الفصل 109
* * *
أسقط الكرة السوداء الميتة اللون من يده.
«سابقًا كانت واحدة كافية، أمّا الآن فيجب ثلاثة. يبدو أنّ الجسد يكتسب مناعة.»
في السلّة على المذبح، كرات سوداء مستعملة مرميّة من الإمبراطور مكدّسة.
الكرات المدوّرة تنبعث منها شرّ غريب.
«أمّا أنتِ فَكُرة واحدة تكفيكِ. لم يتغيّر لونها تمامًا بعد، فستدوم أسبوعًا على الأقل.»
لعبت شارلوت بالكرة في يدها.
«هل تحتوي على قوّة حياة؟»
«نعم. مكرّرة خصّيصًا.»
«منذ متى يتناول جلالتك هذه؟»
«15 عامًا. بالطبع استخدمتُ هذه الأشكال الجميلة لفترة أقصر. في البداية كانت الطريقة بربريّة قليلًا.»
«بربريّة تعني……»
«أخذتُها حيّة. جرّبتِها أنتِ أيضًا.»
غمز الإمبراطور.
تصلّبت شفتا شارلوت.
«لم أستطع الاستمرار بهذه الطريقة إلى الأبد، فبحثتُ عن بديل. واكتشفتُ أن الطاقة الشيطانيّة مفيدة جدًّا في تكرير الشكل.»
«الطاقة الشيطانيّة……»
«اكتشفتُها في هيليارد. هل تعرفين أسطورة تأسيس هيليارد المتبقّية؟»
أومأت شارلوت.
«إذا كانت عن التنّين، نعم.»
«تساءلتُ إن كان بإمكاني استخدام قوّة الحياة التي تركها التنّين في أراضي هيليارد الشاسعة. للأسف لم أتمكّن من أخذها مباشرة. لكن وجدتُ طريقة أخرى.»
«تكرير قوّة الحياة باستخدام الطاقة الشيطانيّة؟»
«نعم. قوّة الحياة –لا المقدّسة– تتكتّل عند تهديد الطاقة الشيطانيّة. اكتشاف مفاجئ.»
ابتسم الإمبراطور بخفّة.
«للأسف مات دوق هيليارد السابق في الحادث ذاك. لكن بفضله أصبحت هيليارد أسهل في الاستخدام، ربح لي……»
«آآآخ-!»
في خضمّ حديث الإمبراطور، انبعث صراخ فجأة من نهاية ممرّ السجن تحت الأرض.
توقّفت شارلوت مفزوعة.
تأفّف الإمبراطور.
«لم يُعطَ تخديرًا كافيًا. قلتُ اهتمّوا بجعل الطريق الأخير سلميًّا.»
«……»
«طريق لنيل بركة ، يجب التعامل بلطف.»
هزّ رأسه كأنّه آسف.
«هنا صاخب جدًّا. ورائحة كريهة تتزايد. لنصعد الآن.»
«نعم، جلالتك.»
غادرت شارلوت مع الإمبراطور السجن الممتلئ برائحة الموت.
عند الخروج إلى السطح، أشرقت شمس دافئة.
بين نسيم الربيع الرقيق، عبق زهور عطرة.
«كنتُ وحيدًا دون من أفرغ له قلبي، لكن وجودكِ يفرحني.»
احمرّت خدّا شارلوت قليلًا.
وجهها المفعم بالحياة مؤخّرًا جميل جدًّا.
لا يُصدَّق أنّها كانت تنزف دمًا قبل أسابيع.
«كيف تحضيرات حفل النعمة؟»
«نعم. أبذل قصارى لإكمال المهمّة الموكلة بكمال.»
«هكذا. لديكِ الكثير لتفعليه لاحقًا. كنتُ أكره أن يطمع المعبد في سلطة الإمبراطوريّة ويتقاسمها.»
مشى الإمبراطور مكتوف اليدين.
«حفل النعمة بداية لإقامة سلطة الإمبراطوريّة. سأصبح حاكمًا حيًّا، وأنتِ القدّيسة الوحيدة التي تخدمينني.»
«نعم.»
«ووليّ العهد سيصبح إمبراطورًا كاملًا ينال حبّ حاكم والقدّيسة. أتمنّى أن يأتي ذاك اليوم الكامل سريعًا.»
«أنا أيضًا.»
«ها هو وليّ العهد هناك.»
رفعت شارلوت رأسها.
تحت الضوء، يقف وليّ العهد غير بعيد.
«لا يبدو جاء لرؤيتي، بل يبحث عنكِ على الأرجح.»
ابتسم الإمبراطور كحماة يحبّ كنّته مسبقًا.
لكن شارلوت بلا عاطفة.
كان يومًا ما من تحبّه حقًّا.
اعتقدت أن زواجهما يكمل حياتها.
كيف جفّت مشاعرها هكذا؟
‘ربّما مات حبّي له في ذاك السجن البارد تحت الأرض.’
لم يكن السجن الذي أخذها إليه الإمبراطور برحمة غريبًا عليها.
ذهبت إليه بسبب جبن وليّ العهد.
لم يحمِ زوجته وأطفاله من أبيه المجنون الطاغية.
بل جعل شارلوت كبش فداء لحماية نفسه.
توقّع شيء من رجل كهذا حماقة.
«جلالتك.»
«ما الأمر؟»
«أريد سماع رأيك في أمر.»
أمال الإمبراطور رأسه.
أعجب بها لأنّها تقبل كلّ شيء دون سؤال مهما صُدمت.
تقبل كلّ شيء بهدوء.
أحبّ الإمبراطور موقفها ووثق به.
لكن فجأة تسأل.
أراد سماع ما هو، فقال بلطف:
«تكلّمي.»
«قرأتُ كتبًا كثيرة أثناء التحضير للقدّيسة العام الماضي. في أحدها: القدّيسة تنتقل بالدم.»
«هم؟»
«لهذا الاعتقاد، كانت القدّيسات في الماضي متعدّدات الإنجاب. أصبحن رمز البركة لكثرة أطفالهنّ. هل هذا صحيح…… ما رأيك؟»
«حسنًا.»
دلك الإمبراطور ذقنه بهدوء.
«لو كانت القوّة المقدّسة تنتقل بالدم حقًّا، لما بحث المعبد عن قدّيسة الآن. يكفي العثور على أبناء القدّيسات السابقات.»
«كما توقّعتُ.»
«التاريخ يخبرنا. لكن قصّة مغرية. إنتاج قوّة مقدّسة لا نهائيّة. وجود مبارك حقًّا.»
ضحك الإمبراطور بصوت عالٍ.
ابتسمت شارلوت ابتسامة غامضة.
عيناها الخضراوان الغارقتان في الظلام باردتان بلا دفء.
* * *
الإمبراطور والمعبد، والكرات السوداء المجهولة.
اتّصلت إلينور بأغاريس فورًا لطلب لقاء.
خافت عدم الردّ، لكن لحسن الحظّ قبل أغاريس زيارة إلينور وماتياس للبرج السحريّ.
«إيلي!»
ركض أغاريس نحو إلينور بحرارة.
حاول عناقها دون تردّد، لكن ماتياس منعه.
«قف هناك وصافح فقط.»
«ها؟»
«لا تلمس جسد زوجتي بلا إذن. أقول هذا كزوج إلينور، سيد البرج.»
«زوجة؟»
نظر أغاريس بين إلينور وماتياس.
كأنّه يسأل ما سمعه.
‘يجهل تمامًا ما خارج اهتماماته.’
زواج دوق هيليارد وإعلان ابنه المخفيّ كان موضوعًا صاخبًا في المجتمع.
إمّا إعجاب أو سخرية.
لكن سيد البرج كصفحة بيضاء، لا يعرف شيئًا.
هذا يليق بسيد البرج.
بعد ردود فعل الناس الحماسيّة، ردّ فعله الباهت مخيّب بعض الشيء.
ضحكت إلينور بخفّة.
«هكذا حدث. الدوق زوجي الآن.»
«مستحيل. حقًّا؟ ليس كذبًا؟»
«لماذا مستحيل؟»
رفع ماتياس حاجبه بسخرية.
أمسك يد إلينور ورفعها، ثمّ قبل ظهرها بصوت.
،
التعليقات لهذا الفصل " 109"