جلست إيليف على طرف الأريكة، ترتدي رداءً خفيفًا، تحدّق في السجادة تحت قدميها، بينما كان مارت يقف أمام الخزانة، يطوي بعض ثيابه بصمت.
إيليف (بصوت خافت) : “لا أرغب في السفر، مارت. لا أريد شهر العسل.”
توقّف لحظة، التفت إليها، ثم أكمل طيّ قميصه بتأنٍ.
:مارت ” أعلم أنكِ متعبة… وأنا كذلك.”
إيليف : “إذاً فَلنعد إلى المنزل.”
مارت (ينظر إليها بجدية) : “المنزل؟ أيّ منزل؟ منزل جدي؟ حيث كل خطوة نقوم بها محسوبة، وكل نظرة تحمل سؤالاً؟”
سكتت، لكنها لم ترفع عينيها إليه.
مارت (بهدوء) : “إيليف… نحن لا نهرب من السفر، بل نهرب بالسفر. هذه الرحلة ليست احتفالاً بزواج لم نرده… بل فسحة لنلتقط أنفاسنا بعيداً عن التمثيل.”
إيليف ( بصوت أقرب للهمس) : “أنا مرهقة، مارت. لا أريد أن أمثل هنا… ولا هناك.”
اقترب منها، جلس قبالتها، ثم قال بصوت خافت ولكن حاسم
مارت : “ولن تمثّلي. لا أطلب منك أن تبتسمي، أو أن تتظاهري بالسعادة… أطلب فقط أن نبتعد عن كل هذا الضجيج، عن العيون التي لا ترحم، عن الأحكام المعلّقة في الهواء.”
رفعت عينيها إليه، للمرة الأولى منذ بدء الحديث.
إيليف : “وهل تظن أن المسافة كافية لتغيير كل شيء؟”
مارت (بمرارة) : “لا لكنها كافية لنصمت قليلاً دون أن يُطلب منّا أن نشرح أو نبرّر.”
سكتت برهة، ثم قالت ببطء
إيليف : “وإن عدنا… سيبدأ كل شيء من جديد.”
مارت : “على الأقل، نعود ونحن أكثر قدرة على التحمل. أو نعود ونحن نعلم أين نقف.”
لم تجبه مباشرة، فقط نهضت من مكانها بهدوء، سارت نحو الحقيبة المفتوحة، وأخذت تجمع بعض أغراضها.
إيليف (بنبرة خافتة) : “لن أتحمّل الكثير يا مارت… فقط القليل. ما أستطيع عليه.”
مارت (بصوتٍ ثابت) : “ولا أطلب منكِ أكثر من ذلك.”
»»»»»
منزل والدي جان -حي بيبك -مساءاً
دخل أوزان إلى المنزل بخطى سريعة، وجهه مشدود وعيناه تبحثان بقلق في كل اتجاه. ما إن وقعت عينه على الكنبة حتى توقّف. كان جان ممدداً هناك، بصمت، ملامحه هادئة بشكل غريب… كأنه كان ينتظره.
أخذ أوزان نفساً عميقاً، كأن صدره تحرر من حجر ثقيل. تقدم بهدوء وجلس على طرف الطاولة المقابلة، يراقب جان بنظرة طويلة قبل أن يتكلم.
لم يأته جواب. جان ظلّ صامتاً، عيناه تحدّقان في السقف كأن السؤال لم يُطرح أصلاً.
أوزان تنهد، مرر يده في شعره بتعب، ثم أخرج ضرفاً صغيراً من جيبه، وضعه على الطاولة.
أوزان (بنبرة أكثر ثباتاً) : “دبّرت كل شيء. جوازي سفر… و هويتين مزيفتين.”
سكت لحظة، ينظر إلى جان ليرصد أي رد فعل.
أوزان (يتابع ببطء) : “بعد يومين… نستلمهما. ومن بعدها، نختفي.”
جان ظلّ صامتاً، لكن عينيه تحركتا قليلاً نحو الظرف. لم يتكلم… لكنه كان يسمع.
أوزان لم يُلحّ، فقط اكتفى بالجلوس هناك، في صمتٍ يساوي الألف كلمة. في تلك اللحظة، لم يكن المهم أن يتكلم جان… بل أن يبقى حياً.
»»»»»»» مطار السير سيووساغور رامغولام الدولي – موريشيوس الصباح الباكر
خرج مارت من بوابة الوصول وهو يضع النظارات الشمسية، يسحب حقيبته بصمت، وإلى جانبه إيليف تسير بخطوات بطيئة، يداها مضمومتان أمامها، وعيناها تتفقدان السماء الزرقاء التي لا يشوبها شيء… على عكس قلبها.
كانت الشمس دافئة، الهواء محمّل برائحة البحر والياسمين، وكل شيء من حولهم يبدو وكأنه ينتمي إلى بطاقة بريدية مثالية.
لكن بينهما… فراغ.
