الفصل ١ 

اعتبروا يلي قبله صفر ⁦⁦(⁠ー⁠_⁠ー⁠゛⁠)   

{تضحك… وتملأ الفراغ بصوتها. تحدثني عن أمور لم أصغِ إليها حقًا. كنت أُجاريها وأُجبر نفسي على الابتسام، لكنني لا أُجيبها. فهي لا تزال تحاول إذابة جمودي، كمن يشعل شمعة في عاصفة. لم أرفضها، ولم أقبلها. تركتها هناك، تتشبث بسراب كنته…}

“لقد مرت ثلاثة أيام على تلك الحادثة.”

اجتمعت الوصيفات أمام باب غرفة الأميرة…

همست إحداهن بحسرة:

“ولا تزال على تلك الحالة.”

عضّت أخرى على شفتيها بقلق بالغ. تبادلن النظرات في لحظة خوف، حتى قالت ثالثة بنبرة يشوبها غليان مكبوت:

“ماذا فعل بها مجددًا ذلك الوغد-!”

مدّت الثانية يدها بسرعة على فمها لتسكتها وهمست بعجلة:

“كفى، لن نذكر اسمه… أتريدين فضيحة!؟ جدران القصر لا تنام!”

أجابت بمرارة:

“لماذا يؤذيها هكذا؟ آه… لو كان بوسعي أن أصرخ في وجهه!”

ثم تناهى إلى مسامعهن صدى خافت لبكاء مكتوم، تبعته خطوات مترددة، وخرجت وصيفة من الغرفة مطأطئة الرأس ووجهها لا يخفي الذنب والقلق .

“ماذا فعلتِ!!؟”

صرخت الوصيفات معًا…

أطرقت برأسها وهمست بخجل مرتجف:

“جلالتها كانت تسألني عن تفاصيل… لم تفهم ما حدث، فسردتُ عليها كل ما أعلم، بصدق… فانهالت دموعها وهي تحدق بي بعدم تصديق … لم أقصد، أقسم أنني لم أقصد.”

قالت إحداهن بحرقة:

“لمَ تفعل جلالتها هذا بنفسها؟ تعيد فتح الجرح مرارًا. لن يتغير شيء إن سألت عن التفاصيل مرة أخرى.”

سكتن…

لا كلمات تليق بهذا الجرح الصامت.

الوصيفات، رغم صغر شأنهن، كن شاهدات على ألم جلالتها.

وبعد عدّة دقائق من توقف البكاء الخافت، وسكون ثقيل خيّم على المكان…

بلا سابق إنذار، انفتح باب الغرفة بهدوء.

ارتفعت رؤوسهن دفعة واحدة.

 وها هي تقف أمامهن…

بشعرها الفوضوي ووجهها المتعب، نظرت إليهن بتساؤل أربكهن للحظات.

همست بصوت هادئ وضعيف، رغم حيرتها:

“هل يمكن… إحضار بعض الشاي؟”

تجمّدت الوصيفات لثوانٍ.

لم تكن تحمل شيئًا كبيرًا، لكنها بدت كخطوة…

خطوة صغيرة نحو الضوء.

تبادلت الوصيفات النظرات… وأحنين رؤوسهن برسمية لم تخلُ من الارتياح.

هتفن باحترام:

“حاضر، جلالتك…”

                      * * *

               امبراطوريه “إلوراسيڤا ” 

من اكبر امبراطوريات العالم ،وكمكمل عام شامل لجميع الإمبراطوريات هو أربعة ممالك حليفة 

مملكة لكل من الشرق والغرب والشمال والجنوب 

وفي حالة امبراطورية ” إلوراسيڤا ” هم 

“راسيا ” ، “إيرا ” ، “ڤالورا ” ، “سيلڤا ” .

الشرق: مملكة “إيرا”، المطلة على الساحل.

الغرب: مملكة “ڤالورا”، ذات السهول الواسعة.

الشمال: مملكة “راسيا”، حيث الجبال الشاهقة.

الجنوب: مملكة “سيلڤا “، أرض الغابات الكثيفة.

هذا ما كانت تتميز به كل واحدة منها…

رغم استقلالية كل مملكة، إلا أن جميعها كانت تُصنف كتوابع للإمبراطورية.

لكل مملكة ملك خاص، وقرارات مستقلة، لكنها تُصنّف ضمن الإمبراطورية الأم كتوابع .

وفي هذه الإمبراطورية…لم يكن الصراع على العرش سرًا…

بل كان حلبة مفتوحة، لا ينجو فيها إلا من يحكم قبضته على كل خيط.

 هناك متنافسان على العرش،أو لعل أحدهما فقط من يسعى إليه.

