الفصل الثالث عشر
“حين تنقلب الأدوار”
بعد بضعة أيام نُقل جان من غرفة العناية المركزة إلى غرفة عادية، جسد هشّ ما زال يحارب، وصمت طويل كأنّه يخشى العودة إلى الألم.
عيناه مغمضتان، وجهه شاحب، وملامحه تسبح في غيبوبةٍ رمادية لا يُعرف إن كانت مؤقتة… أم طريقاً إلى الرحيل البطيء.
في الغرفة، جلس مارت بجانب السرير، كمن يتعلّق بطرف خيطٍ واهٍ من الرجاء. يحدّق في أخيه، ينتظر حركة، تنهيدة، أو حتى ارتجافة تُعيد له أنفاسه المختنقة.
في الجهة الأخرى، وقف أوزان يكتف ذراعيه بصمتٍ ثقيل.
عينيه ثابتتان على جان، لكن جفنيه لم يرتجفا.
كان صامتاً، لكنه لم يكن هادئاً .
كان يغلي.
خطا خطوة نحو مارت، وقال بصوت خافت، لكنه مشحون كأن تحته بركاناً:
“مارت…”
لم يجب مارت، فقط نظر إليه، مرتبكًا، كأنّه يعرف ما سيأتي.
تابع أوزان بنبرة واضحة، حادة :
“أخرج.”
رمش مارت بدهشة، لم يتوقعها بهذه القسوة. لكن أوزان لم يمنحه فرصة للرد:
“قلت لك، أخرج. جان لا يحتاجك الآن… بل يحتاج أن تُبعد عنه.”
وقف مارت من مكانه ببطء، حاول أن يتمالك صوته :
“أنا لم أقصد إيذاءه… أقسم لك، أوزان…”
ضحك أوزان بسخرية مريرة، ثم نظر إليه مباشرةً لأول مرة :
“لم تكن تقصد؟
وكم مرة يجب أن يقع ليكون كفاك من القصد؟
كم مرة صمتَّ وأنت ترى كيف يُعامل؟
كم مرة تظاهرت بأنك لا ترى؟
كم مرة طأطأت رأسك، وتركته وحده؟”
ارتجف صوت مارت :
“كنت خائفاً … كنت صغيراً، لم أعرف كيف أواجه…”
أوزان قاطعه، صوته كالسوط :
“لكنك كبرت، مارت.
ونضجت، وتعلمت كيف تحب.
لكنك لم تتعلم يوماً كيف تحمي.
وأنا… كنت الأحمق الذي يدفعه إليك كل مرة، ظنًّا منك الأمان.”
صمت للحظة، ثم أكمل، ونبرته منخفضة لكن مشبعة بالغضب :
“لكن ليس بعد الآن.
هذه المرة… لا أريدك قريباً منه.
هذه المرة، أنا من سيقف بينه وبين كل شيء يؤذيه … وأنت أولهم.”
اختنق مارت، لم يجد كلمة واحدة تخرج. فقط نظر إلى جان، بعينين ترتجفان، ثم تمتم بصوت مخنوق :
“قل له… أنني آسف.”
لم يرد أوزان. فقط ثبت عينيه على جان، وكأن مارت لم يعد في الغرفة أصلاً .
خرج مارت، والباب يغلق خلفه ببطء كأنّه يختم فصلاً كاملاً من وجعه.
عاد أوزان وجلس على الكرسي، قرب السرير،
أمسك بيد جان، ورفعها بخفة، كأنّه يعتذر له عن كل شيء :
“أنا هنا يا جان…
هذه المرة، لن أسمح لأحد أن يلمسك،
حتى لو كان أخاك.”
»»»»»»»»»»
عاد مارت إلى المنزل بخطى متثاقلة، كأن الجدران تعرف ما يحمله قلبه من عاصفة.
لم يكن يبحث عن راحة، بل عن إجابة… عن مواجهة تأخرت كثيراً .
فتح باب مكتب الجد دون استئذان، ووقف عند العتبة.
