– زوجة الأب المصابة بمرض مميت سوف تختفي الآن. 

الفصل الأول، قصة جانبية 1. 

“إذاً، الربيع يعود مجدداً بالفعل.”

لقد كان الشتاء الماضي قاسياً لدرجة تجمد العظام. لكن نسيم الربيع أذاب بلطف الصقيع الأبدي. ابتسم قروي محلي، كان يكنس الشوارع، بودٍّ وهو ينظر إلى البراعم التي تخترق الأرض المتجمدة.

“عفواً، هل يمكنني أن أسألك شيئاً؟”.

كان صوت الرجل دافئاً، يشبه نسيم الربيع نفسه.

“هل لا تزال الدوقة مقيمة في فرانتيرو؟” عند سؤاله، شخر القروي واستأنف كنسه.

“يسأل الناس هذا السؤال ما لا يقل عن عشر مرات في اليوم.”

من هي دوقة فرانتيرو؟. 

هي ابنة إسكيل—ومع ذلك لعبت دوراً رئيسياً في إسقاط إسكيل نفسه. ولهذا السبب، كان الزوار إلى الشمال يسألون حتماً عن دوقة فرانتيرو. كانوا عادةً فضوليين بشأن شخصيتها، أو سلوكها، أو مظهرها.

خارج الشمال، كانت الآراء منقسمة حولها—البعض لم يثق بها، وآخرون أصروا على ضرورة معاقبتها. لكن بالنسبة لأهل الشمال، كانت دوقة فرانتيرو فاعلة خير لا تقدر بثمن. 

بفضلها، لم يعودوا يخشون الشتاء.

“بالطبع تقيم الدوقة في فرانتيرو. إنها سيدة الأرض، لذا من الطبيعي أن تعيش هنا.” أجاب القروي باقتضاب، غير قادر على إخفاء انزعاجه. لقد افترض أن الرجل كان مجرد غريب آخر يحاول التنقيب عن القيل والقال حول الدوقة.

“أرى ذلك.”

لكن الرجل لم ينتهِ بعد.

“هل صحة الدوقة بخير؟”.

“آه، ماذا؟”.

“سمعت أنها كانت مريضة. كنت أتساءل إن كانت حالتها أفضل الآن.”

كان من النادر أن يعبر غريب عن قلقه على صحة الدوقة. توقف القروي عن الكنس، مصدومًا بعض الشيء.

“أوه، نعم، سمعت أنها تحسنت كثيراً.”

“حقا؟”.

“نعم. كانت تعاني من مرض مزمن، لكني سمعت أنها تعافت جيداً. وصاحب السمو الدوق يعتني بها جيداً.”

“…هل يهتم بها الدوق؟”.

“إنه يقدّرها تقديراً هائلاً. يقولون إن كل الأعشاب النادرة والملابس الفاخرة في العالم تصل إلى فرانتيرو بسبب مدى اعتزازه بها.”

تحدث القروي بفخر.

“أرى ذلك. شكراً لك.”

ثم، شعر القروي فجأة بإحساس الـ “ديجا ڤو” (الإحساس بشيء مألوف). غريب. شعر وكأن هذا حدث العام الماضي أيضاً.

عندها فقط، ألقى القروي نظرة فاحصة على وجه الرجل.

الوجه الجميل لا يُنسى بسهولة أبداً. عندما رأى سيد فرانتيرو لأول مرة، استمرت الصدمة لأسبوعين. حتى في طريقه إلى المنزل، كان يجد نفسه غالباً شارد الذهن، يتذكر ذلك الوجه.

لكن الرجل الذي أمامه كان مماثلاً—بوسامة مذهلة.

“ا-انتظر، ألم تكن هنا… العام الماضي؟”.

“أتمنى لك يوماً سعيداً.”

بابتسامة لطيفة، شد الرجل اللجام ومضى راكباً.

***

أحياناً، كان جوشوا وإيما يقلقان بشأن افتقار هيلينا إلى اللباقة. كانا يقولان إنها بريئة وبطيئة جداً، وهذا جعلهما يقلقان على مستقبلها.

بالطبع، لم تفكر هيلينا في نفسها بهذه الطريقة أبداً. لكن حتى هي لم تستطع إلا أن تلاحظ أن كاليجو كان يتصرف بغرابة في الآونة الأخيرة.

كان الأمر وكأنه يريد شيئاً منها—كأن لديه شيئاً يريد قوله. لم تكن متأكدة، لكن هذا ما شعرت به. هل كان هذا مجرد خيالها، أم أن نظراته كانت تدوم لفترة أطول كلما التقت عيونهما؟. 

بدأ سلوك كاليجو الغريب حتى قبل أن تبدأ هي في ملاحظته. أرادت أن تسأله ما الخطب، لكن المسافة بينهما جعلت من الصعب الاقتراب منه.

الأهم من ذلك، نادرًا ما كانت هناك فرص للانفراد به. في زواج عادي، قد يتوقع المرء إجراء محادثات صريحة ومخلصة في السرير. لسوء الحظ، كانت غرفة نوم كاليجو بعيدة عاطفياً مثل نجم الشمال—وبعيدة جسدياً أيضاً.

كانت روتينياتهما مختلفة تماماً؛ حتى ساعات استيقاظهما لم تتداخل. ما لم يخصصا وقتاً متعمداً لبعضهما البعض، كان من الصعب حتى أن يلتقيا. كان القصر كبيراً جداً لدرجة أن اللقاءات العرضية كانت تبدو وكأنها ضربة حظ.

وحتى في المناسبات النادرة التي كانا فيها بمفردهما، كان الأطفال دائماً موجودين. جيريمي، على وجه الخصوص، كان يكره الابتعاد عنها ويريد أن يكون معها على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.

كيف يمكن أن تشعر بالراحة الكافية للتحدث بصراحة مع كاليجو؟. 

تحدثت إيما وجين معه بسهولة بالغة منذ البداية. هل يجب أن تكون هي من تبدأ محادثة ودية؟ ولكن ماذا يعني هذا حتى؟.

لقد عاشت حياتها كلها كـ “إسكيل”، والآن كان عليها أن تعيش كـ “الدوقة”—ما هو النبرة المناسبة؟ كان الأمر أشبه بشريط موبيوس—أو معضلة الدجاجة والبيضة. أفكارها تطارد نفسها في حلقات مفرغة.

ثم، بينما كانت تفكر في الأمر، قام كاليجو بالخطوة الأولى.

“إذا كنتِ متفرغة في نهاية هذا الأسبوع، فلنخرج معاً إلى مكان ما.”

افترضت هيلينا أن جوشوا وجيريمي سيأتيان أيضاً. عندما طلب منها أن ترتدي ملابس غير رسمية، ظنت أنه لنزهة.

ولكن بمجرد مغادرتهما الدوقية، كانا هما الاثنان فقط. حسناً، يمكن أن يحدث ذلك. قررت ألا تبالغ في التفكير في الأمر.

كحكام، كان من الصواب لهم مراقبة حياة شعبهم. افترضت أنه أحضرها معه للتجول في المدينة ومناقشة الأمور معها. 

ربما لم يحضر الأطفال لأن لديهما شيئاً جاداً للتحدث عنه. وتأييداً لهذه النظرية، كان تعبير كاليجو يبدو جاداً وكئيباً. كانت نظراته الحادة تجوب الشارع وكأنه يبحث عن شيء ما. حتى أنه بدا متوتراً بعض الشيء.

لكن كان هناك شيء واحد غريب.

“تعالَ نفكر في الأمر، ألم تحضر أي حراس؟”.

“لا.”

عادة ما اصطحب النبلاء حراساً عند الخروج. كان الأمر مزعجاً، ولكنه ضروري للحفاظ على حياتهم—من أجل مصلحة المقاطعة. حتى جيريمي، الخجول حول الغرباء، كان دائماً ما يحضر حراساً.

‘ونحن بعيدون جداً عن وسط فرانتيرو…’.

كان من المفاجئ أن كاليجو لم يحضر أي حراس.

شعرت بإحساس غريب بالـ”ديجا ڤو” مرة أخرى.

“انتظر، لا تخبرني أن هناك قاتلاً يحاول قتلي مرة أخرى؟”.

“لا، ليس كذلك.”

“هل تحاول أن تعرفني على تاجر؟”.

“لا، ليس ذلك أيضاً.”

تنهد كاليجو، وبدا متضايقاً قليلاً.

“أردت فقط أن أتمشى معك.”

“أوه.”

“أعرف أنكِ تكرهين البقاء حبيسة السرير. اعتقدت أن استنشاق بعض الهواء النقي معاً سيكون أمراً جيداً للتغيير.”

“أرى ذلك.”

“حاولي ألا تتوهي. نحن بعيدون قليلاً.”

سحبها كاليجو بلطف نحوه من كتفها.

“ومع ذلك، مرتدين هكذا، لا يبدو أن أحداً يتعرف علينا.” قالت هيلينا بتعبير متحمس إلى حد ما.

‘أشعر وكأننا أناس عاديون.’

من الغريب أن الناس كانوا يبتعدون عن الطريق بمجرد أن يتواصلوا بالعين مع كاليجو. وكان بإمكانها أن تشعر بنظرات دافئة وطويلة تتبعهما—ربما كان هذا مجرد خيالها.

على أي حال، كانت هذه هي الحياة التي طالما حلمت بها هيلينا.

“شكراً لك على إخراجي. لم أكن أدرك كم كنت أشعر بالاختناق حتى الآن.”

ابتسمت ببراعة.

انتظر—هل تم سحب شخص للتو من قبل آخرين أثناء محاولتها شكر كاليجو؟ ربما كان هذا مجرد خيالها. على أي حال، قررت الاستمتاع بهذه اللحظة النادرة من الحياة الطبيعية.

كانت المباني في فرانتيرو مختلفة عن تلك الموجودة في العاصمة. فبدلاً من الرخام الأبيض المتوهج، استخدموا الطوب بلون المغرة. كانت الأشجار الصنوبرية الطويلة تصطف على جانبي الشوارع، مما جعل من الصعب معرفة ما إذا كنت في مدينة أو في الجبال عند النظر إليها من الأعلى. 

وبدلاً من البناء صعوداً، قاموا بالحفر تحت الأرض لملاجئ الغارات الجوية. كانت الجدران على التلال تحتوي على ثقوب بحجم المدافع.

كانت مدينة مبنية للحرب، ومع ذلك أحبت هيلينا فرانتيرو.

“هل أنتما زوجان؟”.

ناداهما بائع فاكهة في الشارع. بدا وكأنه غريب. عندما أكد كاليجو أنهما متزوجان، رفع البائع حبة رمان وقال: “اشترِ واحدة من هذه لسيدتك. إنها رائعة للنساء.”

بجانبه، كان رجل يدعى جيمس يحدق بعصبية. افترضت هيلينا أن ذلك كان بسبب المنافسة الشرسة.

“سآخذ سلة.”

بمجرد أن فكرت في الشراء من جيمس في المرة القادمة، دفع كاليجو بثمن الفاكهة بسلاسة.

مسح البائع ذقنه وحدق فيهما.

“همم، تبدو وجوهكما مألوفة إلى حد ما…”.

“آآآخ! اصمت!”.

“ما بك يا جيمس؟”.

“لا تسأل، فقط اصمت، من فضلك!”

لقد افترضت أنها كانت منافسة ودية، ولكن ربما كانا صديقين مقربين. بدا جيمس، على عكس البائع، وكأنه مواطن محلي من فرانتيرو.

نحّى البائع جيمس جانباً واستمر في الكلام. “تبدوان وكأنكما عروسان جديدان. هل تخططان لإنجاب أطفال قريباً؟ أم أن لديكما بالفعل طفل؟”.

“…”

“…”

عند ذكر الأطفال، صمتت هيلينا وكاليجو. لكن البائع لم يتوقف.

“هاه؟ لماذا لا يرتدي أي منكما خاتم زواج؟”.

“آآآآغ! اخرس! فقط اخرس، من فضلك!”.

“ممف!”

“أنا آسف! أنا آسف! اعفُ عني—لا، سامحني!”.

غطى جيمس فم البائع، والـعرق يتصبب منه بغزارة.

“…شكراً لك على الفاكهة.”

دون أن ينطقا بكلمة أخرى، غادر كاليجو وهيلينا السوق.

الدوق والدوقة لفرانتيرو، في عامهما الأول من الزواج، لم يكن لديهما أطفال، ولا خواتم، ولا حتى اسم لعلاقتهما.

~~~

نسينا اشياء كثيرة بس يلا نكمل، لأن كل قصة 6فصول يمكن اخلصها بسرعة المهم ذا فصل كإعلان

2025-11-20

لا تنسوا الاستغفار والصلاة على النبي!

حسابي انستا:  roxana_roxcell

حسابي واتباد: black_dwarf_37_