مثل أم التوأم، شنق ليون نفسه في غرفة النوم. كانت نهاية مؤسفة لإمبراطور أمة.
فحص سيزار جثة ليون وقرأ وصيته التي تركها. لم تتضمن الوصية القصيرة سوى كلمات موجهة إلى سيزار. وبالإضافة إلى اعتذاره، طلب ليون أن يُستخدم جسده كأول ذبيحة في المحرقة.
[أنا آسف، سيزار.]
حدّق سيزار برهة في الكلمات الأخيرة التي تركتها عائلته الأخيرة. كانت وصية أخٍ دفع ثمن خطاياه بالموت. لكن لم يكن بالإمكان التراجع عن أي شيء. بدأ سيزار بالتضحية في المحرقة.
حاول الكهنة إيقافه، لكنهم لم يمتلكوا الشجاعة الكافية للمخاطرة بحياتهم. كانوا بشرًا أيضًا، وخضعوا لإرادتهم أمام بنادق الجنود وسيوفهم.
بنى سيزار مذبحًا أمام المعبد الإمبراطوري، ووضع عليه ريش أسد مجنح، وأشعل النيران. وكقربان أول، قدّم دمه وجثة أخيه.
التهمت النار المستعرة جسد الإنسان في لحظة. ورغم أنه أحرق لحم قريب دم له، لم يستجب الإله. حدق سيزار في ساعة الجيب المكسورة أمام النيران.
مرّت سبع سنوات دون أن يلاحظها. لم تكن فترة قصيرة. قد يظن المرء أن شيئًا من النسيان قد حلّ، لكن سيزار لا يزال يرى ويسمع إيلين.
لقد رأى إيلين الصغيرة تضحك وهي تنادي الأمير، وإيلين على وشك البلوغ تحمر خجلاً من الابتسامة، وإيلين التي جاءت إليه وهي تبكي وتطرق بابه قبل أن يغادر لغزو كالبن.
في عينيه، لم تختفِ إيلين إطلاقًا. تساءل فجأةً كيف سيكون رد فعلها لو رأته الآن. كان لديه تخمين، لكن لم يكن هناك سبيل لتأكيده.
انطبعت ألسنة اللهب المشتعلة على شبكية عينه. وتناثرت شراراتٌ قذفتها الرياح في كل اتجاه. فتح سيزار شفتيه وهو يراقب النار.
“هل لا تزالون تريدون متابعتي؟”.
ثم أدار ظهره ببطء للنار. كان لوتان، ودييغو، وميشيل، وزينون ينتظرونه بهدوء.
أطاع الفرسان الذين خدموا سيزار طوال حياتهم أوامره وتعهدوا بالولاء له. حتى عندما وقع في فخ السحر وارتكب أفعالاً غريبة في قصر الدوق، لم يتركوه.
ومع ذلك، كان تقديم ذبيحة محروقة للإله أمرًا هز أركان إمبراطورية تراون. حتى لو كان الإمبراطور مجرد رمز، فإن حرق جثته دون إقامة جنازة رسمية كان عملًا خطيرًا.
من الآن فصاعدًا، سيُضحّى حتى بشعب الإمبراطورية. لم يكن سيزار متأكدًا من أن فرسانه سيقبلون ذلك.
حتى لو وجّهوا إليه أسلحتهم هنا، فلن يكون الأمر مفاجئًا. كان يعلم بنفسه أن أفعاله غير طبيعية.
تضحية في المحرقة من قِبل دوق إيرزيت الأكبر – قبل سبع سنوات، كان ذلك أمرًا لا يُصدق. لقد تغير سيزار، ورحل الرجل الذي آمن به الفرسان يومًا ما. ومع ذلك، أمام النيران المشتعلة، أقسم الفرسان مرة أخرى بالولاء.
“سنخدمك حتى اللحظة الأخيرة يا صاحب السعادة.”
لم يكن في عيونهم أدنى تردد، مع أنهم جميعًا كانوا يعلمون أنهم يسيرون في الطريق الخطأ. حينها فقط أدرك سيزار ذلك. على مدار سبع سنوات، انكسرت شوكة الفرسان أيضًا. قرر الرجال المنكسرون إقامة تضحية أخيرة لإيلين.
قدّم سيزار المحرقة الثانية. قدّم عشرة رجال، فقطع رؤوسهم وأحرق أجسادهم. ارتفعت ألسنة اللهب كأنها ستبلغ السماء، لكن لم تحقق الشيء المطلوب.
أودت المحرقة الثالثة بحياة مئة رجل. سالت الدماء كالنهر، وتناثرت الرؤوس والجثث المقطوعة في كل مكان. تجمعت الغربان كسحب عاصفة لتنقر الجثث، لكن حرارة النيران أبعدتها.
“غدا سأقدم ألف حياة.”
في اللحظة التي وعد فيها بألف موتة، استجاب الإله. تحولت ألسنة اللهب القرمزية إلى نار ذهبية مقدسة. كان اللهب المتلألئ جميلاً لدرجة يصعب تصديق أنه أحرق كل هذا العدد. استجاب الإله أخيراً لنداء الإنسان.
اقترب سيزار ببطء من النار المقدسة. نظر إليها، ثم أغمض عينيه. بعد أن التقط أنفاسه للحظة، فتحهما مجددًا وتمنّي الأمنية التي طالما طال انتظارها.
“أتمنى أن تعود إيلين إلرود إلى الحياة.”