كان الجد جالساً في مكانه المعتاد، يتصفّح كتاباً قديماً، كأن شيئاً لم يتغيّر في العالم.
رفع رأسه بهدوء، نظر إلى حفيده، وقال بجفاء :
“حان وقت العتاب؟”
تقدّم مارت خطوة، وعيناه تقدحان شرراً من الغضب المكبوت، وصوته خرج حاداً، مشوباً برجفة :
“هل دبّرت كل هذا؟
الخطبة… الصمت… استغلالي…
هل كنتَ تمسك بي كأنني سكين، تزرعه في صدر أخي دون أن أدري؟”
أغلق الجد الكتاب ببطء، ووضعه على الطاولة، ثم نهض واقفاً، وقال
بصوت منخفض لكنه ثابت :
“كنت أُعِدّك لما هو أعظم، لما فوق المشاعر الساذجة.
كنت أريك الحقيقة، لا ما تمنّيت أن تراه.”
اقترب مارت أكثر، وضرب طاولة المكتب بقبضتيه، حتى ارتجت الأوراق من حوله، وأردف بصوت مبحوح، مليء بالغضب والجرح:
“الحقيقة؟
أي حقيقة تلك التي تبرر تحطيم قلب أخي؟
تسميها حقيقة… وأنا أسميها خيانة.
لقد استخدمتني، جعلتني أداة، دون أن تعلمني لمن ولماذا!”
ظل الجد صامتاً للحظة، صمته يملأ الغرفة كما لو كان وزن كل الخيبات والأسرار يثقل الهواء.
ثم تحدث بنبرة لين، لكنها مشبعة بحزن عميق، تكاد ترتجف من الألم الكامن :
“كنت أحبك، مارت.
أحببتك كما أحببت والدك… بل أكثر.
كنتَ صورة أبيك، وكنتَ رجلي الوحيد بعد أن خسرت كل شيء.
أردتك قويّاً، ثابتاً … وسلاحاً في وجه الضعف.”
تجمّدت أنفاس مارت، كأن الهواء انسحب من رئتيه، وعيناه اتسعتا ببطء، بينما يراقب تحرك الجد البطيء، رجلاه متماسكتان، ويداه ترتجفان قليلاً فوق طاولة المكتب.:
“وسلاحي موجّه لمن؟”
صرخ مارت، صوته يرتجف كأنه يكسر الصمت، يرن صداه على الجدران كالرصاص.
لجان؟ لأخي ؟”!“
لم يجب الجد، لكن نظرته انسحبت إلى الخلف، كأنّه واجه شبحاً من ماضٍ دفين.
قال مارت بصوت مختنق بالغضب والألم، خطواته تقترب ببطء، يضغط على كلمات كأنها رصاصات:
“جان لم يقتل أحداً. الحادث مأساة، وليس جريمة.
لقد كان طفلاً، وجد نفسه في دوامة من الذنب لا ذنب له فيه.
وأنت… لم ترحمه.”
اقترب أكثر، حتى كاد الهواء بينهما أن يشتعل، قبضته على الطاولة ترتعش، صوته يتحطم بين الانفعال والجرح:
“لقد عاقبته بصمتك، بنظراتك، ببرودك…
جعلته يشعر أن عليه أن يحمل وزر موتهم… ووزر حبك لي.”
ثم أرخى كتفيه قليلًا، ونبرة صوته خفتت، لكنها صارت أثقل ألماً، كأن الكلمات نفسها تفتح جرحاً في قلبه:
“أما أنا… فقد كنت سكينك.
طعنته مرات دون أن أدري.
وما إن فتحت عيني، كان قد نزف بما يكفي.”
لم يتكلم الجد، عيناه جامدتان كلوحين من صمت، لكن تجاعيد وجهه ارتجفت للحظة، تكشف عن شيء من الألم المكبوت.
قال مارت بصوت خافت، لكنه عميق، كأنه يثقب الجدار الصامت بينهما:
“إن كنت تحبني…
فقد أحببْتني على حسابه.
وإن كنت تنتقم لأبي وأمي…
فقد أخطأت العنوان.”
استدار مارت ببطء نحو الباب، خطواته ثقيلة وكأن كل حركة تسحب خلفها ثقل الماضي، لكنه توقف لحظة، ولم يلتفت، ثم قال بصوت ينضح حزناً وغضباً في آن واحد:
“لقد حطّمتنا بيديك، يا جدي.
لكني أقسم…
لن أسمح لك بأن تلمسه مجدداً .”
وغادر، تاركاً الجد واقفاً وحده، صامتاً، كأن الهواء حوله أثقل، وكل زاوية في الغرفة تشهد على انفجار الصمت الذي تركه وراءه حفيدُه.
»»»»»
كانت الغرفة هادئة على نحوٍ مخيف، إلا من أنفاس إيليف المتقطعة.
جلست على أرض الغرفة، ظهرها مسنود إلى السرير، وذراعاها تحتضنان ركبتيها، كأنها تحاول أن تضمّ نفسها من الداخل…
أن تمنع تصدّعاً قادماً .
عيناها كانتا جامدتين، لكنهما تحترقان.
منذ الصباح، وكل ما بداخلها يصيح، يتوسّل، يتألم… دون صوت.
“هل يشعر بي؟
هل يسمعني من وراء هذا الغياب؟
هل سيستيقظ… ليجدني ما زلت هنا؟”
لكنها لا تستطيع قول شيء.
لا تستطيع حتى أن تبكي… ليس الآن.
دقّ خفيف على الباب قطع أفكارها.
ثم دخلت والدتها، تحمل في وجهها نظرة مزيج من الحذر والحنان :
“إيليف، عزيزتي… جان خرج من العناية المركزة. نقلوه إلى غرفة عادية.”
رفعت إيليف عينيها ببطء، لكن ملامحها لم تتحرك.
“سيذهب الجميع لزيارته… تعالي معنا.”
لم تجب.
ظلت تنظر إلى أمها، ثم حرّكت رأسها بخفة، كأن صوتها عالق في حلقها
“حسناً…”
قالتها بصوت يكاد لا يُسمع ثم وقفت ،.
توجهت نحو المرآة، رتّبت خصلات شعرها المتفلتة، مسحت بقايا الدموع عن وجنتيها…
وأجبرت نفسها على ارتداء ملامح عادية، محايدة، باردة.
كأنها لا تحمل شيئاً.
كأنها فقط… جزء من العائلة.
“سأذهب معكم… كأيّ أحد.”
قالتها في نفسها، وخرجت من الغرفة.
لكن في صدرها،
كان الألم يصرخ
“أنا لست أيّ أحد.”
دخلت العائلة غرفة المستشفى بهدوء، حيث يرقد جان في سريره الجديد، نائماً على حافة الوعي.
كانت الوجوه مختلفة؛ بعضها يحمل أملاً خافتاً، والآخر يخفي وراء صمته ثقلاً لا يُحتمل.
كانت إيليف من بين الحضور، تتابعه بعينيها المشتعلتين، لكنها لم تسمح لنفسها بأن تنطق أو تبكي.
لكن اللافت للنظر، كان غياب مارت عن المشهد، فقد قرر البقاء بعيداً عن هذا التجمع .
وقف ساردار عند باب الغرفة، يتحدث مع الطبيب الذي ارتسمت على وجهه نظرة صارمة.
قال الطبيب :
“حالته ما زالت حرجة. لا يزال في غيبوبة، والدماغ يحتاج إلى وقت لا يمكننا تحديده لاستعادة وعيه.”
أومأ ساردار ببطء، وأجاب بهدوء لكنه مثقل بالقلق :
“نفهم ذلك، دكتور. لكننا بحاجة لأن نكون مستعدين لأي احتمال.”
