كانت تفوح منها رائحة البرتقال، لكنّها لم تكن فاكهة.
“بودينغ …؟”
عندها لاحظت الكلمات المنقوشة بالذهب على سطح الصندوق.
“يا له من أمر! ألم يكن يستطيع أن يقول ما هذا على الأقل؟”
تمتمت بامتعاضٍ خفيف وهي تأكل البودينغ.
“هل أتناول قليلًا بعد؟”
لم تلبث أن أفرغت القشرة كلّها بسرعة، وبقيت الملعقة فقط.
يمكنني أن آكل عشرة من هذه!
لحست شفتيها بأسفٍ صغير، ثم وضعت الملعقة الجميلة في الصندوق مجدّدًا.
سأخفيها، حتّى لا يراها أحد.
تذكّرت كيف كانت تسخر من لوتي حين تجمع الحصى في طبقٍ صغير، وضحكت على نفسها لأنّها الآن تشبهها.
“صحيح، هذا أيضًا.”
وضعت القارورة الزجاجيّة التي منحها إيّاها هيرو في الصندوق أيضًا، وشعرت فجأة وكأنّها أصبحت غنيّة.
أخفت الصندوق جيّدًا تحت السّرير، و تمددت بتعبٍ ثمّ اتّكأت على الأريكة.
“تصبحي على خير …”
همست نحو الستارة الحريريّة التي تمايلت برفقٍ مع النّسيم، ثمّ أغمضت عينيها.
***
استيقظت فريا في الصّباح، وبحلول السّاعة الرّابعة مساءً، كانت قد اغتاظت من لوكيوس بالضّبط ثلاثًا وثلاثين مرّة.
“الآنسة دوبوا، جلالة الإمبراطورة تطلب حضورك.”
“هاه؟”
لم يبدأ يومها بعد، وها هي تُستدعى لرؤية أكثر وجهٍ تكرهه في القصر.
تنهّدت، وتوجّهت إلى المكان بوجهٍ متجهّم، لتجد الإمبراطورة محاطةً بعشرات النّبيلات.
“دعوتُ الآنسة دوبوا اليوم لأنّي فضوليّة بشأن بلاد ديلموند”
كانت الكلمات لطيفة في ظاهرها، لكنّ الأسئلة التي انهالت عليها كانت فظيعة.
“هل صحيح أن أهل تلك البلاد لا يرتدون الملابس تقريبًا؟”
“وهل صحيح أنّهم ينقعون الخبز بالماء لأنّهم لا يملكون طعامًا؟”
كظمت فريا غضبها كي لا يحمرّ وجهها.
‘اجتمعنَ خصّيصًا ليسخرنَ منّي، أليس كذلك؟’
تداخلت في ذهنها وجوه النبلاء الذين زاروا الميتم يومًا.
كانوا يقولون إنّهم يشفقون على الأطفال، لكنّ أعينهم كانت مليئة بالاحتقار.
“نعم! كلّ ذلك صحيح!”
صُدمت إحدى النبيلات وهي تلوّح بمروحتها، فتابعت فريا بجرأةٍ مصطنعة: “نعم، نسير عراةً، ونأكل بأيدينا أيضًا.”
“يا للفظاعة!”
“وليس هذا فحسب، لا أطبّاء عندنا، لذا يموت المريض كما هو.”
كانت فريا تعلم أنّهم لا يعرفون شيئًا عن ديلموند، لذا سردت عليهم حكايات من الميتم عوضًا عن ذلك، طالما أنّ غايتهم كانت إذلالها فقط.
***
حين انتهى ذلك اللقاء المقيت وغادرت، كانت الغضب يتصاعد منها.
تصرّفت ببرودٍ أمامهم، لكنّها كانت تغلي في داخلها.
‘كيف يتعاملون مع الناس وكأنّهم حيواناتٍ غريبة؟’
وما زاد غيظها أنّها كانت بالأمس تبتسم بسبب البودينغ الذي قدّمه لوكيوس.
‘ألهذا الحدّ نسيتُ أين أنا؟ يا للحمق يا فريا!’
وبينما كانت تفكّر في ذلك، انهالت عليها عصا المعلمة.
“آه!”
“الآنسة دوبوا، ركّزي!”
‘دروس الآداب هذه تُصيبني بالدّوار أكثر فأكثر!’
كم عدد هذه القواعد السّخيفة؟ من اخترعها أصلًا؟ لا بدّ أنّه أراد تعذيب النّاس.
“الآنسة دوبوا، اخفضي ظهرك قليلًا.”
“حاضر …”
كانت تتدرّب على آداب الانحناء والرّقص أمام الإمبراطور أو النبلاء في الحفلات القادمة.
ألمٌ في الظهر، وتيبّسٌ في العنق.
‘سأطالب بجائزةٍ إضافيّة عندما أرى جلالته!’
قالت هذا في نفسها و هي تشدّ قبضتيها بينما تُكرّر الحركة مئات المرّات.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 61"