“هل هذه نهايتي؟” فكرت في نفسي بينما كنت أشاهد كرة النار السحرية تتجه نحوي.
تجمد جسدي، ومع عدم وجود طريقة للمراوغة في الوقت المناسب، نظرت ببساطة إلى الاتجاه الآخر، حيث كان ثيودور.
إذا كانت هذه لحظتي الأخيرة، أردت أن يكون وجهه آخر ما أراه.
كان بإمكاني الشعور بحرارة كرة النار تقترب، لذا أغلقت عيني و استسلمت لقدري.
لفهم ما حدث للتو، على أن أرجع بالوقت الى صباح اليوم.
كان يوم المهرجان، وبدأ الناس بالوصول مبكراً. بدا أن فكرة الهدايا المجانية قد نجحت.
سرعان ما وصلت العربات، واحدة تلو الأخرى، وبحلول التاسعة صباحاً، كان المكان مزدحماً.
طلبت إذن الملك، وتحول الشارع المؤدي إلى منصة بطولة القتال بأكمله إلى سوق يبيع الأشياء السحرية.
كان بإمكاني شم رائحة المال في كل مكان.
كنت متحمسة لهذه الفكرة، ليس فقط كوسيلة لإعادة تعريف الناس بالسحر، ولكن أيضاً كوسيلة لتوليد دخل إضافي لقسم الطوارئ في برج السحر.
كما هو الحال مع أي حدث، بدأت مشاكل صغيرة تظهر هنا وهناك بعد الساعات القليلة الأولى.
أطفال ضائعون، منتجات مكسورة، أناس يشتكون من الأسعار المرتفعة.
لكنني كنت مستعدة، وكان لدي ما يكفي من الموظفين للإصلاح على هذه القضايا وحلها دون ضجة، لذا سرعان ما عاد كل شيء إلى مساره الصحيح.
أخيراً كنت قادرة على الراحة، أخذت نفساً عميقاً، أبقيت رأسي مرفوعاً، وتجولت في السوق.
رؤية مدى سعادة الأطفال برؤية البالونات المتوهجة سحرياً، وطول طوابير الانتظار للحصول على الثلج المبشور اللذيذ، جعلني أبتسم.
كان السحر دائماً مرتبطاً بالجيوش والأسلحة والجرعات الباهظة المتاحة فقط للعائلة الملكية والنبلاء رفيعي المستوى، لكن الآن يمكن للناس العاديين رؤية كيف يمكن دمج السحر في حياتهم اليومية.
بعبارة أخرى، أصبح السحر ممتعاً ومثيراً مرة أخرى.
لكن مع اقتراب موعد البطولة، لا زلت أشعر بالقلق.
في رأيي، البطولة هي الحدث الرئيسي، لأن أي شخص لديه قدرات سحرية يمكنه المشاركة.
البطولة هي وسيلة لاكتشاف مواهب جديدة، ونأمل أن نتمكن من إقناعهم بالانضمام إلى البرج. لأن الجائزة الرئيسية ليست فقط المال، إنها أمنية.
وافقت العائلة الملكية على تحقيق أمنية الفائز، إذا كانت معقولة.
حوالي وقت الغداء، سألت أحد الموظفين، وأكد أن حوالي 74 شخصاً سجلوا أسماءهم للبطولة.
القواعد بسيطة. في المرحلة الأولى، يواجه المشاركون بعضهم البعض في قتال صغير مدته خمس دقائق.
بناءً على أدائهم، ستختار لجنة مكونة من خمسة من كبار السحرة في البرج الفائز.
بمجرد اختيار العشرة الأوائل، سيواجهون بعضهم البعض في قتال طويل ، يستمر حتى يستسلم أحد الجانبين.
أخطط لمراقبة القتال عن كثب وأن يكون لدي فريق طبي كامل جاهز.
سأتأكد من أن لا يموت أحد، فكرت في نفسي بينما كنت أنظر حولي للتأكد من أن كل شيء يسير بسلاسة.
