عندما قدم روتان تقريره، كان سيزار يقف أمام المرآة، يتفحص بدلة التتويج التي سيرتديها. ابتسم سيزار بخفة، وكأن الخبر لم يفاجئه. وقف زينون إلى جانبه، يغطي وجهه بيد واحدة، بينما كانت يده الأخرى تعتصر الأوراق التي يحملها حتى تكومت بصوت مجعد. كان غضبه واضحاً، وهو يحدق بروتان بنظرة نارية. كان من الواضح أن دييغو وروتان استمتعا بما حدث دون أن يشركاه.
رغم رغبة زينون في الانقضاض على روتان، إلا أنه كبح جماحه احتراماً لوجود سيزار. لاحظ روتان نظرته الحادة، لكنه اكتفى برفع حاجبه الثقيل قليلاً ثم خفضه، متظاهراً باللامبالاة.
كان مصير البارون إلرود، الذي جاء به دييغو، قاسياً ومروعاً. زعم دييغو أنه لم يكن ينوي قتله، لكن الجميع عرف أن هذا مجرد كذبة. لم يكن هناك أحد يصدق أن دييغو، بطباعه الحادة، لم يكن يخطط لإنهاء حياة البارون.
ضحك سيزار ضحكة قصيرة، ثم قال بنبرة هادئة ومتعمدة: “أخبر إيلين بالأمر لاحقاً… ببطء.”
“سأخبرها بعد التتويج.”
رد روتان فوراً، مدركاً ما يريده سيزار. لم يكن من الممكن إخفاء وفاة والدها عن إيلين إلى الأبد، لكن يمكن تأخير الخبر وتغليفه ببعض الأكاذيب. سيُقال إن البارون إلرود توفي في شارع فيوري، بعد شجار مع سكير أدى إلى حادث مأساوي.
نظر سيزار إلى عينيه الحمراوين في المرآة، تلك العيون التي وصفها الكثيرون برمز النذير الشؤم. أمال رأسه قليلاً، مما جعل عينيه الطويلتين تبدوان أكثر حدة. تساءل في نفسه: هل ستدرك إيلين الحقيقة؟.
كما تحمل هو سبع سنوات من الزمن، تحملت إيلين نفس المدة بمفردها على عرش لم تختاره. تلك السنوات، رغم كونها قسرية، لم تكن بلا معنى. لقد غيرتها، جعلتها أقوى، أكثر نضجاً. ربما ستنظر إلى الرواية الرسمية عن وفاة والدها وتكتشف الكذبة فوراً. لكن حتى لو عرفت الحقيقة، لن تنهار. ربما لن تشعر حتى بالصدمة، بل ستتجاوز الأمر بسهولة.
كانت إيلين، على الأرجح، قد خمنت أن قرارها بقطع علاقتها بوالدها سيؤدي إلى مصيره المحتوم. كانت ذكية بما يكفي لتتوقع أن سيزار لن يترك البارون دون عقاب.
ومع ذلك، كان سيزار واثقاً من شيء واحد: مهما حدث، ستختاره إيلين دائماً. كانت هي الوحيدة التي جعلته يؤمن باللاعقلانية، بالعواطف التي تتجاوز المنطق. كانت هي الاستثناء الوحيد في عالمه. وهو يتخيل المستقبل الذي سيبنيانه معاً، رفع عينيه عن المرآة، تاركاً خلفه صورته المنعكسة.
***
كان اليوم هو يوم تتويج الإمبراطور الجديد. استيقظت إيلين قبل شروق الشمس، وبدأت تستعد بعناية، متجنبة النظر إلى المرآة كعادتها. لكن بينما كانت تمشي في ممر القصر الإمبراطوري الطويل، المزين بنوافذ كبيرة، توقفت فجأة دون وعي.
كان الوقت مبكراً، والظلام لا يزال يغطي الخارج، مع ضوء خافت من المصابيح ينير الممر. نظرت إيلين إلى النافذة المظلمة، فرأت انعكاس امرأة. كانت تلك المرأة، ذات العيون الواسعة المذهولة، هي نفسها التي رأتها في صورة زفافها في مجلة <لا فيريتا>. كانت تبدو خيالية، كأنها خرجت من حكاية خرافية.
وقفت إيلين، تنظر إلى انعكاسها بدهشة، بينما كان الحراس والخدم يتبادلون النظرات الحائرة خلفها. اقتربت أليسيا، حارستها الشخصية، بهدوء، وتفحصت النافذة لترى ما الذي جذب انتباه إيلين. لاحظت إيلين انعكاس أليسيا في الزجاج، ثم عادت لتنظر إلى صورتها الخاصة. كانت المرأة في النافذة، التي بدت مذهولة في البداية، تستعيد هدوءها تدريجياً حتى أصبحت ساكنة تماماً.
اقتربت إيلين من النافذة، ووضعت يدها على الزجاج البارد، تشعر بلمسته الناعمة. كان قلبها ينبض بقوة في البداية، لكنه هدأ تدريجياً. التفتت إلى أليسيا، التي سألتها بحذر: “هل أنتِ بخير؟”.
أومأت إيلين برأسها ببطء، وأجابت بنبرة خفيفة: “أنا بخير… لم يكن شيئاً.”
بالفعل، لم يكن شيئاً. لكن هذا الإدراك جعلها تشتاق إلى سيزار فجأة. كانت تريد أن تخبره بكل ما يعتمل في قلبها، كل الأفكار والمشاعر التي تملأها. سارت بخطوات سريعة، متلهفة لإكمال استعداداتها.
