رمشتُ بدهشة.
“لماذا؟ بدون قوة الوحش المقدس…”
“سيكون من الصعب قمع ضغينة التنين الشرير. لكن، إيري، من يستطيع أن يضمن أن مثل هذا لن يحدث مجددًا؟”
كان روح شجرة العالم من أرسل الوحش المقدس إلى الأرض الموبوءة بضغينة التنين الشرير.
طالما أن روح شجرة العالم تبارك وتحمي هذه الإمبراطورية، ستستمر الوحوش المقدسة في الظهور.
لكن، ماذا لو اختفت روح شجرة العالم؟ ماذا لو توقفت عن حماية الإمبراطورية وغادرت؟
قال الدوق إن هذا المستقبل قد يكون غدًا.
لهذا السبب، قال:
“تحويل أرضنا إلى أرض يمكن العيش فيها بأمان حتى بدون وحش مقدس، هذا هو هدفي كدوق لوديان.”
خفق قلبي لحظة سماع كلامه.
“واو… مذهل.”
تحويلها إلى أرض آمنة بدون وحش مقدس.
كان هذا هدفًا لا مفر منه للدوق في غياب الوحش المقدس لفترة طويلة.
لكن إصراره على هذا الهدف حتى بعد ظهور الوحش المقدس، ليس تفكيرًا في الحاضر فقط، بل قرار ينظر إلى المستقبل البعيد، مما جعلني أعجب به لا إراديًا.
“إيري، بمَ تفكرين؟ يبدو وجهكِ كمن وقعت في حبي؟”
“فكرتُ أن الدوق رائع.”
تفاجأ الدوق بردي الصادق، فتوقف عن الابتسام للحظة.
“… حقًا؟”
“نعم. من حسن حظهم أن لها حاكمًا مثلك.”
“… آه، حسنًا.”
بدت على الدوق حيرة، ثم ابتسم لي بخجل، ابتسامة مختلفة قليلاً عن ابتساماته السابقة، تحمل لمسة من الحياء.
“كان جهدي لأجل المواطنين يستحق العناء.”
“كل مواطنيكَ يفكرون هكذا بالتأكيد. لقد بذلتَ جهدًا كبيرًا.”
جهود الدوق لأجل مواطنيهِ كثيرة جدًا، لا تكفي أصابع اليدين لعدها.
قام بإصلاح وتجديد الحدائق والمرافق القديمة، وحل جميع شكاوى الناس، وزاد عدد الحراس لتعزيز الأمن.
لتهدئة قلق المواطنين من الغيوم الداكنة، نظّم مهرجانات وأيامًا ثقافية ليتمكن الناس من نسيان همومهم والضحك ولو للحظات.
كانت مسرحية “صقيع الورد” جزءًا من هذه الجهود.
“سأبذل جهدًا أكبر لأكون عند حسن ظن المواطنين.”
“إذا كان بإمكاني مساعدتك، سأفعل.”
“حقًا؟”
“بالطبع!”
أومأتُ برأسي بقوة، فضحك الدوق بعيون منحنية.
كالعادة، كانت ابتسامته حلوة كما لو أن فرك خده سيترك السكر على أصابعي.
“وجودكِ بجانبي رائع جدًا… لا أعرف كيف تحملتُ بدونكِ.”
“ماذا؟ تحملتَ ماذا؟”
“رغبتي في التباهي والحصول على مديح المواطنين؟ حسنًا، على أي حال.”
غيّر الدوق الموضوع كأن هذا ليس المهم الآن.
“إيري، هل تكرهين الحشرات؟”
“ماذا؟ إذا اضطررتُ للاختيار، أقول إنني لا أحبها.”
عند كلامي، توقفت اليرقة، التي كانت تتحرك على المنديل، كأنها تلقت صدمة، ووجهت ما يُفترض أنه رأسها نحوي وتجمدت.
“هل تفهم كلامي؟”
شعرتُ بالذنب والإحراج، كأنني أُمسكتُ وأنا أتحدث عنها بالسوء.
أسرعتُ بالتبرير:
“لا، أقصد أنني لا أحب الحشرات لأنني عملتُ في حديقة، وكانت الآفات تُذبل الأزهار كثيرًا. لكنني أحب الحشرات مثل الفراشات والنحل التي تنقل حبوب اللقاح.”
عندها، استرخى جسم اليرقة.
شرح الدوق، لأنني لم أعرف إن كانت تشعر بخيبة أم ارتياح:
“هذا جيد. هذا الصغير سيصبح فراشة عندما يكتمل نموه.”
“فراشة؟”
تذكرتُ أنني سمعتُ ذلك.
الوحش المقدس في الشمال هو دب، في الشرق سلحفاة، وفي الغرب فراشة.
“عادةً، كان يجب أن يفقس كفراشة كاملة النمو. لكن، ربما بسبب رحلة نموه الصعبة، فقس غير مكتمل.”
“ربما…”
نظرتُ إلى الوحش المقدس، الذي كان يحاول الزحف بعيدًا عن المنديل، وسألتُ بحذر:
“هل بسبب قولي لك أن تكسر البيضة… شعر بالخطر وفقس؟”
يبدو أن توقيت فقسه كان متزامنًا مع ذلك.
