“هذا هو الشيء الوحيد الذي أريده.” نظر أليكس مباشرة إلى الملك وكرر طلبه.
جميع مع شاهدوا الموقف كانوا خائفين من رد فعل الملك، لأنه نادراً ما يغضب.
لكن هذه المرة، صرخ الملك بصوت أعلى، “أمك غادرت بإرادتها! لقد تخلت عن عائلتها من أجل فارس بسيط!”
آه، الآن تذكرت. كان للملك أخت صغرى يعتز بها كثيراً، وإذا كنت أتذكر بشكل صحيح، فقد تم نفيها من البلاط الملكي بسبب فضيحة مع فارسها. هل هذا يعني أن أليكس هو ابن الأميرة مارغريت؟
“أمي ميتة.” أسكتت كلمات أليكس الملك. “إنها ميتة، وأمنيتها الوحيدة كانت أن تُدفن بجانب عائلتها. لذا أنا لا أطلب لقباً أو أي شيء. أريد فقط تحقيق أمنيتها الأخيرة.”
المقبرة الملكية تقع داخل القصر، ولا يمكن دفن أميرة منفية هناك ما لم يمنح الملك أليكس أمنيته.
“حسناً”، أجاب الملك بنبرة منخفضة. كان على وجهه تعبير حزين لمعرفة أن أخته الوحيدة قد ماتت دون علمه.
“أبي!” صرخ ولي العهد، الذي كان جالساً بهدوء بجانب الملك طوال البطولة.
لكن الملك وقف وغادر دون أن ينطق بكلمة.
لم أستطع فهم لماذا يشعر ولي العهد بالتهديد من أليكس. والد أليكس فارس عادي، مما يعني أن فرص مطالبته بالعرش ضعيفة جداً.
يبدو أنه حتى ولي العهد أدرك مدى كراهية الناس له وبدا خائفا من أن يتم استبداله إذا تم العثور على بديل مناسب.
بعد أن غادرت العائلة الملكية، غادر الحشد، وأفرغ الملعب بأكمله في غضون دقائق.
تنهدت، لأن نهاية حدث كبير كهذا كانت مروعة جداً.
“لا تقلقي، لقد كان نجاحاً”، سمعت أحد زملائي يقول، يربت على كتفي لتعزيتي.
“لا تلومي نفسك، لم يكن خطأك”، قال زميل آخر بابتسامة.
كان من المطمئن معرفة أنه رغم ما حدث، لا يزالون يعتبرون الحدث نجاحاً.
بعد ذلك، حاولت مساعدة الجميع في حمل الصناديق وإعادة تعبئة الأشياء السحرية غير المباعة، والتي لحسن الحظ لم تكن كثيرة. تجولت، أساعد أينما استطعت، لكن كان بإمكاني الشعور بأن شخصاً ما يراقبني من الخلف، وكنت محقة.
كان أليكس يتبعني مثل جرو ضائع طوال الوقت.
لتأكيد شكوكي من أنه يطاردني، بدأت المشي في اتجاه، توقفت في منتصف الطريق، و ركضت بسرعة في الاتجاه المعاكس، لكنه كان لا يزال يتبعني.
“مهلاً، توقف عن تتبعي!! ماذا تريد؟” قلت بغضب، ثم شعرت فجأة بشعور غريب. ‘هل هذا ما يشعر به ثيودور عندما يتم مطاردته؟’ فكرت في نفسي.
“أردت الانتظار حتى تنتهين من عملك حتى نتحدث…” أجاب أليكس بخجل.
ولماذا بحق السماء كانت وجنتاه حمراوين؟
لا، لا، لا، استمررت في التكرار في رأسي، أعرف بالضبط ما سيحدث بعد ذلك. لأنني منذ وقت ليس ببعيد، كنت هكذا أيضاً.
“أعتذر لكن لا، لا يمكنني أن ابادلك المشاعر…” أجبت على الفور بدون السماح له بالحديث.
