7
الفصل السابع: حفلة
{ اعتدت أن أرى نظراتها الممتنة.. اعتدت على أفعالها الممنوحة بلا مقابل، فما لي لا أرى إلا الفراغ في عينيها؟ وكأنه لم يكن لي فيهما مكان من الأساس }
أكمل ليورڤيل الجولة للوفد المكون من سبعة عشر نبيلاً، من بينهم إيثان ولي العهد، وورثة الدوقيات الثلاث: اللوردات شييل، و رينالد، وكالب، إلى جانب الماركيز إديلور وابنه أرين، داخل القصر.
ولم يستطع تجاهل كالب -وريث دوڤايرك- الذي فور إنهاء الجولة، زفر بتعب وركض إلى أقرب غرفة وارتمى على سريرها معلناً أنها له.
تنهد إيثان ومرر يده في شعره بضيق، ورغم كل صراخ الدوق الشاب رينالد الموبخ، لم يعره كالب اهتماماً، بل نهض بتثاقل ودفع رينالد خارجاً ليصفق باب حجرته في وجهه ويعود للنوم هاتفاً
“لا أحد يهتم بالسياسة عندما يكون مرهقاً!!”
وبينما كان الدوق شييل يعتذر لليورڤيل عن هذا التصرف الفظ، كان رينالد – الذي لم يبتلع الإهانة – يخبط على بابه بغضب ويحاول اقتحام الغرفة عنوة… إلى أن جرّه الماركيز وأرين بعيداً.
“أنت تعلم أنه سيقابل جنونك بأشد منه!”
وعقب ابنه أرين بسخرية
“ولن نخرج من هنا الا بأزمة بين العائلات
♡♡♡~
“ولولا تدخل أخي لكنت قد جننت”
أعني… تركت وليّي عهد المملكة والإمبراطورية معاً… ما أسوأ ما قد يحدث؟
“أفترض ذلك”
أما أنا… فما إن خرجت من قصر الوفد، حتى صعدت عربتي برفقة الخادمة عائدة إلى قصري… إلى جناحي! وبأسرع ما يمكن، وفي وقت قياسي، أنهيت تجهيز نفسي مع وصيفاتي بعد سباق حاد مع الزمن حتى حلول الليل. كان حفل الترحيب على الأبواب وأنا بالكاد أتنفس!
دق الباب بهدوء وقال الحارس معلناً:
“سمو الأميرة، وصل سمو الأمير ليورڤيل”
“دعه يدخل!”
لم أسمع صوتاً عندما أغلق الباب، فالتفتُ لأراه يقف أمامه وينظر إلي بهدوء. ثم تجمدت.
“ليو…رڤيل؟”
“أنا أنتظر…”
وهز كتفيه بلا مبالاة
“لا تقلقي… لدينا وقت”
لكنني لم أركز كثيراً، فقد كنت منشغلة بشيء آخر كلياً ! لقد بدا مذهلاً…
يرتدي السواد بلمسات زرقاء، و عباءة فاخرة تنساب من كتفه حتى تلامس أطرافها الأرض، بلون أسود من الخارج وأزرق من الداخل… تماماً كفستاني!
من يرانا الآن سيقسم أننا نسقنا ملابسنا سلفا
حتى وصيفاتي توقفن للحظة، كأن السحر ضربهن دفعة واحدة.
عدت إلى رشدي سريعاً وخطوت قائلة
“لا، لقد انتهيت”
أخذ بيدي واصطحبني معه إلى حيث يقف والداي بانتظارنا… وقفنا خلفهما في انتظار إعلان الأسماء، وما إن ارتفع الصوت معلناً دخولنا، حتى فُتح المدخل المؤدي إلى الشرفة العليا المطلة على القاعة الكبرى، وخطونا سوياً.
(أنا في مصيبة!)
همس أخي بعينين مثبتتين إلى الأمام
“هل أنتِ بخير؟”
أجبته وأنا بالكاد أحرك رأسي
“نوعاً ما…”
تقدمنا قليلاً حتى وصلنا إلى السور الحجري القصير الذي يكشف على القاعة في الأسفل. أعلن والدي رسمياً افتتاح الحفل باسم العائلة مرحباً بالوفد الكريم، ولما فرغ من كلمته بقي هو ووالدتي في مكانهما، تاركاً لنا إشارة النزول.