لم ينفِ الدوق، ربما لأنه فكر في الأمر نفسه.
“قد يكون. أو ربما لأنه خرج من تحت جذور شجرة البرقوق، وشعر بحدود امتصاص العناصر الغذائية كبيضة.”
“آه…”
علاوة على ذلك، انقطع الخيط الذي كان يربطه بالآنسة الثانية.
ربما فقس الوحش المقدس بيأس للبقاء على قيد الحياة بعد توقف تدفق العناصر من شجرة البرقوق والآنسة الثانية.
“كما ترين، هو ضعيف جدًا الآن. إذا حاول أحدهم إيذاءه، سيموت بسهولة.”
“إذن، ماذا نفعل؟”
“يجب إخفاء أنه وحش مقدس حتى يكتمل نموه. لذا، أتمنى لو تربينه أنتِ، إيري… هل هذا مقبول؟”
آه، لهذا سألني إن كنتُ أكره الحشرات.
نظرتُ إلى اليرقة التي تزحف بحماس على المكتب.
“لا بأس. عملتُ في الحديقة وتعاملتُ مع حشرات كثيرة… آه، لا، لستُ أقصد أنني سأكسر الوحش المقدس!”
يبدو أن انطباع الوحش المقدس الأول عني كان كشخص عنيف بسبب قولي بكسر البيضة.
“هل يمكنني يومًا ما تصحيح هذا السوء فهم؟”
ارتجف الوحش المقدس، ثم بدأ يتسلق سلة الكعك بجهد.
“واو… أسرع مما توقعت.”
وصل الوحش المقدس إلى مقبض السلة، ومد جسده للأسفل، ثم سقط… ليس على الكعك، بل على كف الدوق.
“نشيط جدًا. من الأفضل إبقاؤه محبوسًا لبعض الوقت.”
“نعم؟ هل يجوز حبس الوحش المقدس؟”
“إذا تركناه حراً، قد تصرخ خادمة التنظيف وتقتله.”
هز الوحش المقدس، وكأنه يحتج، رأسه المفترض بقوة، ثم التف جسده دائريًا.
شعرتُ بالأسف لرؤيته خائفًا، فأخذته من يد الدوق وملستُ عليه بحذر.
“حسنًا، سأتولى تربيته حتى يكتمل نموه.”
“إذن، هل ترغبين بتسميته، إيري؟”
“أنا؟”
“أنتِ منقذته، أليس كذلك؟ لولاكِ، لكان لا يزال مدفونًا تحت شجرة البرقوق، ومات معها.”
فهم الوحش المقدس كلام الدوق، فرفع رأسه من كفي وأومأ نحوي مرارًا.
كان ذلك لطيفًا وحزينًا في آن واحد. لو نما بشكل صحيح، لكان فراشة، لا يرقة.
“حسنًا… سأسميه بلوم.”
“بلوم؟”
(ميري: تعني برقوق بالكوري)
“ذلك الحجر… لا، بيضة الوحش المقدس. عندما رأيتها أول مرة، فكرتُ أنها تشبه البرقوق.”
ملستُ على رأس اليرقة بطرف سبابتي بحذر وقدّت:
“من الآن، سأدعوك بلوم، أيها الوحش المقدس.”
يبدو أن الاسم أعجبه، ففرك بلوم رأسه بطرف سبابتي.
* * *
“… أيتها الدوقة المستقبلية، إن لم يكن إزعاجًا، هل يمكنني طرح سؤال؟”
كان صوت أليشا المتوتر يرتجف.
لم أحتج لسماع سؤالها لأعرف ما تريد قوله.
أخذتُ المبادرة وأريتُها بلوم، الذي كان يقضم الكرنب.
“انظري، أليشا. أليس لطيفًا؟”
“لطيف؟ ما الذي يجعله لطيفًا؟ تخلصي منه الآن!”
صاحت أليشا، فانكمش جسم بلوم دائريًا. ملستُ عليه بطرف سبابتي لأهدئه.
“لا بأس، أليشا ليست مخيفة.”
قال الدوق إن استخدام لغة محترمة مع يرقة عادية سيبدو غريبًا للآخرين، فقررتُ التحدث إلى بلوم بلغة غير رسمية.
“أنا مخيفة؟ أنا مخيفة جدًا! إذا لم تتخلصي منه، سأفعل أنا!”
“لا يمكنكِ فعل ذلك، أليشا.”
“لماذا؟”
لأنه الوحش المقدس الجديد لعائلة لوديان…
لكن، بما أنني وعدتُ الدوق بإبقاء ذلك سرًا، اضطررتُ للتفكير في عذر.
“بلوم… هو هدية من الدوق.”
تحول وجه أليشا فورًا إلى تعبير ازدراء نحو الدوق.
“رجل يهدي خطيبته يرقة…”
حسنًا، هذا الأمر يصبحُ سيءّ حقًا.
نظرتُ إلى الجبالِ البعيدةُ.
التعليقات لهذا الفصل " 35"