دقت ساعة البرج الكبيرة في وسط المدينة، مشيرة إلى الثانية ظهراً، مما يعني أنه لم يتبق سوى بضع دقائق حتى تبدأ البطولة.
نظرت حولي ورأيت الناس يبدأون في التوجه نحو الملعب. أكثر من نصف الحضور حضروا اليوم لمشاهدة البطولة.
عادة، بطولات القتال حصرية أكثر للنبلاء أو التجار الأثرياء الذين يراهنون على من سيفوز.
لكن هذه المرة، إنها مفتوحة ومجانية للجميع، ولا أعتقد أن أحداً سيضيع هذه الفرصة.
كان كل شيء على وشك البدء، ودخلت الساحة وجلست قريبة قدر الإمكان من حلبة القتال حتى أتمكن من مراقبة كل تفصيل.
دخل المتسابقون وأُعطوا أرقاماً.
خلال المرحلة الأولى، سيتم استدعاؤهم بالرقم فقط.
وقف الإمبراطور، الذي كان جالساً في مقعد مخصص للعائلة الملكية، ليلقي خطاباً، وصمت الجميع.
الناس يحترمون العائلة الملكية لأنهم حافظوا على أمان البلاد رغم الهجمات المستمرة من الأعداء.
الملك كان لديه ابتسامة كبيرة على وجهه لأنه أدرك مدى نجاح الحدث، وبدأ خطابه.
“مواطنو فاليريا، اليوم اجتمعنا للاحتفال بالسحر…
من اختراعات ثورية نشهدها لأول مرة ، إلى جرعات سحرية شافية متاحة للجميع.
اليوم، أظهرنا كيف يمكن استخدام السحر لخدمة الناس.
ليس فقط كأداة لحماية أمتنا، ولكن أيضاً كوسيلة لتقدمها والوصول إلى ارتفاعات لا يمكن لأي أمة أخرى الوصول إليها.
اليوم، ستشهد فاليريا المواهب الخفية لمواطنيها، وسأمنح الفائز أي أمنية في حدود قدرتي.
لذا، دعونا نستمتع بالحدث الأخير من هذا اليوم التاريخي.
من أجل فاليريا!!!” صرخ الملك.
“من أجل فاليريا!!” صرخ الناس بالمقابل.
الآن أعرف لماذا استمر حكم الملك جورج الثالث طويلاً. إنه رجل حكيم.
يعرف بالضبط ما يجب قوله لإقناع الناس.
مع بدء البطولة، انقسم المشاركون لفئتين.
البعض كان يمتلك قدرات سحرية لا تصدق، بينما كافح آخرون لأداء حتى تعاويذ سحرية متوسطة المستوى. هدر الحشد بفرح، صفق الملك، وكان ثيودور والبقية يفحصون عن كثب ويأخذون ملاحظات عن السحرة الموهوبين الذين وصلوا اليوم.
كل هجوم، كل تعويذة كانت مهمة، وأخيراً، بعد ثلاث ساعات، تم اختيار العشرة الأوائل.
كان الجميع يختارون مفضليهم ويناقشون ما سيطلبه الفائز.
عادة ما يكسب السحرة راتباً لائقاً، مما يعني أن المتسابقون لايسعون للمال فقط.
ربما العشرة الأوائل يفكرون الآن في استخدام أمنياتهم لأشياء لا يمكنهم الحصول عليها بالمال.
قرأت أسماء المتأهلين للنهائي، وبينما كنت أنظر إليهم، التقت عيناي لفترة وجيزة مع المتسابق رقم 55.
من مسافة، بدت عيناه وردية داكنة.
كان لديه شعر أسود طويل، أطول من شعري، وهو ما كان لافتاً للنظر.
كان يرتدي الأسود من الرأس إلى أخمص القدمين، وكان واضحاً أنه رجل قوي وخطير.
