ما إن جلست كايرا إلى المائدة حتى أدركت فورًا لماذا طلبت منها إيثيل أن تبدّل ملابسها قبل كل شيء. فرائحة الطعام الذي ملأ المائدة كانت استثنائية إلى حدّ لا يُستهان به.
لو لم تبدّل ملابسها، لاضطرت إلى فكّ حزامها لتأكل براحة، حتى لو بدا الأمر غير لائق.
“أحسنتُ صنعًا بتبديل الملابس.”
“لم تتذوقي لقمة بعد.”
“ليس من الضروري أن أتذوق لأعرف.”
لقد كانت كايرا ترافق إيثيل منذ وقت طويل، حتى أنها باتت قادرة على تخمين مدى لذة الطعام من لونه فقط.
وبينما كانت تحدّق في أطعمة غريبة مثل قلي السمك والعجينة البيضاء، توقّف نظرها عند كوب حديدي خشن.
“ما هذا؟”
“كنت أعلم أنك ستسألين عنه أولًا.”
ابتسمت إيثيل بلطف حين التقت عيناها بعيني إيلان.
حتى مونتي أومأ برأسه كما لو أنه توقع ذلك.
ولم تنتظر كايرا أكثر، إذ أمسكت بالكوب ورفعته إلى شفتيها مباشرة.
غَرْفٌ، غَرْفٌ، غَرْفٌ.
“… آااه!”
توسّعت عينا كايرا بدهشة، وقالت بانفعال:
“يا إلهي، إيقي، هذا مذهل!”
كانت أشهر المنتجات في دوقية مور هي النبيذ، لدرجة أن شعار العائلة يضمّ شكل قطرةٍ، ما يعكس علاقتها الوثيقة بالنبيذ والشاي.
ولذا، لم يكن من المستغرب أبدًا أن يكون أول ما تذوقته كايرا هو البيرة.
“ما هذا؟”
راحت تقلّب الكوب بفضول وهي لا تزال تبدي إعجابها به.
لم يكن الطعم المنعش هو ما فاجأها فقط، بل الكوب البارد بحد ذاته أثار دهشتها.
“لم أذق شيئًا كهذا من قبل! إنه يختلف كليًا عن النبيذ أو الويسكي. مهلاً، هذا شراب كحولي، أليس كذلك؟”
أجابت إيثيل وهي تراقب ردة فعلها برضى:
“نعم. إنه شراب مصنوع من الشعير.”
“شعير؟ شعير حقًا؟”
اتسعت عينا كايرا بدهشة أخرى، وكأنها تسأل كيف يمكن أن يصدر هذا الطعم من الشعير.
“لم أذق من قبل شرابًا بهذه الخفة والانسيابية. ما الوصف المناسب له؟”
“منعش؟”
“نعم، هذا هو!”
صفقت كايرا إعجابًا بالتعبير الدقيق، ثم تابعت وهي تقلّب الكوب مجددًا:
التعليقات لهذا الفصل " 70"