أعاد الطبيب نظره نحو جان، وقال :
“لا توجد مؤشرات واضحة على موعد استيقاظه. كل يوم يمر هو معركة جديدة.”
في الجهة الأخرى من الغرفة، وقف أوزان بجانب السرير، عينيه لا تفارقان جان.
لم يغادر المكان منذ نقله إلى الغرفة العادية.
كان يراقب الجميع بحذر، كأنه يحرس كنزاً ثميناً، ولا يثق بأي أحد يقترب منه.
بعد فترة، جاءت الممرضة لتخبر الجميع بأن وقت الزيارة انتهى.
غادر الحاضرون بهدوء، إلا أوزان الذي بقي في مكانه، صامداً كالحارس.
—
في المساء، دخل مارت الغرفة بخطوات ثابتة، ونظر إليه أوزان نظرة حادة.
تبادلا النظرات لثوانٍ، صمت يملأ المكان.
ثم تكلم مارت بهدوء لكن بحزم :
“لنتحدث.”
نظر أوزان إلى جان الغارق في النوم، ثم أعاد نظره نحو مارت وأومأ بالموافقة.
في كافتيريا المستشفى، جلس مارت على طاولة صغيرة، الهواء من حولهما مشبعٌ بصمتٍ ثقيل وكلماتٍ علقت في الحلق ولم تجد طريقها بعد.
بدأ مارت الحديث، صوته يحمل عزيمة لا تقبل التراجع :
“أنا هنا لأقول شيئاً واحداً فقط… هذه المرة، لن أسمح لأحد أن يقترب من جان ليؤذيه، حتى لو كان من دمي.”
لكن أوزان، الذي كان واقفاً، قبض يديه بقوة فوق الطاولة، وعيناه تقدحان بالغضب المكبوت، قبل أن ينفجر أخيراً
:
“الآن؟! بعد كل شيء؟ بعد أن وصل إلى الحافة؟
أين كنت حين كان ينهار؟ حين كان يغرق في ذنبه، وأنت الوحيد الذي كان قادراً على انتشاله؟”
ارتفع صوته، وتكسّرت نبرته في نهايتها :
“تركته ينكسر وحده… وأنا الغبي الذي أقنعه أن يقترب منك،!”
لم يجبه مارت، فقط خفض عينيه، وهمس بصوت خافت :
“أعرف… أخطأت. لكني لن أكرر ذلك بعد الآن.”
تنفّس أوزان بعمق، وكأن غضبه قد سُحب منه دفعة واحدة، وسحب
الكرسي ليجلس، وجهه شاحب من شدة الإنهاك :
“أنا لم آتِ هنا لأدخل حرباً معك، مارت.
أنا فقط… أحاول إنقاذ ما تبقى منه.”
ثم نظر إليه مطولاً، عينيه حادتين كأنهما تكشفان نوايا القلب
“إن كنت تحبه فعلاً … فدعْه يذهب.”
رمش مارت، كأن العبارة صفعته، لكنه تماسَك وسأل بصوت مرتجف :
“أتركه؟”
أومأ أوزان ببطء، كل كلمة فيه تحمل وجعاً مدفوناً :
“جان بحاجة إلى بداية جديدة، إلى هواء لا يحمل اسم الجد، ولا ظل البيت…
ولا حتى ظلك، مارت.
أنت جزء من كل هذا، سواء أردت أم لا.”
أدار مارت وجهه، يبتلع مرارة الصمت، ثم قال بهدوء :
“ظننت أن وجودي سيكون الخلاص…”
قاطعه أوزان بلطف، لكن بنبرة صارمة :
“ربما كان كذلك يوماً… أما الآن، فوجودك قد يكون حبلاً جديداً يقيده بما يحاول أن ينساه.”
أسند ظهره إلى الكرسي، صوته أقرب إلى الهمس :
“أنا ظللت أدفعه نحوك، مؤمناً أن قلبك سيحميه…
لكنني كنت أعمى. لم أرَ أنك لم تعُد تراه.”
