‘ما الأمر؟ هل نمتُ على الأرض…؟’

ضغطتُ على صدغَيّ بقوّة وأنا أرفع ظهري.

استقبلتُ صباحًا لا يليق بسيدة.

لكن، وعلى غير العادة، شعرتُ بانتعاش مذهل.

هبّت نسمة صباحية لطيفة من النافذة المفتوحة، فأثارت في نفسي سرورًا غريبًا.

“آنسة لينا، اذهبي للنوم في السرير.”

تمتمتُ وأنا أفرك عينيّ المتصلبتين، موجّهةً كلامي إلى صديقتي التي قضيتُ معها ليلة السيدات.

لكنها لم تجب.

لم يصلني منها أي صوت تنفّس، ولا أي حركة في الغرفة.

‘…هناك أمرٌ غريب.’

عادت إليّ يقظتي فجأة.

فتحتُ عيني على اتساعهما وأخذت أتفحّص أنحاء غرفتي.

لا أثر لها.

لم أجد صديقتي لينا بروتاد التي ظلّت معي حتى الفجر نتبادل الأحاديث العميقة.

ارتعبت، وفتّشت غرفة تبديل الملابس ثم الحمّام أيضًا.

‘لا يمكن… هل اختُطفت؟’

كانت لينا بروتاد ابنةً لأسرة كونت نبيلة ذات مكانة مرموقة،

وفوق ذلك كانت على وشك الزواج من دوق ريتشيباردن صاحب أرفع سلطة في الإمبراطورية.

لا بد أن هناك من يطمع فيها.

أصابني الهلع، وسيطر على رأسي فراغ أبيض من شدّة القلق.

‘عليّ أن أخبر الآخرين فورًا!’

اندفعتُ، غارقة في الفوضى، نحو باب الغرفة لأخرج…

لكن فجأة، سُمع صوت سقوط شيء على الطاولة.

كان سوارًا تتدلى منه قطعة أوبال لامعة، ومعه رسالة.

‘ما هذا؟’

اقتربتُ كمن مسّه سحر، والتقطتُ الورقة.

[آسفة يا آنسة دافني.

فستان الزفاف الذي صنعتِه كان أجمل ما رأيت في حياتي.

لذلك أشعر بذنب كبير لأنني دمّرت آخر طلبية بهذا الشكل الجبان.

لكنني أختنق من واقعي، مضطرةً للخضوع للعائلة، ولزواجي تحت ضغط والديّ اللذين يستغلّاني.

أعلم أنّ كلماتي قاسية، لكنني سأبحث عن حياتي الخاصة.

ولكي أفعل ذلك، كان عليّ مغادرة القصر، وللأسف استغللتكِ لتحقيق ذلك.

حين يأتي اليوم الذي أشعر فيه أنني أعيش حياتي بحق، سأعتذر إليكِ بصدق، وسأدفع ثمن هذه المسؤولية التي تركتها لكِ.

أتمنى أن تعيشي بخير من الآن فصاعدًا.

ملاحظة: أردت أن أعيد لكِ الهدية التي منحتِني إيّاها سابقًا. لم يكن يحق لي الاحتفاظ بها.]

كانت هذه رسالة لينا.

وما إن انتهيت من قراءة السطر الأخير، حتى اسودّت الدنيا أمامي.

‘ما هذا بحق…؟’

شعرتُ بدوار، وانهارت قواي.

وبينما كنت على وشك فقدان الوعي، خطر لي فجأة:

‘أأنتِ بهذه البطء لتستطيعي إنهاء الفستان قبل موعد عرض مجموعة الربيع؟’

في حياتي السابقة، كنتُ امرأة تُدعى بايك را-هي، عمرها 26 عامًا.

بعد تخرّجي من مدرسة أزياء في بلادي، عملتُ في متجر زفاف شهير أتولى فيه الأعمال الثانوية.

على مدى عامين كنتُ أحمل الفساتين وألبسها للزبائن، حتى سمح لي المصمم الرئيسي بتعلّم صناعة الفساتين.

لكن في تلك الفترة خانني خطيبي، وأبغضني المدير، فانتهى بي المطاف أسير في الشارع حاملةً خاتم الخطوبة…

دووم!!!

نعم، صدمتني شاحنة.

بعد موتي، أدركت أنني قد بعثتُ من جديد.

في عالمٍ بدا وكأنه من رواية شخص ما.

وهكذا وجدت نفسي أملك حياةً وذكرياتٍ تمتد لـ 49 عامًا، من حياتي السابقة والحالية معًا، خلال دقيقة و

احدة.

وكأنني لم أعش في بلد ” 1+ 1″ — كوريا — عبثًا، حتى أعاني الألم بطريقة 1+1 أيضًا.