“أنا لستُ فارسًا ولا شيئًا من هذا القبيل، فلا داعي لأن …”
لم تكن فريا راغبة، لكن تحت نظرات آرتشر الحادّة تقدّمت متردّدة وانحنت على ركبتيها. حاولت أن تتجنّب النظر إلى لوكيوس عمدًا، لكن هذه المرّة لم تستطع الفرار.
“حسنًـا. قلتِ إنّ اسمك فريا، أليس كذلك.”
حين رفعت بصرها، رأت لوكيوس المتأنّق يحدّق بها وكأنّها غريبة عنه. كان مظهره متقنًا لدرجة جعلتها تكاد تظن أنّه يلقاها حقًّا لأوّل مرّة.
“نعم. هذا صحيح.”
“ومن أين جئتِ؟”
مع سؤاله، خفق قلب فريا بقوّة. طافت أمام عينيها فجأة صورة شايلُو بوجهه الماكر الذي حاولت نسيانه.
‘هل ما زال يبحث عنّي، أليس كذلك؟’
لو وقعت في يديه، فكلّ ما بذلته من جهد سيكون سُدًى.
حين تردّدت فريا مرتبكة، بادر آرتشر بالإجابة بدلًا عنها: “هذه الصبيّة من إقليم فلاندر في الجنوب. يُشتهر هناك الجبن اللذيذ، لعلّ سموّك تذوّقته من قبل.”
ارتجفت ركبتا فريا وهي تسمع كذبة آرتشر الواضحة.
‘هل يجوز أن يكذب على أمير من العائلة الملكيّة؟’
لم تطأ فلاندر ولا حتّى جوارها في حياتها.
فعضّت شفتيها محاولة إخفاء توتّرها.
“أفهم. إذن فريا من فلاندر. أردتُ أن أمنحكِ جائزة إضافيّة تقديرًا لجهودك.”
لم يلحظ أحد داخل الخيمة، لكن قلب فريا هبط فجأة من مكانه. فقد تلألأ في عيني لوكيوس بريق غريب.
‘لا يكون سيقول ذلك الآن!’
“لا بأس.”
ما إن أنهى لوكيوس كلامه حتى سبقت فريا بالإجابة.
غريزتها كانت تصرخ محذّرة من خطر داهم.
“أتودّين رفض كرمي؟”
اختفى الابتسام المشرق الذي كان يضيء الخيمة، وحلّ مكانه وجه كئيب مخيف. صارت فريا ترقبه بحذر شديد.
‘لهذا لا أريد قبول شيء منه.’
لكن إن كشفت عن مشاعرها الحقيقية، فقد تُقطع رقبتها في الحال. عندها، ربت آرتشر المبلّل عرقًا على ظهرها وخاطب الأمير: “سموّ الأمير، ما هذا إلا من شدّة امتنانها. نرجو أن تتقبّل ذلك بسعة صدرك.”
“آرتشر، آرتشر!”
كانت فريا تَكزّ على خاصرته مرارًا لتوقفه، لكنّه غارق في انفعاله ولم يفهم الإشارة. حينها أطلق لوكيوس كلمته الحاسمة: “أُعلن فريا خادمة شخصيّة لي.”
“…….”
الوحيد الذي لم يبدُ عليه الذهول كان لوكيوس نفسه.
قبض جيميني على سيفه بقوّة، وخرج نفسُ هيرو المذهول عاليًا، بينما كادت عينا آرتشر تبرزان من شدّة الصدمة، و غطّى اليأس وجه فريا بالكامل.
“يا سموّ الأمير، إنّه لشرف عظيم لعائلتنا!”
وفيما تردّد الجميع في الكلام، كان آرتشر قد أحنَى رأسه على الأرض شاكرًا بحرارة.
“هاه، آرتشر …”
لم تجد فريا جدوى من محاولة منعه وقد بدا ردّ فعله مغايرًا تمامًا لها.
‘لقد جُنّ. في عينيه يبدو وكأنّ وليّ العهد يمنحني لقبًا نبيلًا!’
عند هذا الحدّ، دبّ في نفسها شيء من التحدّي. فتجرّأت، وهي بعينيها الشاحبتين، على التحديق مباشرة في وجه لوكيوس.
‘لماذا تفعل بي هذا؟’
لو كانت تدري أنّ الأمور ستسير هكذا، لهربت من المنحدر منذ البداية، تاركةً هذا الرجل لمصيره.
‘أنظر إليه. وجهه لا يُشبه وجه من يمنح جائزة، بل كمن يلهو بفأر عالق في مجرى مياه.’
قال هيرو مقاطعًا على عجل: “لكن يا سموّ الأمير، تلك الفتاة ليست رجلاً.”
تنفّست فريا الصعداء للحظة.
‘كما توقّعت، إنّه رجل صالح حقًّا!’
من الواضح أنّ خدمة الأمراء كانت حكرًا على الرجال.
أرسلت فريا نظرة إلى الصندوق المليء بالذهب وابتسمت خفيًا.
‘على الأقل سيُكافأ جهدي بهذه الطريقة.’
لكنّ كلمات لوكيوس التالية أعادت قبضتها على قلبها.
“وهل جاء في دستور الإمبراطوريّة نصّ يمنع ذلك؟”
“لا يا سموّ الأمير، ليس هناك نصّ محدّد، ولكن …”
ارتبك هيرو، يقطر عرقًا من إصرار الأمير على ما لا يُعقل.
فشروط الخدمة بسيطة: أن يكون الشخص ذا هويّة واضحة ويملك القدرة على أداء المهام.
‘صحيح أنّ كلّ الخدم يفرّون من شدّة مزاج الأمير الغريب، لكن لا يمكن أن تكون خادمة وليّ العهد امرأة.’
لم يستطع هيرو فهم ما الذي يدفع الأمير للإصرار على إبقاء هذه الغريبة إلى جواره.
قال لوكيوس: “آرتشر، أهي ضعيفة؟ أم أنّها لا تجيد الركض؟”
فأجاب آرتشر بصوتٍ عالٍ: “يا سموّ الأمير، كيف تقول هذا! فريا تحمل درعي وتلمّعه كلّ يوم. وأنا أدربها على اللياقة كلّ صباح ومساء. إنّها تركض بخفّة كطائر السنونو.”
شعرت فريا أنّها ستُجبر حقًّا على خدمة وليّ العهد. فقاطعته بسرعة: “أنا لا أجيد سوى بعض المهام البسيطة. مثل هذه الأمور…”
لكن لوكيوس ظلّ يتأمّلها بانفعال غامض. أيّ شخص آخر كان سيشكره ويقبل بسرور، غير أنّها لم تفعل.
‘أنا أعرف جيّدًا طمعكِ.’
ابتسم بخبث، ثمّ تلا كلمات كالسحر: “سأمنحكِ خمسة دولارات ذهبيّة كلّ شهر.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات