هذا الصباح كان مختلفاً عن غيره، لأنني استيقظت بين ذراعي ثيودور…
كنت أشعر بأنفاسه الخفيفة على وجهي و دفء جسده…
ذكريات ما حدث الليلة الماضية عادت فجأة إلى ذهني وجعلتني أغطي وجهي من الإحراج.
هذه كانت المرة الأولى التي أرى فيها هذا الجانب من ثيودور.
نظرت إلى جانبه من السرير واستمررت في التحديق فيه.
لمست خده وابتسمت، ما زلت غير قادرة على تصديق أنني عدت الى جانبه أخيراً.
سحبني أقرب إليه بينما كانت عيناه ما زالتا مغلقتين وبدأ قلبي ينبض بجنون مرة أخرى.
والآن بما أنني لا أستطيع الهروب من عناقه، استلقيت وفكرت فيما حدث بالأمس…
معاهدة سلام… هذا ما طلبه ثيودور مقابل ترك زيرون وعائلته أحياء ومواصلة الحكم.
تتضمن المعاهدة 100 عام من السلام مع الدول المجاورة.
طلب ثيودور أيضاً من أمة التنانين عدم استعباد الدول الأخرى التي استولوا عليها وبدلاً من ذلك دمجهم في مجتمعهم.
لحسن الحظ وافق زيرون من أجل سلامة زوجاته وأطفاله.
بمجرد توقيع المعاهدة، عدنا إلى موقع المخيم القريب وحدث شيء ما…
بمجرد أن دخلنا إلى خيمتنا قبّلني… ثم قبلني مرة أخرى ومرة أخرى دون توقف.
دفعته قليلاً لألتقط أنفاسي ورأيت النظرة التي كان يصنعها.
‘أريدك’ هذا ما كانت نظرته الثاقبة تخبرني به.
لذا أرخيت قبضتي واستسلمت له.
من كان يعلم أن ثيودور صاحب الوجه الحجري يمكن أن يصنع مثل هذا التعبير.
وهكذا كانت ليلتي الأولى مع ثيودور، ربما لعب اختطافي دوراً في إثارة مشاعر ثيودور، لذا بمعنى ما يجب أن أكون ممتنة لزيرون لجعل حب حياتي يدرك أخيراً مشاعره تجاهي.
لكن ماذا لو فعل هذا بسبب الأندفاع؟ ماذا لو عاملني ببرودٍ مرةً أخرى عندما استيقظ؟
لا أعتقد أنني يمكن أن أعود أبداً إلى ما كنا عليه بعد ما حدث الليلة الماضية.
ليس بعد سماعه يعترف بحبه لي…
ليس مرة واحدة بل عدة مرات…
لهذا سأثير ضجة إذا تصرف كما لو أن شيئاً لم يحدث.
“صباح الخير آنا…”، قال ثيودور مقاطعاً أفكاري.
هاه؟ لماذا يبتسم؟ ولماذا يبدو لطيفاً جداً؟
“صباح الخير… لك أيضاً”، قلت بطريقة غريبة لأنني فوجئت بجماله للمرة المليون.
“لا بد أنك جائعة، سأذهب لأحضر الفطور”، قال ثيودور ونهض ليرتدي ملابسه.
نظرت في الاتجاه الآخر لأنني حتى الآن لم أفهم إذا كان يتصرف كما لو أن شيئاً لم يحدث أم أن تلك الابتسامة كانت ضوءاً أخضر للفصل الجديد من حياتنا الزوجية.
“يجب أن ترتاحي بعد ما حدث الليلة الماضية”، قال وانحنى ليقبل خدي قبل أن يرتدي سترته ويخرج من الخيمة.
مااااااااااااااذا!!!! لا أستطيع تصديق ما حدث! أخيراً قبلني كشريكة حياته.
استمررت في ضرب الوسادة من السعادة.
ثم توقفت فجأة ونظرت إلى ملابسي، أحتاج أن أبدو جميلة حتى لا يغير رأيه.
نهضت وبدأت في تحضير نفسي، حتى أنني حاولت صنع ضفيرة لطيفة، لكنها كانت فوضوية جداً.
أتذكر أن خادمتي لينا كانت تصنع ضفيرة في ثوانٍ معدودة، لكنني لا أستطيع مهما حاولت.
استمررت في النظر إلى انعكاسي بخيبة أمل حتى دخل ثيودور فجأة إلى الخيمة.
كان يحمل صينية مليئة بالطعام في يده ووضعها على الطاولة.
“إحم”، نظفت حلقي وحاولت التصرف بشكل طبيعي وجلست بجانبه.
مددت يدي نحو الخبز والمربى وتجنبت التواصل البصري لأنني لم أكن راضية عن مظهري.
لكن عيني ثيودور استمرتا في متابعة كل حركة لي، ولم يكن يأكل حتى.
“تبدين جميلة”، قال ثيودور فجأة وكدت أختنق باللقمة التي تناولتها.
ناولني كأساً من الماء ثم مسح فتات الخبز من جانب شفتي و هو يبتسم.
“لستِ مضطرة للمحاولة، أنت دائماً جميلة”، قال وهو يضع خصلة شعر خلف أذني.
هذا الرجل متى تعلم الكلام بهذه الطريقة؟ فكرت بالكاد أبتلع الماء.
“آنا؟ أناستازيا! لماذا لا تقولين أي شيء”، قال ثيودور بابتسامة ماكرة.
وضعت قطعة جبن في فمه لأجعله يتوقف عن الكلام، واستخدمت يدي كمروحة لأبرد نفسي.
منذ ذلك اليوم، قرر ثيودور أن يصبح الزوج المحب الذي تمنيته دائماً.
الطريقة التي ينظر بها إليّ، الطريقة التي يمسك بها يدي، النبرة التي ينادي بها اسمي، أظهر حبه لي بكل طريقة ممكنة.
أحياناً أظهره أكثر من اللازم.
كنت أستطيع الشعور بأن زملاءه في العمل كانوا غير مرتاحين عندما وضع كرسيي بجانبه في الاجتماعات المهمة.
أو عندما ساعدني في ربط رباط حذائي أمام الجميع.
لكن لا أستطيع الكذب، أحببت الاهتمام الذي أظهره لي.
وأحب هذه النسخة الجديدة من ثيودور.
“لذيذ، ذكرني ما الذي في هذا الحساء الذي يجعل طعمه جيداً جداً؟”، سألت ثيودور في أحد الأمسيات أثناء تناول العشاء.
“إنه توابل خاصة طلبتها خصيصاً من دولة مجاورة من أجلك… ومن أجلك فقط”، أجاب.
“شكراً، طعمه رائع”، أجبت وبدأت في تناول ملعقة أخرى.
زوجي الحبيب يعتني بي بشكل خاص مع أننا ما زلنا في المخيم، نحاول إصلاح الجدران على الحدود.
في تلك اللحظة، كان عليّ أن أعرف أنه بتوابل خاصة يعني سم.
التعليقات لهذا الفصل " 36"