اشتعلت النار المقدسة الذهبية بشراسة في عينيه الحمراوين. أخرج سيزار ساعة جيب بلاتينية من صدره. أحس بحرارة في قبضته كأنها تحمل لهيبًا بداخلها. شعر بحرارة كادت أن تحرق جسده، فقبض عليها بإحكام لآخر مرة قبل أن يرميها في النار المقدسة.
كان هذا آخر تذكارٍ لإيلين لديه. حتى لو فشل هذا وانتهى عبثًا… .
أما الذبيحة النهائية للذبيحة المحروقة فهي نفسه.
وفقد سيزار وعيه.
عندما استعاد وعيه، أطلق سيزار ضحكة قصيرة جوفاء. حتى عندما رآها بأم عينيه، لم يصدقها. كانت إيلين بين ذراعيه.
كانت تلك أول مرة يلتقيها فيها. تشبثت به إيلين، ذات العشر سنوات، وهي تبكي. كان جسدها الصغير يغلي من الحمى، وعبق زنابق الحقل المزهر يفوح في الهواء.
“امم…”.
هدّأ سيزار الطفلة الباكِية برفق. كان حلمًا جميلًا لم يتمنى الاستيقاظ منه. لكنه أدرك ذلك غريزيًا. كان هذا وهمًا زائفًا، ليس سوى إيلين مُزيّفة استُحضِرت من ذاكرته.
كان الإمبراطور المؤسس قد عقد صفقة مع الإله، وتحمل سبع محن لإحياء الموتى. أدرك سيزار أن هذه هي التجربة التي منحها إياه الإله.
ومع ذلك، بالنسبة للتجربة، كانت لحظة مؤلمة وحلوة. احتضن سيزار إيلين لفترة قبل أن يهمس، “هل ستغلقين عينيكِ للحظة؟”.
أغمضت الطفلة الصغيرة عينيها بقوة. أخرج سيزار مسدسًا من صدره، ووضعه على صدغه، وضغط على الزناد. ومع دوي الرصاصة، تحطم العالم كالزجاج.
الوهم التالي كان لإيلين في الثانية عشرة من عمرها. كانت أسيرة لدى خاطف في مستودع، تنظر إلى سيزار الذي جاء لإنقاذها كما لو كان بطلًا. أشرق في عينيها حبٌّ يُقارب العبادة.
مرة أخرى، طلب سيزار من إيلين أن تغمض عينيها، ثم أطلق النار على نفسه مرة أخرى. ظهرت إيلين أخرى، وكسر سيزار الوهم مرة أخرى بموته.
بعد تكرار الانتحار حتى التعب، بدأ يتساءل: كيف يمكن أن ينتهي هذا الحلم؟.
كان يعلم منذ البداية أنها محنة من الإله. لكن الإمبراطور المؤسس لم يختبر سوى سبع محنة. استمرار الأوهام بلا نهاية يعني أنه كان يرتكب خطأً.
جرّب سيزار أساليب عديدة. لم يُحرّره شيء من دوامة الأوهام. فقط موته هو الذي دفعه إلى الرؤية التالية.
ثم التقى إيلين في السابعة عشرة.
نظرت إليه إيلين بوجه شاحب، يتصبب عرقًا باردًا. كان سيزار يعرف تمامًا ما هي هذه اللحظة.
“عليّ أن أقيم جنازة…”.
ارتجفت إيلين من البرد القارس، وتوسلت: “أرجوك أقرضني بعض المال. أنا آسفة جدًا. سأرد لك المال، أعدك.”
بدت الفتاة، التي نسيت حتى البكاء، شاردة الذهن. حدق بها سيزار بصمت. كانت هناك طريقة واحدة لم يجربها قط، رغم كسره أوهامًا لا تُحصى.
لقد كان موت إيلين.
أطلق سيزار ضحكة مكتومة عند هذه الفكرة. ثم، دون تردد، أمسك برقبة إيلين بيده. لقد ركلت وكافحت، لكن سيزار كان يراقبها ببرود.
كانت مجرد وهم ومحنه. لم يكن ينوي أن يبقى محاصرًا هنا إلى الأبد، متأثرًا بـ”إيلين” التي صنعها من ذكرياته.
قام سيزار بقتل إيلين، وكسر رقبتها في لحظة.
حتى مع علمه أن الأمر كله مجرد وهم، إلا أن رؤية الحياة تتلاشى من عيني إيلين المتألقتين منحته شعورًا غريبًا. انتابه ألم حاد في قلبه، لكن سيزار تحمّله. ظن أنه شيء يستطيع تحمّله.
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى أدرك أن اعتقاده كان مجرد غطرسة.
~~~
تذكير بسيط جميعًا، أي ذكر للالهة في القصص عامة لا تمثلنا كمسلمين وهي مجرد تراهات وتأليف من بشر، وللي رح يقول ليش اترجم الرواية اصلا لاني ما كنت ادري فيها ذكر للالهة بهذا الشكل وزي ما تشوفون الفصل 160 يعني لو عرفت تحسوني رح استمر لا طبعا، وكان نفسي احذف ذي القصة كم مرة بس ما قدرت ف الحين اكملها وأنا احرف ببعض الأشياء البسيطة حتي أعطيكم نسخة مناسبة لنا
لا تنسوا الاستغفار والصلاة على النبي!
حسابي انستا: roxana_roxcell
حسابي واتباد: black_dwarf_37_
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 165"