كل عام في أول يوم من الربيع، يشارك النبلاء في مهرجان الصيد.
ينصب النبلاء خيامهم في موقع محدد، ويبدأون اليوم بوليمة كبيرة وخطاب من الملك.
لاحقاً يغادر الرجال للصيد، ومن ناحية أخرى ستجتمع السيدات ويتناقلن الأحاديث، والأمهات يبحثن عن عرائس مناسبات لأبنائهن.
بمعنى آخر الحدث نفسه ليس مثيراً للاهتمام كثيراً، لكن هذا هو أول حدث سأحضره رسمياً كخطيبة ثيودور، وكنت متحمسة جداً.
في ذالك الوقت لم تكن لدي أي فكرة أنني سأندم على الذهاب إلى هناك.
صباح مهرجان الصيد بدأ كأي يوم عادي آخر، ارتديت ملابسي وجعلت نفسي أبدو جميلة وانتظرت ثيودور ليصطحبني في عربته إلى الحدث.
قضيت ثلاث ساعات في الاستعداد، وتأكدت من أنني أبدو في أفضل حالاتي لأكون جديرة بالوقوف بجانبه.
‘اهدئي’ ذكرت نفسي للمرة المئة، واضعة يدي على صدري، لأن قلبي كان على وشك أن ينفجر عندما رأيت ثيودور ينزل من العربة.
الطريقة التي يمشي بها، طريقة لباسه، كل شيء كان على ذوقي، حتى أنه وضع بروش الشمس الذي أعطيته له المرة الماضية.
“هل أنت مستعدة يا سيدتي؟” قال وهو يمد يده في اتجاهي.
هل تمزح؟ ولدت مستعدة، قضيت سنوات عديدة أخطط لهذه اللحظة، أتمنى لو أستطيع فقط أن أصرخ بتلك الكلمات لكن لا يمكنني أن أخيفه، لذا سأرد بأدب.
“بالتأكيد يا خطيبي العزيز.” رددت بابتسامة عريضة بينما أمسك بيده.
“هل درجة الحرارة مناسبة لك؟” سأل بمجرد أن جلسنا في العربة.
“نعم.” قلت وأومأت برأسي على الفور.
ثيودور يهتم بي، وحتى يبذل جهداً لبدء المحادثات، يبدو أن كوني خطيبته يمنحني بعض المزايا.
قبل بضعة أسابيع لم يكن ليعاملني هكذا أبداً.
لكننا مختلفان الآن…
لم أعد مجرد زميلة له، أنا زوجته المستقبلية، وهذه الحقيقة جعلتني سعيدة.
بمجرد وصولنا إلى موقع الصيد، كان الجميع يحدقون بنا كما لو كنا سلالة نادرة من البشر.
فجأة أصبحت متوترة جداً، لدرجة أنني كدت أتعثر، لكن ثيودور أنقذني على الفور.
“لا أعتقد أن الكعب العالي مناسب لمثل هذا المكان.” قال معلقاً على سقوطي بمجرد أن ابتعدنا بما فيه الكفاية.
“هذه أول نزهة لنا كزوجين مخطوبين وأردت أن أبدو في أفضل حالاتي.”
“أنت تبدين رائعة دائماً، لذا لا تحتاجين لأشياء مثل الكعب العالي.”
ماذا؟ ماذا سمعت للتو بحق الجحيم؟ هل ثيودور مخمور أم ماذا؟
“مهلاً! هل تقول ذلك فقط لتجعلني أخلع الكعب؟”
“ربما…” رد ثيودور بابتسامة.
“مهلاً هل رأيت ذلك؟ هل ابتسم اللورد ثيودور للتو!!!” سمعت شخصاً يهمس.
“يقولون الحب يغير الناس، ويبدو أن ذلك صحيح.” رد شخص آخر.
يبدو أن الأمر ليس في رأسي فقط، ثيودور يتصرف بشكل مختلف اليوم، ربما بدأ بالتغيير أيضاً…
كنت في مزاج جيد على الرغم من نظرات الجميع لي، بعد كل شيء كان ثيودور بجانبي وحتى أصدقائي دونا وأليكس شاركوا في الحدث هذه المرة.
أحضرت دونا كضيفة، وحسناً أليكس يمكنه الانضمام لأي حدث يريده لأنه ابن أخت الملك.
سرعان ما كان كل شيء في مكانه و الحدث على وشك البدء.
أحضر الخدم الخيول واستعد الرجال للتوجه إلى الغابة للصيد، لكن قبل أن يلقي الملك خطابه فجأة بدأت الطيور تزقزق بصوت أعلى من المعتاد وطارت بعيداً عن المنطقة.
كان واضحاً أن شيئاً سيئاً على وشك الحدوث.
بدأت الأرض ترتجف بشكل قوي وكأنه زلزال.
نظرت للأعلى ورأيت قطيعاً كبيراً من المادوك يتجه في اتجاهنا.
حيوانات المادوك عادة غير ضارة، لكن بنيتها الكبيرة والعدد الكبير يجعلها خطيرة.
بدأ الجميع يصرخون بذعر و يركضون في كل اتجاه.
على الرغم من الفوضى حاولت أن أبقى هادئة لذا رفعت فستاني وحاولت الهروب من المنطقة، لكن كعبي علق في الوحل مرة أخرى.
‘كان يجب أن أستمع لثيودور وأخلعهما’ فكرت بينما أحاول تحرير قدمي.
عندما نظرت للأعلى رأيت مادوك يتجه نحوي بسرعة قصوى ولم تكن هناك طريقة يمكنني تجنبه في الوقت المناسب.
“ثيو…” أردت أن أنادي باسمه لكنني أدركت أنه كان واقفاً بجانب الملك يحميه.
هل تركني؟
لم يكن حتى ينظر في اتجاهي.
بما أنني لا أملك قوة سحرية كنت عاجزة تماماً.
وضعت يدي المرتجفة أمامي واستعديت للضربة.
لكن دونا ظهرت فجأة أمامي ولكمت المادوك على وجهه.
بلكمة واحدة سقط المادوك على الأرض.
وصل أليكس أيضاً وصنع درعاً حولي وحول دونا وغادر لمساعدة الآخرين.
التعليقات لهذا الفصل " 26"