كانت مذعورة لدرجة أنها لم تسمع أي صوت. لو كانت إيلين قطة، لقفزت إلى السقف. لكن في الواقع، كان جسدها متجمدًا، فلم تشعر إلا بيدها التي ارتعشت ارتعاشًا خفيفًا.
وفمها لا يزال مفتوحًا، خفضت نظرها. كانت ذراعها مدفونة حتى مرفقها في الستارة، ومعصمها عالق بيد كبيرة على الجانب الآخر.
لكن الضيف خلف الستارة لم يفعل شيئًا سوى الإمساك بمعصمها. لم يجذبها للأمام ولا دفعها بعيدًا، بل ظل ممسكًا بها.
مع ذلك، مجرد إمساكها بمعصمها جعل شعرها ينتصب. شعرت بضيق في حلقها أكثر من شعورها بمعصمها.
“دعني أذهب…” تمكنت من قول ذلك.
لم يُجب الضيف، ولم يُفلتها. بعد أن تشبث بها قليلًا، أرخى قبضته أخيرًا. ثم، وكأن شيئًا لم يكن، وضع قصاصة ورق في كفها وأفلتها تمامًا.
انتزعت إيلين يدها كما لو كانت قد احترقت. رفرف الستار الثقيل قليلاً من الحركة، مانحًا إياها لمحةً من الداخل، لكنها لم تُتح لها الفرصة للنظر، بل هربت من مكانها.
انفتح الباب بقوة، فلفت انتباه الموظفين والحراس القريبين، لكنها لم تكترث. ركضت.
صعدت الدرج الحلزوني درجتين أو ثلاثًا في كل مرة، ثم توجهت مباشرةً إلى غرفتها. أغلقت الباب البالي، وأعادت المزلاج القديم إلى مكانه، وعندها فقط بدأ قلبها ينبض بقوة.
ارتجفت، وأخذت نفسًا عميقًا، ثم نظرت إلى قبضتها التي لم تكن تدرك أنها مشدودة. حتى مع تجعيدها، ظلّ الخط على الورقة أنيقًا ودقيقًا.
[أحذري.]
حذرة من ماذا؟ هل كان يقصد ألا تتحدث بحرية مع غريب لا تعرف وجهه ولا صوته؟ أم… شيء آخر تمامًا؟. لا تزال المنطقة التي أمسكها بها تؤلمها بشكل خفيف. فركت العلامة الحمراء وسقطت على الأرض. سيتعين عليها تجنب الاقتراب من الكبينة من الآن فصاعدًا.
إذا استطاعت ذلك، فهذا هو.
في تلك الليلة، كان لديها حلم غريب.
بعد أن أنهت عملها، قرأت حتى الفجر، تدرس الأسطورة التأسيسية، قبل أن تنهار على سريرها. مؤخرًا، ورغم تعبها، لم تكن تنام بسهولة، إذ تزاحمت أفكار كثيرة في ذهنها.
لذا توقعت أن تبقى مستيقظةً لبعض الوقت الليلة أيضًا، لكنها سرعان ما غفت فجأةً. تاه وعيها الضبابي على أطراف الوعي، عالقًا بين الحلم واليقظة. ثم فكرت، هل أشعلت البخور؟.
كانت رائحته كرائحة البخور، ذلك النوع الذي ظنت أنها شممته من قبل. انفتح الباب القديم صريرًا، ودخل أحدهم.
في البداية، ظنت أنها أليسيا. لكن على عكس حركاتها الهادئة والخفية، لم يبذل هذا الشخص أي جهد لإخفاء وجوده.
تحرك ببطء نحو الطاولة، وأخذ يلتقط الأوراق المتناثرة واحدة تلو الأخرى، ويلقي نظرة عليها كما لو كان يقرأ كل الملاحظات التي جمعتها عن الأساطير.
ثم التقط كتابًا قديمًا، وراح يقلب صفحاته بلا مبالاة. جعلها صوت الحفيف السريع ترتجف من الداخل، فهذه النصوص القديمة تحتاج إلى التعامل معها برفق. لكنها لم تستطع الحركة. لم تستطع الكلام، ولم تستطع حتى تحريك إصبع.