‘أليكس’، قرأت اسمه على الورقة، لكنه لم يعط حتى اسمه الأخير. تنهدت ووقفت أشاهد القتال النهائي.
في كل مرة يصرخ فيها مدير الحلبة، “قاتلوا!”، انفجرت الساحة بأكملها بالهتافات.
كان الجميع متفاجئين من أن شخصاً بمستوى سحرهم لم ينضم بعد إلى برج السحر.
انتشرت ألوان من التعاويذ في جميع الاتجاهات، ووقف الجميع مفتونين.
شاهدت المباريات تتكشف واحدة تلو الأخرى، وصلت أخيراً إلى النهائيات.
‘أليكس’ ضد ‘روكسانا’ كانا المتسابقين النهائيين.
كانت معركة بين الماء والنار..حرفياً.
لأن أجسام السحرة تستجيب بشكل أفضل لبعض العناصر أكثر من غيرها، يركز معظم السحرة على هجمات محددة. وعنصر أليكس كان الماء، بينما عنصر روكسانا كان النار.
امتلكت روكسانا مانا لا نهاية لها، مما سمح لها بالهجوم بلا هوادة حتى يستسلم خصومها، بينما سعى أليكس للفوز بكفاءة بأقل عدد ممكن من الهجمات.
كان محارباً حقيقياً. درس اسلوب خصومه في دقائق واكتشف نقاط ضعفهم.
نظرت إلى الأعلى ورأيت أن حتى ثيودور بدا متحمساً للقتال النهائي. عندما صرخ مدير الحلبة، “قاتلوا!”، أطلقت روكسانا هجومها، رامية كرات نارية بوتيرة جنونية.
لا أصدق كمية المانا التي تملكها .
حتى أليكس، الذي لم يواجه اي صعوبة في قتالاته السابقة، كان يكافح لتفادي كل هجماتها.
اعتقد الجميع أنها لديها اليد العليا حتى اختفى أليكس فجأة، وظهر مرة أخرى خلف روكسانا وضربها بسيف مصنوع من الماء.
سحر النقل الفوري!! اتسعت عيناي بينما شاهدت أليكس يؤدي مثل هذه التعويذة القوية، اللتي لم يستطع سوى عدد قليل من الناس أدائها عبر التاريخ.
هجمة أليكس كانت مفاجئة، وتمكن من إتلاف ذراعها الأيمن.
هذا أثار جنون روكسانا، وبدأت في رمي كرات نارية في جميع الاتجاهات.
لكن هجومها كان غير فعال لأن أليكس قد أنشأ حاجزاً مائياً.
بينما كان يحاول منع الهجمات من جميع الاتجاهات، فاتت أليكس كرة نار واحدة.
وكانت تندفع نحوي بسرعة الضوء.
شعرت بحرارة كرة النار تقترب، وأغلقت عيني من الخوف.
هاه؟ لماذا لا تؤلم؟
عندما فتحت عيني، كنت في ذراعي أليكس.
استخدم سحر النقل الفوري لإخراجي في الوقت المناسب.
استخدم ثيودور أيضاً سحر النقل الفوري ليقف أمامنا، محجباً كرة النار.
“هل أنت بخير؟” قال أليكس بنبرة هادئة.
“نعم.” أجبت، مرتبكة، والآن بعد أن كنت أنظر إليه عن كثب، أدركت أن عينيه لم تكونا وردية داكنة، بل حمراوتين!!
*****
Instagram: Cinna.mon2025
كلما افتح صفحة رواية جديدة اذهب مباشرة الى قسم التعليقات لأرى اذا القصة مشوقة, اذا فيها شخصيات او احداث لا أعلم عنها شيءً لاكنها أثرت في شخص آخر, كل هذه لأشياء تحفزني على قرأة القصة.
لذا اتمنى أن تتركوا تعليقا ولو لمرة واحدة على صفحة الرواية و تكتبوا ما أحببتم او كرهتم أو اسم شخصيتكم المفضلة.
التعليقات لهذا الفصل " 13"