خطونا على الدرج الواسع.
“أنا…”
اقتربت من ليو بتردد وهمست بصوت يكاد لا يسمع
“لا أستطيع الرقص، ليورڤيل…”
التفت إلي، فأكدت بصدق وهززت برأسي
“لا أستطيع…”
توقف للحظة… واتسعت عيناه شيئاً فشيئاً إلى أن أدرك كلماتي و فغر فاهه على اتساعه، كمن سمع أمراً خارج المنطق في هذا التوقيت بالذات!
لكنه حين أدرك كونه في منتصف الحفل، ابتلع دهشته ومال برأسه إلي هامساً بصوت خافت
“هذه مشكلة خطيرة”
رمقته بنظرة حانقة
“شكراً على الدعم!”
صمت طويلاً ولم يعلّق، حتى لا يقول شيئاً قد يندم عليه لاحقاً، فلقد قرر أن يختار حياته هذه المرة. لكنني كنت أعرفه بما يكفي لتخمين ما يدور في رأسه.
(على العكس، أنا أحاول ألا أضحك…)
تصرف ليو و كأن شيئاً لم يحدث، وأجبر نفسه على النسيان في ثانية واحدة!
ورغم كل محاولاته أن يبدو متماسكاً، كانت نظراته الجانبية تفضحه. كان يتفحّصني من طرف عينيه المتسعتين بتدرج مريب، من رأسي حتى أخمص قدمي، كما لو كنت مخلوقاً غريباً ظهر في هيئة شقيقته. ومع كل نظرة، كنت أشعر برغبة عارمة في التقلص أو الاختفاء حتى أتبخر من المشهد بأكمله.
هو مصدوم، نعم، أنا لا ألومه ! فالتي تقف بجواره، لا تشبه شقيقته أبداً.
و ليو…
في رأسه كان يدور حوار من نوع آخر تماماً:
(منذ متى كانت تود الرقصة الأولى معي وليس مع إيثان؟ حتى لو بساق مكسورة، كانت ستقبل معه و تتركني أعاني من الاختيار حتى أقع في شائعة تطاردني لشهور!)
(ليست المشكلة أنك لا تستطيعين الرقص… حسناً، هذه مصيبة. لكن أن تضعيني فجأة في الخطة ب!! الخطة ب يا كايينا!!)
وبمجرد أن لامست أقدامنا أرض القاعة الرخامية، حتى وقعنا أسفل عشرات العيون التي لا ترحم.
أخذ ليورڤيل نفساً عميقاً ثم مال نحوي وهمس بابتسامة باردة مشيراً برأسه إلى مكان ما خلفي
“النبيلات بانتظارك هناك، أما أنا… فوجهتي مع السلك الدبلوماسي”
وبكامل الرقي الممكن، سلمني إلى فوهة المدفع… وابتعد.
لا أمانع تنسيقنا، لكن الأصعب من ذلك مواجهة المديح، وبالأخص كونه سيرقص معي الرقصة المفروضة لنفلت كلانا من الشائعات!
‘وأنا لم أقصد بـ “كلانا” أي أنا فقط!’
نظرت نحوه بنصف التواء عنق، وأنا أراقبه يتبخر بين الحضور بسلاسة القطط تاركاً إياي أواجه ما تبقى.
‘ ليته اختنق وتبخر بين يدي!’
زفرت بغضب، والتفتُّ للخلف لأقابل تلك الوجوه المزعجة.
خطوت ببطء نحوهن، وفور اقترابي سمعت إحداهن تهتف بدهشة لطيفة:
“يا للروعة، تنسيقكما هذا مسرّ للعين حقاً!”
