1
طلقني وتزوج أختي
الآن أفهم لماذا الفصل الأخير في معظم الروايات هو حفل زفافهم، لأن لا شيء يضمن أن النهاية السعيدة ستبقى سعيدة حتى النهاية.
لأنه كيف يمكن لبطل القصةصاحب الشخصية الباردة الذي يواجه صعوبة في التعبير عن مشاعره أو التواصل بشكل صحيح أن يصبح شخصاً مختلفاً تماماً ومحباً بحلول نهاية الرواية؟ تحسين الذات لا يعمل بهذة الطريقة السهلة.
تغيير عادات شخص ما وطبيعته يحتاج عملية طويلة من العمل على ذاتك، ثم أحياناً العودة إلى العادات القديمة. وا النتيجة النهائية ليست مضمونة على الإطلاق.
أحياناً كل هذا العمل الشاق ينهار مع يوم سيء واحد أو نوبة غضب، لأننا بشر، وارتكاب الأخطاء ومحاولة تحسين أنفسنا باستمرار جزء من طبيعتنا.
وبالرغم من أنني كتبت تحديداً في روايتي أن البطل الذكر داين أحب البطلة الأنثى فيكتوريا من كل قلبه وكان لهما زواج رائع في الفصل الأخير، لا شيء في حياتهما رائع الآن.
كيف أعرف؟ لا أعتقد أنها مصادفة أنني انتقلت إلى روايتي كفانيا، الأخت الصغرى للبطلة الأنثى.
ربما حتى اشاهد نتيجة قصتي التي كتبتها.
أو ربما إنها مكافأة لحياتي الأولى القصيرة…
صحيح أن حياتي الأولى انتهت بسرعة، ولكن في هذه الفرصة الثانية، على عكس أختي، لدي زواج سعيد… أو على الأقل هذا ما ظننته.
زوجي المحب والحياة المثالية التي حاولت بناءها بجد تتداعى الآن مثل قلعة رملية.
الأمر وكأنني أفتح يدي محاولة إنقاذ أي جزء صغير منها، لكنها تنزلق بين أصابعي.
ثم أنظر إلى يدي الفارغة والخاتم في إصبعي الذي كان يعني العالم لي، لكنه الآن مجرد تذكير مؤلم بالوهم الذي أغرقت نفسي فيه.
لأنه حتى الآن عندما وجدت صورة أختي الكبيرة في درج مكتب زوجي، ما زلت أعتقد بحماقة أنه مجرد خطأ بريء ولا يعني شيئاً.
لكن ربما هو خطئي أيضاً لظني أن زوجي ثيرون قد تجاوز مشاعره…
ما يجعل الأمر أسوأ أنني لا أستطيع لومه. أنا من كتبته هكذا كالبطل الذكر الثاني في الرواية الذي في النهاية سيتركها لتكون مع من تحبه حقاً.
عرفت محتوى الرواية منذ أن دخلت إلى هذا العالم، وقفت هناك في الخلف أراقب الأحداث تتكشف واحداً تلو الآخر، وأعجبت بحب ثيرون النبيل لأختي.
على عكس الآخرين، لم أحاول تغيير أي شيء لأنني كنت أعرف أن الجميع سيكون بخير في النهاية. لكنني كنت مخطئة.
ظننت بحماقة أن عرض ثيرون للزواج مني كان حقيقياً. بعد كل شيء، أربع سنوات مرت منذ النهاية الأصلية للرواية.
ظننت أنه تجاوز مشاعره تجاهها أخيراً، لأنه في حفلة ظهوري المتأخر في سن السابعة عشرة، سار نحوي بابتسامة دافئة.
نظر الجميع إلينا نرقص في انسجام ونسوا أنه في الماضي كان ثيرون متورطاً في إشاعة مع أختي الكبرى.
ابتسم الناس ظناً منهم أننا جميعاً قد وجدنا حبنا الحقيقي في النهاية، لكن هل فعلنا ذالك حقاً؟
أختي الكبرى يتجاهلها زوجها لأنه بعد هزيمة الشرير الأخير في الرواية، البلد يحتاج الكثير من الإصلاحات والتحسينات.
زوجها، ولي العهد، عاد إلى عادته في وضع واجباته أمام مشاعره.