وريثا الدم الإمبراطوري:

ريجس ڤال أوميتيريا

إيثان ڤال أوميتيريا

وبصفته الابن الأكبر، كان ريجس هو ولي العهد بحكم القانون،

إلا أن قوانين الخلافة تتيح للورثة الأصغر أن ينافسوا، إن ثبت تفوقهم… أو إن لم يبقَ سوى واحدٍ منهم.

باختصار: 

“اسحق إخوتك، وانقض على التاج.”

وكان إيثان عازمًا على ذلك.

سعى لإثبات تفوقه على أخيه بكل الطرق الممكنة.

تحرك بقوة أكبر من السابق،

وكانت أولى خطواته خطوبته من أميرة مملكة “ڤالورا” – إحدى الممالك الحليفة – لتعزيز مكانته السياسية والتعاقدية.

ثم تبعتها تحالفات متناثرة مع بعض نخب الممالك الأخرى…

ازداد ظهوره الاجتماعي وتدخله في القرارات،

وأصبح على علاقة وثيقة بورثة الدوقيات الثلاث في الإمبراطورية.

لكن…

هل ظنّ أن ريجس سيبقى ساكنًا؟

بالطبع لا.

ففي ذروة نجاحات إيثان، اهتزت أركان الإمبراطورية بخبر غير متوقع:

تم إسقاط الأرشيدوق بريلاز.

أحد أعظم نبلاء الإمبراطورية.

تمت مصادرة ممتلكاته،

وإعدام كامل أفراد عائلته دون استثناء.

وكل ذلك استنادًا إلى تقرير رسمي، قدّمه الأمير ريجس بنفسه إلى الإمبراطور.

تقرير جمع بين دفتيه جرائم متراكمة عبر أجيال:

سرقات من الخزينة الإمبراطورية.

التمويل بالملايين للسوق السوداء.

تورطه المباشر في تجارة العبيد!

لكن المفاجأة الكبرى لم تكن في فداحة الجرائم…

بل في أنها ظلت مخفية طوال هذا الوقت!

فساد غطّته أجيال من عائلة “بريلاز”، منذ عهد إمبراطورين سابقين.

وكأن ريجس احتفظ بهذه الورقة منذ زمن…

ثم ألقاها حين سئم من ثقلها في يده.

ومن هنا بدأ الخوف الحقيقي…

إن كان يعرف أدق أسرار ثاني أقوى نبيل في الإمبراطورية،

فماذا عن البقية؟

” لم يرفع سيفًا، لكنه ألقى بحجرٍ في بحرٍ ساكنٍ فهدر الموج.”

دائمًا ما كان ريجس هادئًا…حتى يُلقي بقنبلته في صمت 

ثم يدوي أثرها في أرجاء الإمبراطورية.

بدت الضربة في أعين الجميع كأنها رسالة مباشرة لإيثان:

“لن ترقى إلى ما تتمنى، حتى لو ملكت التاج.”

ريجس… كان هادئًا بشكل يثير التوتر.

تتناقل الشائعات جبروته كما تتحدث عن انضباطه.

والغريب أن معظم تلك الشائعات… كانت صحيحة، بدرجات متفاوتة.

لكن لم يتم التأكيد لأنه لا يظهر كثيرًا، إلا في المناسبات الإمبراطورية الرسمية.

كانت تلك ضربة موجعة، لكن ما جاء بعدها كان أعظم.

تنازله عن الخلافة!

أمام أعين الإمبراطور المصدوم، أعلن ريجس انسحابه من طريق العرش.

قدّم تقريرًا رسميًا يُعلن فيه عن تخليه عن ولاية العهد،

وأنه يستعد لتولي منصب الأرشيدوق الشاغر الآن بعد سقوط آل بريلاز!

أعطى إيثان ما كان يسعى إليه، لا كمكافأة… بل كصدقة.

ولم يجعله يصل للمنصب بالطريقة التي أرادها.

كمن يمنح خصمه نصرًا بعد أن هزمه، ليذكّره دومًا بأنه لم يبلغه بجهده.

ومنذ تلك اللحظة، نما في نفس إيثان شعور دفين…

نقصٌ لم يشفه التاج.

وبقي متماسكا عن غيظه حتى آخر لحظة… 

وتلك الفتاة التي استخدمها استبدلها بأخرى خيانةً 

وعلناً!

مع نبيلة جديدة ! 

وعند موت الامبراطور …

 صارت الأميرة في نظره عبئًا سياسيًا وتذكارًا مزعجًا لما كان عليه .

كانت حاضرة في ذاكرة الجميع كخطيبته، الأميرة التي خطا بها أولى خطواته نحو السلطة. لكن اليوم، وقد صار قاب قوسين أو أدنى من الحكم، لم تعد مناسبة للدور. بل أصبحت تذكيرًا صامتًا لفترة ضعفٍ لم يعد يرغب بوجودها لا في حياته، ولا في ذاكرة الإمبراطورية.

