كان ديلان متكوّرًا على السرير وحده. اختفى موقفه المتعجرف السابق، وعجز عن تحمّل ألم البطن الذي يختبره للمرّة الأولى، فتجمّعت الدموع في عينيه وهو متكوّرٌ بحجمٍ صغير. أذناه وذيله المتهدّلان بلا قوّة أثارا الشفقة، لكنّ روبي تعاملت معه ببرود.
“لقد أخبرتكَ، أليس كذلك؟”
“لكن، لم أتوقّع أن يكون الأمر بهذا السوء…”
“هذا ما يحدث عندما لا تستمع إلى الناس.”
لم يكن الأمر معقّدًا. لقد جرب ديلان طعامًا حارًّا لم يأكله من قبل، وتمادى في ذلك. تزامن ذلك مع موسم الشكر، حيث وصل تجّارٌ من بلادٍ شرقيّة. جلبوا أطباقًا محليّة من منطقةٍ تتّسم بمناخٍ قاسٍ، حارٍّ صيفًا وباردٍ شتاءً. تجاهل ديلان تحذيرات روبي المتكرّرة، فكان هذا مصيره، ولا يمكن إلّا القول إنّه جنى على نفسه.
“لا أريد أن أقول ‘ها قد رأيتَ’ أو ‘كما توقّعتُ’ أو ‘لذلك’. هذه كلماتٌ تُعيق استقلاليّة الأطفال، كما تعلم.”
“أنا لستُ طفلًا…”
“إذًا، يمكنني قولها؟”
“أرجوكِ، لا تضيفي إلى معاناتي.”
تنهّدت روبي بخفّةٍ أمام توسّله بعيونٍ دامعة. لديها قلبٌ أيضًا، وليست لديها الرغبة في تعذيب مريضٍ أو الوقت لذلك.
“فقدانكَ لحاسّة الشمّ لا يعني أنّ المكوّنات الحارّة تختفي، حتّى لو لم تشعر بالطعم. يقال إنّ تلك الأطباق تتطلّب حذرًا حتّى من البشر إذا أُكلت بطريقةٍ خاطئة. وبالنسبة للوحوش البشريّة الذين لا يأكلون عادةً طعامًا حارًّا، فمن الطبيعيّ أن يصابوا باضطرابٍ في المعدة.”
“لماذا يأكل البشر مثل هذه الأشياء عن عمد؟”
“حسنًا، سمعتُ أنّ تلك المنطقة حارّةٌ جدًّا صيفًا وباردةٌ جدًّا شتاءً. في مثل هذه الأماكن، يأكلون الطعام الحارّ لتحفيز الشهيّة في الصيف وتدفئة الجسم في الشتاء.”
“يأكلون الطعام لتدفئة أجسادهم من الداخل لتحمّل البرد؟ لا أفهم ذلك.”
“لأنّ البشر، على عكسكم، ليس لديهم عضلاتٌ قويّة أو فراءٌ دافئ.”
على الرغم من أنّ الوحوش البشريّة لا يختلفون كثيرًا عن البشر في الطعام، إلّا أنّهم، بحكم حساسيّة شمّهم، غالبًا لا يتحمّلون الأطعمة الحارّة. والآن، بما أنّ ديلان لا يشمّ، جرب الأطعمة الحارّة التي كان فضوليًّا بشأنها، فانتهى به المطاف طريح الفراش، وهو ما يُعدّ تناقضًا تامًّا.
بالمناسبة، قبل أيّام، وضع كميّةً كبيرةً من الليمون في فمه، فاختبر الغثيان والحرقة للمرّة الأولى. يبدو أنّه لا يتعلّم أبدًا.
“مذهل! حتّى وأنتَ تعاني من آلام البطن، تبدو وسيمًا. هذا الوجه الحزين، والسبب مجرّد أكل كميّةٍ زائدةٍ من الفلفل الحارّ؟ هل أنتَ غبيّ؟”
“هل تستمتعين بإهانتي؟”
“إنّه ممتعٌ نوعًا ما. إذا كنتَ لا تحبّ ذلك، فاخرج واعمل في المتجر.”
“أنتِ شيطانة!”
ابتسمت روبي بنظرةٍ ماكرةٍ أمام مظهره المحبط. أجساد الوحوش البشريّة قويّةٌ جدًّا، لذا قد يؤذون البشر دون قصد. يُقال إنّهم، خاصّةً في مسائل الرفيق، قد يصلون إلى حدّ سحق شريكهم بحضنهم.
إذا اختبر الوحش البشريّ آلامًا لا يعاني منها عادةً، مثل هذه، فقد يتعلّم كيف يراعي رفيقه البشريّ. أن تكون غير قادرٍ على تحريك جسدكَ بحريّةٍ أمرٌ مؤلم، أليس كذلك؟ كبحت روبي ابتسامتها الماكرة، وقدّمت له شرابًا طبيًّا أعدّته.
“هاك، هديّةٌ من الشيطانة. اشربه كلّه بسرعة.”
“ما هذا؟ مشروبٌ يشبه مستنقعًا من الجحيم؟”
“هذا دواءٌ للمعدة من تحضير أبي. طعمه غريبٌ قليلًا، لكنّه فعّالٌ جدًّا. العيب الوحيد هو الطعم.”
“أليس هذا العيب الأكبر؟”
“لكن بما أنّ أنفكَ مسدودة، فلا يهمّ، أليس كذلك؟”
بدا أنّ ديلان اقتنع بشرح روبي، فوضع الشراب في فمه. ابتلعه دفعةً واحدة، ثمّ كاد يبصقه.
“ما هذا؟! طعمٌ بغيضٌ يخترق الأنف بعد الانتهاء من الشرب!”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 4"