كولي عهد الأمة، داين دائماً يضع احتياجات الآخرين أمام احتياجاته، لكنه الآن يضع احتياجات أختي في آخر قائمته أيضاً، ظناً منه أنها ستفهم رحلاته الطويلة للحدود، أو كيف يرسل أحياناً هدية باهظة لذكرى زواجهما بدلاً من أن يكون هناك شخصياً.
إجهاض أختي جعل كل شيء أسوأ، والآن هم أكثر بُعداً من أي وقت مضى. فقدت ليس طفلاً واحداً بل طفلين.
“أشعر وكأن هذه إشارة أننا لسنا مقدرين لنكون معاً… لسنا مقدرين لنكون عائلة… لأن الطفل لا يمكنه أن ينشأ سعيداً مع أم حزينة وأب غائب” قالت أختي لي ليلة وهي تبكي، بعد شجار طويل مع زوجها.
أتذكر أنه في الصباح التالي عانقت زوجي لدقائق، لأنني كنت ممتنة للحب الذي يظهره لي كل يوم.
لعدم نسيانه أي ذكرى سنوية أبداً…
لكن الآن وأنا أحمل صورة أختي في يدي، أعرف كم كنت غبية.
أخفى صورتها وزهرة مجففة في درج مكتبه الشخصي. لو لم أبحث عن ختم العائلة اليوم لما اكتشفت هذا السر.
لكن الآن، وأنا أعرف أنه ربما ما زال لديه مشاعر تجاهها، أشك في كل شيء.
هل كانت ابتسامته حقيقية؟ هل تزوجني فعلاً لأنه أحبني؟
أم كانت طريقة للبقاء في حياة أختي حتى بعد زواجها، لرؤيتها في التجمعات العائلية، ومراقبتها تكبر أمام عينيه؟
أو ربما الأمر أسوأ. تزوجني لأن لدي نفس الشعر الأشقر الطويل مثل أختي، ولأن الجميع يقول أن اصواتنا متشابهة حتى لو كانت وجوهنا مختلفة تماماً.
لكن ماذا يمكنني أن أفعل حيال ذلك؟ كنت دائماً جبانة. جبانة لم تجرؤ على تغيير أي جزء من القصة حتى عندما رأيت أختي تعاني. جبانة تريد أن تحاول مرة أخرى رغم معرفة الحقيقة لأنني لا أريد أن أفقد ثيرون، الرجل الوحيد الذي أحببته في كلتا حياتي.
حتى عندما كتبت القصة، كتبت ثيرون كنوعي المثالي: طيب، لطيف، و حنون. لكنني اخترت أن أجعله البطل الذكر الثاني فقط لأنه في كل رواية، البطلة يجب أن تعاني لتجد الحب الحقيقي.
“أحبها حقاً، لهذا قرر تركها.” هذا ما كتبته في الرواية عندما قررت إنهاء دوره كمرشح كحبيب البطلة.
وبهذا السطر فقط، أنهيت حبه من طرف واحد الذي كان مستمراً منذ أن كانا أصدقاء طفولة.
لكنني كنت مخطئة. لم يتركها تماماً. احتفظ بقطع منها مبعثرة في البيت.
الآن وأنا ألاحظ، هذا البيت فيه الكثير من الأشياء التي تربطه بشكل مباشر أو غير مباشر بأختي الكبرى.
اللوحة التي اشتراها ثيرون من الفنان الذي كانت فيكتوريا ترعاه.
كونها الشخص الذي التقطت له أكثر الصور بين ضيوف حفل زفافنا.
والمزهرية التي أهدتها لنا في زفافنا، معروضة في مكتبه، دائماً مملوءة بالورود الجديدة، وكأنه يحاول إبقاء ذكراها حية.
أعرف أنه لو واجهته، ربما سيقول أن كل هذا في رأسي وأنني الوحيدة التي يحبها. لكن يجب أن أتأكد بطريقة ما، ولدي الخطة المناسبة لذلك.
أولاً، سأغير لون شعري الأشقر الذي يشبه شعر أختي…
ثانياً، سأزيل كل أثر لها في بيتنا.
وأخيراً، سأقول أنها مرضت في ذكرى زواجنا، والتي تبعد أسبوعين. إذا فشل في هذه الاختبارات الثلاثة، سأتركه إلى الأبد.
لكن كيف يمكن أن يفشل في كلها؟
عندما غيرت لون شعري إلى البني، رد فقط: “لا تتبعي الصيحات الغبية، الأشقر يناسبك أكثر”، كل ذلك وهو يلمس شعري بنظرة غريبة على وجهه.