:رفع مارت عينيه ببطء، وقال بتوسل خافت
“أنا أراه الآن، أوزان… وأقسم، لن أؤذيه مجدداً .”
:هزّ أوزان رأسه بأسى، ونظر في عينيه طويلاً
“لا تؤذه، إذاً… ابتعد.”
ساد بينهما صمت عميق، لا يشبه الخاتمة، بل يشبه مفترق طريقٍ لا عودة منه، طريق فيه كلٌّ منهما يحب جان، لكن كلٌّ يراه من زاويته الخاصة… ويخشى عليه من الآخر.
»»»»»»»›»»»»
“حين يتنفس الجرح”
الليل خيّم على المستشفى، والغرفة بدت أشبه بجزء من زمن معلّق.
أوزان كان متمدّداً على الكنبة الصغيرة، ذراعه خلف رأسه، وملامحه توحي بسهرٍ طال أكثر مما ينبغي. عيناه تحدّقان في السقف، لكن أفكاره كانت عالقة في وجه واحد فقط… جان.
مرت أيام، وهو يحاول إقناع مارت بالابتعاد… لكنه يفشل.
رغم كل شيء، كان مارت لا يزال يأتي. لا يتكلّم، لا يقترب، فقط يدخل بصمت ويخرج. وأوزان، بصبره المنهك، لم يعد يعرف ما الذي يجب أن يقال أو يُفعل.
ثم سمعه.
صوت خافت، أقرب إلى الأنين، كأن الحياة نفسها تتردد قبل أن تعود.
قفز من مكانه، اقترب من السرير بسرعة، قلبه يخفق بجنون.
“جان؟!”
انحنى عليه، أمسك بيده، ضغط عليها بخفّة.
“جان، هل تسمعني؟ أنا هنا…”
كان هناك حركة طفيفة في حاجبي جان، ثم وجهه انقبض ببطء، كأنّ شيئاً يؤلمه حتى في محاولة الرجوع.
ثم… فتحت عيناه.
رمش مرّتين، ببطء شديد، قبل أن تقع نظراته على وجه أوزان المقرّب.
حدّق فيه مطولاً، كأنه لا يصدق… كأنه يحاول التذكّر…
ثم همس، بصوت مبحوح متشظٍ بالضعف
“لماذا… لم أمت؟”
أوزان شهق بصمت، قلبه كاد ينهار من وقع الكلمات، لكنه أجاب، بنبرة حانية تختنق خلفها دموع مؤجلة
“لأنك أقوى من الموت يا جان… أقوى من كل شيء حاول كسرك.”
جان حاول أن يتحرّك، لكنه سرعان ما أطلق صرخة ألم خافتة، جسده يتشنّج من شدّة الوجع.
لا تتحرك، أرجوك…” قالها أوزان بسرعة، وهو يضع يده على صدر جان يمنعه من التقلّب :
“جسدك مليء بالكسور… قدمك، أضلاعك… هناك ضمادات على رأسك وصدرك. لا تتحرّك الآن، فقط تنفّس.”
تنهّد جان، أغمض عينيه للحظة، كأنّ الوجع يأبى الرحيل.
:ثم، بصوت واهن أقرب للرجاء، سأل
“مارت… هل هو بخير؟”
تجمّدت نظرات أوزان، كأن السؤال باغته.
لم يعرف بمَ يجيب…
هل يخبره أن مارت لم يغادر المستشفى قط؟
أن قلبه لا يزال عالقاً خلف الباب؟
أم يخفي عنه الحقيقة، حمايةً له من ألم لم يندمل بعد؟
لكنه لم يقل شيئاً.
كأن الصمت كان خياره الوحيد.
غير أن جان، المُنهك جسداً وروحاً، لم ينتظر الجواب.
أغمض عينيه من جديد، وكأن التعب انتصر عليه،
وغرق في النوم…
يُطارد إجابةً لم يسمعها.
»««»«»«»«»«»«»«»«»««»«»«»»
التعليقات