انتهى الدخيل من البحث في أرجاء الغرفة الصغيرة في لمح البصر. فقد اهتمامه، فتقدم نحوها.
أرادت رؤية وجهه، لكن جفنيها كانا ثقيلين بالحجر. ما زال جسدها يرفض الحركة.
حاولت فتح عينيها بصعوبة، فأطلقت تأوهًا خافتًا. استقرت يد على جبينها، ملامسة إياها بلا تردد. وكأنها تقيس حرارتها، انزلقت بخفة إلى خدها.
ثم سحب الغطاء. كانت ترتدي ثياب نومها النسائية، فرسمت ملابس نومها منحنيات جسدها. استطاعت أن تشعر بنظراته عليها، مما جعل حتى الشعر الناعم على جسدها يقف.
لم تتوقف اليد عند البطانية، بل لمست ساقها متتبعا اياه حتى كاحلها. كانت اللمسة هادئة، شبه سريرية، وكأنها تفحصها، لكنها بقيت على مواضع لم تُعرها اهتمامًا يُذكر.
“آه…”.
كان كاحلها يتألم بسبب ركضها على الدرج. هذا الإحساس جعلها ترغب في الالتواء، لكنها ما زالت عاجزة عن الحركة. لم تستطع سوى أن تئن بهدوء، وعيناها لا تزالان مغمضتين.
كانت قدمها تلامس يده الكبيرة بدقة. دلّك كاحلها، ثم مرر يده على ساقها.
اطبق عليها شيئًا باردًا وسحب الغطاء فوقها، ثم لمس شفتيها إحساسًا ناعمًا. قبلة قوية وطويلة. خفّ التوتر والخوف بداخلها.
خطر ببالها شخصٌ افتقدته، شخصٌ تمنت رؤيته، حتى في المنام. نسيت أنها هربت منه، فوجدت نفسها تُهمس باسمه.
“سيزار…”.
لم تكن متأكدة ما إذا كان الصوت قد خرج، لكنه توقف في نفس اللحظة، لذلك ربما كان قد سمع.
لامست أنفاسه وجهها. اقترب منها لدرجة أن إمالة رأسه كانت كفيلة بتقريب شفتيه منها.
شعرت بنظراته على رموشها المرتعشة، ثابتة لا ترف. ثم تكلم صوت عميق خافت.
“إيلين.”
كان صوتًا لا تخطئه. قبل أن تتمكن من نطق اسمه مجددًا، كانت شفتاه على شفتيها.
تلاعب لسانه بلسانها، وانزلق على حنكها، ثم مال رأسها ليغوص في فمها. أرسلت القبلة رعشة حادة عبر جسدها، جعلتها ترتجف. فقط عندما احمرّ وجهها وانقطعت أنفاسها، تراجع أخيرًا.
لعق شفتيها الرطبتين، ثم عضّ أذنها. أمسكت أسنانه بشحمة أذنها قبل أن يتركها، ثم خدش خدها.
“هل يجب أن آخذكِ معي هكذا؟” همس.
أرادت الإجابة، لكن وعيها كان يتلاشى. عادت إلى النوم دون أن تنادي اسمه مرة أخرى.
وفي صباح اليوم التالي، استيقظت مذعورة.
“…!”
خلعت الغطاء، ونظرت حولها بذعر.
حدقت في معصمها بنظرة فارغة، ثم نهضت وفحصت الغرفة. لم يتغير شيء منذ أن خلدت إلى النوم. الأوراق والكتب على الطاولة كما تركتها.
لم يكن هناك أثر للبخور، فقط رائحة غبار كريهة. نظرت إلى الكتاب القديم، وهمست: “حلم.”
حلم غريب حقًا. منذ ظهور سيزار، يصعب وصفه بأنه كابوس… لكن عندما دلّكت ذراعها، شعرت وكأن لمسة الليلة الماضية لا تزال عالقة في بشرتها.
~~~
لا تنسوا الاستغفار والصلاة على النبي!
حسابي انستا: roxana_roxcell
حسابي واتباد: black_dwarf_37_
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 157"