أو كيف تصرف عندما أزلت كل ممتلكات أختي من بيتنا. اقتحم ثيرون الغرفة بعد يوم طويل في العمل بنظرة مرعبة على وجهه.
“أين المزهرية التي كانت في مكتبي؟” سأل مباشرة دون أن يحييني أولاً.
“تقصد هدية الزواج التي أعطتنا إياها فيكتوريا؟” أجبت، متظاهرة بالغباء. “حسناً، ظننت أن الوقت حان لتغيير مكتبك قليلاً.”
“حبيبتي، أعرف أن تغيير ديكور البيت من وظائف سيدة البيت، لكن مكتبي مساحتي الشخصية، وكما تعرفين، لا أحب تغيير أي شيء…” شرح ثيرون نفسه.
“أنت محق، هناك أشياء شخصية كثيرة في مكتبك” قلت وأنا أضع فنجان الشاي. “إذن حبيبي، هل تريد ان اعيد المزهرية؟” سألته وأنا أنظر مباشرة في عينيه بابتسامة كبيرة، لكن إجابته كانت “نعم من فضلك”، مما خيب أملي.
في تلك اللحظة أردت أن أنفجر غضباً، لكنني كبحت نفسي لأنه كانت هناك فرصة واحدة متبقية.
عائدة إلى هذه اللحظة، عندما أنظر إلى الكرسي الفارغ على الجانب الآخر من الطاولة التي زينتها بجمال لذكرى زواجنا، لا أستطيع إلا أن أشعر بطعم مر في فمي.
أستمر في عض شفتي غضباً، متذكرة الكلمات التي قالها لي بينما كنا نتناول العشاء في البيت الزجاجي عندما جاءت خادمة لتقول أن أختي مرضت.
رفضت عمداً الذهاب معه لرؤيتها، قائلة أنه يوم مهم لنا وسأراها غداً. لكنه ناداني “أنانية”، قائلاً أن أختي تحتاج الكثير من الدعم منذ إجهاضها الثاني.
وبذلك، كان واضحاً أن حب حياتي سيضع أختي فيكتوريا فوقي دائماً.
لذلك أخرجت أوراق الطلاق التي أعددتها قبل أسابيع، و وقعت بجانب اسمي، ثم حزمت حقيبة صغيرة وانتظرته عند البوابة الأمامية.
“أطلب الطلاق” قلت وأنا أسلمه أوراق الطلاق بمجرد عودته ذالك المساء.
“لا أفهم لماذا تريدين الطلاق. هل أسأت إليك؟” سأل ثيرون بتعبير قلق.
“لا” أجبت و انا أنظر إلى أوراق الطلاق في يدي.
“إذن لماذا؟ هل تقومين بنوبة غضب لأنني تركت في منتصف عشائنا؟” سأل ثيرون بسخرية.
‘نوبة غضب؟’ فكرت في نفسي وابتسمت، ثم جمعت الشجاعة ببطء لأفتح فمي. “أختي، فيكتوريا، ستترك زوجها قريباً، مما يعني أنك ستحصل على فرصة لتكون مع الشخص الذي تحبه حقاً… لذلك سأسألك للمرة الأخيرة… طلقني وتزوج أختي.” وهكذا قلت تلك الكلمات التي لم أكن اعنيها حقاً، لأنه حتى الآن لا أستطيع النظر الى التعبير الذي يبدية.
هل هو حزين لأنه خدعني؟ أم أنه سعيد لأنني راحلة؟
قررت ألا أنظر حتى النهاية وحملت حقيبتي وتركته.
الرجل الذي أحبه…
البيت الذي ملأناه بالذكريات…
و ذهبيت بعيداً عن الشخصيات الرئيسية لهذه الرواية اللعينة…
***
Instagram: Cinna.mon2025
مرحباً بالجميع، هذه قصة قصيرة كتبتها لمسابقة على موقع Wattpad. نهايتها مفتوحة لأن هذا كل ما استطعت أن أضعه في قصة قصيرة لا تتجاوز 2000 كلمة وفقاً لقواعد المسابقة.
أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بهذه القصة القصيرة، وأراكم قريباً.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 1 - الفصل الوحيد 2025-08-14
التعليقات لهذا الفصل " 1"
رغم انها قصة قصيرة بس لازم اعترف ان ابداعتك ملهاش حل