لذلك، وبدون أن تدرك أنّ ذلك قلّة أدب، حدّقت بوجهه بإمعان.
‘إنّه ليس لوس.’
كانت عينا صديقها الذي يشبه نسيم الرّبيع بلون أخضر فاتح كالبحر، لكن عيني الرّجل أمامها كانتا زرقاوين داكنتين.
ثمّ أدركت أنّها حدّقت فيه طويلًا، فخفضت رأسها بسرعة.
تفحّص الرّجل فريا، التي كانت تتلعثم دون أن تؤدّي التّحية بشكل صحيح. لم يكن هناك شيء مميّز في هذه الفتاة.
‘ما هذا؟’
كانت مجرّد ساعية يمكن رؤيتها في ساحات القتال.
شعرها الأسود المقصوص بشكل عشوائي كان يبرز عند أذنيها، ووجهها متّسخ. لكن ما أثار فضوله كان نظرتها.
في عينيها الخضراوين الغامضتين، لم يكن هناك خوف أو إعجاب. بدت وكأنّها فرحت بلقائه للحظة، ثمّ شعرت بخيبة أمل.
‘من تظنّين نفسكِ لتنظري إليّ بهذه الطّريقة؟’
اقترب لوكيوس خطوة كبيرة ليتأكّد من وجه هذه المرأة المشبوهة. كان قريبًا جدًا لدرجة أنّه كاد يلامس جسدها.
بدا وكأنّه سيصدمها برأسه وهو يميل إليها.
“آه، آه.”
تفاجأت فريا بهذا الاقتراب المفاجئ، فتفاعل جسدها أوّلًا.
تراجعت بسرعة وعبست.
‘…الشّائعات صحيحة، إنّه مجنون حقًا.’
حتّى لو لم تؤدّ التّحية بشكل صحيح، كيف يفكّر في صدم إنسان برأسه؟
مال لوكيوس رأسه جانبًا ونظر إلى فريا، التي كانت تتنفّس بسرعة. بينما كانت تتجنّب نظرته المزعجة وتدير رأسها، شعرت بشيء يسيل على خدّها.
“ما هذا الدّم …؟”
لا شكّ أنّ الأمير رذّها به.
بدأت فريا تمسح الدّم عن وجهها بكمّها. كانت تكره الدّماء بشدّة.
“صاحب السّمو، ادخل بحذر.”
“…”
بينما كانت فريا تمسح الدّماء، اختفى موكب الأمير بعيدًا، وتنفّس آرتشر بصعوبة بجانبها.
“أشعر وكأنّني تقدّمت عشر سنوات في العمر بسببكِ.”
لكن فريا شعرت بالظّلم.
نشأت في دار أيتام وجاءت إلى هنا مباشرة، فكيف كان يفترض بها أن تعرف آداب البلاط الملكي؟
“حسنًا، كيف كان يفترض بي أن أعرف شيئًا عن آداب القصر؟”
رفعت فريا صوتها محاولة إخفاء ارتعاش ساقيها.
نظر إليها آرتشر، وكأنّه أشفق عليها، فلم يواصل تأنيبها.
“اذهبي وأحضري بعض الطّعام.”
“حسنًا، فهمت.”
أمسكت فريا دلوًا خشبيًا وذهبت لجلب الطّعام، وهي تمرّر أصابعها على خدّها.
عندما تذكّرت العينين الزّرقاوين اللتين حدّقتا بها، شعرت بقشعريرة. لكنّ ما شعرت به لم يكن خوفًا خالصًا.
“مجرد لقاء شخصٍ يشبهه جعل قلبي يخفق هكذا.”
***
كانت إمبراطوريّة مورسياني منذ القدم تحت حماية الفرسان والسّحرة.
عندما يولد وريث للعرش، يتمّ اختيار ساحر عظيم وفارس يليقان به.
كان لوكيوس مورسياني فتىً بشعر أشقر وعينين زرقاوين، رمز العائلة الملكيّة.
أحبّ الإمبراطور لوكيوس، ابنه الأكبر، كثيرًا، وجعله وريثًا على الفور.
حتّى هنا، كانت الأمور تبدو وكأنّها ستُزيّن صفحات التّاريخ بحرارة. لكن الإمبراطور، الذي كان مولعًا بالنّساء، أثار العديد من الفضائح، وانتهى به الأمر بعلاقة سرّيّة مع خادمة بدلاً من الإمبراطورة التي تزوّجها لأغراض سياسيّة.
كان يُعتقد أنّ علاقتهما مجرّد نزوة، لكنّها تعمّقت، ولم يستطع الإمبراطور الابتعاد عن الخادمة ميلادي.
‘ماريان، أرجوكِ، طلّقيني.’
كان الإمبراطور يلحّ على ماريان بالطّلاق يومًا بعد يوم. لكن ماريان رفضت لحماية ابنها. في هذه الأثناء، أنجبت ميلادي ابنًا للإمبراطور.
‘ماريان، هل ستجعلين طفلاً غير شرعي بسبب عنادكِ؟’
في الإمبراطوريّة، لا يمكن الطّلاق دون موافقة الزّوجين.
أراد الإمبراطور، الذي كان يحبّ ميلادي، أن يجعلها إمبراطورة، لكنّه غضب عندما رفضت ماريان الخضوع لأيّ إغراء.
أطلق تهديدًا أخيرًا.
‘إذا لم توقّعي على وثائق الطّلاق فورًا، سأسلب لوكيوس حقّه في الوراثة.’
لم يتردّد الإمبراطور، الذي أصابه الجنون بحبّ امرأة، في تهديد ماريان.
لو كانت عائلة ماريان قويّة، لما كان هذا التّهديد ممكنًا. لكن الإمبراطور الماكر دمّر عائلتها بالفعل، ولم يكن هناك من يعتمد عليه ماريان ولوكيوس.
‘الآن، أنا الوحيدة التي يمكنها حماية لوكيوس.’
كان العديد من نبلاء القصر قد أقسموا بالولاء للأمير الثّاني الذي أنجبته ميلادي. إذا استمرّت في المقاومة، كان من الواضح أنّها وطفلها سيكونان في خطر.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات