الفصل 136

‘آخر مكان شوهد فيه الطفل هو الطابق الأول.’

أخذت الخادمات الطفل إلى حمام غرفة فارغة ليغسلنه.

لكنهن قلن إنه اختفى أثناء ملء البانيو بالماء وتحضير الأمر.

‘والفرسان قالوا إنهم لم يروا الطفل يدخل أو يخرج.’

لم يمر وقت طويل منذ اختفاء الإمبراطور في حادث مراسم البركة.

لن يكون هناك وقت آخر تكون فيه انضباط الفرسان مشدوداً إلى هذا الحد.

لذا، يبدو أن احتمال أن يكون الفرسان قد فاتهم خروج الطفل إلى الخارج ضعيف.

‘كان يثرثر كثيراً، والآن هو صامت تماماً.’

أين يختبئ ذلك الجسم الصغير إذن.

نظر ولي العهد إلى خارج النافذة بنظرة متعبة.

رأى مبنى مضيئاً بشدة على بعد غير بعيد.

كان مبنى حفظ تقارير القصر الإمبراطوري.

وهو أيضاً المكان الذي يُحفظ فيه حالياً جسد شارلوت الذي تم استرداده من قصر الكونت وينستون.

‘انتظر لحظة.’

الآن فكر في الأمر، أليس هناك ممر سري مباشر يربط بين قصر ولي العهد وذلك المبنى؟

بما أنه ممر سري، فهو غير ظاهر علناً.

لكن من منظور طفل صغير منخفض، يمكن اكتشافه بسهولة.

وبالأخص، شعر ولي العهد بحدس غريب يقول إن الطفل المفقود موجود هناك.

خاصة أنه ذلك الطفل الصغير الذي تسلل إلى عربته دون أن يلاحظه أحد.

«يجب أن أذهب إلى المخزن فوراً.»

نهض ولي العهد من مكانه.

«ايها الفرسان، اتبعوني.»

عندما هرع ولي العهد إلى المخزن وفتح الباب، شعر بجو هادئ بشكل غريب.

كان المخزن صامتاً.

ركز ولي العهد على الأصوات وهو يخطو داخل المكان.

كان الطفل دائماً يلازم طائراً صغيراً ذا ريش ذهبي.

إذا كان الأمر كذلك الآن أيضاً، فسوف يسمع صوت تغريد الطائر الصغير من مكان ما.

وكان تخمينه صحيحاً.

التقط أذنه ضجيجاً خافتاً.

«انتظروا هنا.»

منع ولي العهد الفرسان من الاقتراب، ثم مشى بخطى واسعة نحو المكان الذي يُحفظ فيه نعش شارلوت.

سرعان ما عبس بشدة.

«أيها الوغد الصغير.»

«أبو؟»

كان ثيودور، الذي أقلق الجميع، يلعب بهدوء مع الطائر قرب نعش شارلوت.

أمسك ولي العهد بثوب ثيودور العلوي ورفعه فجأة.

فتح ثيودور عينيه مستديرتين عندما وجد نفسه معلقاً في الهواء، ثم ضحك قريباً بصوت عالٍ.

لم يكن فيه أي توتر.

تشقق جبين ولي العهد.

«هل تعتقد أنني أمزح الآن؟»

«كيا، كيا.»

«بسبب اختفائك المفاجئ، أنا-»

كان ولي العهد على وشك أن يصرخ، لكنه كبح غضبه.

الطرف الآخر طفل لم يتجاوز عامه الأول بعد.

لن يفهم حتى لو غضب منه.

بالإضافة إلى ذلك، كان يجرح كبريائه كبالغ، وكأحد أعمدة الإمبراطورية، أن يفقد أعصابه أمام طفل حديث الولادة تقريباً.

في النهاية، كبح ولي العهد غضبه بنفسه وأنزل الطفل.

«واه، وو.»

مد ثيودور، الذي وُضع بلطف على الأرض، ذراعيه نحو ولي العهد كأنه يطلب المزيد.

ضيق ولي العهد جبينه بدهشة.

«هل تريد حقاً أن أوبخك؟»

«أبو.»

«يبدو أن ذلك الدوق الأعظم المتكبر مهمل جداً في تربية أبنائه.»

دفع ولي العهد جبين ثيودور بإصبعه بلطف.

تراجع الطفل إلى الخلف كدمية لا تُقهر، ثم جلس إلى الأمام مرة أخرى.

لمع عينا ثيودور.

«واه!»

«هذا ليس لعباً.»

بيي- بيي-

«الآن حتى الطائر… هاہ.»

جلس ولي العهد بجانب ثيودور ناسياً كرامته بعد أن استنفدت قواه الذهنية.

اقترب ثيودور من ولي العهد ببطء.

وضع ذراعيه القصيرتين على فخذ ولي العهد.

أخيراً، انفجر ولي العهد، الذي كان يعبس دائماً، ضاحكاً أمام تلك التصرفات الجريئة.

«الآن أفهم لماذا يتباهى الوزراء الكبار بحفادهم كثيراً.»

«أونغ؟»

«بالتأكيد لأنهم يتصرفون بتلك الطريقة اللطيفة.»

همف.

رفع ولي العهد ثيودور وحمله على ركبتيه.

يقال إن الأطفال الصغار دافئون، وكان فعلاً كذلك.

قال ولي العهد وهو يداعب شعر ثيودور. 

«شعر أشقر صافٍ جداً.»

قلة قليلة في الإمبراطورية تمتلك شعراً أشقر بهذه الإشراقة.

أولئك الذين يحملون لقب هيليارد.

وبالإضافة إليهم، شارلوت هي الوحيدة التي يمدح الجميع شعرها الأشقر الجميل.

«همم.»

رفع ولي العهد شعر الطفل إلى الخلف.

عيون مستديرة، أنف مرتفع حتى وهو طفل صغير، شفاه صغيرة لطيفة.

كما شعر عندما التقاه أول مرة، إنه وسيم جداً.

عندما يكبر، سيجعل الكثير من النساء يبكين على الأرجح.

لكن باستثناء ذلك، شعر بشكل غريب أن الطفل مألوف.

رغم أنه يراه لأول مرة اليوم.

عندما ضيق ولي العهد جبينه محاولاً تذكر شيء ما.

بيي-

دار الطائر الذهبي دائرة صغيرة فوق رأسيهما، ثم هبط على النعش.

باف-

انفجر نور ساطع.

وعندما استقر ذلك النور، اختفى ولي العهد وثيودور دون أثر.