كان الفستان الأبيض الذي أُعد للتتويج يشبه فستان زفاف، يحمل طابعاً ملكياً وعاطفياً. عندما ارتدت إيلين عباءة حمراء طويلة تتدلى من كتفيها، كان الشمس قد بدأت تضيء القصر الإمبراطوري بأشعتها الذهبية. كانت أعلام إمبراطورية تراون ترفرف في كل مكان، تخلق موجات قرمزية مع الرياح.
كان من المقرر أن يتم التتويج في قاعة القصر، ثم تجول إيلين وسيزار في العاصمة لتحية الشعب. كانت القاعة مكاناً مخيفاً بالنسبة إيلين، حيث شهدت أسوأ لحظات حياتها، وكانت تظهر في كوابيسها. لكنها شعرت أن اليوم سيكون مختلفاً. رؤية سيزار وهو يرتدي التاج ستغطي على كل تلك الذكريات المؤلمة. تخيلت لحظة إعلانه إمبراطوراً أمام الجميع، مما جعل قلبها ينتفخ بالفخر والحماس.
“أنتِ رائعة الجمال…”.
تمتمت إحدى الخادمات التي ساعدتها في التزيين، وكأنها مفتونة. ابتسمت إيلين بخجل، وشكرتها بلطف.
عندما دخلت إلى الممر المؤدي إلى القاعة، رأت شخصاً يقترب من الجهة المقابلة. توقفت فجأة. كان من المفترض أن تلتقي بسيزار عند مدخل القاعة، لكنه كان هنا، غير قادر على الانتظار للحظة أطول. عرفت إيلين لماذا جاء مبكراً. لم تكن بحاجة إلى التفكير؛ كانا يشعران بنفس الشوق، نفس الرغبة في لم الشمل.
“سيد سيزار!”.
صاحت وهي تتهيأ للركض نحوه، لكنه أوقفها بنبرة هادئة ولكن حازمة: “ابقي مكانكِ، آيلين.”
لم يستطع تحمل رؤيتها تركض نحوه، فسار بخطوات واسعة، وصل إليها بسرعة، ولف ذراعيه حول خصرها بحركة قوية. تداخلت أطراف فستانها الأبيض مع بدلته الداكنة، مما خلق تناقضاً بصرياً يعكس اتحادهما.
“هذا خطر!”.
عاتبها بنبرة منخفضة، لكن إيلين ابتسمت بسعادة غامرة. أضاءت ابتسامتها وجه سيزار، الذي رد بابتسامة ناعمة. في أحضانه الواسعة، نظرت إليه، قلبها يفيض بالمشاعر. لم تستطع التعبير عن كل ما تشعر به، فاكتفت بالضحك، سعيدة بوجودها معه في هذه اللحظة التي بدت كالحلم.
كانت عيناه الحمراوان تلمعان كبتلات زهرة نضرة، تعكسان نفس السعادة التي شعرت بها. رؤية هذا الرجل، الذي نادراً ما يظهر عواطفه، يعبر عن فرحه بهذا الوضوح جعلت قلبها ينبض أسرع.
“جميلة.”
همس بكلمة قصيرة، لكنها حملت كل المعاني. ردت إيلين بحماس: “وأنت أيضاً وسيم جدًا، سيد سيزار!”
ضحك بخفة وسأل مازحاً: “مثل إمبراطور؟”.
“آه، لكن ليس مثل إمبراطور…”
توقفت إيلين، مدركة أنه يمازحها، ثم أضافت: “بل لأنك الإمبراطور بالفعل!”
ضحك سيزار بهدوء، ثم اقترب وقبلها بلطف، حريصاً على عدم إفساد زينتها. كانت قبلة خفيفة، لكنها حملت كل الحب الذي يجمعهما.
في تلك اللحظة، تمنت إيلين لو أن الزمن يتوقف. لكنها سرعان ما هزت رأسها داخلياً، مطردة الفكرة. كل ما تمنته دائماً هو مجد سيزار. عندما تخيلت المستقبل اللامع الذي ينتظره، شعرت أن التتويج ليس سوى لحظة عابرة. لكنه سيكون لحظة رمزية، خالدة في قلبها.
أمسك سيزار بيدها، وسارا معاً نحو القاعة حيث سيُعقد التتويج. وهي تسير إلى جانبه، ابتسمت آيلين بسعادة غامرة، ممتنة لهذا الرجل الذي خلق لها عالماً جديداً. كان هذا العالم، بكل ما فيه، لأجلها.
– اكتمل، زوج شرير.
~~~
واخيرا اكتملت اكثر رواية ما احبها من رواياتي والمظلمة ويلي عاشت معي نص فترتي بالترجمة وواكبت كل تطوراتي
بمناسبة المانهوا القصص الجانبية 30 فصل ف احتمال اقسمهم بس عندي القصة الجانبية الاولى كامل الثانية لسه ف بنتظر
كنت بتركها تتعفن لين انزل القصص الجانبية لأن عندي روايات اهم بس قلت خليني احطها بالقائمة، لا تنسوا تكتبوا تقييمكم الصادق للرواية والترجمة ولا تنسوا تتابعو باقي رواياتي
وكل قصة منهم مختلفة وافضل من يلي قبلها، مثلا عندكم الهروب، البطلة زوجها اختفى والحكومة انقلبت عليها وهربت من بيتها واصدقاءها واكتشفت اكاذيب عالمهم في رحلتها للبحث عن زوجها
رقم 30 ، مجموعة اشخاص صحيوا في الهاوية، ليش انرسلوا هناك ووش فائدتهم
رقم 30 صيف مظلم، تكملة لرقم 30 وقصة هانا يلي تستقبل رسائل من حبيبها الميت في الهاوية بعد سنتين من موته.
اغلبهم مو مكتملين بس يمكن رح يكتملوا قريب
لا تنسوا الاستغفار والصلاة على النبي!
حسابي انستا: roxana_roxcell
حسابي واتباد: black_dwarf_37_
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 204"