6
“واو… جو غير متوقع”.
تمتمت شيري وهي تدخل الغرفة بعد انتهاء التفتيش.
في منتصف الغرفة، طاولة وكرسي بحجم مناسب للأكل أو صنع شيء ما.
“ما هذا؟”
كانت هناك ورقة بيضاء بارزة على الطاولة.
أمسكتها بفضول، فظهرت نافذة حوار شفافة أمام عينيها.
تراجعت مذهولة، لكن النافذة بقيت. كُتب عليها بالأسود:
[ما اسم الزائر؟]
“ما هذا أيضًا؟”
[هل اسم الزائر “ما هذا أيضًا” صحيح؟]
“لا، لا! إلغاء! شيري بلوسوم!”
[هل اسم الزائر “شيري بلوسوم” صحيح؟]
“نعم!”
[مرحبًا بالزائر “شيري بلوسوم”.]
ذكرت شيري اسمها المستعار في الألعاب دون تفكير.
النافذة الشفافة والجمل الباردة تشبه مقدمة لعبة.
[القصر مليء بالفخاخ والوحوش التي أثارتها الساحرة. يجب على الزائرة شيري بلوسوم تجنب الفخاخ، هزيمة الوحوش، والوصول إلى الجسر المؤدي إلى البرج في الطابق الرابع.]
“الطابق الرابع؟ جسر البرج؟”
[في البرج شخص ينتظرك. هدف شيري بلوسوم هو إنقاذه وقيادته إلى نهاية سعيدة.]
“آه، الأمير. أنا أعلم ذلك بالفعل”.
أومأت شيري.
فأظهرت النافذة الجملة التالية بسرعة.
[أقرب غرفة عند مدخل كل طابق تحفظ حالة شيري بلوسوم. إذا وقعت في فخ أو هُزمت من قِبل وحشٍ ومتِّ، ستنتقلين إلى هذه الغرفة وتستيقظين.]
“موت؟ يمكنني الموت…؟ إذًا هذه نقطة إحياء؟ نقطة حفظ؟”
[كما أن حفظ الحالة يمنح تأثير الشفاء. لذا، من الأفضل زيارتها عند كل طابق.]
“شفاء… آه! بالمناسبة، الجرح من الشوكة اختفى. منذ متى؟”
[يمكن لشيري بلوسوم تجهيز أسلحة وإكسسوارات لاختراق القصر. تحققي من التجهيز في أسفل يمين مجال رؤيتك. ستحصلين عليها تدريجيًا.]
نقرت شيري لسانها وقالت أنها لعبة.
حافة الرؤية مشوهة شفافة إن لم تنتبه.
“قال أنني سأتكيف، فجعل الوضع لعبة لهذا السبب”.
تذمرت شيري مستذكرة كلام الملك الأول.
[أثناء استكشاف القصر، ستجدين عناصر أخرى غير الأسلحة والإكسسوارات.]
“مثل هذه الورقة؟”
فتحت الورقة، فكانت مليئة بحروف غير قابلة للقراءة.
بينما تحدق فيها، ظهرت نافذة حوار فوقها وترجمت إلى كلمات مألوفة. قرأتها شيري ببطء:
**مأساة العاصمة المقدسة أستيين 1**
شعب هذا العالم بنوا دولة للأمن و السلام في أنحاء القارة وسموها أستير.
تنافسوا بالقوة الممنوحة لهم، واختاروا الأقوى زعيمًا.
أعلن الزعيم استخدام القوة لنشر الخير في لقارة.
فسموه رئيس الكهنة والقوة القوة المقدسة.
“مأساة العاصمة المقدسة أستيين… ما المحتوى؟ لكنها مرقمة؟ في الألعاب، يجب جمعها للنهاية السعيدة. هنا كذلك؟”
[الورقة المكتسبة تُحفظ في “السجلات”.]
اختفت الورقة فجأة، فالتفتت شيري مذهولة، لكن النافذة قالت ذلك.
فكرت في “السجلات”، فعادت الورقة إلى يدها.
“واو… مذهل. هل المخزون يعمل هكذا؟ يصبح الوضع ممتعًا تدريجيًا”.
باعتبارها لعبة، اختفى الجو المظلم، وارتفع حماس المغامرة.
لامست الأثاث محاولة التفاعل، فمرت شروحات سريعة:
سرير، مكتبة… بعد الاستكشاف، فهمت طريقة اللعب وقالت:
“فهمت طريقة سير الأمور تقريبًا. مبنية بنمط أداة آر بي جي ميكر*”.
*شرحتها لكم بأول فصل يوم قالوا بنت عمها اقترحت عليها لعبة*
[نأمل أن تكون الزائرة شيري بلوسوم المنقذة. انتهى الدليل الأساسي. حظًا موفقًا.]
“حظ؟ لحظة… يا هذا، ألست تسخر مني؟!”
صرخت من الشك المفاجئ، لكن النافذة لم تظهر.
خرجت شيري من الغرفة مائلة الرأس.
على أي حال، يجب الوصول إلى الطابق الرابع، الطريق طويل.
في مثل هذه الألعاب، يجب جمع المعلومات والعناصر وحل المشكلات.
فخاخ ووحوش، كيف أستعد؟
و بينما كانت تفكر، غاصت قدمها فجأة.
“كرييك”، صوت الأرضية الخشبية غريب.
انشقّت شقوق وتكوّن حفرة بحجم غطاء مجرى في منتصف الممر.
سقطت شيري دون مقاومة.
“آآآه! مجنون، فخ!”
كان علم الموت ساري المفعول.
أدى الفخ الأول دوره بإتقان.
