Chapters
Comments
- 1 2025-08-18
الفصل الأول: عودة الظلال
الغرفة كانت هادئة، صمتها ثقيل وكأن الجدران نفسها تحرس أسرار الماضي.
تسلّل شعاع ضوء باهت عبر ستائر الحرير، يلامس وجه يونا. عيناها تفتحان ببطء، تلتقطان تفاصيل الغرفة كما لو كانت لأول مرة تراها، لكنها تعرف كل زاوية، كل خيط في هذا المكان. قلبها ينبض بعنف، لا بخوف، بل بعزم يلوح كلسعة برق في جوف الليل.
قبل لحظات… كانت النهاية.
موتٌ بارد، خيانةٌ مدبرة بعناية، وذكريات مأساوية تتساقط كأوراق الخريف.
والآن، عادت… عادت إلى البداية، إلى اللحظة التي تبدو للآخرين بسيطة، لكنها بالنسبة لها نقطة الانطلاق نحو المصير الذي لم يُكتب بعد.
العالم نفسه بدا مختلفًا، لكنه في جوهره كما تركته: خائنون، أعداء، وعرش ينتظر من يستحقه.
وقفت يونا، تتلمس الجدران الباردة بأطراف أصابعها، كل ملمس يُعيد إليها صدى خطواتها السابقة.
كل ظل، كل زاوية… تهمس باسمها، تذكرها بكل خيبة وكل وعدٍ لم يُنفذ.
همست لنفسها بصوت خافت:
“لن أكون أداة بعد اليوم، لن أكون ضحية لأحد.”
لكن صوتها لم يكن خجولًا، بل محفوفًا بالصلابة، بالثقة التي اكتسبتها من التجربة التي لم تمنحها الحياة السابقة.
خرجت من الغرفة، خطواتها خافتة على الأرضية الباردة، لكنها كانت خطوات امرأة تعرف طريقها إلى العرش.
في الممر الطويل، رأتها اللوحات، صور أسلافها، كل واحد منهم يحدق فيها كأنه يراقبها، يختبرها.
تذكرت كل كلمة، كل همسة خيانة، وكل ابتسامة مزيفة قادتها إلى السقوط… لكنها لم تسمح لها بالارتجاف.
وصلت إلى الباب الكبير، وهناك كان هو.
الملك أركان، بارد، كالجليد الذي لا يذوب، عيناه كأنهما تخترقان روحها قبل جسدها.
ابتسامة خافتة تلون وجهه، لكنها لم تصل إلى عينيه، لم تكشف شيئًا من نواياه.
كانت المرة السابقة سبب سقوطها… والآن، يبدو أنه الحجر الذي يجب أن تصعد عليه لتصل إلى المجد.
توقفت للحظة، تتأمل ملامحه، تتذكر كيف كانت ضعيفة أمام قوته، كيف كانت الكلمات والحركة الوحيدة كافية لتقودها إلى الخراب.
لكن اليوم، مختلفة… اليوم، تعرف كل تحركاته، كل نواياه، كل الأسرار التي لم يبوح بها لأحد.
ابتسمت يونا، ابتسامة مليئة بالتحدي والإصرار، وقالت بصوت ثابت:
“لقد عدت… والآن سأعتلي العرش.”
أركان لم يتحرك، لكن الهواء حوله بدا مشحونًا بشيء لم تفهمه، شيء يشبه الصراع القادم.
صمت طويل، كأن العالم كله يوقف أنفاسه، والسهوب البعيدة تهمس بمقدمة صراع لم يبدأ بعد.
يونا أدركت في تلك اللحظة شيئًا واحدًا.
العودة لم تكن مجرد فرصة… بل بداية أسطورة ستتذكرها الأجيال.
أمامها عقبات، خيانة جديدة ربما، قوة غير متوقعة، وربما قلب لا يُسيطر عليه.
لكن هذا لم يضعف عزيمتها.
لقد تعلمت أن القوة ليست في الخضوع، بل في معرفة متى تضغط ومتى تتراجع، ومتى تهزّ العالم بصمتك الخاص.
ومع كل خطوة تخطوها نحو الممر الطويل المؤدي إلى القاعة الكبرى، شعرت بأن كل حجر، كل شعاع ضوء، وكل همسة في الهواء… يشير إلى شيء واحد:
أن مصيرها لم يعد بيد أحد سواها.
في تلك الليلة، حين أغلقت يونا باب غرفتها، لم تغلقه فقط على الماضي، بل فتحت نافذة إلى المستقبل الذي ستصنعه هي.
المستقبل الذي سيشهد صعودها، ليس كأميرة عادية، بل كملكة، امرأة لا يعرف الخوف طريقه إلى قلبها.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات