0
المقدمة
كان باب برج السِّحر مفتوحًا.
وضعت غلوريا الشمعدان المنطفئ بحذر ودفعَتِ الباب ببطء. اندفعت برودة قارسة من الفجوة الصدئة، كأنها ستجمّد كل ما يعترض طريقها.
في الظلام الدامس، حيث لا يمكن التمييز بين ما هو أمامها، تردد صوت أنفاس خشنة. تبعت غلوريا بصرها على امتداد الظلال التي شكلها ضوء القمر المتسلل عبر القضبان الضيقة، فاتسعت عيناها بصدمة.
هناك، في وسط الجدار الحجري البارد، كان شخص معلَّقًا وذراعاه مقيّدتان.
لا، هل يمكن حتى أن يُطلق عليه “إنسان”؟
شعره قد تحوَّل إلى رمادٍ باهت، وعروقه منتفخة بشكل مشوّه، ونظراته فارغة وكأنها فقدت كل عقلٍ وإدراك.
لم يتبقَ أي شيء من الهيئة التي كانت تعرفها عنه. الشيء الوحيد الذي أكّد لها أنه هو نفسه، كان ملابسه التي لم تتغير منذ آخر مرة رأته فيها.
ترى، هل سيتعرف عليّ؟
فتحت غلوريا فمها بحذر، وقالت:
“… دوقي.”
“كررر!”
خرج زئير وحشي بدلًا من الكلمات من حنجرته.
صوت صليل الحديد— اصطدمت القيود المعدنية التي تُطوّق معصميه بالجدار الحجري، مُحدثةً ضجيجًا يُدوي في الأذن.
كان جسده يتلوى بعنف، كما لو كان يحاول انتزاع الأغلال المثبّتة في الجدار.
عضَّت غلوريا على شفتيها اليابستين. كانت تدرك أن الأمر لن يكون سهلًا، لكنها لم تستطع قمع الخوف الذي اجتاحها.
ومع ذلك، كان عليها أن تفعل.
ربما إن اقتربت أكثر، سيمزق حلقها بأسنانه، ولكن لم يعد هناك خيار آخر بعد أن وصلت إلى هذا الحد.
حسمت غلوريا أمرها، وتقدمت بخطوات حذرة.
“كرررررررك!”
كلما اقتربت، ازداد عنفه واشتدّت مقاومته.
دفعت قدميها المتردّدتين إلى الأمام، واقتربت منه حتى صارت أمامه مباشرة، ثم نطقت بهدوء:
“أَسْتان.”
عند سماع اسمه، تجمَّد الوحش في مكانه للحظة.
نظرت غلوريا إلى عينيه المحمرّتين المتّقدتين. لم يكن هناك انعكاس لأي شيء في تلك الحدقتين المشتعلتين كأنهما ستلتهمان كل ما أمامهما.
لكن… إن كنتُ ما زلتُ محفورةً في ذاكرتك.
“آه!”
انقضت أنيابه الحادّة ومزّقت جسدها بعنف.
شهقت من الألم حين انفصلت قطعة من لحمها، وانتشر طعم الدم المعدني في فمها.
ومع ذلك، كان عليها أن تتحمّل، حتى لو قُطِع لسانها، فهذا هو السبيل الوحيد للنجاة.
أَسْتان… أرجوك.
امتزجت أنفاسهما المضطربة.
استمر ذلك التلامس العنيف، الذي لا يمكن تسميته بقبلة، لفترةٍ طويلة.
ثم…
… هدأت أنفاس الوحش تدريجيًا.
تحوّل شعره الباهت إلى لون داكن، واستعادت عيناه الباهتتان بريقهما وتركيزهما.
عندما أدركت غلوريا أن حركته العنيفة قد توقفت، رفعت رأسها بحذر.
“دوقي…؟”
“… غلوريا.”
مثل أميرة أنقذت أميرًا مسحورًا، ابتسمت غلوريا ابتسامة مشرقة، بعد أن كسبت رهانا كان ضربًا من الجنون.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 منتدى المانهوا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 منتدى الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 2 2025-06-01
- 0 - المقدمة 2025-04-01
التعليقات لهذا الفصل " 0"