الفصل الثاني: جامعة النهايات السيئة
“آآآه! كان فخًا!”
صرخت شيري وهي تغمض عينيها بقوة من الشعور المريع بالسقوط.
لكن صرختها خابت؛ توقف صوت الريح الذي كان يرن في أذنيها.
كان يجب أن يصطدم جسدها بالأرض الآن، لكن شيئًا لم يحدث.
ترددت في فتح عينيها.
شعور مشابه للاستيقاظ نصف نائم عندما يقترب وقت المنبه، لكن لا تزال هناك دقيقة واحدة.
تغطي نفسها بالغطاء وتئن، ثم يرن المنبه بصخب.
كم كانت تشعر بالإحباط حينها.
خافت شيري أن تفتح عينيها وترى الأرض أمامها مباشرة، أو جسدها المصاب بعد الصدمة القوية.
“لكن… هل يستغرق السقوط كل هذا الوقت؟”
بين الخوف والشك، شعرت فجأة أن الوقت طال أكثر من اللازم.
ففتحت عينيها بشجاعة، فوجدت شيئًا غريبًا تمامًا عما توقعت.
كلمات رمادية تتلألأ.
تبدو مشابهة لتلك في نافذة الحوار.
وحتى المحيط غريب.
مهما سقطت في حفرة، لا يمكن أن يكون الظلام بهذه الكمالية.
ظلام نقي بلا أي لون.
لذا برزت الكلمات الرمادية أكثر.
**[نهاية 15: السقوط الفارغ]**
“نهاية… السقوط؟ ماذا يعني هذا؟”
ما أن أدركت شيري الكلمات الرمادية العائمة، حتى تشقق الفراغ الأسود وبدأ الضوء يتسرب.
اختفى الظلام، وظهرت غرفة نقطة الحفظ التي كانت فيها منذ قليل.
كأنها لم تسقط في حفرة سوداء أبدًا، استيقظت شيري على سرير الغرفة وهي ترمش بعينيها.
“ها؟ هل كان حلمًا؟ لا… لو استيقظت من الحلم، لكنت في غرفتي”.
التفتت لتتأكد من الأغراض، فرأت نفس الغرفة.
تدحرجت شيري ونهضت.
“غريب. ماذا كان ذلك السقوط إذًا؟”
شعور كأنها تحلم بعيون مفتوحة.
حتى خرجت من الغرفة، كانت ترتجف وتتذمر.
بعد خطوات قليلة، أطلقت تنهيدة طويلة.
الحفرة السوداء في منتصف الممر تثبت أن الفخ لم يكن وهمًا.
كمقولة النظر إلى الهاوية، لا يُرى شيء في الظلال الداكنة.
حفرة بلا قاع.
مرّت بحذر، ثم فتحت فمها دون تفكير:
“لو سقطت هنا، لمتّ حقًا… آه”.
التفتت مذهولة من كلامها.
رأت الباب الذي خرجت منه قبل قليل.
“نقطة… لحفظ!”
كما قالت النافذة، الغرفة التي استيقظت فيها هي نقطة الحفظ فعلاً.
سحبت شيري شعرها وهي تدرك الوظيفة أسرع مما توقعت.
بعد الفخ، استيقظت في غرفة الحفظ، أي أنها ماتت وعادت حقًا.
معرفة أن الموت يتربص بها في أي لحظة لم تكن ممتعة أبدًا، حتى لو لم تشعر بألم.
تجولت شيري بنظرة مقرفة في الممر.
الديكور الملون الهادئ لا يوحي بموت شخص للتو.
لذا بدا غريبًا.
“هاا… يجب أن أكون حذرة جدًا”.
تنهدت شيري وضربت الأرض أمامها بقدمها اليمنى.
“اضرب الجسر الحجري قبل عبوره”، خوفًا من انهيار الممر مرة أخرى.
في الألعاب، قد تنبثق أشواك فجأة، فوجهت كل تركيزها إلى الأرض.
لهذا لم ترَ شيئًا أزرق حادًا يتدلى بين الحرير على السقف.
“سووش”.
مع صوت شرير يقطع الهواء، رفعت رأسها تلقائيًا.
لكن فات الأوان.
فأس ذو حدين يطير في قوس كالبندول¹ أمام عينيها.
¹ البندول Pendulum هو جسم معلق بحبل أو سلسلة، يتأرجح ذهابًا وإيابًا بحركة منتظمة ومتكررة تحت تأثير الجاذبية (مثل ساعة البندول القديمة). وهو تشبيه حركي، يُستخدم لوصف طريقة طيران الفأس بدقة وبشكل يُثير الرعب
مقبض مزخرف بدقة، وشفرة رمادية فاتحة تلمع تحت ضوء الشمعدانات – لو رآها محارب، لمدح صيانتها، لكن بالنسبة لشيري، مجرد فخ مزعج ونهاية سيئة أخرى.
“يا أيّه―”
صاحت بباقي الشتائم في الفراغ الأسود القادم.
* * *
**[نهاية 36: التدمير الوحشي]**
أغلقت شيري الباب بقوة بوجه معبّس.
رنّ صوت خبط حتى نهاية الممر.
عندما طار الفأس، أغمضت عينيها خوفًا وأدارت رأسها.
كان يجب أن يخترق صدرها ويأتي ألم مريع، لكنها لم تشعر بشيء.
فتحت عينيها قليلاً ظنًا أنه مثل السقوط، فرأت كلمات رمادية عائمة.
نهاية مختلفة بسبب فخ مختلف.
♤♧♤♧♤♧♤
التعليقات لهذا الفصل " 6"