تقدّم السائق بخطوات سريعة، رفع لافتة مكتوب عليها اسم مارت، ثم قادهم إلى سيارة بيضاء فاخرة، أقلّتهما بصمتٍ نحو الفندق.
داخل السيارة – الطريق إلى المنتجع
مرّوا بغابات نخيل، بيوت ملوّنة، وأكواخ على حافة المياه. كان يمكن لهذه الرحلة أن تكون ساحرة… لكن لا أحد فيهما تحدّث.
كانت إيليف تراقب الطريق، يدها تستقر بلا وعي على بطنها، ومارت ينظر من النافذة الأخرى، كأنه يهرب من انعكاسها.
منتجع على الساحل الشرقي – بعد قليل
وصلت السيارة إلى ممر حجري محاط بأشجار الموز، انتهى إلى بوابة خشبية ضخمة تُفتح تلقائياً. خلفها… عالم آخر.
فلل صغيرة على الشاطئ، كل واحدة تحيط بها الأشجار من كل جانب، وبركة سباحة خاصة، وسقف من القش المصمم بعناية.
ترجلا من السيارة، و استقبلهم موظف ببدلة بيضاء وابتسامة عريضة:
الموظف (بالإنجليزية) : “Welcome, Mr. and Mrs. Aslan. Your villa is ready.”
أومأ مارت له بصمت. وقفت إيليف للحظة تحدّق بالمحيط، ثم همست :
“كأننا في حلم… لا يشبهنا.”
لم يجبها مارت.
فيلا رقم 7 – بعد دقائق
دخل الاثنان الفيلا. كانت فاخرة، مليئة بالضوء، تطل على البحر مباشرة. على السرير كان هناك باقة ورد، وكلمة Happy Honeymoon.
ضحكت إيليف… ضحكة قصيرة، يابسة، خالية من أي معنى.
إيليف (بنبرة ساخرة) : “حتى الكذبة صارت مطبوعة.”
اقتربت من النافذة، رفعت الستائر، فدخل ضوء قوي أغرق الغرفة. أما مارت، فوضع حقيبته قرب الخزانة، وجلس على طرف السرير، نزع ساعته، وتنهد.
مارت (دون أن ينظر إليها) “ارتاحي… سنخرج وقت الغروب.”
الأنوار الخافتة تنعكس على وجهها الشاحب، والبحر خلفها يتموّج ببطء في الخلفية، كأن العالم كله يهمس… إلا هما.
إيليف (بصوت منخفض وهي تحدّق في صحنها) : “كيف… ستجده؟”
رفع مارت نظره إليها، لم يندهش من السؤال.
إيليف (تتابع بهدوء) : “أعني… جان. إن كان فعلاً قد هرب… فكيف ستعرف مكانه؟”
أعاد مارت السكين على الطاولة، تنهد قليلاً، ثم قال بنبرة هادئة لكنها متعبة
مارت : “أبحث كل يوم. أدخل المواقع، أراجع قوائم الفنادق الرخيصة، الشقق المعروضة للإيجار، حتى النُزل التي لا أحد يهتم بها عادة.”
إيليف (بنبرة مستغربة قليلاً) : “تفعل كل هذا؟”
مارت ” و أراقب الرحلات المغادرة من إسطنبول. رحلات الطيران، الحافلات الطويلة، حتى السفن السياحية… أبحث عن اسمه، أو أي اسم قريب من اسمه. أعلم أنه ربما يستخدم هوية مزيفة، لكني لا أستطيع التوقف.”
في تلك اللحظة، جاء النادل ووضع طبق الحلوى أمام إيليف. كعكة شوكولاتة داكنة مغطاة بصلصة التوت… لكن ما إن اقتربت منها الرائحة، حتى تغير لون وجه إيليف فجأة.
وضعت يدها على فمها، واعتذرت بهمس مرتجف : “أعذرني…”
و نهضت بسرعة، تمشي بخطوات ثقيلة نحو الحمام القريب، تحاول كبح الموجة التي اجتاحت معدتها
بعد دقائق خرجت إيليف من الحمام بخطوات بطيئة، ما زالت شاحبة، تمسك بأطراف وِشاحها و تتنفس بعمق كأنها تحاول الإمساك بأنفاسها لا فقط تهدئة معدتها.
رفعت رأسها لتجد مارت واقفاً بالقرب، مسنداً كتفه على الجدار الحجري المزخرف للممر، يداه في جيبيه، لكنه كان ينظر نحوها بهدوء.
لم يقل شيئاً، فقط اكتفى بأن يلتقي بعينيها، ثم تحرك ببطء واقترب منها.
مارت (بصوت خافت، شبه هامس) : “هل أنتِ بخير؟”
أومأت إيليف بهدوء، لم ترد بالكلمات.
مارت (بنبرة ناعمة لكن حازمة): “تعالي… لنتمشى قليلاً على الشاطئ، قد يتحسن شعورك.”
لم تعترض. سارت إلى جانبه كأنها بحاجة لهذا الهواء أكثر من أي تبرير.