ثم عقّبت الأخرى قبل أن أرد، وهي تلوّح بمروحتها:
“هل كان هذا مقصوداً؟ فالتفاصيل ملفتة للغاية، أنتِ وسمو وليّ العهد الشاب”
زفرت بخفة:
“لن تصدقنني إن قلت أنها مجرد صدفة…”
ضحكن واستمررن بالحديث، أو بالأصح استمعت إليهن يمدحن ولي العهد الشاب – أخي – أمامي.
‘لباقة مفقودة.’
لكنني قبلت كل شيء بصدر رحب وابتسامة من ذاك النوع الذي يؤلم الفك… وسرعان ما انزلق الحديث نحو تصاميم المدام كاتي ومن ترتدي ماذا، بينما أنا بالكاد أتماسك.
رأيت ليورڤيل من بعيد يتحدث مع بعض رجال السفارة، يبتسم بتهذيب، يهز رأسه باهتمام، كأنه لم يسحبني قبل دقائق إلى حفلة تعذيب اجتماعي.
ثم التقت عينانا.
رمقني بنظرة سريعة رافعاً حاجبه بسخرية كانه يقول:
(هل نجوت حتى الآن؟ عظيم، استمري)
ابتسمت له… تلك الابتسامة التي تقال عادة حين تتلقى الضربة… وتقرر الرد لاحقاً.
‘لنحاول التركيز فقط على الحديث مع ست نساء… بأربعة وجوه… ونصف ضمير! ‘
وفي اللحظة التي شعرت فيها أنني سأبدأ بالرد عشوائياً أو أضحك في وقت غير مناسب، بدأت الموسيقى تهدأ وتتغير، إيذاناً بالرقصة الافتتاحية.
قشعريرة خفيفة تسللت إلى أطرافي.
‘ لا أستطيع الرقص، لا أستطيع الرقص، لا أستطيع الرقص…’
كررتها لنفسي عل وعسى أن تنشق الأرض لتبتلعني.
من المعروف أن الرقصة مع العائلة تقليد شائع إن لم يوجد شريك، ولكن… الجميع يرى، وبوضوح، أن شريكي هنا!
جيد للخطة، لكن…
أين هو؟!
استدرت. نظري انزلق عبر القاعة… وهناك، وقفت أراقب ليورڤيل من بعيد، وهو قادم بخطى هادئة، إلى أن توقف أمامي، ومد يده بهدوء، ثم قال بصوت مسموع
“هل تأذنين لي بالرقصة الأولى؟”
ثم قال بصوت منخفض لا يسمعه أحد سواي
“الخطة ب تبدأ الآن”
حدقت فيه ببلادة للحظة… ثم وضعت يدي بيده وأنا لا أفهم ما يقوله إطلاقاً، ثم قادني نحو منتصف القاعة مع بقية الأزواج الراقصين.
وببطء، بخطوة محسوبة، تحركنا… أو بالأدق كنت أُرفع.
ليورڤيل، بخفة لا تصدق، كان يرفع بجسدي برشاقة… بالكاد ألمس الأرض في كل حركة صعبة، كأنه لا يسمح لي بالسقوط أو لن يسمح لي بدهس قدمه.
فقط… يرفعني قليلاً كلما احتجت، يسبقني بنصف لحظة، ويغطي على أخطائي من دون أن يلاحظ أحد.
“أنتِ خفيفة بشكل مثير للقلق”
همسها في أذني بابتسامة جانبية. ابتلعت ريقي وقلت
“كنت أظنني سأقع في أول لفة”
“ظننت أنك ستدهسين قدمي في أول لفة!”
كادت تخرج مني ضحكة صغيرة لكنها اختنقت في صدري وتحولت إلى تنهيدة.
“لكن هناك ما يشغل تفكيري…”
“قل…”
“كيف أصبحت بهذا السوء… همم لا، كلمة فظيع أقرب للوصف”
“قصة طويلة، لا شأن لك بها”
“لا شأن لي؟…”
قالها وهو يشيح بنظره، وفجأة، دون إنذار، دفعني بحركة دوران سريعة مربكة لم تناسب قولي سابقاً (أنا لا أجيد الرقص) أبداً.
التفتُّ حول نفسي مرة، اثنتين، وثلاثة، وكدت أختل و أقع، لكنه أمسك بي وأعادني بثبات إلى وضع الرقصة.
“لا شأن لي؟ حسناً، أردت فقط أن أرى هذا الرقص العظيم الذي لا شأن لي به”
أجبت بمزيج من الغضب والخجل “ليورڤيل!!”
لم أتوقع أن يأخذ كلماتي على هذا النحو!
ضحك بسخرية واستمر بقيادتي إلى أن انتهت الموسيقى.
صفق الحضور. وانحنى الجميع لشريكاتهم.
انحنى ليورڤيل بأناقة، ففعلت مثله، ثم همس
“مبروك… نجونا”
أجبته
“بأعجوبة”
ابتعدت عن ليورڤيل وبدأت بالانسحاب من ساحة الرقص بخطوات متوترة. لم أنظر خلفي، لم أشكر ليورڤيل… أردت فقط أن أخرج ….أن اتنفس!
وفي اللحظة التي هممت فيها بالالتفاف بين الحضور، كنت على وشك الخروج من دوامة الرقص… اصطدمت.
بجسد صلب … ارتد جسدي قليلاً إلى الوراء. رأسي انخفض عفوياً.
ثم تراجعت نصف خطوة أخرى، وبصري بقي معلقاً في الأرض، وسكنت
‘لو أنني محظوظة ولو لمرة واحدة فقط فلن يكون هو’
لا يمكن أن يكون الشخص الذي في بالي!
ظللت أحدث نفسي بصمت، وكأن بإمكاني تغيير الواقع بترديد الرجاء داخلي.
رفعت رأسي، ببطء يشبه الاستسلام، ونظرت إليه…وبكل هدوء، سقطت الكارثة الأخيرة على رأسي.
كان هو…لكن إن كانت لي كلمات في تلك اللحظة، فكانت واحدة فقط
‘بالطبع. حظي لا يخون عادته أبدا
♡♡♡
( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنينَ )
-
سُبحان اللّٰه
-
الحَمد للّٰه
-
لا إله إلا اللّٰه
-
اللّٰه أكبر
-
أستغفِرُ اللّٰه
-
لا حَول ولا قوة إلا باللّٰه
-
سُبحان اللّٰه وبحمده
-
سُبحان اللّٰه العظيم
-
اللهُمَ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِك على نبينا مُحمد
لا تنسوا الدعاء لإخواننا وأخواتنا في فلسطين 🍉✊
🪷🪷🪷
🪷-تأخرت بالفصل كمان مرة … خلص استراحاتي تعودتوا عليها شو نعمل ، آسفة
ممكن يطلع شوية اخطاء بكتابة الكلمات بس التدقيق مرهق وياخد طاقة اكتر من كتابة الفصل والوصل بين الفقرات
🪷-Meily….
** انتبهت لموضوع لقبي بعد فترة بعد ما قرأه حدا بطريقة مختلفة واكتشفت انو في سوء فهم بسيط 👾
اللفظ يلي ببالي من البداية هو (ميلَاي )متل لفظ fly
بس يلي عم ينطق بسبب لبس بسيط هو ميلي بينما المفروض اكتبه Millay
وقتها ما كنت مدققة بهل التفاصيل، ومرّ الموضوع ببساطة🫠✨
مو مشكلة كبيرة بس الاسم عندي فيه ذكرى خاصة فحبيت وضح بس مشان نكون على نفس الصفحة💛
ومع تقديري …
Ãda Millay… 🦋
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 منتدى المانهوا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 منتدى الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 7 - حفلة منذ 3 أيام
- 6 - وفد 2025-06-24
- 5 - إخوة 2025-06-20
- 4 - رسالة 2025-06-15
- 3 - خاتم الأكوامارين 2025-06-09
- 2 - هل ابتلعني التاريخ إذاً ؟! 2025-06-05
- 1 - الظلام 2025-06-03
التعليقات لهذا الفصل " 7"
البطلة شخصيتها قوية بس مشاعر كايني تسيطر عليها
هو اسم الرواية الأصلي when Kaini was ؟
مين البطل؟