لذا… صنعوا لها خيانة.

لم يكن إيثان يستطيع تنفيذ تلك المسرحية بمفرده. فحتى أكاذيب العرش تحتاج لألسنة فصيحة وأدلة تُنسَج بإتقان. ولهذا، استعان بأكثر من يتقن توجيه الضربات الصامتة:

ريجس.

ولم يرفض ريجس.

لم يدافع عنها، لم يتدخل ليمنع شيئًا، بل ساعد بصياغة الأسباب، ورتّب المشهد كما يرتب قائدٌ عسكري هجومًا لا يترك أثرًا إلا الحطام. قدم للمجلس الإمبراطوري “أدلةً قاطعة” تؤكد تورطها في مراسلات خفية مع قادة من مملكة منافسة 

كانت أدلة ملفقة مئة بالمئة، لكن صيغت بإحكامٍ لا يسمح للشك أن يتسلل.

وجاء يوم الحكم.

سُحبت من جناحها، مكبّلة،. أُوقفت أمام الملأ في ساحة القصر الكبرى، حيث اجتمع النبلاء والعامة، تحت اسم : “خائنة للعرش”.

لم تُمنح فرصة للكلمة.

لم يُقرأ دفاع.

لكنها لم تكرهه ! 

كالحمقاء…

وما إن انزل السيف على عنقها… 

حتى قُطعت صفحةٌ من التاريخ، كما تُقطع الأجنحة حين تخيفهم قدرتك على الطيران.

أُسقِطت فتاة بريئة وسط صراعات سياسية قاسية.

أُسقط الاسم، والمكانة، واللقب.

تظهر مدى قسوة وخبث العالم السياسي الذي وقع عليها 

تكشف كم هو هذا العالم قاتل…

حتى عندما لا يُشهر سيفه.

هذا ما يتعلق بالوضع الحالي لي…

أما باقي الكتاب هو عن انجازات ذلك الرجل …

كان جزءاً بسيطاً يتعلق بحياته الشخصية لكنني الآن أود تفاصيله بأكملها ! 

                ومن أنا ؟؟ 

أنا سوهي… في عالمي 

موظفة في مجال الترفيه.

والغبية التي لفتها الفضول فقرأت كتابًا يفسر ويتحدث عن نقوش إمبراطورية قديمة، كَتبه عالم آثار بعد أن جمع شتات آثارها.

وعُرِضَت جميعها في المتحف الوطني الذي كنت على وشك زيارته بعد الانتهاء من الكتاب…!

                 “قرأت… قرأت فقط.”

ولم اكن اعلم أن قراءة كتاب قد تسلبني عالمي وتلقي بي في مصير مكتوب منذ قرون ! 

صحيح ان هناك لحظات قد تغير حياتك لكن ليس هكذا … من كان يظن أن قراءة كتاب ستغير كل شيء حرفيا ؟!

ليس في شخصيتي أو نظام حياتي … بل كل شيء !

لكن أن تغيّر الزمن؟ أن تغيّر العالَم؟ أن تغيّرك أنت؟

ذلك ما لم أكن مستعدة له.

هل ابتلعني التاريخ إذاً !!؟ 

إلى عالم لا يجب أن أكون فيه !؟ 

أهذا ما يجب أن أقوله ؟! 

ومن أنا حاليا !

كايينا دي ڤالور … أميرة مملكة ڤالورا …

              “وخطيبة ذاك القمامة السابقة ! “

                 * * *

( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنينَ )

– سُبحان اللّٰه 

– الحَمد للّٰه 

– لا إله إلا اللّٰه 

– اللّٰه أكبر 

– أستغفِرُ اللّٰه 

– لا حَول ولا قوة إلا باللّٰه 

– سُبحان اللّٰه وبحمده 

– سُبحان اللّٰه العظيم 

– اللهُمَ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِك على نبينا مُحمد 

                   🪷🪷🪷

كان هاد تمهيد للقصة… شو رأيكن بالبداية؟ حابة أسمع تعليقاتكن وتوقعاتكن، كل كلمة منكن بتهمني فعلاً 🖤✨

اللي قريته هلق مو إلا البداية… واللي جاي أدهى! احكولي، شو حسيّتوا؟ وشو بتتوقعوا يصير بعد هالفصل؟ ⁦(⁠≧⁠▽⁠≦⁠)⁩

بعرف هالفصل كان طويل الشرح ، بس ضروري مشان نفهم كيف بدأ كل شي… 

رح اتأخر بالفصل الجاي بسبب ضعف النت 🙃💔