Chapters
Comments
- 4 - سيف لم يُخلق للجبناء 2025-04-18
- 3 - خطوات في الظل 2025-04-18
- 2 - الفصل الثاني: نبض الرماد الأول 2025-04-17
- 1 - جائعٌ بين الركام 2025-04-17
عرض المزيد
كانت الرياح تزأر في أزقة “هوان” الخلفية، حيث يسكن النسيان وتنام الأرواح الجائعة. في زاوية متهالكة من أحد الجدران الطينية، تحت كومة قش مبتلّة، كان هناك فتى نحيل، بالكاد يبلغ السادسة عشرة، يضم ركبتيه إلى صدره ويتنفس بصوتٍ كأن فيه دخان رماد.
اسمه؟ لم يكن له.
كانوا يسمّونه في السوق “الكلب”، وأحيانًا “الوباء”، لكنه قرر ذات يوم، من تلقاء نفسه، أن يكون اسمه شين. لا أحد أعطاه الاسم، ولا أحد اهتم، لكنه تمسّك به كأن فيه هويّته، كأن فيه خلاصه.
جوعه لم يكن عاديًا، بل جوعًا يأكل من روحه.
الطعام لا يُعطى للمشردين، والضرب عادة يوميّة.
أحيانًا كان يسرق، وأحيانًا كان يسرق منه الجوع حتى القدرة على التفكير.
في تلك الليلة، والسماء تمطر بنصالٍ باردة، سمع شين أنينًا قادمًا من الزقاق المقابل. صوته كان غريبًا، كأنه لا ينتمي لهذا العالم.
اقترب بهدوء، خطواته خفيفة كظلّ، وإذا برجل طاعن في السن، بوجهٍ شاحب وعيون نصف مغمضة، ملقى على الأرض.
كان يحتضر.
في صدره طعنة غائرة، وفي يده لفافة سوداء، محاطة بخيوط طاقة داكنة.
اقترب شين منه، لا مدفوعًا بالرحمة، بل بأمل في أن يجد نقودًا أو طعامًا.
لكن الرجل رفع يده فجأة وأمسك ذراعه بقوة خارقة لرجل على مشارف الموت، وقال بصوت أجشّ مشوّه:
انت… آخر من رآني… وهذا يعني أنك المختار… ختم الرماد… لا يُورث إلا للمحرومين من كل شيء…”
عندها، وضع اللفافة على صدر شين، وبدأ يتمتم بكلمات غريبة، بلغة لا تنتمي لأي لسان عرفه.
وفجأة، شعَر شين بحرارة تشتعل في عموده الفقري، كأن لهبًا اخترق قلبه.
انفجرت صورٌ داخل رأسه: جبال تنهار، رجال يصرخون، وأعين تضيء بلون الرماد.
ثم سمعه… صوت داخلي، عميق، هادئ كالموت
“ختم الرماد السابع قد فُتح…”
وسقط العجوز جثةً هامدة، كأن مهمته انتهت.
شين جلس مكانه، عاجز عن الحراك، ينبض جسده بألمٍ جديد، ألم لا يشبه الجوع، بل كأن شيء داخل عظامه يعيد ترتيب نفسه.
في اليوم التالي، وقف أمام بائع في السوق، محاولًا أن يمد يده لسرقة قطعة خبز.
لكن الحارس الذي لطالما كان يسحقه ضربًا، أمسك به.
رفع عصاه ليضربه كما يفعل كل مرة.
لكن شين، هذه المرة، أمسك العصا بيده.
يده ارتجفت… لكنها لم تتركها.
ضغط بقوة…
فـتـكـسّـرت.
الناس تجمهروا.
شين لم يهرب.
نظراته كانت مختلفة، لا خوف فيها… ولا رحمة.
الحارس، الذي اعتاد على إذلاله، تراجع بخطوة، ثم أخرى،
وعيناه ارتجفتا.
كأن أول مرة يرى هذا الفتى… ليس كـ “الكلب”، بل كشيء آخر.
كـ ظلٍّ قادم من الرماد
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل "1"