كان الدم يتقطر من فم “شين”، ظهره مُرتطم بشجرة قديمة، وعيناه بالكاد تبصران بعد الضربة الأخيرة.

الخصم، المقاتل من عشيرة اللهب الأزرق، تقدّم نحوه بهدوء، كمن تعوّد على قتل من هم أضعف.

سحب خنجرًا صغيرًا، حادًّا لدرجة أن الهواء حوله بدا وكأنه يتشقق.

 بداخلك أقوى منك… ولهذا ستفنى.

لا أحد يترك ختم الرماد حيًّا… ليس وأنت خارج الطوائف.”

اقترب أكثر، ورفع الخنجر.

شين لم يتحرك. جسده لا يستجيب.

في داخله، كان الرماد يهمس، لكن الصوت هذه المرة كان مختلفًا… أكثر حزنًا، كأنه لا يريد الانطفاء معه.

وقبل أن ينزل الخنجر…

“هذا ليس يومه.”

انطلقت الكلمات كطلقة، وصداها ضرب صدور الأشجار.

ظهر رجل من بين الظلال، مغطى برداء أسود، وجهه نصفه مغطى، ونصفه الآخر مشوّه بندبة قديمة.

المقاتل من اللهب الأزرق تجمد، ثم تراجع خطوة وهو يضغط على الخنجر.

أنت… من أنت؟!”

رد الغريب بصوت بارد:

“نسيت الأسماء… لكن تذكّر هذا: لا تقترب من المختار، إن لم تكن مستعدًا للموت معه.”

ثم رفع إصبعه.

وفي لحظة، اهتزّت الأرض تحت شين، وخرج من تحت جذور الشجرة تابوت حجري صغير، كان مخفيًا منذ قرون، محفور عليه نفس الرمز الموجود على صدر شين…

دائرة رمادية غير مكتملة.

انفتح التابوت ببطء، وداخل غلافٍ من الرماد الخالص، كان سيفٌ طويل، رمادي اللون، كأن المعدن نفسه صُنِع من غبارٍ عاش ألف معركة.

السيف ارتفع من تلقاء نفسه… واتجه نحو شين.

حين لمسه، اختفى كل ألم.

الكي بداخله اشتعل.

الختم في صدره كَمُل. الدائرة أصبحت تامة، وانطلقت منها شقوق ضوء رمادي غمرت جسده.

سيف الرماد… اختار سيده.

الخصم تراجع، وعيناه ترتجفان.

“هذا… مستحيل! السيف لا يُفتح إلا عند اكتمال السبعة! أنت لست…!”

لكن الغريب قاطعه:

“لقد تحرك السيف… وأنت ما زلت تتكلم؟”

رفع الغريب إصبعه مرة أخرى، لكن المقاتل اختفى بخطوة كيّ.

شين، الذي كان لا يزال على ركبتيه، أمسك السيف بيده اليمنى.

كانت قبضته ترتعش، لكنه لم يسقط.

سأل بصوتٍ مبحوح:

…من أنت؟”

الرجل الغامض لم ينظر إليه مباشرة، بل قال:

“اسأل نفسك أولاً… من أنت؟

ختم الرماد اختارك، لكن الثمن لم يُدفع بعد.

سأتبعك من بعيد. لكن تذكّر… المرة القادمة، إن خسرت، لن يأتي أحد.”

ثم اختفى.

في مكان آخر، في قاعة منسية داخل معبد قديم، فتحت عيون تسعة رجال جالسين على عروش مختلفة.

واحد منهم قال:

سيف الرماد… عاد للظهور.

ولم يختر من طوائفنا… بل من الشوارع.