كان الممر الرملي يمتد نحو الظلمة، أقدامهما تغوص قليلاً في الرمل البارد، والبحر يهمس بقربهما كما لو كان يستمع لا يتكلم.
سارا بصمت أولاً، إلى أن قالت إيليف بهدوء
إيليف : “شكراً لأنك لحقت بي.”
مارت (دون أن يلتفت) : “أنا فقط… لا أريدك أن تمرّي بهذا وحدك.”
نظرت إليه، وفي عينيها بقايا من وجع قديم، ثم همست : “لكنني أمرّ بكل شيء وحدي، مارت… منذ البداية.”
نظر إليها أخيراً، لكنه لم يجب.. ثم توقفت فجأة، وسألته بصوت خافت، لكنّه كان مملوءاً بالتساؤلات المتراكمة : “مارت… لماذا ظنّ جان أنك تنتقم منه؟ لماذا غادر بهذه الطريقة دون حتى أن يحاول فهم ما حدث؟ ولماذا يكرهه جدي؟”
نظر مارت إلى البحر لحظةً، ثم خفض بصره، تنفّس بعمق، وقال بصوت منخفض : “ألم يخبرك جان… عن حقيقة حادث والديّ؟”
رمشت إيليف ببطء، وقد بدا الذهول في وجهها : “لا، لم يخبرني شيئًا.”
سكت مارت، و مرّت لحظة طويلة قبل أن يتكلّم مجدداً. كأن الكلمات تخرج من صدره بثقلٍ شديد، ثم قال وهو يغمض عينيه بألم : “جان… يحمّل نفسه مسؤولية الحادث. حين كنا صغاراً، كان والداي يستعدّان للسفر في رحلة عمل. كان خائفاً من أن يُترَك وحده، لم يرغب في بقائهما بعيدين عنه. حاول إقناعهما ألّا يغادرا، لكن دون جدوى.”
فتحت إيليف فمها لتسأله، لكنه تابع، بنبرة أهدأ لكنها تنزف وجعاً
مارت : “بدافع الخوف… وربما الغضب، ذهب وقطع أحد أسلاك السيارة. ظنّ أنه بذلك سيمنعهما من الرحيل. لم يكن يتوقّع ما سيحدث.”
ارتجفت ملامح إيليف، وضعت يدها على صدرها، وقالت بصوت متقطع : “لكن… ماتا في ذلك الحادث.”
أومأ مارت برأسه ببطء، وعيناه غارقتان في البعد : “نعم… ومنذ ذلك اليوم، حمل جان ذنبه بصمت. لم يخبر أحداً… لا أنتِ، ولا حتى أنا. إلى أن واجهته ذات مرة، أصررت عليه حتى انهار، و باح لي بالحقيقة.”
توقف للحظة، وعيناه تغيم بالحزن : “صُدمت. بقيت صامتاً. وجدي… استغلّ تلك اللحظة تماماً. استثمر ضعفه… ليُمعن في إذلاله والانتقام منه “وبعدها بأيام، علم بخبر خطوبتنا… فشعر و كأنني أردت الانتقام منه. كأنني كنت أعاقبه على ما فعله. هو لم يرَ الأمر كما هو… بل كما أنهكته ذاكرته.”
هزّت إيليف رأسها، ثم قالت بنبرة اختلط فيها الحزن بالندم : “كان يحمل هذا السر وحده… وكان ينهار أمام أعيننا دون أن نراه.”
مارت (بصوت خافت) : “لم يكن جان بحاجة إلى العقاب… كان بحاجة إلى من يغفر له.”
اغرورقت عينا إيليف، وكانت دموعها تلمع تحت ضوء القمر، تحاول أن تحبسها، لكن الألم كان أكبر من قدرتها على الصمت.
اقترب منها مارت خطوة، رفع يده ببطء، ومسح دمعة انسلت على خدها.
مارت (بصوت دافئ لكنه حازم) : “لا تدمعي… ما حدث لم يكن ذنبك، ولا ذنبه وحده.”
نظرت إليه بصمت، وعيناها ترتجفان بين الذنب والخوف
مارت : “أنا السبب ايضا ً… تركته ينهار دون أن أمد يدي. لكنني لن أتركه مجدداً.”
تردد للحظة، ثم أكمل بنبرة مشبعة بالعزم :
” سأجده يا إيليف. و سأعيده… ليس فقط أخي، بل كل ما فقده.”
وضع يده على بطنها برفق، ثم نظر في عينيها ” سأعيد إليه أمانته… أنتِ، وطفله.”
ظلت إيليف تنظر إليه، بين الدهشة والارتباك، ثم أومأت برأسها بخفة، وعيناها تدمعان بصمت.
وسارا معاً في صمتٍ طويل، نحو عمق الليل… لكن هذه المرة، لم يكن في خطواتهما هروب، بل وعدٌ… بأن لا يضيع أحدٌ بعد الآن.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 18"