لكنّه لم يستطع أن يمحو تلك الذكرى بسهولة: صوت المطر، نفحة الزهر، والإحساس الخشن الدافئ لشفاهٍ التحمت بشفتيه المحمومتين.
***
في تلك الأثناء، كانت فريا تسير فوق الحقول المبتلّة.
“لماذا لا ينتهي هذه الطريق أبدًا.”
كان ظهرها مبلّلًا بالعرق، وعيناها تحترقان من التعب.
وقفت قليلًا تلتقط أنفاسها، بينما أثقل الطين العالق بسروالها خطواتها.
“آه، ما هذا المنظر.”
أسندت نفسها إلى العصا، ونفضت الطين عن سروالها، لكن يديها التصقت بالوحل اللزج.
مسحته على طرف قميصها بغير اكتراث، ثم اعتدلت.
“كان عليّ أن أطلب مكانًا في آخر العربة.”
في خضمّ القلق على الأمير، لم يخطر لها هذا الأمر.
ربّما كانت الآنسة سيلينا ستمنحها ذلك الكرم.
فهي ملاك الجمال.
شعرت بالوحدة حين تذكّرت العربة التي غادرت.
“لماذا أفكّر هكذا؟! كان من الجيد أن يُنقذ الأمير.”
أرجعت ذلك إلى آلام جسدها، فهي التي تجعل عقلها يتيه.
“الأفضل أن أستمرّ بالعودة.”
هزّت رأسها ونفضت الأفكار جانبًا، وتابعت سيرها مستندة إلى عصاها.
ومع أنّ خطواتها بطيئة، فقد لاح لها علمٌ يرفرف من بعيد، ما دلّ على قرب المعسكر.
قليلٌ من الصبر بعد.
طوال الطريق، لم يبرح ذهنها القلق على لوكيوس.
“كان وجهه شاحبًا للغاية صباحًا.”
بشرته البيضاء خلت تمامًا من الدماء، حتى خُيّل لها أنّه يحتضر، فكاد قلبها يسقط.
“لكن … ما هذه الرائحة الطيّبة؟”
رغم أنّها لم تغتسل منذ الأمس وثيابها ملأى بالقاذورات، إلا أنّ جسدها يفوح منه عطرٌ ناعم.
تلفّتت، لكن الحقول كانت جرداء.
“آه …”
عندها أدركت الحقيقة، فاحمرّ وجهها بشدّة.
إنّه العطر الذي يعبق قرب الأمير.
“يا للهول، عليّ أن أغسل هذه الثياب فورًا.”
ارتجف ظهرها من مجرّد الفكرة: أن يحمل جسدها عبير الأمير!
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 29"