‘مهما حاولت بجدّ، ففي النهاية لا يمكنك مقاومة الغريزة.’
نظرت إلى مسرحية الخطوبة التي بدأت أمام الجميع بعيونٍ باردة.
***
“أريد تفسيرًا. ماذا فعلتِ بي بالضبط؟ حسب الظروف، قد أضطرّ إلى مقاضاتكِ.”
تجمّدت روبي مذهولةً أمام رجلٍ اقتحم المتجر فجأةً بغضب. كان الوقت موسم الشكر، ذروة موسم الأرباح لمحلّ الزهور، فكانت تحمل كميّةً كبيرةً من الزهور بين ذراعيها، وعيناها مفتوحتان على اتساعهما.
لم تُفاجئها شكواه المفاجئة فحسب، بل كان مظهر الرجل نفسه مريبًا للغاية. ارتدى معطفًا أسودَ طويلًا يجرّه خلفه، وغطّى وجهه بغطاءٍ كامل. أثار إعجابها، بطريقةٍ ما، أنّه استطاع التجوّل في المدينة بهذا الزيّ الغريب.
“ما الذي تفكّر فيه لتأتي فجأةً وتتهمني بهذه الطريقة؟”
“بدأت حاسّة الشمّ لديّ تضعف تدريجيًّا منذ دخلتُ هذه المدينة. وأثناء تجوّلي وأنا أشعر بالغرابة، اختفت تمامًا أمام متجركِ. لا تظنّي أنّني سأصدّق أنّكِ لم تفعلي شيئًا.”
“متجرنا مجرّد محلّ زهور! هل تعتقد حقًّا أنّ بائعة زهورٍ عاديّة يمكنها فعل شيءٍ غامضٍ كهذا، وكأنّها ساحرةٌ من البلاط الملكيّ؟”
عند سماع ردّ روبي، أصدر الرجل صوت تذمّرٍ خافت. ربّما شعر بالضيق، فرفع غطاء رأسه، ليظهر من تحته شابٌّ وسيمٌ بملامحٍ متألّقة. شعره الفضّيّ اللامع المتدفّق وعيناه الزرقاوان الرماديّتان كانتا، بلا شكّ، تجذبان الأنظار.
والأكثر لفتًا للانتباه كانتا الأذنان المستديرتان فوق رأسه. مغطّاتان بفراءٍ رماديٍّ فاتحٍ مع بقعٍ سوداء. ربّما كانتا متّجهتين للجانبين بسبب الحذر. وتحت المعطف الطويل، من المؤكّد أنّ ذيلًا طويلًا كان يهتزّ بضيقٍ وغضب.
‘إذًا، هكذا الأمر.’
تنهّدت روبي باستياء. اتهامات الرجل كانت مجرّد افتراءات، لكن إذا كان هذا الرجل من الوحوش البشريّة، فمن السهل تخمين سبب غضبه.
بما أنّ الوحوش البشريّة نادرون جدًّا في هذه المدينة، فمن المحتمل أن يكون هذا الرجل قد جاء من المملكة المجاورة. وبينما كانت تفكّر في حارس البوّابة الذي ربّما سمح له بالدخول، وتتخيّل نفسها تضربه في ذهنها، هزّت كتفيها.
“هاه، هذا مزعج.”
“ماذا قلتِ؟”
“أقول إنّ الأمر مزعج لأنّه كذلك. ما الذي يمكنني فعله؟”
ربّما كان فقدان “حاسّة الشمّ”، كما يدّعي الرجل، أحد أسباب غضبه. يفخر الوحوش البشريّة جدًّا بخصائصهم التي تميّزهم عن البشر. ولهذا، إذا شعروا بأنّ خصائصهم تُهان أو تُضعف، فقد يندفعون للانتقام من الطرف الآخر بكلّ قوّة.
ومع ذلك، هذا على الأرجح سببٌ ظاهريٌّ فقط. السبب الحقيقيّ، على الأغلب، هو…
“على أيّ حال، أضعتَ رائحة رفيقتكَ، أليس كذلك؟ لا أعرف ما الذي تفكّر فيه، لكنّ هذه ليست بلادكم. ألم يُشرح لكَ عند دخولكَ أنّ إثارة المشاكل بسبب أمور الرفيق ستؤدّي إلى طردكَ فورًا من البلاد؟ إذا فهمتَ، فهل يمكنكَ المغادرة الآن؟”
“إذًا، أنتِ فعلًا السبب في فقداني لرائحة رفيقتي!”
“قلتُ لكَ إنّني لا أعرف شيئًا عن ذلك!”
شعرت روبي بالإحباط من عدم فهمه لها، ونظرت إلى الخارج. سكّان هذه المدينة مليئون بالإنسانيّة، لذا حتّى دون أن تطلب المساعدة، من المؤكّد أنّ تقاريرَ بالعشرات أو المئات قد وصلت إلى الدوريّات. وبما أنّه موسم الشكر، فمن غير المرجّح أن يتركوا شخصًا مريبًا كهذا دون تدخّل… على الأغلب.
“روبي، ما هذا الضجيج؟ ما الذي يحدث؟”
“أبي!”
قبل وصول الدوريّات، ظهر والد روبي بالتبني، بشعره الأحمر الزاهي يرفرف.
بدا مرتبكًا بعض الشيء، حاملًا قارورتين في يديه، قادمًا من المختبر في الجزء الخلفيّ من المتجر. هرعت روبي إليه على الفور. ليس لتختبئ خلفه، بل لتحميه بإخفائه خلف ظهرها.
“مهلًا، ما الذي يحدث؟ أنا رجل، لذا يجب أن تكوني أنتِ، روبي، خلفي…”
“كفى يا أبي! إذا حدث لكَ شيء، ستجهش أمي بالبكاء. لقد تزوّجت أخيرًا ووجدت السعادة. وبما أنّكَ بهذا الجمال وصغير الحجم، يجب أن تتراجع أنتَ. لا تقلق، أنا سأحميكَ!”
“روبي، أنا بالفعل صغير الحجم بعض الشيء، لكنّني لستُ طفلًا، أتعلمين؟”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 1"