كان تفكيري ضبابياً و شعرت بالحرج والقلق على حد سواء.
“لكنني رجل، ويجب أن أتحمل المسؤولية…” قال بنبرة جادة.
“مسؤولية؟ مسؤولية ماذا؟” أجبت، مرتبكة.
“علمني والدي ألا ألمس امرأة أخرى أبداً، باستثناء زوجتي المستقبلية.”
“هاه؟”
لم أستطع تصديق أن رجلاً بعقلية تقليدية كهذه لا يزال موجوداً، لكن وبالتفكير في الأمر، والده كان فارساً، وربما أراد أن يعلمه قيم حسنة.
بدا أليكس مرتبكاً وحاول أن يشرح أنه يريد تحمل المسؤولية عما حدث. لم أستطع تصديق أنه قبل بضع ساعات فقط، اعتقدت أنه شخص غامض وبارد، والآن يبدوا كطفل.
“استمع، لا أعرف ما قالوه لك، لكن النبلاء في العاصمة قد تغيروا. لدى الناس عشاق و يذهبون في مواعيد في وضح النهار. إلى جانب ذلك،أنت أنقذت حياتي. ولم تعني شئ سيئاً عندما حملتني بين ذراعيك”، أجبت بنبرة هادئة، محاولة أن أشرح له.
يا إلهي، كيف يمكنه البقاء على قيد الحياة في هذا العالم القاسي بمثل هذه السذاجة؟ تنهدت من أجل أليكس المسكين.
“صراحة هذا ليس السبب الوحيد. لقد وقعت في حبك من النظرة الأولى…” قال أليكس، وصوته يرتجف.
“هذا غباء. من يقع في الحب بهذه السرعة…” ذكرني أليكس مرة أخرى بنفسي، وتوقفت في منتصف الجملة.
أنا أيضاً، قررت مستقبلي بأكمله على المشاعر التي كانت لدي عندما كنت في الخامسة عشرة.
هل القدر يلعب بي؟ بدأت في شد شعري.
“الآنسة أناستازيا، لا تشدي شعرك”، قال أليكس، مقترباً مني وأوقفني.
“لم أشده بقوة! أردت فقط التأكد من أن هذا ليس حلماً…” توقفت في منتصف الجملة بعد أن رأيت وجهه.
كانت الدموع تنهمر من عينيه، وبدا حزيناً.
“لا أستطيع تحمل المزيد. توقفي عن تعذيب الفتى المسكين”، قالت دينا،التي كانت مختبئة في زاوية مع أصدقائها.
بدا أنهم يستمتعون بالمشهد.
“إنه أفضل مليون مرة من ثيودور!” قالت دينا، ممسكة بقميصي وتهزني.
“هذا صحيح.” وافقت الفتاتان الأخريان معها.
“ثيودور؟ هل لديك شخص أنتي معجبة به؟” سأل أليكس، ووجهه يبدو متفاجئاً. “أعتذر، هذا ما كنت أحاول قوله قبل أن أُقاطع”، قلت و أنا أبعد يدي دينا.
“أنا أفهم”، قال أليكس، وعيناه بدأتا تمتلآن بالدموع مرة أخرى.
كان من الحزين رؤية أليكس هكذا، لكن لم يكن هناك شيء يمكنني فعله له.
ساد الصمت للحظة قبل أن يتكلم أليكس مجدداً.
“هل يمكنني…؟” سأل أليكس، ووجهه احمر.
“ماذا؟” سألت، مرتبكة.
“هل يمكنني أن أستمر في حبك؟” سألني بتوتر، وبدأت أضرب رأسي بالحائط.
كيف يمكننا أن نكون متشابهين إلى هذا الحد؟ حتى أننا نتحدث بنفس الطريقة، فكرت، محاولة الاستيقاظ من هذا الحلم، لكن دينا أوقفتني من ضرب رأسي مرة أخرى.
التعليقات لهذا الفصل " 14"